|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فوائد وأحكام ودروس من غزوة بني المصطلق و حادثة الإفك زياد العراقي 1- بشرية الرسول -صلى الله عليه وسلم-: جاءت محنة الإفك منطوية على حكمة إلهية استهدفت إبراز شخصية النبي -صلى الله عليه وسلم- وإظهارها صافية مميزة عن كل ما قد يلتبس بها، فلو كان الوحي أمراً ذاتياً غير منفصل عن شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما عاش الرسول -صلى الله عليه وسلم- تلك المحنة بكل أبعادها شهراً كاملاً. ولكن الحقيقة التي تجلت للناس بهذه المحنة أن ظهرت بشرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونبوته، فعندما حسم الوحي اللغط الذي دار حول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عادت المياه إلى مجاريها بينها وبين الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفرح الجميع بهذه النتيجة بعد تلك المعاناة القاسية، فدل ذلك على حقيقة الوحي، وأن الأمر لو لم يكن عند الله -تعالى- لبقيت رواسب المحنة في نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصفة خاصة، ولا نعكس ذلك على تصرفاته مع زوجته عائشة رضي الله عنها. وهكذا شاء الله أن تكون هذه المحنة دليلاً كبيراً على نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-. 2- حد القذف وأهميته في المحافظة على أعراض المسلمين: كان المجتمع الإسلامي يتربى من خلال الأحداث، فعندما وقعت حادثة الإفك وأراد المولى -عز وجل- أن يشرع بعض الأحكام التي تساهم في المحافظة على أعراض المؤمنين ولذلك نزلت سورة النور، التي تحدثت عن حكم الزاني والزانية ، وعن قبح فاحشة الزنا، وعما يجب على الحاكم أن يفعله إذا ما رمى أحد الزوجين صاحبه، وعن العقوبة التي أو جبها الله على الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء إلى غير ذلك من الأحكام . إن الإسلام حرم الزنا، وأوجب العقوبة على فاعله، فقد حرم أيضاً كل الأسباب المسببة له، وكل الطرق الموصلة إليه ومنها إشاعة الفاحشة والقذف بها لتنزيه المجتمع من أن تسري فيه ألفاظ الفاحشة والحديث عنها لأن كثرة الحديث عن فاحشة الزنا وسهولة قولها في كل وقت يهون أمرها لدى سامعيها، ويجرئ ضعفاء النفوس على ارتكابها، لهذا حرمت الشريعة الإسلامية القذف بالزنا، وأوجبت على من قذف عفيفاً أو عفيفة طاهراً أو طاهرة بريئاً أو بريئة من الزنا حد القذف وهو الجلد ثمانون جلدة، وعدم قبول شهادته إلا بعد توبته توبة صادقة نصوحاً. هذا وقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حد القذف على مسطح وحسان وحمنة، وروى محمد بن إسحاق وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جلد في الإفك رجلين وامرأة : مسطحاً وحساناً وحمنة وذكره الترمذي، قال القرطبي: والمشهور من الأخبار والمعروف عند العلماء أن الذي حُدَّ حسان ومسطح وحمنة، ولم يسمع بحد عبد الله بن أبي، وقد وردت آثار ضعيفة تدل على أن عبد الله بن أبي أٌقيم عليه الحد، ولكنها كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |