|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() غير متحمسة للارتباط والزواج أ. هنا أحمد السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة خُطبت لشابٍّ مقبول دينًا وخُلُقًا، وقد كانت فرحة في أول الأمر، لكنها سرعان ما شعرت بأنها لا ترغب به زوجًا لها، وتسأل: ما النصيحة؟♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.خُطبت منذ شهر، وفي أول الأمر كنت فرحة ومتحمسة للارتباط والزواج، لكني ومع مرور الأيام أجد نفسي لا أرغب حتى في الحديث معه، حتى إنني أشعر بالرغبة في البكاء لمجرد الحديث معه، رغم أن الشخص ذو خُلُقٍ ودين، لكني مترددة، أحيانًا لا أتخيل نفسي زوجته، وأحيانًا أخرى أخاف أن أندم إن أنا تركتُه، وقد صليت استخارة مرات عديدة، وسألت الله الرضا والقناعة، أرجو المساعدة؛ فأنا في حيرة من أمري، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيبدو من رسالتكِ أنه ليس عندكِ مشكلة في مبدأ الزواج، وأن المشكلة في الشخص نفسه، فرغم أنه إنسان جيد وصالح دينًا وخلقًا، ولكن ليس هناك قبول نحوه. أنتِ كنتِ فرِحة في البداية، وحالكِ كحال أي بنت تريد أن ترتبط وتتزوج، وتبدأ رحلة الحياة الطبيعية التي تتمناها أي فتاة. لكن المشكلة أن هذا الرجل الطيب لم تجدي فيه ما تبحثين عنه، وليس هناك شوق للقائه ورغبة في الحديث معه، باختصار: ليس هذا الرجل هو فتى أحلامكِ. دائمًا أحب أن أنصح الفتيات أمثالكِ بأن يقدِّروا الأمور حق تقديرها ويكون تفكيرهم عقلانيًّا، فإذا ما طرق بابكِ طارق يخطبكِ، فلا بد أن تُقيِّمه وتُقيِّمي نفسكِ، فقد لا يكون هو الرجل الذي تحلُمين به، لكنه مناسب لكِ من جهة التدين والصلاح، ومن جهة التعليم والثقافة، وعنده عمل يدر عليه دخلًا معقولًا ومناسبًا لمستوى الحياة الاجتماعية الذي اعتدتِ عليه أو على الأقل مناسبًا للمستوى الاجتماعي الذي تقدرين على الحياة فيه، حتى وإن قل عما اعتدتِ عليه، ضعي نفسكِ إلى جانب الرجل في مقارنة عقلية منطقية واعية تتجردين فيها من انحيازكِ لشخصكِ. ثم قرري: هل هو مناسب لكِ أو لا؟ هذه المقارنة والتفكير المنطقي له أثر كبير في القبول النفسي للخاطب، وفي تكوين المشاعر الأولى، والتي بالطبع لن تكون حبًّا كما قد تتخيله بعض الفتيات، ولكنها مشاعر قبول ورضا وقناعة. بالطبع أي فتاة تعقد هذه المقارنة بطريقة تلقائية، ولكن قد يغلب عليها التركيز في جانب واحد أو أكثر مما يهم الفتاة، فواحدة سوف تنظر إلى ثراء الخاطب، وأخرى إلى مركزه الاجتماعي ووظيفته، وثالثة إلى مظهره وشكله، لكن التفكير الصحيح أن ننظر بتمعن إلى جميع الجوانب. فإن وجدتِ بعد ذلك الرضا والقبول، فتوكلي على الله واقبلي الخطبة، وإن ظهر لكِ غير ذلك، فإن الخطبة وعد بالزواج، ولا يلزمكِ أن تستمري فيها إذا بدا لكِ أنه ليس الشخص المناسب لكِ، وليس في هذا أي سبب يدعو لتأنيب الضمير لمجرد أن الرجل صاحب خُلُق ودين، فهذا هو الأصل في المسلم، كل مسلم، رجلًا كان أو امرأة، الأصل حسن الخلق والدين. وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا جيلًا فريدًا اصطفاه الله وجعل منهم الصديقين والشهداء والصالحين، ومع هذا لما ذهبت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم تريد أن تختلع من زوجها فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على هذا بشرط أن ترد إليه المهر. وَرُوِيَ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى الصُّبْحِ فَوَجَدَ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ عِنْدَ بَابِهِ فِي الْغَلَسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا شَأْنُك؟ قَالَتْ: لَا أَنَا وَلَا ثَابِتٌ – لِزَوْجِهَا - فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتٌ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْل، فَذَكَرَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَذْكُرَ، وَقَالَتْ حَبِيبَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ مَا أَعْطَانِي عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ: خُذْ مِنْهَا، فَأَخَذَ مِنْهَا، وَجَلَسَتْ فِي أَهْلِهَا))؛ [وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ثَابِتُ الْإِسْنَادِ رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ: مَالِكِ وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمَا]. فتأملي؛ فقد أقر لها النبي صلى الله عليه وسلم حقها في الخلع من زوجها مع أنه رجل صاحب خلقٍ ودين، فما بالكِ بفسخ الخطبة وهو أهون بكثير من الخلع والطلاق؟ فلا تثريب عليكِ إن أنتِ فسختِ الخطبة، رغم أنه رجل صالح وذو خلقٍ ودين، وليس في هذا ظلم له نهائيًّا طالما سوف تردين إليه هداياه كلها. لكن في النهاية أنصحكِ بالتروِّي والتفكير العميق، ثم استخيري الله على ما عزمتِ وقررتِ والله الموفق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |