وقل رب زدني علما - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 21934 )           »          الفرق بين الفقه وأصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          هل يقتضي النهي فساد المنهي عنه (الاتجاهات، المآخذ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 36 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 41043 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 69047 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 34510 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14646 - عددالزوار : 869690 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 200020 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          علماء الحديث مهرة متقنون/ الإمام البخاري وشيخه أبو نعيم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2022, 02:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما


زوزان صالح اليوسفي







المحتوى:
المقدمة.
تعريف القراءة.
أهداف القراءة.
أهمية القراءة والتعليم.
الكتابة والقراءة.
تاريخ القراءة.
القراءة والمبدعون.
أبناؤنا والقراءة.
واقع المطالعة في المجتمعات العربية.
إرشادات للتحفيز على القراءة.
أنواع القراءة
بعض العبارات الملهمة والمحفزة على التعلم والقراءة.

المقدمة:
بدأ الوحيُ من جبريل عليه السلام، بأمر من الله سبحانه وتعالى - في كلامه للرسول الكريم - بأمرٍ صريح وواضح في كلمة واحدة تحمل منهج حياةٍ لأمتنا جمعاء؛ ألا وهي كلمة (اقرأ)؛ قال الله جلَّ جلاله في كتابه الكريم في سورة العلق: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5][1]، بما أن القرآن يَزيد على سبع وسبعين ألفَ كلمة، نرى مِن بين هذا السَّيل من الكلمات نزلت كلمة (اقرأ) من خلال أول سورة، وأول آية على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، وبما أن القرآن يَشمل آلافًا من الأوامر، ومن بين كل تلك الأوامر نزَل أول أمر: (اقرأ)، فهذا أكبر دليلٍ من الله جل جلاله على أهمية القراءة.

وإلى جانب هذه الحقيقة تَبرز أيضًا حقيقة تَعليم الإنسان بالقلم؛ حيث إن القلم كان - ولا يَزال - أبرز أدوات التعليم في حياة الإنسان، وإن الله جلَّت قدرته يعلِّم قيمة القلم؛ لذا أشار إليه في أول كلمة من كلمات رسالته للبشرية؛ حيث منه يَستمدُّ الإنسانُ العلم والمعرفة.

أما بالنسبة للآية الثانية من سورة العلق، فإنها تشير إلى موضوع خلق الإنسان، وما يشتمل عليه من العقل والحواسِّ المسؤولان عن تعلم الإنسان، وقد ميَّز الله جلت قدرته الإنسانَ على سائر المخلوقات بالعقل؛ حيث هو مركز التفكير، وهذه السورة توضِّح أن الله تعالى يطلب ويأمر جميع عباده بتعلُّم القراءة.

وقد ساوى الله بين جميع البشر بنعمة العقل، ودعاهم إلى توظيفه في حياتهم؛ باعتبارها أداةً للتعلم والتطور، وهناك العديد من الآيات التي تحفز على التعلم والقراءة كما جاء في سورة (القلم) وهي السورة الثانية التي نزَلَت على رسولنا الكريم حسب تسَلسُل نزول السور؛ فسبحان الله حينما نرى من بين 114 سورةً نزلَت على رسولنا، كانت أول سورتين هما: (العلق)، (القلم) اللَّتَين تأمران وتُقسِمان على القراءة والتعلم.

قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1][2].

أقسَم الله سبحانه وتعالى في سورة القلم بالقلمِ وما يَسطُرون لِما يُكتَب به، وهو القلم؛ لأهميتهما، ولأنَّ بهما تعمُّ المعرفة والعلم، وتتهذب النفوس، وتترقَّى الأمم، فاختارَهما بالقسَم ليفتَح للناس منافذ القراءة والتعليم بما جاء في سورة القلم.
كما أقسم الله سبحانه وتعالى بالكتاب؛ لأهميته الكبيرة في السورة الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴾ [الطور: 1 - 3][3]؛ فالله عزَّ وجل يبيِّن لنا أهمية القلم والكتاب حينما أقسم بهما!

كما أن هناك العديدَ من الآيات البينات التي تحفِّز على العلم والتعلم، وتنبه إلى القدرات الكبيرة للعقل، ومن هذه الآيات: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9][4].

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85][5]، وإذا نظَرنا إلى هذه الآية الكريمة من سورة الإسراء، نرى فيها إشارة واضحة إلى أن مجال العلم واسعٌ أمام الإنسان لتعلُّم المزيد، كما أنها دعوةٌ واضحة لمواصَلة البحث والتعلم، والبحثُ والتعلُّم لا يأتي إلا بالمزيد من القراءة والبحث، والتعليمُ ليست لفئةٍ معيَّنة، وإنما هي لجميع البشر في كلِّ زمان ومكان.

كما جاء في سورة الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4][6]، في هذه الآيات دلالة واضحة من الله جل جلاله على العلم والتعليم، وهذا يأتي كله عن طريق القراءة.

وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114][7].

وفي قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11][8]، وهذه الآيات الكريمة من أعظم الأدلَّة على شرف العلم والتعلم.

كما أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((طلبُ العِلم فَريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ ومسلمة)).

فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسرى المشركين خلال الحروب؛ مَن يريد فكَّ أسرِه فعليه بتعليم عشَرة من المسلمين القراءة والكتابة! من خلال ذلك نرى كم ركَّز الرسول على أهمية القراءة والتعليم في ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الأمية، وجعَلها من الاحتياجات الضرورية لأمته؛ لتتقدم وترتقي.

هناك وسائلُ كثيرة لنَيل العلم والمعرفة، وأبرزُها مواصلة البحث والقراءة بصورة مستمرة، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى؛ كالسماع والخبرة والتجربة، ونرى أن الله سبحانه وتعالى وضَّح لنا في كتابه الكريم أنه مهما تعدَّدت وسائلُ التعلم فلا بد لنا من القراءة المستمرة، علينا إذًا الاستمرار الدائم والمنظَّم في القراءة؛ في سبيل الحصول على المزيد من المعرفة وتوسيع مداركنا، ويجب أن يكون رغبتنا في القراءة من أجل أهداف معينة ونافعة، وذات فائدة؛ لاكتساب الخبرة والعلم، فالقراءة هي الوجه الحقيقي لحقيقة وجود البشرية المتحضرة، وهو أساس التعليم بمعناه المعروف، وهو باب المعارف والخبرات، فالقراءة والإنسان هيكلان متوازيان في البناء الحضاري التطوري، تحتشد حولهما كلُّ قيم ومقاييس التطور لأية أمة، وبهذه الدرجة أو تلك فإنهما معًا يشكلان المقياس الزئبقي الموضوعي لجوهر تقدم البشرية، والسبيل إلى المعرفة الحقة للتطور الحضاري إنما يكون بالقراءة والمعرفة؛ حيث يعكس التقدم الفكريَّ والثقافي، والتلاحم الحضاري.

والقراءة ضرورةٌ للمجتمع كضرورتها للفرد؛ فالمجتمع الذي يَقرأ ويتبادل أفرادُه الأفكار والآراء عن طريق قراءة كل مجتمع لما ينتجه غيره من كتب وإصدارات، فستَكون هذه المجتمعات قادرةً على اكتساب الخبرات والمعرفة الأوسع في الحياة، وستكون قادرةً على التقدم والازدهار في الحياة؛ لأنَّ الصِّلة الفكرية بين المجتمعات تقودُهم حتمًا إلى نوع من الانسجام والوئام، واكتساب الخبرات الجديدة وتبادل المصالح، بالإضافة إلى أنها أداةٌ للاطلاع على التراث الثقافي الذي يعتبر بمثابة هوية لكلِّ أمة، فتعتز وتفتخر بماضيها وتاريخها، بالإضافة إلى أن القراءة هي أداة من أدوات التواصل الاجتماعي بين الأمم؛ إذ تَربِط الفرد بعالمه وبما فيه.

أما المجتمعات التي تنعدم أو تضعف فيها هذه الرابطة الفكرية أو التواصل فيما بينها أو تنعزل ويتباعد أفرادها بعضهم من بعض، أو يجهل كل منها خبرة وأفكار الآخر، فلن يستطيع أيٌّ من هذه المجتمعات أن يرى عمله على ضوء عمل غيره، ولا يستفيد من آراء وأفكار الآخرين وخبراتهم، وفي مثل هذه الحالة يصيب المجتمعَ حالةٌ من الضعف والاضمحلال والرُّكود لا محالة!

فهل هناك مَن قرأ في مجتمعه وحلَّل واقعه؟ ومن الذي اتَّعظ بما قرأ واستفاد منه، ونشر أفكاره وآراءه حول ذلك؟ ومن قرأ وكتَب ووثَّق كل ما يحدث في مجتمعه وخارجه؟!

تعريف القراءة:
تعتبر القراءة وسيلة للتفكير والفَهم والإبداع، وهناك عدةُ تعاريفَ للقراءة؛ منها مفسَّرة، ومنها مختصرة، وجميعها توضح لنا نفس الغاية والهدف، وباختصار فالقراءة هي تلك العملية المعرفية الإدراكية التي يتم فيها استخدام العقل، والتي تبدأ بخطوات عدَّة، تقوم على ربط مجموعة من الكلمات والنصوص والرموز بعضها ببعض، وتخزينها في الذاكرة، وإدراك الرموز المكتوبة والنطق بها، ثم استيعابها وترجمتها إلى أفكار، والقيام بفَهمها وتحليلها وتفسيرها حسب موضوعها، مع تفاعل الفرد مع ما يقرأ.

والقارئ يؤدي هذا النشاط باستعمال العديد من حواسِّه ومهارته؛ كحاسة البصر، والاستجابة لما تُمليه عليه هذه الرموز التي أمامَه في النص الذي يقرؤه؛ عن طريق النظر وحاسة النطق في بعض الأحيان إن كانت القراءة جهريَّة[9]، بالإضافة إلى استفادة الفرد من خبراته الشخصية في أداء هذا النشاط، الذي يدخل فيه الكثير من العوامل التي تهدف في أساسها إلى ربط لغة التحدث بلغة الكتابة، وتتطلب هذه العملية فَهْم المعاني، والقراءة تستلزم تدخُّل الإنسان بكل جوارحه بُغية تفسير المعاني، والروابط والاستنتاج والنقد، والحكم على ما يقرأ.

إذًا فالقراءة عملية ديناميكيَّة يشترك في أدائها الفرد بكلِّ جوارحه، وتتطلب منا توازنًا عقليًّا ونفسيًّا وجسميًّا.

وقد تطوَّر مفهوم القراءة عبر الأجيال؛ حيث كان مفهومُ القراءة في البداية يتمثَّل في تمكين المتعلِّم من المقدرة على التعرف على الحروف والكلمات، وكيفية نطقها بالوجه الصحيح، وتكون القراءة بهذا المعنى عمليةً إدراكية، وبصريَّة صوتية، ثم تَغيَّر مفهومُها نتيجةَ البحوث التربوية فأصبح مفهومُ القراءة هو التعرف على الرموز ونطقها، وترجمة هذه الرموز إلى ما تدل عليه من معانٍ وأفكار؛ فأصبحت القراءة عملية فكرية تَرمي إلى الفَهم والمعرفة، وبعدها أخذ يتَّجه إلى نقد المقروء والتأثر به، ثم اتجه إلى استخلاص الأفكار والانتفاع بها في مواقفَ عدة، وعلى هذا الأساس أصبح للقراءة أثرها على الأفكار والسلوك، ثم تطور هذا المفهوم مع ظهور وقت الفراغ، فأصبح يَحمل الاستمتاعَ للقارئ فيما يقرأ.

كما تسهِم القراءة في تكوين الشخصية الفردية النامية المبدِعة، وتعتبر القراءة من أهم وسائل استثارة قدرات المتعلم، وإثراء خبراته، وزيادة معلوماته، وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية - حسب رغبته الشخصية - نحو هدفه المعين، وتعد العامل الأهمَّ في تشكيل عقل المتعلِّم، وتكسبه القدرة على الفَهم والتعبير، وتنمِّي اتجاهات الأفراد الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته، فهي تعتبر قاعدة لكل علم، ومفتاحًا يفتح للقارئ ممتلكاتِ الفكر الغنيَّة، فلا شك أن القراءة هي إحدى الطرق المثلى لاكتساب العلوم والمعارف والثقافة العامة، فكما نعرف العلوم والمعارف المتنوعة مدوَّنة في الكتب، ولكي يتم معرفة هذه العلوم والمعارف لا بد من القراءة؛ فعن طريقها يتحقق التقدم والازدهار.

أهداف القراءة:
تعتبر القراءة غذاءً للعقل، وراحةً للنفس، وتصفيةً للذهن، ومتعةً لمن يُقدِّر أهميتها، بالإضافة إلى أنها تدريبٌ وتمرين وممارسة على تعلم الكلام الفصيح والبليغ، وتوسيع المدارك في الاطلاع على الكلمات والمعاني الجديدة، أو الاطلاع على حياة وحضارات وعادات وتقاليد الأمم والبلدان، وهي أيضًا وسيلة من الوسائل المهمة في الترويح عن النفس ومَلْء الفراغ بشيء نافع ومهم.

للقراءة أهداف عامة وخاصة؛ فمن أهدافها العامة:
1- تُسهم في بناء شخصية الفرد بصورة عامة، وثقتِه بنفسه؛ عن طريق تثقيف العقل وإنضاجه، واكتساب العلم والمعرفة.

2- إمتاع القارئ وتسليته في أوقات فراغه بما تستهويه رغبته من ألوان المطالعة؛ من قصص أو قصائد، أو كتب ثقافية أو تأريخية... إلخ.

3- تعتبر القراءة أداة التعليم الأولى في الحياة الدراسية، فالشخص المتعلِّم لا يستطيع التقدم في تعلُّمه، واكتساب المهارات، إلا إذا استطاع السيطرةَ على مهارات القراءة.

4- تزويد الفرد بالأفكار والمعلومات والمهارات، وتعرفه على تراث الجنس البشري.

5- القراءة أهم وسيلة لنهوض المجتمعات وتطورها، وارتباط بعضها ببعض، عن طريق الإعلام والصحافة، والرسائل والبحوث والمؤلفات... إلخ.

6- تعتبر القراءة من أهم الوسائل التي تدعو إلى التفاهم والتقارب، وتبادل الآراء بين عناصر المجتمع.

7- الارتقاء بمستوى التعبير عن الأفكار؛ فهي تُثري حصيلة القارئ اللغويةَ، وتمكِّنه من التعبير عما يَجول بخاطره، ويعرِّف غيره عليه.

8- للقراءة دور هام في تنظيم وتطوير المجتمعات.

أما بالنسبة للأهداف الخاصة للقراءة، فمنها:
1- جودة النطق، وحسن اللفظ والأداء، وتمثيل المعنى وتوضيحه.

2- كسب المهارات القرائية المختلفة؛ كالسرعة، والاستقلال بالقراءة، والقدرة على تحصيل المعاني.

3- تنمية الميل إلى القراءة، والكسب اللغوي.

4- استخدام المكتبات بصورة سليمة والانتفاع بمحتوياتها، سواء كانت مكتبات منزلية، أو عامة، أو مدرسية.

5- الانتفاع بالقراءة من أجل المعرفة والتسلية، والمتعة والتذوق في نفس الوقت.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-09-2022, 02:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما


زوزان صالح اليوسفي




تاريخ القراءة:


تعد القراءة منذ القدم من أهم وسائل التعلم عند الإنسان الحضاري، وكانت أول مكتبة وضَعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم وقد كتبوا على بابها عبارة (هنا غذاء النفوس وطب العقول).

أما بعدَ ظهور فجر الإسلام ونشرِ النبي صلى الله عليه وسلم لرسالة التوحيد، فإننا نلاحظ اهتمامًا كبيرًا بقضية القراءة والتعليم، وقد جاء ذلك كما ذكَرنا في عدة آياتٍ من القرآن الحكيم، وخير دليل على اهتمام رسولنا وديننا الحنيف بالقراءة والتعلم - ذِكرُنا موقفَ الأسرى في بدر، حين طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسرى المشركين الذين يَرغبون في فكِّ أسرهم أن يعلِّموا عشَرةً مِن المسلمين القراءةَ والكتابة؛ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفكر في تعليم المسلمين وتحفيزهم على القراءة، من أجل أن يَبني أمة متعلِّمة، وتبدو في هذه دلالةٌ واضحة وهامة على أهمية القراءة والكتابة؛ لأنها احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم.

كما قدَّم الرسولُ الصحابيَّ الذي يستطيع القراءة على أصحابه؛ كما فعل بزيد بن ثابت رضي الله عنه[14]، حيث قدَّمه على كثيرٍ من الصحابة، وصار قريبًا ومُلاصقًا للرسول بصفة شبه دائمة؛ لأنه كان يُتقن القراءة والكتابة، فصار كاتبًا للرسول ما يُوحَى إليه، وكاتبًا لرسائله ومترجمًا للسريانية والعبرية، وهكذا غرَس الرسول صلى الله عليه وسلم حبَّ القراءة في قلوب المسلمين.

وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم لقرون عدة؛ مثل مكتبة المدينة، ومكتبة بغداد، ومكتبة القاهرة، ومكتبة دمشق، ومكتبة القدس، ومكتبة طرابلس، ومكتبة قرطبة وأشبيلية وغرناطة... إلخ، وقد برز خلال تلك الحقب عَمالقةٌ من العلماء والكُتَّاب، والفقهاء والأدباء، وفي كافة النواحي.

والقراءة كانت - ولا تزال - من أهم وسائل نقلِ ثَمرات العقل البشري وابتكاراته، وإنجازاته وأدبه، وفنِّه واختراعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتحضرة والمتقدمة التي تَسعى دومًا للرقيِّ والازدهار، ففي العصر الحديث دخلَت القراءة في أنشطة الحياة اليومية لكل فرد؛ فالقراءة هي السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين من الأدباء والمفكرين، والعلماء والمخترعين، والأمم التي تُعلي من شأن القراءة هي الأمم القائدة والحكيمة في مَسيرة النهضة والإبداع والتطور، والذين يهتمُّون بالقراءة هم الأحرار المثقفون؛ لأن القراءة والمعرفة ضدُّ الجهل والبؤس والتخلف والخرافات، وقال الجاحظ[15]: إن الكتاب يُقرأ بكل مكان، ويَظهر ما فيه على كل لسان، ويوجد مع كل زمان، وقد يذهب الحكيم وتبقى كتبه، ويذهب العقل ويبقى أثرُه.

القراءة والمبدعون:
تعد القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعِها، وقد حرَصَت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع، كما أن للقراءة أهميةً على المستوى الفردي والمجتمعي؛ حيث تُستخدم كوسيلةِ علاجٍ فعال تحت إشراف الطبيب النفسي أو الإخصائي النفسي أو الاجتماعي؛ حيث يطلق عليها العلاج بالقراءة أو (الببلوثيرابيا)[16]، وتعتبر القراءة من أهم المعايير التي تُقاس بها المجتمعات تقدمًا أو تخلفًا، فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدِّم الذي يُنتِج الثقافة والمعرفة، ويطوِّرها بما يَخدُم تقدمه وتقدم الإنسانية جمعاء، وهو المجتمع الذي يُنتج الكتب ويَستهلكها للقراءة؛ لتروض الفكر على سلامة الفَهم والمراجعة، وتُنمي القدرة على النقد والنقاش والحكم.

ويعتبر المبدعون والمفكرون والمؤلفون مجموعةً من الشخصيات الموهوبة المتميزة، اختاروا العلم موطنًا، والقراءة طريقًا، والكتابة فكرًا وإبداعًا، والإبداع لدَيهم هو أن توجد شيئًا جديدًا من مجموعةِ ما لدَيك من معطَيات وفكر وخيال، ولن يأتي ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها، وقد ذكَر الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد أنَّ القراءة تُضيف إلى عمر الإنسان أعمارًا أخرى، وهي أعمار العلماء والكتَّاب والفلاسفة الذين يقرأ لهم.

وما كان من عالم كبير أو مخترع عظيم إلا كانت القراءة الواعية المستمرة وسيلتَه إلى العلم والاختراع، ومثالٌ على ذلك فيلو تايلور فرانسوز [17] Philo Taylor Farnsworth مخترع التلفزيون؛ فقد كان تلميذًا مجتهدًا ومحبًّا للقراءة، وقد بحث وقرأ كثيرًا عن الصوت والضوء وعن السينما الصامتة، فأصبح هدفُه وهمُّه أن يَجمع بين الصوت والصورة، فدرس دراسة عميقة وقرأ الكثير عن ذلك، حتى توصل إلى هدفه المنشود، وقيد اختراع التلفزيون باسمه، وغيره العديد من النوابغ والمبدعين المحبين للعلم عبر القراءة المستمرة؛ لاستمداد أفكارهم وتوسيعها؛ لذا إن لم نقرأ فلن نجد سبيلاً للتقدم والتطور؛ لأن كل حِرفة ووظيفة - مهما كانت - تتطلَّب الخبرة والمعرفة والإبداع، وتتطلب منَّا مزيدًا من الجِدِّ والمثابرة في ظل هذا العصر؛ عصر التكنولوجيا وعصر الانفجار العلمي والمعرفي الهائل، وثورة المعلومات والاختراعات والإبداعات المتسارعة في أي مجال من الحياة، فعلى كل الأمم والبلدان أن تعلم ذلك، وتعمل على التشجيع المتواصل على النهوض، وحث الشباب والأطفال على القراءة المستمرة؛ من أجل مواكبة العصر وتطوره.

أبناؤنا والقراءة:
علينا أن نغرس حب القراءة والمطالعة لدى أطفالنا منذ الصغر؛ فكما يقال المثل: العلم في الصغر كالنقش على الحجر، فمن حق أطفالنا علينا أن نوفر لهم حياة كريمة، مِلؤُها الإيمان والثقة والقوة، ولا يأتي ذلك إلا بالتعلم والقراءة، والقراءة عنصر أساسي وهام لتطوير مقدرة الإنسان على التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة، وهي تسهِم في تنمية المعلومات العامة لدى الطفل، وتزوده بمفردات ومعاني وجمل جديدة يضيفها إلى قاموسه اللغوي، وتنمي لديه مهارات وقدرات الفهم والتحليل، والاستنتاج والربط بين المواضيع بطريقة منطقية، وتشركه في النقاشات التي تحتاج إلى كمٍّ هائل من المعلومات التي تساعده على حل المشكلات التي يواجهها، وتكسبه مفاهيمَ دينية وأخلاقية جديدة، تنمِّي لديه التذوق السليم للفن والجمال، وتغرس فيه العادات والاتجاهات الحميدة؛ كحب النظام والعمل، والخير والتعاون، وغيرها، وتقدم أيضًا خبرات عديدة ومتنوعة، يستفيد منها في حياته اليومية، وفي مستقبله.

هناك عدة عوامل تدخل في استعداد الطفل للقراءة، ومن هذه العوامل: الاستعداد العقلي، والاستعداد العاطفي، والاستعداد الجسمي، والاستعداد في الخبرات والقدرات.

وتعريف الاستعداد هنا: هو قدرة الفرد الكامنةُ على أن يتعلم بسرعة وسهولة، وعلى أن يصل إلى مستوى عالٍ من المهارة في أي مجالٍ كان.

ويمكننا أن نوضح هذه الاستعدادات بما يلي:
1- الاستعداد العقلي: تعتبر القراءة عملية معقدة ودقيقة، والنجاح في تعلمها يقتضي قدرًا معينًا من النضج العقلي، تبايَن في مقداره المسؤولون التربويون بين ست سنوات إلى سبع؛ حيث يكون خلالها العمر العقلي للطفل على استعدادٍ لتعلم القراءة.

2- الاستعداد العاطفي: يختلف الأطفال في قدراتهم واستعدادهم؛ نظرًا لاختلاف بيئاتهم، والمقومات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لدى كل طفل.

3- الاستعداد الجسمي: عملية القراءة لا تقتصر على العقل فقط، بل تدخل فيها جميع الحواس؛ من سمع وبصر، ونطق وفهم، وصحة عامة.

4- الاستعداد في الخبرات والقدرات: إن الطفل حينما يبدأ بمرحلة التعليم يكون مزودًا بعدد كبير أو قليل من الخبرات والتجارب السابقة، وبحظ قليل أو كثير من القدرات التي تمت خلال سِنِي عُمره، والقراءة مرتبطة بما اكتسبَه من خبرات وقدرات سابقة، متمثلة في الرحلات والزيارات والمشاهدات، وممارسة بعض الأنشطة المتنوعة، وكذلك محصول الطفل اللغوي؛ من معرفته بالكلمات والمفردات، والمعاني التي يسمعها أو يستخدمها، وكذلك مدى الرغبة في القراءة والتعلم.

من المصائب التي ابتُليَت بها أمتنا في هذا الزمن أن الكثير من أبنائنا لا يَكترثون بالقراءة، وربما حتى يَنفرون منها، ويظنون أن القراءة محصورةٌ فقط على سنوات الدراسة، وأنها مقتصرة فقط على الكتب المدرسية! وطالما لاحظنا أن طلبة الجامعات يقضون سنوات الدراسة دون أن يستعيروا كتابًا واحدًا من المكتبة! وأن الأغلبية ممن يرغبون في القراءة لا يعرفون ماذا يقرؤون؟ ولمن يقرؤون؟ وكيف يقرؤون؟

وبما أن تعليم الكتابة مرتبط بتعليم القراءة؛ ففي أثناء تعرُّف الطفل على الكلمات والجمل يَظهر مَيله واضحًا إلى رسم الكلمات التي يَقرؤها، ولكي نستطيع أن نحفِّز أبنائنا على القراءة بكفاءة عالية، وبتحقيق أقصى استفادة مُمكنة مما يقرؤون، وبأقل مدَّة ممكنة، لا بد لنا أن نُعلِّمهم فنَّ القراءة الاستفادة والاستمتاع منها، وأنه ليس كل كاتب يَستحق أن يُقرَأ له، والواجب علينا في ظل هذا الوضع أن نكثف الجهود في دعوة وتوعية أبنائنا إلى القراءة الهادفة المنظمة المفيدة، وهذا يقع بالدرجة الأولى على عاتق الأهل والمربِّين.

يجب التركيز على دور الوالدين والمربين في توثيق الصلة بين الطفل والقراءة منذ نشأته، كما أن هذه الانطلاقة تتطلب إستراتيجية شاملة، تتعاضد فيها أدوارُ جهاتٍ متعددة؛ كالأسرة والمدرسة، والإعلام بكافة أنواعه، والمراكز الثقافية والجهات الحكومية بالدرجة الأولى.

يقول الباحثون: إن 95% من الجهد المبذول للقراءة يقوم به العقل، أما الباقي - أي 5% - فتَقوم به إحدى الحواسِّ التي زوَّد الله سبحانه وتعالى بها عبادَه، وسواء اعتمدَت القراءة على أي حاسة من الحواس الخمس؛ فإن الجهد الأكبر لعملية القراءة يقوم به العقل، الذي هو مركز التفكير، وإذا أردنا أن نُنشئ جيلاً متعلمًا ومفكرًا فعلَينا أن نعمل على تنشئة جيل راغبٍ في القراءة، ومحللٍ وناقد منذ السنوات الأولى من مراحله الدراسية.

يجب التركيز على اختيار المناهج الدراسية التي تمنَحنا صورة صادقة واضحة، تخلو من الجمود والتناقض وانعدامِ التدرج، وأن لا تكون بعيدة عن الروح العلمية والمنهجية، ومتَّسمةً بطابع المنهج الشكلي للبحث؛ على أن تكون صورة للمجتمع الجديد الذي نتطلَّع إليه، بحيث تسعى لِخَلق جيل يؤمن بالتخصص، وبأهمية التطور العلمي والثقافي والأدبي، ويكون قادرًا على الانطلاق والحركة المبدعة، ويؤمن بأهمية الفرد وبحقه في ممارسة عملية النقد البنَّاء، والنقد الذاتي، ومواجهة الصعوبات بروح عالية؛ لتغيير كل ما هو سلبي إلى واقع اجتماعي وثقافي وأدبي أفضل، يَستطيع أن يعكس الفلسفة الاجتماعية التي يَعتنقها، والتي ترتبط بشكل وثيق بالتراث الإنساني النبيل الخالد للأمَّة العربية والإسلامية بوجه خاص، وتعكس تطلع الشعوب إلى المستقبل الزاهر المنشود.

يجب أن تسعى المناهج الجديدة لخلق جيل موحد، وأن تكونَ ذاتَ هيكل اجتماعي متناسق ومنسجمٍ في شعوره وتفكيره وسلوكه، وذاتَ أهداف واسعة ومتفتحة، وأن تدرس بمرونة واسعة بحيث تستوعب وتدرس مشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية والنفسية دراسةً موضوعية، ونقدها بروح علمية صِرفة.

واقع المطالعة في المجتمعات العربية:
تعتبر القراءة من المهارات الأساسية التي تركِّز عليها النُّظم الحديثة؛ فهي تُكسِب الفرد العلوم والمعرفة والمهارات، بالإضافة إلى قضاء أوقات الفراغ؛ كما قال الشاعر:
وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ


والقراءة تسهِم في صنع شخصية الفرد، وتدعم ثقته بنفسه، وتساعد على تنمية معلوماته ولغته، ولكنَّ هناك مؤشرات خطيرة تدل على إهمال القراءة بشكل عام في الوقت الحاضر من أبناء أمَّة ﴿ اقرأ ﴾، بينما نلاحظ الاهتمام الكبير بالقراءة بشتى أنواعها في المجتمعات الغربية، وتشجيع الفرد - وخاصة الطلبة الشباب - على اقتناء الكتب والصحف والمجلاَّت المختلفة، ونرى هذا الاهتمام عند الفرد الغربي في صور متعددة؛ منها: استغلال وقته في تصفح كتاب أو صحيفة أو مجلة في أغلب الأماكن التي فيها الانتِظار؛ مثل: عند زيارة عيادات الأطباء وفي الطوابير المختلفة، وفي حالات السفر أو التنقل داخل المدينة بالمواصلات العامة (كالباصات)، كما نراهم في أشد حالات النَّهم إلى القراءة في أوقات الراحة والاسترخاء في الحدائق العامة والمتنزهات، وعلى الشواطئ وغير ذلك.

وعندما نتأمل واقع المجتمعات العربية ومن يُتابع الدراسات والتقاريرَ التي أُجريَت في السنوات القليلة الماضية عن واقع القراءة وتأثيراتها - يُدرِك التراجع الذي تشهده القراءة بشكل واضح ورهيب في كافة البلدان العربية، بالإضافة إلى قلة عدد المكتبات، وتضاؤل أعداد دور النَّشر؛ لذا فإن هذا الإهمال والخمول - الذي يَطغى ويتَّصف به الأفراد في العالم العربي تجاه القراءة وتوسيع المعلومات لديهم - سوف يؤدي إلى تهديد الأمة بحدوث عواقبَ خطيرة ومُضرة في المستقبل القريب، مما يؤدي في الأخير إلى فقدان الهوية وضياع الموروث التاريخي والعلمي، وحتى الاجتماعي الأصيل، وتخلُّف الأمة عن إنتاج المعرفة والتطور والوصول إلى القدراتِ العالية في التصنيع والإنتاج، وإيجاد الأعلام والخبراء الفاعلين في شتى مجالات الحياة.

ومن هذا المنطلق فإن غرس بُذور التجديد والإصلاح، وتعويض ما فات يتم من خلال بناء جيل جديد بناءً سليمًا وقويًّا؛ وذلك بتعليمهم أهمية ومهارات وأساليب القراءة الحديثة، والسعي نحو نشر المكتبات ودور النشر وإعطاء المثقف مساحة واسعة.

إرشادات للتحفيز على القراءة:
هناك العديد من الدراسات عن أهمية القراءة وإستراتيجيتها السليمة، ونستخلص منها الإرشادات التالية:
كلما تذكَّرنا الآية الكريمة: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114] فلا بد أن نتأمل معنى هذا الدعاء العظيم، الذي يشتمل على طلب عظيم من الله سبحانه وتعالى لعباده، وينبغي على كل فرد مؤمن أن يكون له دوافعُ للقراءة، فعليه أن يؤمن بأنه من خلال القراءة يقرأ من أجل العلم والانتفاع به، ومن أجل أن يرفع الجهل عن نفسه؛ وذلك لكي يكسب رضاء الله قبل كل شيء، كما أوصانا الخالق العظيم من خلال آياته الكريمة بالدعاء بزيادة العلم والمعرفة، فالخالق يدرك أننا من خلال هذه الآية كلما زدنا علمًا زِدنا تقدُّمًا وازدهارًا لنا ولبلدنا، ومن خلال القراءة وزيادة المطالعة سوف نكون أفرادًا نافعين، نرفع من شأن بلداننا ونطورها.

حينما نقرأ كتابًا علينا اختيار ما هو نافع وصالح؛ فلا نقرأ عشوائيًّا في أمور ربما لا نستفيد منها؛ بل بالعكس ربما تضرُّ ولا تنفع، فإذا أردنا أن نُمارس القراءة ونعوِّدَ أنفسنا عليها فعلينا أن نفكِّر فيما نحبُّ قراءته، ويفضل فيما يخص من عمل كل فرد؛ وذلك ليستمر في تطوير نفسه وإمكانياته ضمن إطار عمله، فالقراءة في مجال عمل كلِّ فرد ستجلب نتائج أفضل في اختصاص كل فرد.

أما بالنسبة للمطالعات العامة وضمن رغبات كل فرد وميوله فيجب أن يختار ما هو محبَّب لديه؛ كالذي يَرغب في قراءة الكتب التاريخية أو الجغرافية، أو السياسية أو الثقافية، أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الرياضية... إلخ، وهناك مَن يفضل كاتبًا على آخَر، وهكذا نتعوَّد - بالممارسة الجادَّة - على القراءة.

وبمرور الوقت في ممارسة المطالعة سوف نقضي الكثير من الوقت حتى تصبح جزءًا أساسيًّا من حياتنا، تَكاد تُقارب أهميتُها أهميةَ المأكل والمشرب.

من أكثر الوسائل المحببة والمشجعة على القراءة هو أن يَشعر الفرد بالاستفادة مما قرأه لتطبيقه في حياته الخاصة؛ لذا علينا أن نضع خطة منهجية دقيقة لممارستنا للقراءة؛ فعلينا أن ندوِّن في مفكِّرة خاصة مثلاً: كم كتابًا ننوي قراءته خلال فترة معينة حسب جدول منظَّم؟ وما هو الشيء المفيد أو المحبَّب إلينا قراءتُه؟ وما هي المواضيع الذي يتوجَّب أن نقرأها ونهتم بقراءتها؟

وبإمكاننا أن نقف شهريًّا أو سنويًّا لتقييم خطتنا في القراءة، كما أنَّ بإمكاننا أن نعدِّل هذه الخطة أو الجدول الذي سِرْنا عليه في حالة عدم تحقيقنا ما نَصبو إليه، ويفضَّل أن نعمل جدولاً شهريًّا؛ لكي لا نشعر بالملل، ولِنَسعى دائمًا نحو التجديد.

علينا البحث بأنفسنا إذا رغبنا في القراءة، وألاَّ نسأل عمَّا نجهله ممَّا نرغب في معرفته، بل نسارع بأنفسنا للبحث عما نرغب في معرفته؛ وبذلك سنعوِّد أنفسنا على حب القراءة، وسوف نقدر أن نشعر بلذَّة مجهودِنا في البحث عن الكتاب الذي نرغب في قراءته، وربما ننصح الغير أيضًا بمطالعته.

علينا تحديد الوقت والمكان المناسبين للقراءة، وألاَّ نجعل من القراءة عملاً يقتصر على أوقات الفراغ فقط، بل يفضل أن يكون واجبًا نحدد له الوقت المناسب، لا يقل عن ساعة يوميًّا، على حسب المقدرة والظروف، فعلينا أن نجعلها جزءًا أساسيًّا من بَرنامَجِنا اليومي، مثلها مثل حاجتنا للطعام، وعلينا أن نؤمن بأن الدماغ أيضًا يشعر بالجوع للمعرفة، كجوع المعدة للطعام.

ويفضَّل أن نخصِّص لها مكانًا مناسبًا - من حيث الهدوءُ والاسترخاء - يحفِّزنا على الاستمتاع بما نقرأ، ويفضَّل أن نجعل مع هذه الساعة المخصصة شيئًا من قَبيل التسلية؛ كشُرب الشاي أو القهوة معها.

علينا أن نلتزم بمبدأ التدرج في القراءة؛ فحين نرغب في قراءة كتاب حول شيء معيَّن وغاية معينة علينا ألاَّ نتحمس لجمع عدة كتب وموسوعات مطوَّلة وشاملة حول ذلك الكتاب؛ لأن بَحر القراءة لا ساحل له، فعلينا دائمًا أن نبدأ باليسير؛ لنأخذ فكرة ثم ننتقل إلى ما بعده شيئًا فشيئًا.

علينا أن نكون جادِّين في القراءة، ولا نتخذها هواية فقط، بل نحسبها واجبًا أساسيًّا علينا.

علينا أن نتبع سبل النظام، وهذا شيء طبيعي في النفس البشرية.

علينا أن ننظم معلوماتنا وأن نستفيد من الكتب وما نقرأ؛ من خلال تسجيلها في دفتر خاص، فندون فيه ما قرأنا من الكتب أو المواضيع التي استحوذت على اهتمامنا وإعجابنا، وبإمكاننا أن نَكتب عدة أسطر عن ملخص الكتاب وعن رأينا فيه؛ من إعجاب أو نقد أو تقييم، وبذلك سوف يمكننا تشجيع أبنائنا أو أصدقائنا على قراءة الكتب التي حازت على إعجابنا من خلال إطلاعه على ملخَّص رأينا، ومن خلال ذلك سنشعر بقيمة الكتاب وفائدته، وسنشعر أننا نؤدي رسالة سامية عند نقل كتاب ذي فائدة للمجتمع.

يفضل لكل فرد أن يكون لديه مكتبة متنوعة في بيته، وأن يواظب على شراء ما هو جديد ونافع، وهذا الأمر سوف يُعيننا كثيرًا على حب القراءة والمطالعة، فمن المفيد أن يَنشأ أبناؤُنا في ظل مكتبة تُسهِم في تكوين شخصياتهم وتنمية مواهبهم ومهارتهم منذ الصغر، وسيكون حافزًا ومشجعًا لهم أيضًا في السير على هذا النهج.

أنواع القراءة:
تنقسم القراءةُ عامَّة إلى عدة أنواع؛ لاعتبارات مختلفة؛ منها:
1- أنواع القراءة من حيث طبيعةُ الأداء.
2- أنواع القراءة من حيث الغرض.

أنواع القراءة من حيث طبيعةُ الأداء:
أولاً - القراءة الصامتة: هي قراءة ينعدم فيها الصوت والهمس وتحريك اللِّسان أو الشفة، يحصل بها القارئ على المعاني والأفكار من خلال انتقال العين وحركتها فوق الكلمات والجمل، دون الاستعانة بعنصر الصوت، ويعتبر البصر والعقل هما العنصرين الفاعلين في هذا النوع من القراءة؛ لذلك تسمى بالقراءة البصريَّة؛ حيث إنها تعفي القارئ من الانشغال بنطق الكلمات، وتوجيه الاهتمام إلى فَهم ما يقرأ.

ثانيًا - القراءة الجهرية: وهي القراءة التي ينطق القارئ خلالها ما يقرؤه بصوت مسموع، مع مراعاة ألاَّ يَطغى ضبطُ المقروء على فَهم معناه.

ثالثًا - قراءة المتعة: وهي قراءة خالية من التعمق والتفكير، وتُستخدم في أوقات الفراغ، وقد تكون متقطِّعة خلال فترات حسب الوقت والمزاج؛ كقراءة كتب الأدب من قَصص وقصائد وغيرها، أو القراءة اليومية لأخبار الصحف والمجلات.

رابعًا - القراءة النقدية التحليلية: وهي القراءة الدقيقة والمتأنِّية، التي يتولد لدى المرء مِن مُمارستها نظرةٌ نقدية عميقة ونافذة، يَستطيع من خلالها الحكم على الكتابات المنشورة، من خلال الموازنة والربط والتحليل والاستنتاج، مثل نقد قصةٍ أدبية، أو قصيدة شعرية، أو مقالة.

أنواع القراءة من حيث الغرض:
1- القراءة السريعة: وهي القراءة التي يقصد منها القارئ البحث عن شيء معيَّنٍ بشكل عاجل، وتهم الباحثين كقراءة فهارس الكتب، أو قوائم الأسماء أو غيرها من الأمور، وتفيد في البحث عن مصطلحات، أو استعراض المادة ومراجعتها، أو الكشف عن معاني المفردات من المعاجم؛ للتدريب عليها.

2- القراءة الشاملة: وهي قراءة لتكوين فكرة عامة عن موضوع متسع، وهي أكثر دقة من القراءة السريعة، وتُستعمل في مثل قراءة التقارير، وتفيد الاستذكار، وكتابة الملاحظات، واستخلاص الأفكار؛ خاصة في حالات تحضير البحوث.

بعض العبارات الملهمة والمحفزة على التعلم والقراءة:
هناك العديد من الأقوال المؤثِّرة في تحفيز العلم والقراءة؛ منها:
أحيانًا أفكر أن حياة الفرد تشكلت بواسطة الكتب أكثرَ مما أسهَم البشر أنفسُهم في تشكيل هذه الحياة؛ (جراهم كرين).
سُئلت عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجبتُ: الذين يعرفون كيف يَقرؤون؛ فولتير.
يخصب ذهنك ويشق أمامك جديد الآفاق عندما تنكبُّ على قراءة الكتب؛ جوبير.
القراءة تصنع رجلاً كاملاً، والتأمل رجلاً عميقًا، والمحادثة رجلاً واضحًا؛ فراكلين.
أما ما يُكتب فيَبقى، وأما ما يقال فتَذروه الرياح، عندما تَقرأ استقبل المعانيَ بقلبك؛ (البرتو مانويل).
ما أعظم الكتاب! إنه عصارة الفكر ونتاج العلم، وخلاصة الفهم ودوحة التجارب، وهو عطية القرائح وثمرة العبقريات؛ تريستان.
الكتب نوافذُ تُشرف منها النفسُ على عالم الخيال، فبيت بلا كتب كمَخدَع بلا نوافذ؛ بيتشر.
هناك فرق عظيم بين شخص متشوق يريد أن يقرأ كتابًا، وشخص متعَب يريد كتابًا ليقرأه؛ جلبرت كيث.
أحيانًا تكون قراءة بعض الكتب أقوى من أي معركة؛ هنري والاس.
لا يعز عليَّ سوى ترك مكتبتي الخاصة؛ فلولا الكتب في هذه الدنيا لوقعتُ منذ زمن طويل فريسة اليأس؛ شوبنهاور.
القراءة تزود عقولنا بمواد المعرفة فقط، والتفكير هو الذي يجعلنا نملك ما نقرأ؛ جون لوك.
الكتاب النافع المفيد دم الحياة الثمين، لغذاء الروح المترفة؛ جون ميلتون.
المكتبة هي الذاكرة الوحيدة المؤكدة المستمرة للفكر الإنساني؛ شوبنهاور.
يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول: بل انتفع بما تقرأ؛ عباس العقاد.
ما نعرف شيئًا يحقق للإنسان تفكيره وتعبيره ومدنيته كالقراءة؛ فهي تصور التفكير على أنه أصلٌ لكل ما يُقرأ؛ طه حسين.
كل مصحوب ذو هفوات، والكتاب مأمون العثرات؛ ابن المقفَّع.
ما أشبعُ من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أرَه فكأني وقعتُ على كنز؛ ابن الجوزي.
الكتب حصون العقلاء التي يلجؤون إليها، وبساتينهم التي يتزهون فيها؛ ابن طباطبا.
قال أحد الفلاسفة: الكتب سعادة الحضارة، بدونها يصمت التاريخ، ويخرس الأدب، ويتوقف العلم، ويتجمد الفكر والتأمل.
قيل لأرسطو: كيف تحكم على الإنسان؟ فأجاب: أسأله: كم كتابًا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟
القراءة عبادة وتكريم للإنسان، وسببٌ لامتلاك البصيرة وتهذيب النفس، وبابٌ للإبداع وتنمية العقل وتوسيع المدارك؛ كتاب صناعة الثقافة.
القراءة رياضة نفسية، تكون الإحساس بالأنس والمتعة، وأثبتَت الدراسات الحديثة أن القراءة مريحة للأعصاب؛ كتاب صناعة الثقافة.
البحث والكتابة يعتبران أعلى مستويات القراءة وأنضجها، بل هو هرم التأمل والتفكير؛ القراءة للحمود.
القراءة قيمة من القيم؛ إما أن نكتسبها فنسعد بها، أو نخسرها فنشقى بجهلنا؛ تركي الغامدي.
لا أعلم أن شيئًا جدد روحي وأيقظ مشاعري وجعل لحياتي معنى - إلا (القراءة)؛ تركي الغامدي.
يجب أن نقرأ لنَزيد من قوتنا، الإنسان الذي يقرأ هو إنسان مفعَم بالحياة، والكتاب ما هو إلا وعاء من نور يقبع بين يدَي من يقرأ؛ الشاعر عزرا باوند.
الكتب أصداف الحِكَم، تنشق عن جواهر الشيم؛ بزرجمهر.

وهناك العديد من الشعراء تفنَّنوا في ذِكر أهمية القراءة والكتاب في قصائدهم؛ كقول الشاعر:
علومًا وآدابًا كعقلٍ مؤيَّدٍ = وخيرُ جليس المرء كُتْبٌ تُفيدُهُ

وقال آخر:
نِعمَ المحدِّثُ والرفيقُ كتابُ
تلهو به إن خانَكَ الأصحابُ

لا مُفشيًا للسرِّ إن أودعتَهُ
ويُنال منه حكمةٌ وصوابُ


المصادر:
موقع هدى القرآن الإلكتروني.
موسوعة ويكيبيديا الحرة.
القراءة وأهميتها للفرد والمجتمع - د. حذيفة السامرائي.
التفكير الإبداعي - زينب حبش.
ما هي أهمية القراءة - هيثم عمايرة.
كتاب الفصول - عباس محمود العقاد.
القراءة منهج الحياة - راغب السرجاني.
القراءة ودورها في تنمية الشخصية الإبداعية والفكرية والأخلاقية - د. ميساء محروس أحمد.
أهمية القراءة في حياتنا - د. فكاك إزاز.
كتاب المعلم للقراءة والأناشيد - دليل المعلم.


[1] سورة العلق سورة مكية، تأتي في الترتيب 96 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 19 آية، وهي أول سورة نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة، وإن ترتيب سور القرآن الكريم حسب تاريخ النزول مذكورٌ في الكتب التي عُنيت بعلوم القرآن؛ مثل كتابي "الإتقان في علوم القرآن" و"أسرار ترتيب القرآن" للسيوطي، و"البرهان" للزركشي؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[2] سورة القلم سورة مكية، تأتي في الترتيب 68 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 52 آية، نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كثاني سورة تنزل بعد سورة العلق في بداية البعثة، و(ن) حرف من حروف الهجاء، ويفسر القلم: الذي تكتب به الكائنات في الألواح المحفوظة؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[3] سورة الطور سورة مكية، جاءت في الترتيب 52 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 49 آية، تبدأ السورة بقسَمٍ من الله سبحانه وتعالى بمقدسات في الأرض والسماء، بعضها مكشوف، وبعضها مجهول؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[4] سورة الزمر سورة مكية، تأتي في الترتيب 39 من سور القرآن، عدد الآيات 75، والآية التاسعة توضح القيمة الإنسانية التي يمثَّل العلم في حساباتها، الذي يفتح شخصية الإنسان على الآفاق الرحبة في الحياة بأسرارها العلمية العميقة، وامتداداتها البعيدة، ورحابها الواسعة، وقضاياها المعقَّدة، وشؤونها المتنوعة، وحساباتها الدقيقة؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[5] سورة الإسراء مكية، تأتي في الترتيب 17 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 111 آية، والآية 85 من السورة تحثُّنا على العلم والقراءة؛ لتعلم المزيد، فالكثير من الأشياء التي نَعلمها اليوم لم تكن معلومةً من قبل، وهذا يُثبت أن كلام الله صحيح في كل حين وزمان، فالزمن في تطور مستمر جيلاً بعد جيل، وعامًا بعد آخر، وكل ذلك يُثبت أننا لن نَصل إلى نهاية العلم أبدًا؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[6] سورة الرحمن مدنية، تأتي في الترتيب 55 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 78 آية، يبين الله سبحانه وتعلم من خلال هذه الآية الكريمة أن وجود الإنسان في هذه الحياة لا معنى له دون أن يسير على منهج، كما علم الله الإنسان البيان؛ ليطلب المزيد من العلم والمعرفة؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[7] سورة طه مكية، تأتي في الترتيب 20 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 135، ولم يرد في آيةٍ من القرآن الأمر للرسول أن يطلب الازدياد من شيء إلا العلم، فلم يقل الله سبحانه وتعالى: وقل ربِّ زدني مالاً، ولم يقل: ربِّ زدني جاهًا، ولم يقل: ربِّ زدني ولدًا... فهذا دليلٌ على فضل العلم عند الله جلَّ جلاله؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[8] سورة المجادلة، سورة مدنية، تأتي في الترتيب 58 من سور القرآن الكريم، عدد آياتها 22 آية، خص سبحانه وتعالى رَفعه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[9] القراءة الجهرية: هي فنُّ التقاط الرموز المطبوعة وتوصيلها عبر العين إلى المخ، ثم الجهر بها بإضافة الأصوات واستخدام أعضاء النطق استخدامًا صحيحًا، فتخرج الأصواتُ مسموعةً في أدائها، صحيحةً في مخارجها، مضبوطة في حركاتها، معبِّرة عن المعاني التي تضمَّنَتها، كما أنها تتضمن عمليات عقلية ومستويات تفكير عُليا من التحليل والتعليل؛ (موقع جامعة المدينة العالمية).

[10] من المعروف أنَّ هناك جانبين للتخطيط التعليمي: الجانب الأول هو الجانب الكمي، الذي يتمثل في المعلومات الكمية، والتي تعرف باسم الإحصاءات التعليمية، والتمويل والتكلفة للتعليم، وإعداد التلاميذ والمعلمين... إلخ، أما الجانب الآخر وهو الجانب الكيفي أو (النوعي) الذي يتمثل في نوعية التعليم من جوانبه المختلفة والتي تسمى (محتويات التعليم) وتتضمن: أهداف التعليم وفلسفته - بنية التعليم ونظامه - مناهج الدراسة - طرق التدريس - خطة الدراسة - الوسائل التعليمية - الإدارة التعليمية - الكتب المدرسية - إعداد المعلمين - الأنشطة التعليمية المختلفة. ويعتبر الجانب الكيفي (النوعي) جانبًا مهمًّا جدًّا في العملية التربوية؛ نظرًا لأهميته في نوعية نواتج هذه العملية، فالعملية التربوية ليست مسألة كمية، وتخريج أعداد كبيرة من التلاميذ فحسب، وإنما هي - فوق ذلك - مسألة كيفية، فالكمُّ والكيف مسألتان مهمتان في العملية التربوية؛ (التخطيط التربوي - الدكتور علم الدين الخطيب).

[11] هو محمد بن يحيى بن عبدالله، نسبته إلى جده (صول تكين)، وهو أحد علماء فنون الأدب، عاصَر ثلاثةَ خلفاء من بني العبَّاس: الراضي، والمكتفي، والمقتدر، له عدة تصانيفَ منها: أشعار أولاد الخلفاء - أخبار الراضي والمتقي - الأوراق في أخبار آل العباس وأشعارهم، وأخبار الشعراء المحدَثين - أدب الكتاب - أخبار القرامطة - الغرر - أخبار ابن هرمة - أخبار إبراهيم بن المهدي - أخبار الحلاَّج - شرح ديوان أبي تمام - وقعة الجمل - أخبار أبي عمرو بن العلاء، كما أنَّ له عدة قصائد، توفي في البصرة (335 هجري - 946 ميلادي).

[12] سورة البقرة، مدنية، جاء بالترتيب الثاني في سور القرآن، عدد آياتها 286 آية، وفيها آخرُ آية نزلت على الرسول الكريم، ونزلت يوم النَّحر في حجة الوداع بمنى، وهي سورة فضلها عظيم، وثوابها جسيم؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[13] عباس محمود العقاد (1889 - 1964) أديب ومفكِّر وصحفي وشاعر مصري، وعضو سابقٌ في مجلس النواب المصري، كان يَكتب المقالات باستمرار خاصة في مجلة "الفصول"، بالإضافة إلى ترجمته لبعض الموضوعات في المجلة؛ من كتاب الفصول ص 95.

[14] زيد بن ثابت هو كاتب الوحي، وأحدُ مَن جمع القرآن الكريم، أسلم وهو طفل لم يتجاوَز الحادية عشرة من عمره، وقد امتنَّ عليه الله سبحانه وتعالى بنعمة الحفظ الجيِّد والذاكرة القوية ومحبة العلم، ولما رأى رسولُ الله براعته وإتقانه في التعلم والحفظ، وأمانته ودقته في النقل - كلَّفه بكتابة الوحي الذي يَنزل على الرسول الكريم.

[15] الجاحظ الكناني (159 - 2 55 هجري) هو من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد وتوفي في البصرة، كتَب في علم الكلام والأدب والسياسة، والتاريخ والأخلاق، والنبات والحيوان، وغيرها، ومن أشهر مؤلفاته "البيان والتبيين" و"البخلاء" و"كتاب الحيوان"؛ (موسوعة ويكيبيديا).

[16] الببلوثيرابيا هو استخدام موادَّ قرائية مختارة كموادَّ علاجيةٍ مساعدة في الطب النفسي أو الطب البدني، وكذلك في التوجيه إلى حل المشاكل الشخصية من خلال القراءة الرشيدة.

[17] فيلو تايلور فارنسورث (1906 - 1971) هو مخترع أمريكي معروف ورائد التلفزيون الأمريكي، ومن أشهر اختراعاته التلفزيون الإلكتروني عام 1927، وكان عمره لا يتجاوز العشرين سنة، وكان متفوقًا في علوم الفيزياء النظرية، وقد نال جائزة نوبل للفيزياء.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.23 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]