نظرة حاسد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 334 - عددالزوار : 6336 )           »          مصائد الهلاك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          روّض نفسك على تقبل عظيم الأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          في دائرة علاقتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مفهوم العزّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          عالم التسبيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من افتتن بالردود عوقب بالصدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مفاتيح خير الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عَلِّمْنِي دُعاءً أدْعُو به في صَلاتِي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ومِن نَصرِ الله ورسوله والمؤمنين: توعيةُ المسلمين وتثبيتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-05-2022, 03:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,174
الدولة : Egypt
افتراضي نظرة حاسد

نظرة حاسد


تطور الزمان، ورقينا بمفهوم العلم، وتوشَّحنا بلباس التقوى والدين، وانتَشَر بيننا كلُّ معالم وكلُّ مقوِّمات النهضة العلميَّة الواسعة.

ولكن للأسف، نظرة حاسِد تنمو بيننا، وتَظهَر في مجتمعاتنا، وأصبحتْ صفة الحسد ظاهرةً في مجتمعاتنا، ولم تقتَصِر على فئةٍ مُعيَّنة، بل وُجدتْ في عديدٍ من فِئات مجتمعنا، ويؤسف الوضع والواقع المرير حتى من بعض المعروفين الذين نَشهَد لهم بالعلم والمعرفة يحملونها!

نظرة حاسد تتجلل بيننا بمفهومٍ يحول وينعَدِم الإفصاح عنها، ولكنَّها تَكمُن بداخِل الإنسان الحاسِد، وتَفضَح عيناه ما بداخِله.

وذلك من دافِع الحسَد أو الغَيْرَة المذمومة، أو الغِبطة التي تُثرِي من ورائها العداء وتهميش المحبَّة.

وأُكرِّر: للأسَف البعض صفةُ الحسدِ صفةٌ ملازمةٌ له، حتى أحيانًا يعرفه الآخَرون وينفرون منه، ويُصبِح هذا الشخص مُتَفنِّنًا في أدائها، ومحاسب لتصرُّفات كل إنسان أفضل منه في أي مكان كان، ولم يقف للأفضليَّة حتى في أقل أمور الحياتيَّة، حيث ينبع الحسد من شخصيَّة الحاسد جرَّاء ذلك.

يبقى السؤالُ: لماذا الحسد؟
لو يدرك كلُّ إنسان ويَعِي أنَّك ما تأخذ إلاَّ ما قسم الله لك، وما تحبُّ لنفسك أحِبَّه لأخيك، ويتعلَّم دروس الرِّضا والقناعة ثم يكتَمِل منابع الخير في نفسه والمحبَّة لغيره.

خاطرة، كفَى عن تلك الصفة السيِّئة التي تُثرِي من ورائها التنافُرَ، والتباغُضَ، حتى أحيانًا يَشعُر الإنسان بأنَّه يَتنازَل عن بعض حقوقه أو طُموحاته بدافِع الخوف من الحسد، وما أنْ يلحقه من أضرار له جرَّاء نظرة حاسِد، أو لاحتِرام وجهة وإحساس الحاسد الذي يرصده في كلِّ صفاته.

ولكن منهج الإسلام القويم الذي لم يغفل جانبًا إلاَّ وأصلح الاعوِجاج فيه، وهذَّب النفس البشريَّة لتتنزَّه عن مَواطِن التخلُّف والانحِطاط، وجاء ذلك في إشاراتٍ عديدة في القرآن الكريم تُحذِّر منها.

في قوله - تعالى -: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109].

وفي السنَّة النبويَّة إشارات إلى البعد عن هذا الصفة السيِّئة، ونهى عنها رسولُنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «لا تباغَضُوا، ولا تحاسَدُوا، ولا تدابَرُوا، وكونوا عِبادَ الله إخوانًا، ولا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يَهجُر أخاه فوقَ ثلاث»؛ (رواه مسلم).

توصية أو همسة من قلب نابض...

أنا لا أدَّعِي الكمال، ولكنِّي يحزنني ما يَفعَله الآخَرون، وأرجو أن نكون يدًا واحدة، ونحمل في قلوبنا أَجَلَّ معاني الصَّفاء والإخاء حتى نرتَقِي بفِكرنا وتَعامُلنا وأخلاقنا، ونَتَسمَّى بصِفات المسلمين، وحتى نكون بصمةَ خيرٍ ونفعٍ، ونشقَّ طريق السَّعادة لتُعبِّر عن مَشاعِرنا الجليلة بكلِّ ما تحمِل من الوَلاء والتَّقدِير بالوُدِّ والاحتِرام.


وفي النهاية: "نظرة حاسد" ما هي إلا مهلكة لقلبه، ولنفسه، ولحياته.

______________________________ ____________________
الكاتب:عبير بنت حمد بن علي العباد

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]