دفة حياتي تفلت من يدي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 559 - عددالزوار : 134518 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1024 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5510 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1327 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1719 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1426 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 19056 )           »          يوم القيامة: نفسي.. نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2023, 08:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,317
الدولة : Egypt
افتراضي دفة حياتي تفلت من يدي

دفة حياتي تفلت من يدي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
فتاة نشأت في مشاحنات مستمرة بين والديها، ما جعل أمها مضطربة نفسيًّا وكئيبة، أيضًا أمها تقف في طريق حياتها، وأبوها متعالٍ، لا ينفق عليها، وقد باءت كل محاولاتها للإصلاح بينهما بالفشل؛ فاستحالت الحياة في بيت أهلها جحيمًا لا يُطاق، وأصبحت تتمنى اليوم الذي تخرج فيه من بيت أهلها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ظروفي العائلية سيئة جدًّا منذ صغري، ولم يزدْها مرور السنين وتعاقبها إلا سوءًا، حتى أكاد أختنق؛ فوالداي متشاحنان على الدوام، وأمي متعسفة جدًّا، وتقف عائقًا في حياتي بشكل مستفز، تمنعني حتى من بِرِّ أبي، وأبي هو الآخر يشك بي، ولا ينفق عليَّ، وأمور كثيرة اجتمعت عليَّ، ومع تأخر الزواج، وصعوبة استمرار العيش في بيت أهلي، مؤخرًا أصبحت عصبية أغضب بسهولة كالأطفال، مع أنني كنت باردة، طِباعي تغيرت؛ إذ باءت كل محاولاتي للإصلاح بين والديَّ بالفشل، وتمنيت الخروج من هذا البيت عاجلًا، حتى إنني فكرت وخططت للهرب في لحظة ضعف.

ونتيجة للتراكمات؛ فقد عَقَدَ الضيق صداقة معي وصار رفيقي وأنيسي، وشرح الحالة ما هو إلا ضيق شديد وكُرْهٌ للحياة وللأهل، مع إحساس أن شيئًا ما يُطبِق على صدري، ولا أريد سوى النوم أو الانعزال، وهكذا تستمر معي الحالة ثم تذهب من تلقاء نفسها، أحيانًا تستمر يومين وأحيانًا أسبوعًا، وإذا كان الموضوع مؤلمًا بشدة، فإني أصِلُ للاكتئاب، وما إن أسترجع المواقف السيئة في حياتي، ومواقف أمي، فإن ضربات قلبي تزداد، وتؤلمني فوهة المعدة، أريد التخلص من هذه الحالة، وكذلك أريد التخلص من حالة الحزن التي تعتريني إذا طلبت من أمي شيئًا فرفضت، حيث يتعكر مزاجي، وأنسحب وربما ظللتُ حزينة لأكثر من يوم، وإذا رجعت لطبيعتي وللحديث من أمي، أراها حزينة لحزني، وهكذا دواليك، حياتنا ليس فيها إلا مشاكل وحزن وسلبية وتعقيد، مع العلم بأن أمي كئيبة، وأعتقد أن لديها اضطرابات نفسية، حتى إنها تسترجع الذكريات الحزينة في وقت الرضا والسلام، فأمس كنت حزينة، ودموعي تنهمر؛ لأنني طلبت منها الذهاب للسوبر ماركت لقضاء حاجات ضرورية ورفضت، مع أنني أشتري كل شيء بمالي، لكنها ترفض خروجي للسوق والأماكن العامة ولا توافق إلا بشقِّ الأنفس، حتى إنها تفرض عليَّ أن أضع أصنافًا معينة من الطعام على العَشاء لا تسُدُّ رَمَقِي، وأظل طوال الليل جائعة، إلا إذا كان لدي مأكولات في غرفتي.

قصتي طويلة، وحالتي كئيبة، لست بصدد ذكرها الآن بقدر رغبتي في طريقة للتخلص من هجمات الضيق والاكتئاب، لقد خططت لركْلِ باب المنزل بعد خروجي منه عروسًا، وإغلاقه بقوة وشتمه، وألَّا أزورهم إلا قليلًا، أنتظر توجيهكم بحلول عملية، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمشكلتكِ مؤلمة حقًّا، وملخصها الآتي:
١- والداكِ على غير وفاق، والخلافات والمشاحنات بينهما تتجدد.

٢- منذ أن وعيتِ الدنيا، والخلافات بين والديكِ حاضرة ومستمرة.

٣- هذه الخلافات أثَّرت في نفسية والدتكِ، وجعلتْها متوترة ومكتئبة، وأثَّر كل ذلك في سلوكها مع أبنائها.

٤- قلتِ: إن مما زاد من مشاكلكم أن والدكِ أنانيٌّ ومتعالٍ.

٥- ذكرتِ أنكِ سبق أن عرضتِ موضوعكِ على مستشارين، وراقٍ شرعيٍّ، وإخصائية نفسية، ودكتورة إرشاد أسري، ولم تذكري ما تشخيصهم لحالتكِ وحالة أمكِ، وعمومًا هذا العرض على هؤلاء كلهم يدل على اعتقادكِ بوجود شيءٍ ما يُسبب تفاقم مشاكلكم.

٦- ذكرتِ أن أمكِ متعسفة، وتُعيق حياتكِ بشكل مستفز، وتمنعكِ حتى من بِرِّ والدكِ، وذكرتِ أن والدكِ يشك فيكِ، ولا ينفق عليكِ.

٧- ونتيجة لِما سبق أصبحتِ عصبية، وتغضبين بسهولة كالأطفال، وكنتِ سابقًا حليمة وهادئة، وتسعين للإصلاح بين والديكِ.

٨- لمَّا وجدتِ كل طرق الإصلاح مُوصَدة في وجهكِ، تغيرتِ وتمنيتِ الخروج من البيت، وخططتِ للهروب منه.

٩- نتيجة لتراكم المشاكل لازَمَكِ الضيق الشديد وكره الحياة والأهل.

١٠- حياتكم صارت كلها مشاكل، وسلبية، وتعقيد.

١١- أمكِ دائمًا تسترجع الذكريات الحزينة.

١٢- تعتقدين أن أمكِ مصابة باضطرابات نفسية وكئيبة.

١٣- ترفض أمكِ طلباتكِ اليسيرة، وتفرض عليكِ نوعًا من العشاء لا يَرُوق لكِ، ولا يَسُدُّ جوعتكِ.

١٤- أخيرًا ذكرتِ أن قصتكِ طويلة، وأن حالتكِ كئيبة، وأنكِ ترغبين في طريقة تُخلِّصكِ من هجمات الضيق والاكتئاب، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: واضح جدًّا أن بين أبويكِ فجوةً كبيرة، وتباعدَ قلوبٍ أثَّر في نفسيات أهل البيت كلهم: الوالدين والبنات، وأصابهم بالتوتر وضيق الصدر، وضعف القدرة على التحمل والصبر، ومن ثَمَّ سوء التعامل، فيا ليتكم تعلمون سبب هذه الفجوة بين الوالدين: هل هي ضعف توافق، أو ضعف محبة، أو كره شديد، أو شدة غضب، أو سوء خلق أحدهما وظلمه للآخر، أو أمراض نفسية واضطرابات سلوكية، أو أسباب خارجية من حسد وغيره؟
وبعد تشخيص السبب لعله يسهل العلاج بإذن الله سبحانه.

ثانيًا: وأيًّا كان السبب، فإن أهم العلاجات الشرعية هي:
أ- الدعاء بصدق وإخلاص وهو أعظم الأسباب.
ب- كثرة الاستغفار.
ج- كثرة الاسترجاع.
د- الصدقة.
ه- الرقية الشرعية.
يُضاف إليها سبب طبي؛ وهو عرض نفسيهما على طبيب نفسي.

ثالثًا: بالنسبة لكِ، عالجي نفسكِ بنفس العلاجات السابقة، ومما يُدخل السرور على قلبكِ، ويقوِّي صبركِ أن تعلمي أن ما أصابكِ قدرٌ كتبه الله؛ رفعًا لدرجاتكِ، وتكفيرًا لخطاياكِ؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

رابعًا: صببْتِ جام غضبكِ على سلوكِ والديكِ، ولم تذكري شيئًا عن تعاملكِ معهم؛ فقد تكونين أنتِ التي جنيتِ على نفسكِ، وزرعتِ فيهما من حيث لا تشعرين الكُرْهَ والمقْتَ لكِ والأذى لكِ؛ فحاسبي نفسكِ وجاهديها، وغَيِّري من تعاملكِ معهما؛ فهما والداكِ، ومهما حصل منهما من أخطاء وظلم، فهي لا تُلغي حقوقهما من البر وحسن التعامل؛ فالله سبحانه أمر ببرِّ الوالدين ولو كانا مشركَين، ويأمران ولدهما بالكفر، فكيف بالمؤمنَين؟ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].

سادسًا: يبدو أنكِ أنتِ وأمَّكِ تحتاجان بشكل أخص للرُّقْية، ليس لأن بكما مرضًا معنويًّا مؤكدًا؛ ولكن لأن القرآن شفاء بنص كلام الله سبحانه؛ قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

سابعًا: بعض الناس عندما يعيشون في هذه الأجواء المشحونة ينشغلون بعيبِ فلانٍ وفلانٍ، والدعاء عليهم، ويقصُرُون عن تقوية الارتباط بالعظيم الوهَّاب، مُفرِّج الكُرُبات سبحانه؛ فتجد عندهم تقصيرًا في المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن، وهما اللذان يطيبان القلب، ويُدخِلان عليه السرور والثبات والطمأنينة؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

ثامنًا: الانشغال بعيوب الآخرين كثيرًا ما يصرف عن تفقُّدِ عيوب النفس، وتصبح عيوب الغير الحقيقية والمزعومة شماعة لتعليق الأخطاء والمعايب عليها، وتؤدي أيضًا للحقد والشحناء والبغضاء، فتفقَّدوا أنفسكم.

تاسعًا: كرهكِ لأهلكِ وللحياة وتفكيركِ في الهرب من البيت كلها تعبر عن مدى الألم والضجر وضعف الصبر، وتدل أيضًا على ضعف إيمانكِ، ونقص في العبادات المثبتة من صلاة وتلاوة للقرآن، وربما كانت من نتائج بعض المعاصي؛ لذا فأكثري من محاسبة نفسكِ ومن التوبة والاستغفار، والدعاء لنفسكِ بالصبر والثبات، ولوالديكِ بالتآلف بينهما، وبزوال الكُرْهِ من قلبيهما.

عاشرًا: جاهدي نفسكِ على كَظْم غيظكِ على والديكِ، واسألي الله أن يرزقكِ الحِلْمَ والرفق، وأن يعينكِ على البر بهما؛ فإن العقوق ذنب عظيم، والبر عمل صالح كبير.

حفظكِ الله، وفرَّج الله كربكِ وكرب والديكِ، وأعاذكم من نزغات الشياطين.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.08 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]