مارست العادة بعد شفائي من مرضي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 199787 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الحديث مهرة متقنون/ الإمام البخاري وشيخه أبو نعيم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لذائذ الضعف... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          معاني الحج وحِكَمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          اعتياد المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الدقة المتناهية لعلماء الحديث في الرواية / مارواه زيد بن أسلم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مفاتن السعــــــــادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          همسة في آذان الحساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف تتدبر القرآن (خطوات عملية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2023, 04:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,446
الدولة : Egypt
افتراضي مارست العادة بعد شفائي من مرضي

مارست العادة بعد شفائي من مرضي
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
شاب كان مريضًا بمرض ما، وكان يعبد الله حقًّا في أثناء مرضه، ثم لما شُفي منه، أصبح يهمل أداء واجباته الدينية، وقلت عباداته، صاحب رفاق السوء، وأدمن ممارسة العادة، وهو يفكر في السفر دون إعلام والده، ويسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كنت مريضًا بمرضٍ والحمد لله أن عافاني الله منه، وكنت ملتزمًا حال مرضي وأعبد الله من أجل أن يشفيني من مرضي، والحمد لله شفيت، ولكن منذ فترة أحسست أن قلبي أصبح قاسيًا، أصبح الشيطان يغويني بمشاهدة الإباحيات وممارسة العادة السرية، أصبحت غير ملتزم بديني، أصلي دون خشوع، عباداتي باتت نزرًا يسيرًا، مع العلم أنني أتوب كلما اقترفت ذنبًا، لا أصلي الفجر؛ إذ أنام لفترة طويلة، ضميري يعذبني، وأخاف عقاب الله سبحانه وتعالى؛ فمن بعد أن شفاني من مرضي، وأنا أعصيه، أصبحت أتكلم بأمور قبيحة مع رفاقي، بعدما كنت من الملتزمين، روتين الحياة مملٌّ جدًّا من ناحية أقربائي، والأوضاع الاجتماعية في بلدنا كرهتني في حياتي، وكرهت الدراسة، وأود السفر إلى الخارج دون علم والدي؛ فأنا لا أريد أن أخبره؛ فهو لا يحب أن أتركه، فبماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتك هو:
1- أنك أُصبت بمرض، ثم التزمت بالواجبات الشرعية ليخلصك الله من المرض، فلما تخلصت منه، نَكَصَتَ على عقبيك، وولجت حِمى المحرمات.

2- تساهلت بالصلاة وأداء صلاة الفجر في وقتها، وابتُليت بالعادة السرية، وفي كل مرة تترك واجبًا أو تفعل محرمًا تتوب بسرعة إلى الله، ثم تعود للذنب.

3- ضميرك يُعذبك كلما أذنبت، وتخاف من عقاب الله سبحانه لك؛ لأنك أطعتَه ليشفيَك، فلما شفاك عصيته.

4- أصبحت قاسيَ القلب تعمل الطاعات بلا خشوع.

5- لك رفاق تتكلم معهم في أمور قبيحة.

6- الحياة عندك مملة بسبب الأوضاع ببلدكم والأوضاع الاجتماعية.

7- كرهت حياتك وتود السفر للخارج بدون علم والدك؛ لأنه لا يحب أن تتركه.

8- لا تستطيع الدراسة وكرهتها.

وأخيرًا تطلب النصيحة، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: يبدو أن التزامك أثناء المرض لم يكن التزامًا حقيقيًّا صافيًا خالصًا لله، بدليل أنه لما أنعم عليك سبحانك بالشفاء، كان المتوقع أن تزيد شكرًا لله عز وجل، وقربًا منه سبحانه بالطاعات وترك المعاصي، ولكنك نكصت على عقبيك، ورجعت القهقرى إلى الوراء متناسيًا نعمة الله عليك، فنصيحتي لك أن تتذكر قوله عز وجل: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، فترجع لربك سبحانه شاكرًا حامدًا، مطيعًا مستغفرًا، محافظًا على الواجبات، تاركًا للمنكرات، ومما يُعينك على ذلك الآتي:
1- الصدق.
2- الإخلاص.
3- الدعاء.
4- المجاهدة للنفس.
5- ترك جلساء السوء.
6- الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن.
7- طلب العلم النافع.
8- مجالسة الصالحين.
9- تذكر الموت الذي قد يأتيك فجأة وأنت على المعصية.
10- تذكر أليم عقاب الله لمن يكفر النعم.

ثانيًا: ذكرت أنك وقعت في الإباحيات والعادة السرية والكلام القبيح مع الأصدقاء، وكلها نتيجة حتمية للآتي:
لتنكُّرِك لنعمة الله عليك، وعدم شكرها.

وبسبب مجالستك لجلساء السوء.

ولدخولك على مواقع السوء في الإنترنت، فلا بد أن تكون حازمًا مع نفسك، وتهجر هؤلاء جميعًا وكل ما قد يغمسك في الفتن.

ثالثًا: ابتُليت ببلاء المرض الجسدي، فحسنت علاقتك بربك سبحانه، طمعًا في فضله وعافيته، فلما أنعم عليك بارزتَه بالعصيان، وهذا كُفران للنعمة مؤذِنٌ بخطر عظيم عليك، وهو فتنة واستدراج لك، فكما أن البلاء فتنة، فكذلك العافية والخير قد تكون فتنة؛ تأمل جيدًا قوله عز وجل: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]، بل الابتلاء بفتنة العافية والخير قد تكون أشد من الفتنة بالمصائب؛ لِما يكتنف الثانية من الإحساس بالضعف، والحاجة لعفو الله وفضله وعافيته، وما يكتنف الأولى من الأشَرِ والبَطَر والكفران؛ تأمل كثيرًا قوله عز وجل: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾ [العلق: 6 - 8]، تجد فيها تحذير شديد من الطغيان ونسيان النِعَمِ، وبيان أن الإنسان قد يطغى وينسى النعم بسبب ترادف النِعم عليه، وهذه فتنة عظيمة ماحقةٌ للدنيا والآخرة، فاحذرها بقوة، واستعذ بالله من شرها.

رابعًا: ألمح وبقوة خيطَ أملٍ كبيرٍ في وضعك، يتمثل في ندمك على ذنوبك، وتكرار توبتك، وهذا يدل على معدِنِ خيرٍ فيك، وتوفيق من الله سبحانه لك؛ فاستمرَّ في التوبة مهما تكرر منك الذنب، أو تنوعت ذنوبك، ولا تيأس أبدًا من كرم الله وعفوه سبحانه، وتذكر الأدلة الآتية التي تحث على التوبة، مهما تكررت المعصية، وتبين سعة كرم الله عز وجل؛ وهي قوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقوله سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

خامسًا: قد يأتيك الشيطان موسوسًا مثبطًا عن التوبة، فيقول لك: أنت كذاب؛ لأنك تكرر الذنب والتوبة، فلا تُقبل منك، فأقول: بل أنت صادق إن شاء الله، ولتزدَدْ ثقة بسعة كرم الله عز وجل لتطرد اليأس تمامًا؛ اقرأ الأحاديث الآتية فهي تنطبق على وضعك تمامًا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى قَالَ: ((أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ، اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ].

وعنه رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَجَاءَ بِقومٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّه تَعَالَى، فيَغْفر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم].

وعن أَبي أَيُّوبَ خَالِدِ بنِ زيدٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلقًا يُذنِبونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ، فَيَغْفِر لَهُمْ))؛ [رواه مسلم].

سادسًا: لتكمل توبتك وتزدادَ، لا بد من هجر كل وسيلة أو صديق يدلُّك على الفساد؛ انظر في الآية؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، فهنا تجد الله سبحانه نهى عن الزنا، وعن كل ما قد يُقرِّب إليه من نظر أو كلام أو خلوة، فقال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا ﴾، ولم يقل: ولا تزنوا.

سابعًا: ذكرت مَلَلَكَ من الحياة وعدم رغبتك في الدراسة؛ وكله بسبب إعراضك عن الله سبحانه؛ قال عز وجل: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].

تاسعًا: ذكرت أنك تريد السفر خارج البلد دون علم والدك؛ لأنه لا يُحب أن تتركه، فأقول لك: إن فعلت ذلك، فأنت عاقٌّ، ولا تُؤمَن عليك عقوبات عاجلة دنيوية قبل الأخروية، فاحذر ذلك؛ وتأمل قوله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

واحمد ربك أن والدك يُحبك ويثق فيك، هذه نعمة عظيمة ساقها الله لك، فحافظ عليها.

عاشرًا: فإن لاحت لك فرصة سفر مباحٍ، وعمل طيب، فاستخر ربك أولًا، فإن ارتحت فخُذْ بخاطر والدك، واطلب منه برفق السماح لك، فإن وافق فهذه هي الخيرة، وإن رفض فهذه أيضًا هي الخيرة.

حادي عشر: أنصحك بالاستمرار في الدراسة والاجتهاد فيها، وتَمَلْمُلُك منها لعله بسبب المعاصي وجلساء السوء؛ فاحذرهم، أو بسبب تكاسلك، فاطرد الكسل وشمِّر واجتهد، فما هي إلا سنوات قليلة حتى تنتهي وتتخرج من الجامعة.

حفظك الله وفرج كربتك.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.70 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]