ما لم يعرفه الأدب العربي القديم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119760 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-08-2022, 05:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي ما لم يعرفه الأدب العربي القديم

ما لم يعرفه الأدب العربي القديم


د. إبراهيم عوض






تعريف الشعر بين القدماء والمحدثين (31)









أما الجديد حقًّا الذي عرفه القصص العربي في العصر الحديث، ولم يكن له وجود فيما خلفه لنا العرب القدماء في حدود ما نعلم - فهو رواية القصة على لسان عدة أشخاص من أبطالها، كلٌّ يراها من زاويته، ويفسِّر ما يراه تفسيرًا يختلف كثيرًا أو قليلاً عن تفسير الرواة الآخرين، وهذا الشكل الفني أساسه فكرة "النسبية"، التي أفرَزها العصر الذي نعيش فيه، ومن ذلك أيضًا "تيار الوعي"، وهو أحد مظاهر التأثُّر بالدراسات النفسية، ومن هذا الجديد كذلك المزج بين القصة والمسرحية، هذا المزج الذي تمثَّل في "بنك القلق"؛ لتوفيق الحكيم، وسمَّاه صاحبه: "مسرواية"، وإن لم ينتشر كما كان يُرجى له، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن "السيرة الشعبية" مثلاً، كانت تَمزج هي أيضًا بين الشعر والنثر، وإن اختلَفت في هذا المزج عن طريقة "المسرواية"، التي تتألف من فصل قصصي يتلوه فصل مسرحي...، وهكذا دواليك، أما "السيرة"، فيرد الشعر فيها أثناء السرد والحوار كجزءٍ منهما لا كشيء منفصل، وهذه السمة موجودة - لكن على استحياءٍ - في بعض قصص يوسف السباعي مثلاً.



وهناك أيضًا النقد القصصي والتاريخي للرواية والقصة القصيرة والترجمة لأعلامهما، وهو أمر لم يعرفه الأدب العربي القديم؛ إذ كان النقد آنذاك منصبًّا على الشعر بالدرجة الأولى، ثم الخطابة والرسائل الديوانية بعد ذلك، وها هو ذا مثلاً كتاب "البيان والتبيين"؛ للجاحظ، و"الصناعتين"؛ لأبي هلال العسكري، وكتاب "نقد النثر" المنسوب لقدامة بن جعفر، و"المثل السائر"؛ لابن الأثير، فلنُقلِّب فيها كما نحب، فلن نجد أي كلام في النقد القصصي، وهو ما سنتناوله بالتفصيل بعد قليل، أما الآن، فالدراسات النقدية والتاريخية التي تدور حول فن القصة وأعلامه واتجاهاته وأشكاله، قد بلَغت من الكثرة والتنوع مدًى بعيدًا، وهذا من شأنه أن يساعد أُدباء القصة على التجويد والتطوير المستمر، ولا شك أننا مَدِينون في هذا المجال للنقد القصصي الغربي الذي قرأناه في لُغاته الأصلية أو مترجمًا، وهذا النقد يرجع في أساسه إلى ما كتَبه أرسطو عن المسرحية والملحمة حسبما أوضَحنا، أما كتب النقد والأدب والتراجِم التراثية المعروفة، فالموجود فيها هو كلام انطباعي، أو نقد لغوي بلاغي ليس أكثر، كما أن كلمات "الحكاية" و"القصة" و"الرواية"، لا تستخدم فيها إلا بالمعنى اللغوي العادي كما في قولنا: شرح فلان القصة، أو حكى الحكاية، أو هكذا كانت روايته للكلام...؛ أي: "الخبر" ليس إلا، ولا تستخدم كمصطلح أدبي.



فمثلاً تكلم الجاحظ في كتابه:

"البيان والتبيين" - فيما تكلَّم - عن القصاص، إلا أنه اكتفى بذكر أسماء القصاص البصريين، ولم يَخطُ أبعد من ذلك، فلم يتعرَّض لفنهم من الناحية الأدبية ببنت شَفة، على خلاف ما صنَع مع الخطب مثلاً؛ إذ أفاض فيها القول على مدار الكتاب كله تقريبًا، فأبدع وأدهش، أما هنا فقد خصَّص للموضوع بضع فقرات ليس إلاَّ، لم يتطرَّق فيها إلى الناحية الفنية، التي كانت بحاجة إلى قلم ناقد فحلٍ ذوَّاقة خِرِّيت كالجاحظ، إلا أنه للأسف ضيَّع علينا تلك الفرصة، وهذا ما قاله في كتابه المذكور: "قص الأسود بن سريع، وهو الذي قال:



فإنْ تَنْجُ منها تَنْجُ من ذي عظيمةٍ

وإلاَّ فإني لا إخَالُك ناجِيَا





وقص الحسن وسعيد ابنا أبي الحسن، وكان جعفر بن الحسن أول مَن اتَّخذ في مسجد البصرة حلقةً وأقرَأ القرآن في مسجد البصرة، وقصَّ إبراهيم التيمي، وقصَّ عبيد بن عمير الليثي، وجلس إليه عبدالله بن عمر: حدثني بذلك عمرو بن فائدة بإسناد له، ومن القصاص أبو بكر الهذلي، وهو عبدالله بن سُلمى، وكان بيِّنًا خطيبًا، صاحب أخبار وآثارٍ، وقصَّ مُطرِّف بن عبدالله بن الشِّخِّير في مكان أبيه.




ومن كبار القصاص ثم من هذيل: مسلم بن جندب، وكان قاص مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وكان إمامهم وقارئهم، وفيه يقول عمر بن عبدالعزيز: من سرَّه أن يسمع القرآن غضًّا، فليسمع قراءة مسلم بن جندب، ومن القصاص عبدالله بن عرادة بن عبدالله بن الوضين، وله مسجد في بني شيبان، ومن القصاص موسى بن سيار الأسواري، وكان من أعاجيب الدنيا، كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية، وكان يجلس في مجلسه المشهور به، فتقعد العرب عن يمينه، والفرس عن يساره، فيقرأ الآية من كتاب الله، ويُفسرها للعرب بالعربية، ثم يحوِّل وجهه إلى الفرس، فيُفسِّرها لهم بالفارسية، فلا يُدرى بأي لسان هو أبينُ، واللغتان إذا التقتا في اللسان الواحد، أدخلت كل واحدة منهما الضيم على صاحبتها، إلا ما ذكرنا من لسان موسى بن سيار الأسواري، ولم يكن في هذه الأمة بعد أبي موسى الأشعري أقْرأ في محرابٍ من موسى بن سيار، ثم عثمان بن سعيد بن أسعد، ثم يونس النحوي، ثم المُعلَّى، ثم قص في مسجده أبو علي الأسواري - وهو عمرو بن فائد - ستًّا وثلاثين سنة، فابتدأ لهم في تفسير سورة "البقرة"، فما ختم القرآن حتى مات؛ لأنه كان حافظًا للسير ولوجوه التأويلات، فكان ربما فسَّر آيةً واحدةً في عدة أسابيع، كأن الآية ذكر فيها يوم بدر، وكان هو يحفظ مما يجوز أن يلحق في ذلك من الأحاديث كثيرًا، وكان يقص في فنون من القصص، ويجعل للقرآن نصيبًا من ذلك، وكان يونس بن حبيب يسمع منه كلام العرب، ويَحتج به، وخصاله المحمودة كثيرة، ثم قص من بعده القاسم بن يحيى، وهو أبو العباس الضرير، لم يدرك في القصاص مثله، وكان يقص معهما وبعدهما مالك بن عبدالحميد المكفوف، ويزعمون أن أبا علي لم تُسمع منه كلمة غيبة قطُّ، ولا عارض أحدًا قط من المخالفين والحُسَّاد والبُغاة بشيء من المكافأة، فأما صالح المُرِّي، فكان يُكنَّى: أبا بشر، وكان صحيح الكلام، رقيق المجلس، فذكر أصحابنا أن سفيان بن حبيب لما دخل البصرة وتوارى عند مرحوم العطار، قال له مرحوم: هل لك أن تأتي قاصًّا عندنا ها هنا، فتتفرَّج بالخروج والنظر إلى الناس والاستماع منه؟ فأتاه على تَكرُّهٍ كأنه ظنَّه كبعض من يَبلغه شأنه، فلما أتاه وسمِع منطقه، وسمع تلاوته للقرآن، وسمعه يقول: "حدثنا شعبة عن قتادة، وحدثنا قتادة عن الحسن"، رأى بيانًا لم يحتسبه، ومذهبًا لم يكن يظنه، فأقبل سفيان على مرحوم، فقال: ليس هذا قاصًّا، هذا نذير".



وبالمثل كتب أبو هلال العسكري في "الأوائل" في نفس الموضوع قائلاً: "وقالوا: أول من قص عبيد بن عمير الليثي بمكة، ويقال: أول من قص الأسود بن سريع التميمي - صحابي - وكان يقول في قَصصه:



فإن تَنجُ منها، تَنجُ من ذي عظيمةٍ

وإلاَّ فإني لا إِخالُك ناجِيَا






وفي عدد من كتب الأدب القديم زِراية على القصاص المسجديين الذين يتصدون لوعظ الجماهير، بأسلوب التهويل الكاذب، والمبالغات الفاسدة، والروايات التي ليس لها أصل، فيُفسدون على العامة أمر دينهم، بخلاف المُدققين منهم، فقد كتب أبو هلال العسكري مثلاً في "الأوائل": سمع أبو نواس أن القصص بدعة، فسار إلى مسجد بعض القصاص؛ ليعبث به، ومعه أصحاب له، فجلس وأخرج يده من ذيله ينتف إبطه، فقال له القاص: ما هذا موضع ذا، فصاح به أبو نواس: ويْلك! أترد علي وأنا في سُنة، وأنت في بدعة؟ فضحِكوا منه"، وفي "البصائر والذخائر"؛ لأبي حيان التوحيدي، "قال يونس بن عبدالأعلى (عن عالم من العلماء): قدِم على الليث بن سعد منصورُ بن عمار يسمع الحديث منه، فقال له: إني قد أتيت شيئًا أريد أن أعرضه عليك، فإن كان حسنًا، أمرتني أن أُذيعه، وإن كان مما تكرهه، انزَجرت، قال: ما هو؟ قال: كلام الفقه ومواعظ القصاص، قال: ليس شيء غير القرآن والسنة، وما خالف ذلك، فليس بشيء، قال: فتستمع وتتفضَّل، وكان عنده جماعة، فأشاروا عليه بأن يسمع منه، فابتدأ بمجلس القيامة، فلم يزل الليث يبكي ومَن معه، وأمره أن يُذيعه ولا يُضمره، ولا يأخذ عليه أجرًا، ووهب له ألف دينار".



وفي "العقد الفريد"؛ لابن عبد ربه عن مجانين القصاص: "قال أبو دِحية القاص: ليس فيّ خير ولا فيكم، فتبلغوا بي حتى تجدوا خيرًا مني، وقال في قصصه يومًا: كان اسم الذئب الذي أكل يوسف "هملاج"، قالوا: إن يوسف لم يأكله الذئب، قال: فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف.



وقال ثمامة بن أشرس: سمعت قاصًّا ببغداد يقول: اللهم ارزقني الشهادة أنا وجميع المسلمين، ووقع الذباب على وجهه، فقال: ما لكم؟ كَثَّر الله بكم القبور، قال: ورأيت قاصًّا يحدِّث الناس بقتل حمزة، فقال: ولما بقَرت هند عن كبد حمزة، استخرَجتها فعضَّتها ولاكَتها، ولم تَزدردها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو ازدَردتها ما مسها النار، ثم رفَع القاص يديه إلى السماء وقال: اللهمَّ أطْعِمنا من كبد حمزة".



وفي "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر"؛ لابن الأثير: "وبلغني عن الشيخ أبي محمد بن أحمد المعروف بابن الخشاب البغدادي، وكان إمامًا في علم العربية وغيره، فقيل: إنه كان كثيرًا ما يقف على حِلَق القصاص والمشعبذين، فإذا أتاه طلبة العلم، لا يجدونه في أكثر أوقاته إلا هناك، فلِيمَ على ذلك، وقيل له: أنت إمام الناس في العلم، وما الذي يبعثك على الوقوف بهذه المواقف الرذيلة؟ فقال: لو علمتُم ما أعلم، لَما لُمْتُم، ولطالما استفدت من هؤلاء الجُهال فوائد كثيرةً، فإنه يجري في ضمن هَذيانهم معانٍ غريبة لطيفة، ولو أردت أنا وغيري أن نأتيَ بمثلها، لَما استطعنا ذلك".



أما في "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب"؛ للثعالبي، فقبل أن يُورد مؤلفه بعض الروايات عن الإسكندر المقدوني، نجده يقول على سبيل التمهيد: "وهذه جملة من سِيَره مأخوذة من تواريخ يونان وفارس، وأما روايات القصاص وأهل المبتدأ، فمرفوضة عند أهل التحصيل".



وفي "ربيع الأبرار ونصوص الأخيار"؛ للزمخشري:

"خبَّاب بن الأرت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بني إسرائيل لما قصُّوا، هلَكوا)).



روي أن كعبًا - رضي الله عنه - كان يقص، فلما سمع هذا الحديث، ترَك القصص.



ابن عمر - رضي الله عنه -: لم يقص على عهد رسول الله، ولا على عهد أبي بكر، ولا على عهد عمر وعثمان، وإنما كان القصص حين كانت الفتنة.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.55 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]