|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عبير التشطير د. عبدالحكيم الأنيس ♦ كان العالمُ الزاهدُ الصالحُ تاج الدين محمد بن بهادر الدمشقي الشافعي المتوفى سنة (831هـ) عن (33) سنة، كان يُنشِدُ لبعضهم: لكَ الحمدُ يا ربّي على كلِّ نعمةٍ ![]() ومِنْ جملةِ الإنعامِ قولي: لكَ الحمدُ ![]() ولا حمدَ إلا منكَ تعطيهِ نعمةً ![]() تعاليتَ أنْ يَقوى على شُكرِكَ العبدُ[1] ![]() فقلتُ مشطرًا: (لكَ الحمد يا ربّي على كلِّ نعمةٍ) ![]() وليس لما أوليتَ يا سيّدي حدُّ ![]() جميلُكَ إنعامٌ كبيرٌ مُغمِّرٌ ![]() (ومِنْ جملةِ الإنعامِ قولي: لكَ الحمدُ) ![]() (ولا حمدَ إلا منكَ تعطيهِ نعمةً) ![]() ومنكَ العطايا والمنائحُ والسَّعدُ ![]() توالى علينا الخيرُ فالشُّكرُ قاصرٌ ![]() (تعاليتَ أنْ يَقوى على شُكرِكَ العبدُ) ![]() وقال القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت:366هـ): ما تطعّمتُ لذةَ العيشِ حتى ![]() صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا ![]() ليس شيء أعزَّ عندي من العل ![]() م فما أبتغيْ سواهُ أنيسا ![]() إنما الذلُّ في مخالطةِ النّا ![]() س فدَعْهم وعشْ عزيزًا رئيسا[2] ![]() وقلتُ مشطرًا: (ما تطعّمتُ لذةَ العيشِ حتى) ![]() بتُّ حُرًّا وكان قلبي حبيسا ![]() وجناحُ الجَمالِ رفرَفَ لمّا ![]() (صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا) ![]() (ليس شيءٌ أعزُّ عندي منَ العل) ![]() مِ، فإنْ كانَ كنتُ حقًّا بئيسا ![]() يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() لم أجِدْ منه في اختلاطي سوى الحِل ![]() (مِ، فما أبتغيْ سواهُ أنيسا) ![]() (إنما الذلُّ في مخالطة النّا) ![]() سِ، وجَرِّبْ تكُن شقيًّا تعيسا ![]() كن أبيّاً وإنْ دعاكَ هوى النّا ![]() (سِ فدَعْهُم وعِشْ عزيزًا رئيسا) ![]() ♦♦♦♦ ♦ وقال الأديبُ شمس الدين محمد بن الحسن الصائغ العَروضي (المتوفى سنة: 720هـ تقريبًا) بمصر يتشوّق إلى دمشق: أدمشقُ لا بعدتْ ديارُك عن فتى ![]() أبدًا إليكِ بكلهِ يتشوّقُ ![]() أنفقتُ في ناديك أيامَ الصبا ![]() حبًّا وذاك أعزُّ شيءٍ يُنْفَقُ[3] ![]() وقلتُ مشطرًا: (أدمشقُ لا بعدتْ ديارُك عن فتى) ![]() بجمالِ أرضِك قلبُهُ متعلقُ ![]() يقضي زمانَ البُعد عنكِ مولهًا ![]() (أبدًا إليكِ بكلهِ يتشوّقُ) ![]() (أفنيتُ في نادِيك أيامَ الصِّبا) ![]() وأنا بفضلكِ ما أزالُ أُطوَّقُ ![]() لكِ يا مراحَ الأُنس عُمْري كلُّه ![]() (حُبًّا، وذاكَ أعزُّ شيءٍ يُنْفَقُ) ![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ♦♦♦♦ ♦ وقال النحوي اللغوي الأديب محمد بن بركات الصعيدي (ت: 520هـ): يا عُنُقَ الإبريقِ مِنْ فضةٍ ![]() ويا قوامَ الغُصُنِ الرَّطْبِ ![]() هبكَ تجانيتَ وأقصيتَني ![]() تقدرُ أنْ تَخرُجَ مِنْ قلبي؟[4] ![]() فقلتُ مشطرًا: (يا عُنُقَ الإبريقِ مِنْ فضةٍ) ![]() ويا لمىً كالكوثرِ العَذْبِ ![]() ويا سنا أعجزُ عن وصفهِ ![]() (ويا قوامَ الغُصُنِ الرَّطْبِ) ![]() (هبكَ تجانيتَ وأقصيتَني) ![]() وبتَّ في شُغْلٍ عن الصَّبِّ ![]() تقدرُ أنْ تبعدَ، لكنْ تُرى ![]() (تقدرُ أنْ تَخرُجَ مِنْ قلبي؟) ![]() [1] الضوء اللامع (ضمن الشاملة). [2] وفيات الأعيان (3 /280). [3] الوافي بالوفيات (ضمن الشاملة)، وفوات الوفيات (3 /328)، والقصيدة طويلة. [4] "بغية الوعاة" للسيوطي (1 /60).
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() عبير التشطير (2) د. عبدالحكيم الأنيس • قال العلامة النحوي عبدُالرحمن بن علي المَكودي الفاسي (ت:807هـ) رحمه الله: إذا عرضتْ ليْ في زمانيَ حاجةٌ ![]() وقد أشكلتْ فيها عليَّ المقاصدُ ![]() وقفتُ ببابِ الله وقفةَ ضارعٍ ![]() وقلتُ: إلهي إنني لكَ قاصدُ ![]() ولستَ تراني واقفًا عندَ بابِ مَنْ ![]() يقولُ فتاهُ: سيّدي اليومَ راقدُ[1] ![]() فقلتُ مشطرًا: (إذا عرضتْ ليْ في زمانيَ حاجةٌ) ![]() وتهتُ ولم تسهلْ إليها المواردُ ![]() وقد أزعجَ القلبَ الضعيفَ احتياجُها ![]() (وقد أشكلتْ فيها عليَّ المقاصدُ) ![]() (وقفتُ ببابِ اللهِ وقفةَ ضارعٍ) ![]() حزينٍ لهيفٍ أثقلتْهُ المَكابِدُ ![]() وناديتُ مِنْ قلبٍ يجوسُ به الأسى ![]() (وقلتُ: إلهي إنني لكَ قاصدُ) ![]() (ولستَ تراني واقفًا عندَ بابِ مَنْ) ![]() يُسوِّفُ حتى يهجرَ البابَ عامدُ ![]() وكيف أرجِّي مَنْ إذا جاءَ ساهدٌ ![]() (يقولُ فتاهُ: سيّدي اليومَ راقدُ) ![]() ♦ ♦ ♦ • ونشر أحدُ الإخوة هذين البيتين إعجابًا بهما:إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدٍ ![]() إنْ كنتَ في شكٍّ فأينَ الأولُ؟ ![]() فازرعْ منَ الفعلِ الجميلِ صنائعًا ![]() فإذا عُزلتَ فإنّها لا تُعْزَلُ[2] ![]() فقلتُ مشطرًا: (إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدٍ) ![]() والناسُ ثَمَّ مُعَجَّلٌ ومُؤجَّلُ ![]() وإذا امرؤٌ يعروهُ شكٌ قُلْ لهُ:
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() (إنْ كنتَ في شكٍّ فأينَ الأولُ؟) ![]() (فازرعْ منَ الفعلِ الجميلِ صنائعًا) ![]() تُثمرْ ثناءً كلَّ يومٍ يَجْزُلُ ![]() تلك الصنائعُ منصبٌ أبدَ المدى ![]() (فإذا عُزِلتَ فإنّها لا تُعْزَلُ) ![]() ♦ ♦ ♦ وكنتُ سمعتُ هذين البيتين اللطيفين: أيُّها الحاملُ همًّا ![]() إنَّ هذا ﻻ يدومُ ![]() مثلما تفنى المَسرَّا ![]() تُ كذا تفنى الهمومُ ![]() فشطرتُهما فقلتُ: (أيُّها الحاملُ همًّا) ![]() ومعَ الحُزْنِ يَحومُ ![]() ثقْ بفجرٍ بعد ليلٍ ![]() (إنَّ هذا ﻻ يدومُ) ![]() (مثلما تفنى المَسرّا) ![]() تُ وتطويها غمومُ ![]() وترى ختْمَ الحكايا ![]() (تِ كذا تفنى الهُمومُ) ![]() [1] مِنْ ترجمته في صدر كتابه "شرح المكودي على المقدمة الأجرومية" ص20. [2] ورأيتُهما في بعض المواقع بهذه الصيغة: إنَّ المناصب لا تدومُ لأهلها ![]() إنْ كنتَ تنكرُ ذا فأين الأولُ؟ ![]() فاصنعْ من الفعل الجميل مكارمًا ![]() فإذا عُزِلتَ فإنها لا تعزلُ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |