تخطيط لا عشوائية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 324 - عددالزوار : 90311 )           »          آفات دعوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          رحمة النبي في التعامل مع المخطئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الحكمة الإدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 5160 )           »          آذن الشــهر بالرحـيــل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          التلفاز وتقاعد الأبوين عن التربية..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عوِّد طفلك على الصيام بطريقة آمنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ألا إن نصر الله قريب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2022, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,745
الدولة : Egypt
افتراضي تخطيط لا عشوائية

تخطيط لا عشوائية
د. أسماء جابر العبد

كم من إنسان تسأله: ماذا يريد من حياته؟ فيقف صامتًا عاجزًا لا يُحير جوابًا..

إن الذين يخططون لحياتهم نسبة قليله جدًّا، لا تتجاوز 3%، وهذه القلة هي التي تقود المجتمعات في شتى المجالات.

إن الحياة قصيرة لا تحتمل الفوضى ولا العبثية، ولا التكاسل والعشوائية ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون/ 115].

حدد رسالتك في الحياة، وضع لنفسك هدفًا، وارسم خطة إستراتيجية تسير عليها وتلتزم بها، ثم انطلق قُدماً في تحقيقه، لتجعل لحياتك معنى، تعلم أن تكون فاعلًا منجزًا في هذه الدنيا لا كلاًّ عليها أو زائدًا فيها.

لا تعش على هامش الحياة، افهم سر حياتك، وطوّر نفسك، وأعدّ ذاتك، ولا تكن عضوًا مشلولًا في جسم المجتمع المسلم، وانظر لأولئك الذين سطّر التاريخ أسماءهم وخلّد ذكرهم، أتراهم أمضوا حياتهم اعتسافًا بلا تخطيط أو ترتيب، إن التخطيط ليس أمرًا جديدًا على الإسلام، ولا نحتاج أن نستورده من خارجه، فانظر إلى قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60]، فقد يدخل ضمن ذلك التخطيط العسكري، وقوله تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ﴾... الآيات [يوسف: 47-49] حيث يدخل فيها التخطيط الاقتصادي.

ولعل تحديد الإسلام لمواقيت الصلاة والصيام والحج، وتنظيمه لنا يومنا وفق تقسيم واضح ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ [النبأ/ 9-11]، ثم علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نخطط لمستقبل أيامنا، فقال: (خذ من شبابك لهرمك)، (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، (بادروا بالأعمال سبعًا...)، ثم تخطيطه للحروب والغزوات وسرّية الدعوة والجهر بها، وبيعة العقبة، والتخطيط والاستعداد للهجرة للمدينة، وبناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والمهارة العالية في اتخاذ القرارات، وعبقريته في إدارة الأزمات، وتغلبه على ما يعتريه من تحديات ومشكلات.

إن الذين لا هدف لهم في الحياة أكثر الأشخاص عرضة للمشاكل الحياتية، والصدمات النفسية، والإخفاقات الاجتماعية، فهم كقبطان سفينة لا يدري إلى أين يتجه ؛ فتعصف به الأمواج يمنة ويسرة فهو حائر متخبط أبدًا.

جرب ألا تخطط لحياتك، ولا تنظم وقتك، ولا ترتب برنامجك، وتدثر بغطاء الراحة، وأعدك بخمود ذكرك، وانحطاط قدرك، وخسارة عمرك.
لا شيء يصعب أمام الفكر القويم والتخطيط السليم.

ضع لكل جانب من جوانب حياتك خطة وهدفًا علميًّا وعمليًّا وروحانيًّا ونفسيًّا، مع ربك، مع نفسك، مع أسرتك، فالنجاح يعتمد على الخطوات المدروسة، والخطط المكتوبة، مع معالجة ما قد يطرأ عليها مما لم يدون في الخطة؛ متوكلًا على الله عز وجل، آخذًا بأسباب النجاح، مستفيدًا من كل ما يجري حولك من أحداث ماضية وحاضرة، لتستشرف مستقبلًا واعدًا بإذنه تعالى، لا تؤجل عمل يومك لغدك، ولا تفرط في وقتك الثمين، ولا تتنازل عن هدفك النبيل، رتب أولوياتك؛ فالفرص لا تتكرر، والوقت لا ينتظر.

إن كتابة الأهداف ووضع الخطط وحده لا يكفي إذا لم يكن ثَم التزام ودوام، بلا توان أو كسل، ولا فتور أو ملل.

قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل)، وقال سعيد بن المسيب: (ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة).
فلا نريد تفكيرًا آنيًّا، ولا عملاً موسميًّا، ولا إنجازًا فوضويًّا، ولا نظرًا للأمور سطحيًّا.

أنت مسؤول عن وقتك، وموقوف محاسب على ضياع عمرك، ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر/15].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]