|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فقدت ثقتي في نفسي بعد الطلاق أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: امرأة مطلقة بسبب خيانة زوجها لها، وقد فقدت الثقة في نفسها، ودخلتْ في نوبات اكتئابٍ شديدة، وتريد بعض النصائح التي تُعينها على التخلص من هذه الحالة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا مُطلقة منذ 4 سنوات، كان زواجي مُدمرًا لحياتي، أمَّا الطلاق فكان شيئًا آخر! وليست المشكلةُ في الطلاق في حدِّ ذاته، لكن المشكلة فيما بعد الطلاق، فقد فقدتُ الثقةَ في نفسي، وأصبحتُ أخاف كثيرًا، وأفكِّر بصورة سلبية أكثر مِن الإيجابية، وأتوقع الأسوأ في كلِّ شيء. أظن لو جاءني زوجٌ الآن سأكون دائمًا في مشاكل معه؛ لأني سأشك فيه كثيرًا، وأفقد الثقة فيه، وللأسف كلُّ هذا ناتج عنْ طلاقي، فقد عشتُ مع زوجٍ خانني أكثر مِن مرة! لا أريد أن أخسرَ نفسي، وتضيع حياتي مرة أخرى كما ضاعتْ مِن قبلُ، فيكفي الاكتئاب الذي أعيش فيه مِن بعد الطلاق. أرجو أن تُعينوني برأيكم ونصحكم، جزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. رغم قسوةِ ما مررتِ به، وتجرُّع مرارة الخيانة، وتحمُّل ألمها النفسي الذي يَفوق الكثير مِن آلام الجسد وعِلله، فإنكِ تبدين إيجابية في الكثير مِن المواقف؛ كالتفكير في الزواج، وكيف سيكون حالكِ إذا تزوجتِ، وكالنظر إلى طلاقكِ نظرة إيجابية؛ حيث تخلَّصتِ مِن زوجٍ خائنٍ، وكمراسلتنا وعرض المشكلة، فكيف تنعتين نفسكِ بعد ذلك كله بالسلبية؟! أيتها العزيزة، اعلمي أن مِثلَ تلك التجربة لا يمكن لها أنْ تَمُرَّ على أصحاب الأنفس السويَّة مرور الكرام، ولا يفترض بها أن تأخذَ حيزًا ضيقًا من التفكير، فنسيانُ كمٍّ هائل مِن الذكريات الأليمة واللحظات المحزنة بحاجةٍ لكثير مِن الوقت والمواقف القوية التي تمحو أثره، وتُزيل بقاياه، وهذا شعورٌ فطري، وردةُ فِعل طبيعية؛ حيث تحتاج النفسُ لوقت تُرمم فيه ما تصدَّع، وتبني ما قد تهدَّم، وتمحو سجِلًّا أسود مِن سلسلة الخبث والخداع! ولكن انظري هناك حيثُ الأملُ يقبع في كثيرٍ من البيوت من حولكِ، وتأمَّلي في حال بعض الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، أليس فيهم مِن النماذج الطيبة ما يَمحو بعض تلك الخطوط السوداء؟! أليس مِن بينهم مَن يُجدِّد روح التفاؤل، ويبث في القلب المكلوم روح السعادة؟! لا شك أنَّ مِن بين أهلكِ مَن يعيش في سلامٍ، وإن تَنَغَّصَتْ حياتُه الزوجية ببعض المنغصات، وتوقَّفَتْ عند بعض المحطات، لكنها لم تلبثْ أن تعودَ فتقوم مِن جديدٍ، وقد استفادتْ مما حدَث، وانتفعتْ بكل ما مضى، وما العجيبُ في حياتنا أن يُصيبها ما قد أصاب الأمم مِن قبلنا؟! ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]، فالمؤمنُ القويُّ يتأمل في ابتلائه، ويتفكَّر في عِظم ثوابه وأجره الذي لم يكنْ ليبلغه بعمَله، والإصابةُ بالاكتئاب بعد الطلاق في الظروف الطبيعية واردةٌ وحاصلة، فكيف بطلاقٍ تولَّد عن تَكرار الخيانة وقوة الغدر؟! لا تُلقي بالًا لِمَا ينتابكِ من وسواس، ولا تُفكري في حالكِ مع زوجٍ لم تُرزقيه بعدُ؛ فمَن تكفَّل برزقكِ وقدَّره عليكِ سيكفيكِ ما أهمَّكِ متى ما توكَّلتِ عليه، وفَوَّضْتِ أمركِ إليه، إلا أنه يُشرع لكِ صلاة الاستخارة قبل الإقدام على عملٍ مثل الزواج، ثم البحث والنظر في أحوال الخاطب، واختياره على أساس الدين والخُلق قبل التفكُّر في حاله ووضعه المادي أو الاجتماعي أو الشكلي. عليكِ أيضًا ألا تتركي نفسكِ فريسةً للشيطان ووساوسه؛ فما أعظم تأثيرها وأشد عذابها! وذلك بالاختلاط بمَن حولكِ من الصديقات والأهل والجارات، وغير ذلك ممن ترين أنهم يُدخلون على قلبكِ السعادة، ويخرجونكِ مِنْ قوقعة الأحزان إلى روضة المرح وبستان التفاؤل؛ فما هانتْ علينا الشدائدُ ولا صغرت المصائبُ، ولا تهاوت الأحزانُ، إلا برؤيةِ ومجالَسة أحبابٍ يَنسى معهم المرءُ كلَّ هَمٍّ، ويرى نفسه متبسمًا هانئًا متحديًا كل صعب مواجهًا كل محنة؛ فبارك الله لنا فيهم وجزاهم عنَّا كل خير. وفقكِ الله، وعوضكِ عما فقدتِ خيرًا، ورزقكِ السعادة حيث كانتْ والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |