|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطيبتي وزملاؤها في العمل
خطيبتي وزملاؤها في العمل الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شاب يحب فتاة وتقدم لخِطبتها، لكن بها عيب واحد؛ وهو أنها تضحك وتمزح كثيرًا مع زملائها في العمل، وهو يشعر بالغيرة الشديدة، ويسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: أحببتُ فتاة وطلبت منها الزواج، وأخبرت والدها، لكنَّ خِطبتنا لم تتم رسميًّا، وقد كنا في هذه الفترة نناقش الاختلافات بيننا، ومن الأشياء التي اختلفنا فيها أني لا أريدها أن تكون موظفة، وهي تصرُّ على أن تعمل دون سبب منطقي لعملها، سوى أنها لا تحب المكوث في البيت، فتنازلتُ بسبب حبي لها، وقلت لها: سأسمح لكِ بالعمل، لكن بالتزام الضوابط الشرعية؛ من عدم ملامسة زملائها في العمل، وعدم رفع التكليف، أو الدخول في أمور شخصية مع زملائها، وقد أبدت اعتراضها في نقطة عدم رفع التكليف، كما أنها تعتبر أن المزاح والضحك مع الزملاء شيءٌ عادي إذا كان دون ملامسة، وقد ناقشتها في ذلك كثيرًا، وفي النهاية قالت أنها ستحاول، بيدَ أني أرى في وجهها عدم اقتناعها بكلامي، الآن أنا وهي نعمل في نفس الشركة، وأراها كل يوم تمزح مع زملائنا في العمل، وقد تحدثتُ معها عدة مرات، وفي كل مرة تعدُني أنها ستتوقف عن هذا الأمر، ولكنها تعود إليه، هي فتاة ملتزمة في لباسها، وعابدة لربها، وجميلة ومطيعة، وقد نهيتُها عن أشياءَ كثيرة وامتثلت إلا في هذين الأمرين: عملها، وأسلوب تعاملها مع زملائها، هذا الأسلوب يثير في نفسي الضيق والألم، وأحس أن قلبي ينفطِر، وعندما أخرج من المكتب للصلاة أو غيرها وأتركها في المكتب مع باقي الزملاء - أحس بألم في صدري وأنا أتخيل منظرها وهي تضحك معهم، وأقول لنفسي: إذا كان هذا حالها وأنا ناظر إليها، فكيف يكون حالها وأنا غائب عنها؟ لذا فقد أصبحتُ مترددًا في مواصلة علاقتي معها، وأصبحت أسأل نفسي: هل أخطأتُ في تنازلي عن حقي في منعها من العمل؟ وهل سأستطيع العيش معها وهي تمزح هكذا مع الرجال؟ وهل غَيرتي هذه طبيعية لمجرد ضحكها معهم دون أي ملامسة أو كلام يخدش الحياء، أو إنها غيرة مرضِيَّةٌ، وأنه يجب عليَّ أن أرى زوجتي تستأنس برجل غيري دون أن يحرِّكني ذلك؟ وهل هذا يدخل في قول النبي صلي الله عليه وسلم: ((لا يفرَكُ مؤمن مؤمنة))؛ لأني في بعض الأحيان أقول لنفسي: إن فيها صفاتٍ حسنة كثيرة، وعيبها الوحيد أسلوب تعاملها مع الرجال، لكنه عيبٌ يصعب عليَّ تحمُّله، على الرغم من أني أحيانًا أمزح وأضحك مع زميلاتي، لكني أندم بعد ذلك، وأعلم أني مخطئٌ، أتمنى أن لو تقول لي: أنا مخطئة، وهذا لا يجوز، وأرجو أن تعينني على التوبة منه - لكان هذا أحب إليَّ من كل شيء، أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمشكلتك تتلخص في أمرين هما: تساهل خطيبتك في كثرة الكلام والضحك مع زملاء العمل، وفي غيرتك من ذلك، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: سبب مشكلتك الأساسي هو العمل المختلط، وما نتج عنه من الأمور التي ذكرتها منك ومن خطيبتك، ففتنة النساء عظيمة جدًّا لا يصمد أمامها إلا موفق محظوظ، ولذا فإن الله سبحانه عندما حرم الزنا، ما قال: (ولا تزنوا)، وإنما قال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، فنهى عن الزنا وعن كل ما قد يقرِّب منه، ومن ذلك: الخلوة، والاختلاط، والنظر، والتبرج، والتغنج بالكلام. ثانيًا: غيرتك محمودة جدًّا وتشكر عليها، ويا ليتك تستطيع نقلها لعمل غير مختلط. ثالثًا: إصرارها على الاسترسال في الكلام مع الرجال والضحك معهم خطأٌ منها زيَّنه الشيطان لها، وتبريرها له غير مقبول أبدًا. رابعًا: عليك الاستمرار في نصحها بالحكمة، مستشهدًا بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة وأقوال العلماء. خامسًا: لا تنسَ أسبابًا شرعيةً مهمة جدًّا؛ هي: كثرة الدعاء لها، وكثرة الاستغفار، وكثرة الاسترجاع، والصدقة، فهذه الأمور لها أثرٌ عظيم جدًّا في تيسير الأمور وتحويل القلوب. سادسًا: فإن بذلت هذه الأسباب، ولم تجد منها أيَّ تجاوبٍ أبدًا، فإني أخشى إن تزوجتها أن تتسع رقعة الخلافات بينكما في هذا الأمر وفي غيره. سابعًا: أنصحك أن تُفهِّمَها بصراحة وقوةٍ أنك لا ترضى أبدًا بتصرفاتها، وأنك قد تعيد النظر في خطبتك لها، وتبحث عن غيرها. ثامنًا: فإن أصرت بعد هذا كله، فاستخِرِ الله بجدٍّ في أمرك مستحضرًا غيرتك المحمودة، وتساهلها غير المحمود، وما قد ينتج عنهما من مشاكل أنتما في غنًى عنها. تاسعًا: أنت أيضًا استغفر الله كثيرًا، مهما حصل منك من تساهل في علاقاتك بزميلات العمل، واجتهد دائمًا في غض بصرك قدر الاستطاعة، ولزوم الحدود الشرعية في العلاقات. عاشرًا: أذكِّركما أنت وهي بقوله سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وأذكِّرك وأذكِّرها بقوله سبحانه: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 30، 31]. حفِظك الله، ووفَّقك للصواب، وألْهَم خطيبتك رشدها، وأعاذكما من الفتن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |