خطبة: قصة الثلاثة (الأبرص والأقرع والأعمى) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1049 - عددالزوار : 125265 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2023, 08:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,658
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: قصة الثلاثة (الأبرص والأقرع والأعمى)

خطبة: قصة الثلاثة (الأبرص والأقرع والأعمى)
يحيى سليمان العقيلي


معاشر المؤمنين:
القصص النبوي كانت من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم لتربية أصحابه وأمته من بعده، ولم تكن القصص النبوية للتسلية والأنس، بل كانت للعبرة والعظة والتربية.

ومن ذلك تلكم القصة العجيبة؛ التي رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم؛ فبعث إليهم مَلَكًا، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذِرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قَذَرُه، وأُعطِيَ لونًا حسنًا، وجلدًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، قال: فأُعطي ناقةً عُشَراء، فقال: بارك الله لك فيها، فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا الذي قد قذِرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، وأُعطي شعرًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأُعطي بقرة حاملًا، فقال: بارك الله لك فيها، فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يردَّ الله إليَّ بصري، فأُبْصِر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأُعطِيَ شاة والدًا، فأنتج هذان ووَلَّد هذا، قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم، قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرًا أتبلَّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرصَ يقذِرك الناس، فقيرًا، فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورِثتُ هذا المال كابرًا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبًا، فصيَّرك الله إلى ما كنتَ، قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثلما قال لهذا، ورد عليه مثلما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبًا، فصيَّرك الله إلى ما كنت، قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاةً أتبلَّغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فردَّ الله إليَّ بصري، فخُذْ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئًا أخذته لله، فقال: أمسِكْ مالك، فإنما ابتُليتم، فقد رضِيَ عنك، وسخِط على صاحبيك))؛ [صحيح البخاري، ح: 3464، صحيح مسلم، ح: 2964].

معاشر المؤمنين:
قصة معبرة تتكرر في تاريخ البشر وواقعهم، بصور شبيهة وبأشكال مختلفة، حرِيٌّ أن نقف مع دروسها وعِبرها موقفَ المتعظ المتدبر، فمن دروسها العظيمة وجوب الإقرار بنِعَمِ الله تعالى، والاعتراف بفضله بكل ما أنعم به علينا من النِّعَمِ؛ فقد دعانا سبحانه لذلك، فقال جل وعلا: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، وفي مقابل هذا عِظَم إثم الجحود والإنكار بفضل الله على العبد، ونسبة ذلك لنفسه، كما فعل قارون فخسف الله به وبداره الأرض؛ ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 78]، وهذا مصير من كَفَرَ بنِعَمِ ربه ونسبها لنفسه، وجحد إحسانه وفضله؛ قال تعالى: ﴿ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [النحل: 83].

ففي هذه القصة جحد الأبرص والأقرع نعمة الله، فما أقرَّا لله بنِعَمِهِ عليهما، ولا أدَّيَا حق الله فيها، فحلَّ عليهم السخط.

وأما الأعمى، فقد اعترف بنعمة الله تعالى، وأدى حق الله فيها، وكان عبدًا شكورًا، فاستحق الرضا من الله.

ومن الدروس: فضل الصدقة، والحث عليها، فللصدقة فوائد وعجائب، ولطائف ورغائب، ولو لم يكن فيها إلا تلك الدعوة المباركة صباح كل يوم، لكفى بها ترغيبًا وتزكية، وهي قول الملك كل صباح: ((اللهم أعْطِ منفقًا خلفًا))، والصدقة تطفئ الخطيئة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار))، ومن منافع الصدقة أن المتصدق يستظل في ظل صدقته يوم القيامة؛ فعن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل امرئ في ظل صدقته، حتى يُقضَى بين الناس))؛ [صحيح الجامع].

وفقنا الله لِما يحب ويرضى، وأعاننا على البر والتقوى، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

معاشر المؤمنين:
ومن دروس هذه القصة الرفق بالضعفاء وإكرامهم، والحذر من كسر قلوبهم واحتقارهم؛ كما حذر ربنا وقال: ﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ [الضحى: 10].

ومنها: اختباره سبحانه لعباده، وامتحانه لهم، فهذه سنة ربانية ماضية؛ قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 2].

وقد قال سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ ﴾ [الأنبياء: 35]، وقال سبحانه عن سليمان عليه السلام: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ [النمل: 40].

ومن دروس هذه القصة وعبرها أن مِن شُكْرِ الله على نعمة المال إخراجَ الحقوق الواجبة؛ كالزكاة، والنفقة الواجبة، والصدقة المستحبة؛ كالإطعام والكسوة والسقيا ابتغاء مرضاة الله؛ قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]