|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما يصيب النساء عبير عبدالله لزِمتُ بابَ الكريم وكُلِّي أمل في الفستان الأبيض والطرحة، مشَيتُ في طريقِ العلم، حفِظتُ ووعيتُ، اجتهدت وصبَرت، حُزتُ إجازة وراء إجازة في علوم كتاب الله. المسافةُ بيني وبين الدنيا بعُدَت، لكني خُلقت للدنيا، فأين المفر؟! إحدى صديقاتي قريبةٌ مِن قلبي، جاءتني فَرِحةً مستبشرة: • جئتُكِ بمَن سيُرِيح بالَكِ، ويُسعِد قلبَك بإذن الله، عروسٌ تقيٌّ نقيٌّ، نحسبه على خير، وَسِيمٌ، لديه الشقة، ميسور، كلَّمتُه عنكِ، أُعجِب بكِ، وطلب رؤيتَكِ في بيت الأسرة، صحيح هو مُطلِّق، لكن زوجي يمتَدِحُه وأهله. تهرَّبتُ منها؛ فهي تعلم جيدًا أنني أتمنَّى مِن كل قلبي - رغم سنِّي - أن أكون لنصيبِي الأولى في حياته، فلمَّا ألَحَّت عليَّ تعلَّلتُ بأن تعطيني الفرصةَ لصلاة الاستخارة. لا أدري، أسعادتُه بي أكبر من سعادتي به، أم أن قلبي الذي صار يقفِزُ بين أضلعي مِن الفرحة غطَّى على جميع الأسئلة بعد أن ارتحتُ له؟! • اختارِي من الأثاث ما يحلو لكِ؛ فهذا حقُّكِ، أما أثاثي القديم، فسيذهب إلى صاحب نصيبِه صدقةً، أُرِيدُكِ كما أنتِ جميلة في عيني وقلبي، أخيرًا ارتاح قلبى لفتاة متديِّنة مثلِكِ، لا، بل متفقِّهة في الدين. أكلُّ هذه الشهادات والإجازات؟! ما شاء الله، إذًا أين أنا منك؟! وماذا يساوي منصبي العالي أمام علمِكِ؟! • المهم أنكَ تقيٌّ نقيٌّ وَرِعٌ، معًا سنصل لبرِّ الأمان، وكل ما تحتاجه عندي بإذن الله، أنت أَولَى الناس، كُلِّي مِلكٌ لكَ. • لكن كيف، وأنا بهذا الجهل؟ أَكُلُّ هذه العلوم الشرعية لم أحصل عليها؟! ماذا ستقولين عني في نفسك؟! غاب عنِّي شهرينِ مِن الألم والعذاب لم أعرِف عنه شيئًا، حاولت بشتى الطرق الاتصالَ به أو بأي أحدٍ يُخبِرني عنه، فشِلتُ، بعثتُ إليه صاحبتي وزوجَها وأخي، تعبِتُ، لم أذُقْ نومًا وأنا أبتَهِل إلى أن يُتِمَّ نعمته عليَّ ويهديَه لي. عاد إليَّ وكله شوقٌ وحنين، قلتُ في نفسي: قد منَّ الله عليه بالهداية، صار يصارع الأيام لبناء عُشِّنا السعيد، يصل ليلَه بنهاره ليُنجِزَ ما يجب عليه إنجازه، ويسابقني فيما اتفقنا عليه. • لا هناءة ولا سعادة لي دونكِ، نورُكِ أضاء حياتي وملأ قلبي، أرِيحي نفسكِ مِن أجلي، فراحتُكِ مطلبي ورضاي. أغدق عليَّ بهداياه، مشاعره، كاد بيتُنا السعيد يفتح بابَه لنا في أتم زينة، حدَّدنا موعد الزفاف وهو على أحرِّ من الجمر، يرجوني أن أُعجِّل بالزفاف. • إِلامَ تنتظرين؟ وما الداعي لبضعة أيام أُخَر تنقص مِن سعادتنا معًا؟! ثم ضاحكًا: أم أنكِ موظفة وتنتظرين بداية الشهر؟! تهون الدنيا بما فيها تحت قدمَيْكِ، لا أريد إلا إيَّاكِ، أنت زادي في دنياي وآخرتي. كل هذا وأنا أستمهله وأستَمِيحه عذرًا في بضعة أيام أُخَر كما اتفقنا، وهو يلحُّ عليَّ وعلى أسرتي، حتى صارحته بأنني أُرِيدُ أن أكون في كامل زينتي ولياقتي حتى تتم فرحتي بكَ؛ فأنا يصيبني ما يصيب النساء. نظر إليَّ في جزع نظرةً جعلتني أسترجع: (إنَّا لله وإنا إليه راجعون!)، وقد كاد يُغشَى عليه. • ألم تنقطِعْ إلى الأبد؟! أنا لا أريد أطفالًا. صُعِقتُ، وأنا لا أدري كيف أجيب! • وأنا.. ألا أستحق طفلًا منكَ بإذن الله؟! ألا أكون أمًّا كما تمنيتُ طوال عمري، ودعوتُ الله ليلَ نهارَ أن يستجيب لي؟ ظل يصرُخُ في وجهي: أأنتِ تُنجبين؟! كيف؟! وانصرف مسرعًا دون وداعٍ، وقطع كلَّ اتصالٍ بيننا!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |