مقدمة في مفهوم النظرية والنظرية التربوية ونظرية المنهج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70633 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16860 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9138 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32366 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2930 )           »          منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي الله داود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واجبات الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-09-2023, 06:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,183
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمة في مفهوم النظرية والنظرية التربوية ونظرية المنهج

مقدمة في مفهوم النظرية والنظرية التربوية ونظرية المنهج
بلال عدنان قبلان

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
لا يجادل عاقلان في أهمية تجويد المنظومة التربوية في أي مجتمع من المجتمعات، فوراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، ولا تقوم هذه المنظومة بما يُنتظر منها إلا بتبنيها منطلقات فكرية واضحة يمكن أن ندعوها بالنظرية التربوية، فما النظرية أولًا؟ وما النظرية التربوية؟ وما الجانب التطبيقي لهذه النظرية؟


تعريف النظرية:
يعد مصطلح النظرية مصطلحًا عامًّا جرى استخدامه في معظم العلوم التي اشتغل بها الإنسان، والنظرية من حيث اللغة مشتقة من لفظ نظر، وهو كما يذكر ابن منظور: أي نظر العين ونظر القلب (1414هـ، 215)، والنظر أيضًا هو الفكر في الشيء تقدره وتقيسه.

والنظرية - بوصفها مصطلحًا متداولًا علميًّا - يختلف من حيث الدلالة عن بعض المصطلحات التي تشترك معه في الحقل الدلالي نفسه، كمصطلح وجهة نظر، أو رأي، أو اتجاه؛ فالنظرية أكثر دقة وصدقًا، كما أنها تطورت عن طريق فنيات العلم أو بواسطة منطق مطور متبعة قواعد متشددة في ذلك بخلاف المصطلحات الأخرى، وللنظرية دور بناء في تطوير المعرفة في حين أن المفاهيم الأخرى ليس لها هذا الدور؛ (بوشامب،1987، 25).

وبكلمات مبسطة فإننا نطلق مصلح النظرية على تلك العبارات التي توضح أو تشرح أو تتنبأ بالظاهرة، مركز الاهتمام في ميدان ما من ميادين المعرفة، تلك التوضيحات تسمى بالنظرية؛ (سعادة وإبراهيم، 2016، 389).

وينطلق معظم الباحثين في تعريفهم للنظرية من أنها مجموعة من العبارات والرؤى تفسر سلسة من الأحداث؛ (بوشامب،1987، 26)، ومن ذلك ما ذكره بوشامب (1987) بأن النظرية عبارة عن مجموعة من العبارات المرتبطة التي نسقت؛ لكي تعطي معنى لمجموعات من الأحداث، وقد تتخذ هذه العبارات شكل تعريفات وصفية أو وظيفية، أو أن النظرية في أبسط صورها بناء رمزي، صُمِّم لجعل الحقائق المعممة أو القوانين في اتصال منتظم؛ (سعادة وإبراهيم، 2016، 391).

وفي ذلك ينقل الدكتور علي مدكور أن النظرية العلمية هي محاولة لتفسير عدد من الفروض أو قوانين الطبيعة من خلال وضعها في إطار عقلي عام؛ (مدكور، 2006، 48).

وقد عرفها كابلان بقوله: "إن النظرية هي الطريقة لعمل شيء ذي معنى لموقف يعيق المسيرة، بحيث تسمح لنا بفاعلية كبيرة تكوين عادات وتعديلها، وربما التخلص من بعضها، وإحلال عادات اخرى جديدة كلما تطلب الموقف ذلك"؛ (سعادة وإبراهيم، 2016، 391).

إذًا فالنظرية هي توضيحات عامة تسمح لنا بدراسة وفهم ظواهر وحوادث كثيرة متشابهة بدلًا من دراسة كل حادثة على حدة.

تعريف النظرية التربوية:
من الناحية التربوية يمكن الشرح بأن النظرية التربوية هي الحلقةُ التي تجعل الأفكار المجردة أقرب إلى التطبيق العملي، ولذا يمكن القول بأنها نظرية تطبيقية أكثر منها مجردة.

يوضح مور المفهوم السابق بتشبيه العملية التربوية ببناء مكون من ثلاثة طوابق، فالطابق الأول يوجد فيه كل الممارسات التي يشترك فيها المدرسون والطلاب والإدارة المدرسية من الأنشطة التعليمية وتدريس وتخطيط، وما إلى ذلك، وفي الطابق الثاني توجد النظرية التربوية التي يمكن اعتبارها مجموعة من الإرشادات والمبادئ التي تهدف إلى توجيه وإرشاد الممارسات التعليمية الجارية في الطابق الأول، أما الطابق الثالث فهي فلسفة التربية التي تُعنى بكل ما يدور في الطابقين الأول والثاني، فهي تحلل المفاهيم كالتربية والخبرة، وتحدد لها المعاني التي تدخل في بناء النظرية في الطابق الثاني، وتوجه الممارسات التربوية في الطابق الأول؛ (مدكور،2006، 48).

إذًا فالنظرية التربوية كما يعرفها (بوشامب، 1987) هي: نظرية تطبيقية، وهي ثمرة التطورات في النظريات الأساسية: (الإنسانية + الاجتماعية + الطبيعية).

وهي عند مدكور مجموع المبادئ المترابطة التي توجه العملية التربوية، وتحكم الممارسات التعليمية، فإذا كانت النظرية العلمية تحاول وصف ما هو قائم، فإن النظرية التربوية تصف وتقرر ما ينبغي عمله مع الناشئة، وتوجه وترشد الممارسات التربوية؛ (مدكور،2006، 48).

ويعد المنهج الدراسي بمفهومه الشامل هو التجسيد التطبيقي للنظرية التربوية، ولا شك أنه في سعيه لتجسيدها يقوم على نظرية جزئية خاصة به مستمدة من النظرية التربوية العامة، فما نظرية المنهج؟


تعريف نظرية المنهج:
قبل البدء بتعريف نظرية المنهج، يحسُن النظر إلى الوحدات التي يتكون منها هذا المصطلح؛ حيث يتكون من مادة نظرية وقد سبق الكلام بها، ومادة منهج، وعند النظرة إلى المنهج بوصفه مصطلحًا لغويًّا، نجد أن ابن منظور يعرفه بأنه الطريق البين الواضح، ونهج الطريق؛ أي: أوضحه، وقد جاء في القرآن الكريم ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، وفسَّر ذلك ابن كثير بأنه الطريق السهل الواضح والسنن والطرائق؛ (مدكور، 2006،59).

وحين نتناول المنهج من ناحية تربوية، فقد تنوعت تعريفاته بتنوع نظرة المنشغلين في المناهج إلى المنهج، ولعل أكثر التعريفات قبولًا ما ذكره؛ (عبدالموجود، 1981) بأن المنهج هو مجموع الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للتلاميذ بقصد احتكاكهم بها، وتفاعلهم معها، ومن خلال هذا الاحتكاك والتفاعل يحدث تعلُّم أو تعديل في سلوكهم، ويؤدي هذا إلى تحقيق النمو الشامل المتوازن الذي هو الهدف الأسمى للتربية؛ (عبدالموجود، 1981، 11).

أما عن نظرية المنهج، فهي ابتداءً نظرية فرعية من النظرية التربوية، فإذا كانت النظرية التربوية هي المبادئ والأفكار التي تحكم العملية التربوية كلًّا، فنظرية المنهج هي ذلك الجزء من النظرية التربوية الذي يعنى بالمناهج.

ومن التعريفات الشهيرة لنظرية المنهج ما ذكره (بوشامب، 1987) بأنها مجموعة من العبارات المترابطة التي توضح مفهوم أو طبيعة المنهج التربوي، من خلال تحديد العلاقات التي تربط بين عناصره، وتوجه عمليات تطويره واستعمالاته وتقويمه.

وقد عرفها (قلادة، 2006) بأنها مجموعة من الأحداث المترابطة التي تعطي معنى لمنهج المدرسة عن طريق إبراز العلاقات بين عناصره، وتطويره، واستخدامه، وتقويمه؛ (قلادة، 2006، 57).

وذكرت (تابا، 1962) أن نظرية المنهج هي طريقة لتنظيم التفكير حول قضايا هامة تخص تطوير المنهج؛ من حيث مكوناته، وأهم عناصره وكيفية اختيارها وتنظيمها، وكيفية اتخاذ القرارات المنهجية، وترجمة المعلومات والمعايير المتوافرة في هذه المصادر من لاتخاذ قرارات منهجية محسوسة (14).

المراجع والمصادر:
1- سعادة، جودت، وإبراهيم، عبد الله (2016) المنهج المدرسي المعاصر، ط8، عمان: دار الفكر.
2- قلادة، فؤاد (2006) نظريات المنهج والنموذج التربوي، ط2، الاسكندرية: مكتبة بستان المعرفة.
3- بوشامب، جورج (1987) نظرية المنهج؛ ترجمة ممدوح محمد سليمان وآخرين، القاهرة: الدار العربية للنشر والتوزيع.
4- مدكور، علي (2006) نظريات المناهج التربوية، القاهرة: دار الفكر العربي.
5- عبدالموجود، محمد عزت وآخرون (1981) أساسيات المنهج وتنظيماته، القاهرة: دار الثقافة.
6- ابن منظور، محمد (1414ه) لسان العرب، ط3، ج5، بيروت: دار صادر.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.26 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]