|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما نصائحكم للسير على طريق نفسي صحيح؟ أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ يشكو مِن سَيطرة والِدَيْه على كل تصرفاته خوفًا عليه، وهو لا يرضى بما يفعله والداه، ويريد الحديث إليهما، لكنه يخشى مِن رد الفعل. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 19 عامًا، أشكو مِن أمي وأبي اللذَين لا يجعلانني أخرُج مِن المنزل كثيرًا، وإذا خرجتُ فلا يكون إلا معهما؛ كلُّ ذلك خوفًا عليَّ. لَم أَعُدْ أَتَحَمَّلْ هذه السيطرةَ، وأريد أن أُخرِجَ ما في نفسي، والمشكلة أنَّ والدي يرَى أنَّ كلَّ توجيهٍ يُمليه عليَّ صحيح! أريد أن أكلمه وأناقشه، وأخبره أني لا أريد ذلك، لكني أخاف رد فِعله، أريد أن أنطلقَ تحت عينه بدلًا مِن أن أنطلقَ وحدي؛ عائلتي منعزلة، وأنا أريد الانفتاح ومخالطة الناس، والمشاركة في الأعمال التطوُّعية، لكن والدي يريد أن أفعلَ ما يراه هو صحيحًا، وليس ما أحبُّ! والدي يُريد أن أهتم بدراستي فقط؛ لأدخلَ الكلية التي يُريدها هو، مع أني مِن داخلي لا أريد هذه الكلية! يَمنعني مِن قيادة السيارة، ويخاف أن أشتركَ في أي عمل تطوعيٍّ؛ كل ذلك خوفًا عليَّ؛ لذا قررتُ أن أواجه أهلي، وأعترف لهم بما بداخلي. فما هي نصائحكم لكي أسير على طريق نفسي صحيح؟ الجواب: ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نرحبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسخِّرنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. سأبدأ معك مِن حيث أنهيتَ رسالتك: (فما هي نصائحكم لكي أسيرَ على طريق نفسي صحيح؟). أنت يا بُني تسير بشكلٍ كبير على طريق صحيحٍ مِن الناحية النفسية، وكذلك الفكرية، رغم ما تُعاني منه مِن ضغوطٍ وتوتُّرات اجتماعية وأُسرية. والدليلُ على صحتك النفسية هو: معرفتك على نحوٍّ جليٍّ بِمُيولك ورغباتك وقدراتك الشخصية، بل منذ كنتَ مراهقًا، وهي معرفةٌ يَجهلها كثيرٌ مِن الناس، رغم ضرورتها لِحَياتهم وأهدافهم، ولذلك يشعرون بالضياع، وبأنهم مُهَمَّشون. والأثر الثاني لصحتك النفسية، والذي لا يقلُّ أهميةً عن الأول هو: فَهمك وتفهمك للأسباب التي تدفع والدك باتجاه منعك مِن أمور بعينها، وتشجيعك على غيرها، فهذا التفهُّم يُشير إلى اتسامك بالوعي والعرفان بالجميل، رغم أثره وثقله على كاهلِك. ولذلك؛ فإني أشجِّعك بالتأكيد على مُفاتَحة والدك بكلِّ ما يختلج في نفسك، وبالأفكار التي تُرهقك بأسلوبٍ واضحٍ، وخالٍ مِن اللوم والعتب، وأن تُبَيِّن له بما لا يَجعله يشُكُّ في مقصدك بأنك تتفهَّم مشاعره الأبوية، ومخاوفه عليك، خاصة مع تسارُع زيادة الأحداث والتغيُّرات المؤلِمة في مجتمعاتنا العربية، وبأنك ترغب في أنْ تكون لك تجاربك الخاصة، في ظلِّ رعايته وإحاطته بكل تفاصيلها، حتى تتمكَّنَ مِن مُواجَهة المواقف الصعبة على نحوٍ صائبٍ بمفردك عند الكبر؛ فإنَّ سلامةَ اختيارك للوقت وللعبارات التي ستَتَحَدَّث بها مع والدك، مع صِدْق رغبتك التي لا شك أنها ستصله، مع عاطفته وحنانه الواضحين - كل ذلك سيقود إلى اتفاقٍ وتغيُّرات معينة، لا شكَّ أنها ستَتَسَبَّب في راحتك، حتى وإن كانتْ تلك التغيُّرات تدريجيةً، فالتغيُّر الجذري والكبير لن يكونَ في صالحك الآن. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك، ويُرشدك لما فيه الخير لك في الدارين وينفع بك، وسنكون سُعداء بسماع طيب أخبارك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |