|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقل رب زدني علما زوزان صالح اليوسفي المحتوى: ◄ المقدمة. ◄ تعريف القراءة. ◄ أهداف القراءة. ◄ أهمية القراءة والتعليم. ◄ الكتابة والقراءة. ◄ تاريخ القراءة. ◄ القراءة والمبدعون. ◄ أبناؤنا والقراءة. ◄ واقع المطالعة في المجتمعات العربية. ◄ إرشادات للتحفيز على القراءة. ◄ أنواع القراءة ◄ بعض العبارات الملهمة والمحفزة على التعلم والقراءة. المقدمة: بدأ الوحيُ من جبريل عليه السلام، بأمر من الله سبحانه وتعالى - في كلامه للرسول الكريم - بأمرٍ صريح وواضح في كلمة واحدة تحمل منهج حياةٍ لأمتنا جمعاء؛ ألا وهي كلمة (اقرأ)؛ قال الله جلَّ جلاله في كتابه الكريم في سورة العلق: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5][1]، بما أن القرآن يَزيد على سبع وسبعين ألفَ كلمة، نرى مِن بين هذا السَّيل من الكلمات نزلت كلمة (اقرأ) من خلال أول سورة، وأول آية على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، وبما أن القرآن يَشمل آلافًا من الأوامر، ومن بين كل تلك الأوامر نزَل أول أمر: (اقرأ)، فهذا أكبر دليلٍ من الله جل جلاله على أهمية القراءة. وإلى جانب هذه الحقيقة تَبرز أيضًا حقيقة تَعليم الإنسان بالقلم؛ حيث إن القلم كان - ولا يَزال - أبرز أدوات التعليم في حياة الإنسان، وإن الله جلَّت قدرته يعلِّم قيمة القلم؛ لذا أشار إليه في أول كلمة من كلمات رسالته للبشرية؛ حيث منه يَستمدُّ الإنسانُ العلم والمعرفة. أما بالنسبة للآية الثانية من سورة العلق، فإنها تشير إلى موضوع خلق الإنسان، وما يشتمل عليه من العقل والحواسِّ المسؤولان عن تعلم الإنسان، وقد ميَّز الله جلت قدرته الإنسانَ على سائر المخلوقات بالعقل؛ حيث هو مركز التفكير، وهذه السورة توضِّح أن الله تعالى يطلب ويأمر جميع عباده بتعلُّم القراءة. وقد ساوى الله بين جميع البشر بنعمة العقل، ودعاهم إلى توظيفه في حياتهم؛ باعتبارها أداةً للتعلم والتطور، وهناك العديد من الآيات التي تحفز على التعلم والقراءة كما جاء في سورة (القلم) وهي السورة الثانية التي نزَلَت على رسولنا الكريم حسب تسَلسُل نزول السور؛ فسبحان الله حينما نرى من بين 114 سورةً نزلَت على رسولنا، كانت أول سورتين هما: (العلق)، (القلم) اللَّتَين تأمران وتُقسِمان على القراءة والتعلم. قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1][2]. أقسَم الله سبحانه وتعالى في سورة القلم بالقلمِ وما يَسطُرون لِما يُكتَب به، وهو القلم؛ لأهميتهما، ولأنَّ بهما تعمُّ المعرفة والعلم، وتتهذب النفوس، وتترقَّى الأمم، فاختارَهما بالقسَم ليفتَح للناس منافذ القراءة والتعليم بما جاء في سورة القلم. كما أقسم الله سبحانه وتعالى بالكتاب؛ لأهميته الكبيرة في السورة الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴾ [الطور: 1 - 3][3]؛ فالله عزَّ وجل يبيِّن لنا أهمية القلم والكتاب حينما أقسم بهما! كما أن هناك العديدَ من الآيات البينات التي تحفِّز على العلم والتعلم، وتنبه إلى القدرات الكبيرة للعقل، ومن هذه الآيات: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9][4]. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85][5]، وإذا نظَرنا إلى هذه الآية الكريمة من سورة الإسراء، نرى فيها إشارة واضحة إلى أن مجال العلم واسعٌ أمام الإنسان لتعلُّم المزيد، كما أنها دعوةٌ واضحة لمواصَلة البحث والتعلم، والبحثُ والتعلُّم لا يأتي إلا بالمزيد من القراءة والبحث، والتعليمُ ليست لفئةٍ معيَّنة، وإنما هي لجميع البشر في كلِّ زمان ومكان. كما جاء في سورة الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4][6]، في هذه الآيات دلالة واضحة من الله جل جلاله على العلم والتعليم، وهذا يأتي كله عن طريق القراءة. وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114][7]. وفي قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11][8]، وهذه الآيات الكريمة من أعظم الأدلَّة على شرف العلم والتعلم. كما أوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((طلبُ العِلم فَريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ ومسلمة)). فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسرى المشركين خلال الحروب؛ مَن يريد فكَّ أسرِه فعليه بتعليم عشَرة من المسلمين القراءة والكتابة! من خلال ذلك نرى كم ركَّز الرسول على أهمية القراءة والتعليم في ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الأمية، وجعَلها من الاحتياجات الضرورية لأمته؛ لتتقدم وترتقي. هناك وسائلُ كثيرة لنَيل العلم والمعرفة، وأبرزُها مواصلة البحث والقراءة بصورة مستمرة، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى؛ كالسماع والخبرة والتجربة، ونرى أن الله سبحانه وتعالى وضَّح لنا في كتابه الكريم أنه مهما تعدَّدت وسائلُ التعلم فلا بد لنا من القراءة المستمرة، علينا إذًا الاستمرار الدائم والمنظَّم في القراءة؛ في سبيل الحصول على المزيد من المعرفة وتوسيع مداركنا، ويجب أن يكون رغبتنا في القراءة من أجل أهداف معينة ونافعة، وذات فائدة؛ لاكتساب الخبرة والعلم، فالقراءة هي الوجه الحقيقي لحقيقة وجود البشرية المتحضرة، وهو أساس التعليم بمعناه المعروف، وهو باب المعارف والخبرات، فالقراءة والإنسان هيكلان متوازيان في البناء الحضاري التطوري، تحتشد حولهما كلُّ قيم ومقاييس التطور لأية أمة، وبهذه الدرجة أو تلك فإنهما معًا يشكلان المقياس الزئبقي الموضوعي لجوهر تقدم البشرية، والسبيل إلى المعرفة الحقة للتطور الحضاري إنما يكون بالقراءة والمعرفة؛ حيث يعكس التقدم الفكريَّ والثقافي، والتلاحم الحضاري. والقراءة ضرورةٌ للمجتمع كضرورتها للفرد؛ فالمجتمع الذي يَقرأ ويتبادل أفرادُه الأفكار والآراء عن طريق قراءة كل مجتمع لما ينتجه غيره من كتب وإصدارات، فستَكون هذه المجتمعات قادرةً على اكتساب الخبرات والمعرفة الأوسع في الحياة، وستكون قادرةً على التقدم والازدهار في الحياة؛ لأنَّ الصِّلة الفكرية بين المجتمعات تقودُهم حتمًا إلى نوع من الانسجام والوئام، واكتساب الخبرات الجديدة وتبادل المصالح، بالإضافة إلى أنها أداةٌ للاطلاع على التراث الثقافي الذي يعتبر بمثابة هوية لكلِّ أمة، فتعتز وتفتخر بماضيها وتاريخها، بالإضافة إلى أن القراءة هي أداة من أدوات التواصل الاجتماعي بين الأمم؛ إذ تَربِط الفرد بعالمه وبما فيه. أما المجتمعات التي تنعدم أو تضعف فيها هذه الرابطة الفكرية أو التواصل فيما بينها أو تنعزل ويتباعد أفرادها بعضهم من بعض، أو يجهل كل منها خبرة وأفكار الآخر، فلن يستطيع أيٌّ من هذه المجتمعات أن يرى عمله على ضوء عمل غيره، ولا يستفيد من آراء وأفكار الآخرين وخبراتهم، وفي مثل هذه الحالة يصيب المجتمعَ حالةٌ من الضعف والاضمحلال والرُّكود لا محالة! فهل هناك مَن قرأ في مجتمعه وحلَّل واقعه؟ ومن الذي اتَّعظ بما قرأ واستفاد منه، ونشر أفكاره وآراءه حول ذلك؟ ومن قرأ وكتَب ووثَّق كل ما يحدث في مجتمعه وخارجه؟! تعريف القراءة: تعتبر القراءة وسيلة للتفكير والفَهم والإبداع، وهناك عدةُ تعاريفَ للقراءة؛ منها مفسَّرة، ومنها مختصرة، وجميعها توضح لنا نفس الغاية والهدف، وباختصار فالقراءة هي تلك العملية المعرفية الإدراكية التي يتم فيها استخدام العقل، والتي تبدأ بخطوات عدَّة، تقوم على ربط مجموعة من الكلمات والنصوص والرموز بعضها ببعض، وتخزينها في الذاكرة، وإدراك الرموز المكتوبة والنطق بها، ثم استيعابها وترجمتها إلى أفكار، والقيام بفَهمها وتحليلها وتفسيرها حسب موضوعها، مع تفاعل الفرد مع ما يقرأ. والقارئ يؤدي هذا النشاط باستعمال العديد من حواسِّه ومهارته؛ كحاسة البصر، والاستجابة لما تُمليه عليه هذه الرموز التي أمامَه في النص الذي يقرؤه؛ عن طريق النظر وحاسة النطق في بعض الأحيان إن كانت القراءة جهريَّة[9]، بالإضافة إلى استفادة الفرد من خبراته الشخصية في أداء هذا النشاط، الذي يدخل فيه الكثير من العوامل التي تهدف في أساسها إلى ربط لغة التحدث بلغة الكتابة، وتتطلب هذه العملية فَهْم المعاني، والقراءة تستلزم تدخُّل الإنسان بكل جوارحه بُغية تفسير المعاني، والروابط والاستنتاج والنقد، والحكم على ما يقرأ. إذًا فالقراءة عملية ديناميكيَّة يشترك في أدائها الفرد بكلِّ جوارحه، وتتطلب منا توازنًا عقليًّا ونفسيًّا وجسميًّا. وقد تطوَّر مفهوم القراءة عبر الأجيال؛ حيث كان مفهومُ القراءة في البداية يتمثَّل في تمكين المتعلِّم من المقدرة على التعرف على الحروف والكلمات، وكيفية نطقها بالوجه الصحيح، وتكون القراءة بهذا المعنى عمليةً إدراكية، وبصريَّة صوتية، ثم تَغيَّر مفهومُها نتيجةَ البحوث التربوية فأصبح مفهومُ القراءة هو التعرف على الرموز ونطقها، وترجمة هذه الرموز إلى ما تدل عليه من معانٍ وأفكار؛ فأصبحت القراءة عملية فكرية تَرمي إلى الفَهم والمعرفة، وبعدها أخذ يتَّجه إلى نقد المقروء والتأثر به، ثم اتجه إلى استخلاص الأفكار والانتفاع بها في مواقفَ عدة، وعلى هذا الأساس أصبح للقراءة أثرها على الأفكار والسلوك، ثم تطور هذا المفهوم مع ظهور وقت الفراغ، فأصبح يَحمل الاستمتاعَ للقارئ فيما يقرأ. كما تسهِم القراءة في تكوين الشخصية الفردية النامية المبدِعة، وتعتبر القراءة من أهم وسائل استثارة قدرات المتعلم، وإثراء خبراته، وزيادة معلوماته، وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية - حسب رغبته الشخصية - نحو هدفه المعين، وتعد العامل الأهمَّ في تشكيل عقل المتعلِّم، وتكسبه القدرة على الفَهم والتعبير، وتنمِّي اتجاهات الأفراد الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته، فهي تعتبر قاعدة لكل علم، ومفتاحًا يفتح للقارئ ممتلكاتِ الفكر الغنيَّة، فلا شك أن القراءة هي إحدى الطرق المثلى لاكتساب العلوم والمعارف والثقافة العامة، فكما نعرف العلوم والمعارف المتنوعة مدوَّنة في الكتب، ولكي يتم معرفة هذه العلوم والمعارف لا بد من القراءة؛ فعن طريقها يتحقق التقدم والازدهار. أهداف القراءة: تعتبر القراءة غذاءً للعقل، وراحةً للنفس، وتصفيةً للذهن، ومتعةً لمن يُقدِّر أهميتها، بالإضافة إلى أنها تدريبٌ وتمرين وممارسة على تعلم الكلام الفصيح والبليغ، وتوسيع المدارك في الاطلاع على الكلمات والمعاني الجديدة، أو الاطلاع على حياة وحضارات وعادات وتقاليد الأمم والبلدان، وهي أيضًا وسيلة من الوسائل المهمة في الترويح عن النفس ومَلْء الفراغ بشيء نافع ومهم. للقراءة أهداف عامة وخاصة؛ فمن أهدافها العامة: 1- تُسهم في بناء شخصية الفرد بصورة عامة، وثقتِه بنفسه؛ عن طريق تثقيف العقل وإنضاجه، واكتساب العلم والمعرفة. 2- إمتاع القارئ وتسليته في أوقات فراغه بما تستهويه رغبته من ألوان المطالعة؛ من قصص أو قصائد، أو كتب ثقافية أو تأريخية... إلخ. 3- تعتبر القراءة أداة التعليم الأولى في الحياة الدراسية، فالشخص المتعلِّم لا يستطيع التقدم في تعلُّمه، واكتساب المهارات، إلا إذا استطاع السيطرةَ على مهارات القراءة. 4- تزويد الفرد بالأفكار والمعلومات والمهارات، وتعرفه على تراث الجنس البشري. 5- القراءة أهم وسيلة لنهوض المجتمعات وتطورها، وارتباط بعضها ببعض، عن طريق الإعلام والصحافة، والرسائل والبحوث والمؤلفات... إلخ. 6- تعتبر القراءة من أهم الوسائل التي تدعو إلى التفاهم والتقارب، وتبادل الآراء بين عناصر المجتمع. 7- الارتقاء بمستوى التعبير عن الأفكار؛ فهي تُثري حصيلة القارئ اللغويةَ، وتمكِّنه من التعبير عما يَجول بخاطره، ويعرِّف غيره عليه. 8- للقراءة دور هام في تنظيم وتطوير المجتمعات. أما بالنسبة للأهداف الخاصة للقراءة، فمنها: 1- جودة النطق، وحسن اللفظ والأداء، وتمثيل المعنى وتوضيحه. 2- كسب المهارات القرائية المختلفة؛ كالسرعة، والاستقلال بالقراءة، والقدرة على تحصيل المعاني. 3- تنمية الميل إلى القراءة، والكسب اللغوي. 4- استخدام المكتبات بصورة سليمة والانتفاع بمحتوياتها، سواء كانت مكتبات منزلية، أو عامة، أو مدرسية. 5- الانتفاع بالقراءة من أجل المعرفة والتسلية، والمتعة والتذوق في نفس الوقت. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |