قبسات من الإعجاز البياني للقرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 21889 )           »          الفرق بين الفقه وأصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          هل يقتضي النهي فساد المنهي عنه (الاتجاهات، المآخذ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 35 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 41006 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 69022 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 34462 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14646 - عددالزوار : 869021 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 199945 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          علماء الحديث مهرة متقنون/ الإمام البخاري وشيخه أبو نعيم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2025, 11:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي قبسات من الإعجاز البياني للقرآن

قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (1)

قاسم عاشور

الرسالة في ثلاث كلمات:
س 354: آية كريمة من آيات الكتاب العزيز مكونة من ثلاث كلمات، اشتملت على جميع ما في الرسالة، فما هي؟

ج 354: قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ﴾ [الحجر: 94].

الحرث:
س 355: قال تعالى: ﴿ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]، لماذا قال: ﴿ حَرْثَكُمْ ﴾، هذه اللفظة الدقيقة المعبرة عن الجماع؟

ج 355: لأنه لما كان يحتمل معنى كيف وأين احترس سبحانه بقوله: ﴿ حَرْثَكُمْ ﴾؛ لأنَّ الحرث لا يكون إلا حيث تنبت البذور، وينبت الزرع، وهو المحل المخصوص؛ [البرهان للزركشي 1/ 67].

تقديم ذكر العذاب:
س 356 :قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 40]، لمَ قدم العذاب عن المغفرة في هذه الآية؟

ج 356: اقتضت الحكمة تقديم ذكر العذاب ترهيبًا وزجرًا؛ لأنَّ الآية وردت في ذكر قطاع الطريق والمحاربين والسُّرَّاق، فكان المناسب تقديم ذكر العذاب. وهو ما ورد في الآية 33 قبلها:
﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ ﴾ [المائدة: 33] والآية 38: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

تكرار [إذا]:
س 357: في سورة كريمة من سور القرآن الكريم، تكرر اسم الشرط إذا اثنتا عشرة مرة في السورة ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي هذه السورة الكريمة؟

ج 357: سورة التكوير.

أحد عشر قسمًا متواليًا في سورة:
س 358: أقسم الله تعالى في إحدى سور القرآن الكريم أحد عشر قسمًا متواليًا، ولا يوجد في القرآن بأكمله أقسام متوالية على هذا النسق البديع، فما الآيات؟ وما السورة؟

ج 358: قوله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحاها * وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها * وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها * وَالسَّماءِ وَما بَناها * وَالْأَرْضِ وَما طَحاها * وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ﴾ [الشمس: 1 - 7].

جعلناه... لجعلناه:
س 359: قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجًا... ﴾ [الواقعة: 68 - 70] وقال سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطامًا ﴾ [الواقعة: 63 - 65]، لماذا قال في الأولى جَعَلْناهُ وفي الثانية: لَجَعَلْناهُ؟

ج 359: في الأولى جعلناه أجاجًا مالحًا بدون لام التوكيد؛ لأن أحدًا لن يستطيع الادِّعاء بإمكانيته إنزال المطر المالح الأجاج من السحب، فلا حاجة للتوكيد، بينما في الثانية كان التوكيد لضرورة، فهناك من قد يدعي أنه يستطيع إتلاف الزرع؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35].

والذي هو يطعمني:
س 360: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾ [الشعراء: 81]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴾ [الشعراء: 79]، لماذا جاء بكلمة هُوَ في الثانية ولم يأتِ به في الأولى؟

ج 360: جاء بكلمة هُوَ ليؤكد الفعل الإلهي وصرف دعوة المدَّعين أنهم سبب الإطعام، بينما في الأولى لن يدعي أحد خلق الإنسان وإماتته وإحياءه؛ فلم تكن ضرورة للتوكيد؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35].

السمع والبصر:
س 361: قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ ﴾ [النحل: 78]، وقال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً ﴾ [الأحقاف: 26]، لماذا يقدم دائمًا السمع على البصر؟

ج 361: الحقيقة العلمية أن السمع أكثر كمالًا وإرهافًا، كما يصاحب السمع الإنسان حتى في نومه فينام بصره ولا ينام سمعه.

وتشريحيًّا جهاز السمع أعظم دقة من العين. والطفل لا يرى ولكنه يسمع من لحظة الميلاد. وإشارة إلى أنَّ السمع لا يتعطَّل في النوم أو غيره كانت الآية: ﴿ فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ [الكهف: 11] دلالة على تعطيل كافة الحواس. فتأمل هنا كذلك الإعجاز العلمي إلى جانب الإعجاز البلاغ؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 33].

اختلاف الفاصلتين:
س 362: قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [الجاثية: 15]، وقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، ما سِرُّ اختلاف الفاصلتين في الآيتين؟ أي اختلاف الخاتمتين.

ج 362: نكتة ذلك أنَّ قبل الآية الأولى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الجاثية: 14]، فناسب الختام بفاصلة البعث؛ لأن قبله وصفهم بإنكاره، وأما الآية الثانية فالختام بما فيها مناسب أنه لا يضيع عملًا صالحًا ولا يزيد على من عمل سيئًا؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 131].

اختلاف الفاصلتين:
س 363: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]، ما سبب اختلاف الفاصلتين في الآيتين؟

ج 363: نكتة ذلك أن الأولى نزلت في اليهود وهم الذين افتروا على الله ما ليس في كتابه، والثانية نزلت في المشركين ولا كتاب لهم وضلالهم أشد؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 131].

تقديم المنِّ على الفداء:
س 364: قال تعالى: ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً ﴾ [محمد: 4]، لماذا قدَّم المنَّ على الفداء؟

ج 364: في الآية الكريمة إشارة إلى ترجيح حرمة النفس على طلب المال، فالمجاهد في سبيل الله يقاتل لإعلاء كلمة الله، لا للمغنم المادي والكسب الدنيوي؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 449].

وتدلوا:
س 365: قال تعالى: ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188]، ما الحكمة في التعبير بكلمة ﴿ وَتُدْلُوا ﴾؟

ج 365: كلمة تدلوا تبين أن اليد التي تأخذ الرشوة هي اليد السفلى، مع كون الحكام الذين تلقى إليهم الأموال في الأعلى لا في الأسفل، فجاءت لتعبِّر عن دناءة المرتشي وسفله ولو كان في الذروة من حيث المنصب وموقع المسئولية؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 32].

فاجلدوا:
س 366: قال تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، لم عبَّر بقوله: ﴿ فَاجْلِدُوا ﴾ ولم يقل: فاضربوا؟

ج 366: للإشارة إلى أن الغرض من الحد الإيلام بحيث يصل ألمه إلى الجلد؛ لعظم الجرم ردعًا له وزجرًا؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 15].

غض البصر:
س 367: قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]، ما السر في تقديم غض البصر على حفظ الفروج؟

ج 367: لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور، وهو مقدمة للوقوع في المخاطر، ولأن البلوى فيه أشد وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه، وهو الباب الأكبر الذي يوصل إلى القلب؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 148].

أغطش:
س 368: قال تعالى: ﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ﴾ [النازعات: 29]، لم قال: "أغطش"، ولم يقل: أظلم؟

ج 368: أغطش مساوية من حيث الدلالة اللغوية لأظلم؛ ولكن أغطش تمتاز بدلالة أخرى من وراء حدود اللغة، فالكلمة تعبر عن ظلام انتشر فيه الصمت وعمَّ الركود وبدت في أنحائه مظاهر الوحشة، ولا يفيد هذا المعنى أظلم؛ إذ هي تعبر عن السواد الحالك ليس غير؛ [مباحث في إعجاز القرآن/ 147].

اثَّاقَلْتم:
س 369: قال تعالى: ﴿ ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ﴾ [التوبة: 38]، ما الحكمة في التعبير بكلمة "اثَّاقَلْتُمْ"؟

ج 369: كلمة "اثَّاقَلْتُمْ" غير تثاقلتم، ففي حروف الأولى اندماج وتلاصق لتعبر أعظم تعبير عن جبن الجبناء الذين يلتصقون بالأرض خوفًا إذا ما دعوا إلى القتال؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 32].

الزانية والزاني:
س 370: قال تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [النور: 2]، لماذا قدم الزانية على الزاني بينما في السرقة قدم السارق على السارقة؟

ج 370: لما للمرأة من دور إيجابي يفوق دور الرجل، كما أنَّ آثار الزنى ستظهر على المرأة لا الرجل؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 33].

من إملاق، خشية إملاق:
س 371: قال تعالى: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وقال سبحانه: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾ [الإسراء: 31]، لماذا قال في الأولى: ﴿ مِنْ إِمْلاقٍ ﴾ وفي الثانية: ﴿ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾؟

ج 371: لأن الأولى خطاب للفقراء المقلين؛ أي: لا تقتلوهم من فقر بكم فحسن: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ ﴾- ما يزول به إملاقكم. ثم قال: ﴿ وَإِيَّاهُمْ ﴾؛ أي: نرزقكم جميعًا.

والثانية خطاب للأغنياء: أي خشية فقر يحصل لكم بسببهم، ولذا حسن: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 148].

وجنة عرضها السماوات والأرض:
س 372: قال تعالى: ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ﴾ [آل عمران: 133]، لماذا قال الحق سبحانه وتعالى: ﴿ عَرْضُهَا ﴾ ولم يقل: طولها؟

ج 372: لأن العرض أخص؛ إذ كل ما له عرض فله طول ولا ينعكس؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 101].

بعض آية ومعانٍ جمَّة:
س 373: قال السيوطي في إتقانه عن بعض آية: جمعت الخير والطلب والإثبات والنفي والتأكيد والحذف والبشارة والنذارة والوعد والوعيد، فما هي الآية؟

ج 373: قوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].

الحياة الآمنة:
س 374: قالوا في الآية: المعنى كثير واللفظ قليل. وقد فضلت هذه الآية على أوجز ما كان عند العرب في هذا المعنى وهو قولهم: القتل أنفى للقتل بعشرين وجهًا أو أكثر. فما هي هذه الآية البالغة الذروة في الإيجاز والفصاحة؟

ج 374: قوله تعالى: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179].

من مال وبنين:
س 375: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ ﴾ [الشعراء: 88]، وقال سبحانه: ﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ [آل عمران: 116].

لماذا قدم الله تعالى المال على البنين؟
ج 375: أثبتت الدراسات الاجتماعية والواقع المجرب أنَّ المال عند أكثر الناس أعز من الولد، كما يفقد المرء أولاده، ولكنه يحرص على ماله الذي يصحبه حتى الممات. وفوق هذا وذاك، يستغني الإنسان عن ولده في أمور معيشته ولكنه لا يستطيع أن يستغني عن المال، فبدونه لا تتحقق له معيشة وحياة؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 34].

لمن عزم الأمور:
س 376: قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43] لم الصبر في الأولى ﴿ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ وفي الثانية ﴿ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾؟

ج 376: سر التوكيد باللام في الثانية أنه صبر مضاعف؛ لأنه صبر على عدوان بشري له فيه غريم وهو مطالب فيه بالصبر والمغفرة معًا، وهو أمرُّ على النفس من الصبر على القضاء الإلهي الذي لا حيلة فيه؛ [وجوه من الإعجاز القرآني/ 35].

العدة حق للمطلق:
س 377: قال تعالى: ﴿ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها ﴾ [الأحزاب: 49]، لماذا أسند العدة للرجال في قوله تعالى: ﴿ لَكُمْ ﴾؟

ج 377: إشارة إلى أنها حق للمطلق، فوجوب العدة على المرأة من أجل الحفاظ على نسب الإنسان، فإنَّ الرجل يغار على ولده، ويهمه ألَّا يسقي زرعه بماء غيره، ولكنها على المشهور ليست حقًّا خالصًا للعبد؛ بل تعلُّق بها حق الشارع أيضًا، فإنَّ منع الفساد باختلاط الأنساب من حق الشارع؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 288].

ثنى ثم جمع ثم أفرد:
س 378: قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]، لماذا ثنَّى في الخطاب ثم جمع ثم أفرد؟

ج 378: ثنى في الأول تَبَوَّءا؛ لأنه خوطب أولًا موسى وهارون لأنهما المتبوعان، ثم سيق الخطاب عامًّا ﴿ وَاجْعَلُوا ﴾ و ﴿ وَأَقِيمُوا ﴾ لهما ولقومهما باتخاذ المساجد والصلاة فيها؛ لأنه واجب عليهم، ثم خصَّ موسى بالبشارة وَ﴿ بَشِّرِ ﴾ تعظيمًا له؛ [البرهان للزركشي 2/ 242].

من فوقهم:
س 379: قال تعالى: ﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾ [النحل: 26]، لماذا قال: ﴿ مِنْ فَوْقِهِمْ ﴾، والسقف لا يكون إلا من فوق؟

ج 379: لأنه سبحانه رفع الاحتمال الذي يتوهم من أنَّ السقف قد يكون من تحت بالنسبة، فإنَّ كثيرًا من السقف يكون أرضًا لقوم وسقفًا لآخرين، فرفع تعالى هذا الاحتمال بشيئين: وهما قوله: ﴿ عَلَيْهِمُ ﴾، ولفظة "خرّ"؛ لأنها لا تُستعمَل إلا فيما هبط أو سقط من العلوِّ إلى أسفل، وهذا من بلاغة القرآن ودقته؛ [البرهان للزركشي 3/ 67].

تواب حكيم:
س 380: قال تعالى: ﴿ وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ * وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 9، 10]، لما كانت الفاصلة في الآية ﴿ حَكِيمٌ ﴾؟

ج 380: إنَّ الذي يظهر في أول النظر أنَّ الفاصلة تواب رحيم؛ لأنَّ الرحمة مناسبة للتوبة، وخصوصًا من هذا الذنب العظيم، ولكن هاهنا معنى دقيق من أجله قال ﴿ حَكِيمٌ ﴾، وهو أن ينبِّه على فائدة مشروعية اللّعان، وهي الستر عن هذه الفاحشة، وذلك من عظيم الحكم؛ فلهذا كان حَكِيمٌ بليغًا في هذا المقام دون رحيم؛ [البرهان للزركشي 1/ 91].

عشرون ضربًا من البديع في آية:
س 381: قال ابن أبي الأصبع: ولم أرَ في الكلام مثل قوله تعالى... وذكر الآية، فإن فيها عشرين ضربًا من البديع، وهي سبع عشرة لفظة، كل لفظة سهلة مخارج الحروف عليها رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة وعقادة التركيب، فما هي هذه الآية الغنية بضروب البديع؟

ج 381: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44].

آية تكررت ثماني مرات في سورة:
س 382: التكرار من محاسن الفصاحة في القرآن الكريم، وفي إحدى سور القرآن الكريم تكررت هذه الآية ثماني مرات: ﴿ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾، كل مرة عقب كل صورة. فما هي هذه السورة؟
ج 382: سورة الشعراء.

أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين:
س 383: قال تعالى: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]، لماذا قال: ﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ﴾ عقب ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾؟

ج 383: فإنه لو اقتصر على ﴿ أَذِلَّةٍ ﴾ لتوهم أنه لضعفهم فدفع هذا الوهم بقوله: ﴿ أَعِزَّةٍ ﴾، وسبحان من هذا كلامه؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 96].

أشداء على الكفار رحماء بينهم:
س 384: قال تعالى في وصف أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم: ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، لماذا قال: ﴿ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ عقب ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾؟

ج 384: إذ لو اقتصر على ﴿ أَشِدَّاءُ ﴾ لتوهم أنه لغلظهم، فدفع هذا الوهم بقوله: ﴿ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإتقان للسيوطي 2/ 96].

ذلكم قولكم بأفواهكم:
س 385: قال تعالى: ﴿ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ﴾ [الأحزاب: 4] قال الزمخشري: من المعلوم أن القول لا يكون إلا بالفم، فلماذا ذكر قوله: ﴿ بِأَفْواهِكُمْ ﴾؟

ج 385: الجواب: أنَّ فيه إشارة إلى أنَّ هذا القول ليس له من الحقيقة والواقع نصيب، إنما هو مجرد ادعاء باللسان، وقول مزعوم باطل نطقت به شفاههم دون أن يكون له نصيب من الصحة والله أعلم؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 260].

ثم طلقتموهن:
س 386: قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ﴾ [الأحزاب: 49]، لماذا كان التعبير بـ "ثُمَّ" دون الفاء أو الواو؟

ج 386: لأن "ثُمَّ" تفيد الترتيب مع التراخي، للإشارة إلى أنَّ الطلاق ينبغي أن يكون بعد تريث وتفكير طويل، ولضرورة ملحة؛ لأن الطلاق من الأمور التي يبغضها الله؛ حيث فيه هدم وتحطيم للحياة الزوجية؛ ولهذا قال بعض الفقهاء: إنَّ الآية ترشد إلى أنَّ الأصل في الطلاق الحظر، وأنه لا يباح إلا إذا فسدت الحياة الزوجية، ولم تفلح وسائل الإصلاح بين الزوجين؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 288].

فلا يقربوا:
س 387: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا ﴾، لماذا كان النهي عن قربان المسجد الحرام مع أن المراد نهيهم عن دخول المسجد الحرام؟

ج 387: النهي عن قربان المسجد الحرام جاء بطريق المبالغة؛ لأن الغرض نهيهم عن دخول المسجد الحرام، فإذا نهوا عن قربانه كان النهي عن دخوله من باب أولى، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ ﴾، وقوله: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ﴾، فيكون النهي عن أكل مال اليتيم، وارتكاب الزنا محرمًا من باب أولى؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 579].

تكرار [أم]:
س 388: أم حرف عطف تكرر في سورة كريمة من سور القرآن الكريم ستّ عشرة مرة بين آيات السورة، ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي هذه السورة الكريمة؟

ج 388: سورة الطور.

ويل يومئذ للمكذبين:
س 389: في إحدى سور القرآن الكريم تكررت الآية: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة؟ وكم مرة تكررت الآية؟

ج 389: سورة المرسلات، تكررت الآية عشر مرات في السورة.

والسارق والسارقة:
س 390: قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾ [المائدة: 38] لماذا قدَّم السارق على السارقة؟

ج 390: لأنَّ السرقة في الذكور أكثر، والغالب وقوعها من الرجل؛ لأنَّه أجرأ عليها وأجلد وأخطر، فقدم عليها لذلك؛ [آيات الأحكام للصابوني 2/ 14].

جباههم وجنوبهم وظهورهم:
س 391: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾ [التوبة: 35]، لماذا قدَّم الجباه ثم الجنوب ثم الظهور؟

ج 391: لأن مانع الصدقة في الدنيا كان يصرف وجهه أولًا عن السائل، ثم يعرض بجانبه، ثم يتولَّى بظهره، فعوقب بكيِّها في نار جهنم؛ [مختصر تفسير الطبري].

ذو رحمة واسعة:
س 392: قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ﴾ [الأنعام: 147]، لماذا قال: ﴿ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ ﴾ مع أنَّ ظاهر الخطاب ذو عقوبة شديدة؟

ج 392: إنما قال ذلك نفيًا للاغترار بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء على معصيته، وذلك أبلغ في التهديد، ومعناه: لا تغتروا بسعة رحمة الله تعالى في الاجتراء على معصيته، فإنَّه مع ذلك لا يردُّ عذابه عنكم؛ [البرهان للزركشي 1/ 91].

لعلَّهم يرشدون:
س 393: قال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186] لماذا ختم الآية بقوله لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ عقب الأمر بطلب الدعاء والإجابة؟

ج 393: قيل: فيه تعريض بليلة القدر؛ أي: لعلهم يرشدون إلى معرفتها، وإنَّما يحتاجون للإرشاد إلى ما لا يعلمون، فإنَّ هذه الآية الكريمة ذكرت عقب الأمر بالصوم وتعظيم رمضان وتعليمهم الدعاء فيه، وأنَّ أرجى أوقات الإجابة فيه ليلة القدر؛ [البرهان للزركشي 1/ 93].

أفلا تعقلون:
س 394: قال تعالى: ﴿ أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 76]، لماذا ختم الآية بقوله: ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾؟

ج 394: لأنَّ من دلَّ عدوَّه على عورة نفسه، وأعطاه سلاحه ليقتله به، فهو جدير بأن يكون مقلوب العقل؛ فلهذا ختمها بقوله: ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾؛ [البرهان للزركشي 1/ 83].

وهم لا يشعرون:
س 395: قال تعالى على لسان النملة: ﴿ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18]، لماذا قال: ﴿ لا يَشْعُرُونَ ﴾ عقب تحذير النملة؟

ج 395: هذا احتراس؛ لئلا يتوهم نسبة الظلم إلى سليمان عليه السلام؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 96].

أحد عشر جنسًا من الكلام في آية:
س 396: آية كريمة من أربع كلمات، جمعت أحد عشر جنسًا من الكلام: النداء، والكناية، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والقصص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم، والإشارة، والعذر، فأدَّت خمسة حقوق: حق الله، وحق رسوله، وحقها، وحق رعيتها، وحق نبيِّها، ورعيته. فما هي هذه الآية الكريمة المعجزة؟

ج 396: قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ﴾ [النمل: 18]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 71].

أصول الكلام في آية:
س 397: آية كريمة من آيات الكتاب العزيز، جمع الله فيها أصول الكلام: النداء، والعموم، والخصوص، والأمر، والإباحة، والنهي، والخبر، فما هي الآية الكريمة؟

ج 397: قوله تعالى: ﴿ يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 72].

أعظم آية في القرآن فصاحة:
س 398: قال ابن العربي: هي من أعظم آي القرآن فصاحة؛ إذ فيها أمران ونهيان وخبران وبشارتان، فما هي؟

ج 398: قوله تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7].

لو غفر ورحم لما قطع:
س 399: قال الأصمعي: كنت أقرأ: "﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ ﴾ [المائدة: 38] غفور رحيم" وبجانبي أعرابي فقال: كلام من هذا؟ فقلت: كلام الله. قال: أعد، فأعدت، فقال: ليس هذا كلام الله، فانتبهت، فقرأت: ﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾، فقال: أصبت، هذا كلام الله، فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، فقلت: من أين علمت؟

ج 399: قال الأعرابي: يا هذا، عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع؛ وبهذا كشف الأعرابي وجه الإعجاز في الآية؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 545].

الأمن والأمنة:
س 400: قال تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ﴾ [الأنفال: 11] وقال سبحانه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 67]، فما هو الفرق بين الأمنة والأمن في الآيتين؟

ج 400: ورد في كتاب الكليات لأبي البقاء هذا الفرق: الأمن يكون مع زوال سبب الخوف، والأمنة مع بقاء سبب الخوف، ونلاحظ في الآية الأولى أن النعاس الأمنة لم يلغ سبب الخوف، وهو وجود الكفار المحاربين ونشوب الحرب واحتدام القتال.

ونلاحظ في الآية الثانية أنَّ الله امتنَّ على قريش بأن هيَّأ لهم الأمن، فعاشوا في ظلال حرم الله الآمن، عاشوا آمنين في واحة الأمن والأمان عند الكعبة، والناس حولهم يتعذبون ويتخطَّفون في صحراء الحرب والنهب والخوف والقلق.

إن شاء الله:
س 401: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ﴾ [التوبة: 28] لماذا علق الإغناء بالمشيئة في الآية السابقة؟

ج 401: تعليق الإغناء بالمشيئة في قوله جل وعلا: ﴿ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ ﴾ لتعليم رعاية الأدب مع الله تعالى كما في قوله تعالى: ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ وللإشارة إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على أنَّ المطلوب سيحصل حتمًا، بل لا بدَّ من التضرُّع إلى الله تعالى في طلب الخير، وفي دفع الآفات؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 580].

وما أنزلنا على عبدنا:
س 402: قال تعالى: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ ﴾ [الأنفال: 41] لم قال: ﴿ عَبْدِنا ﴾ ولم يقل: محمدًا؟

ج 402: قوله تعالى: ﴿ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا ﴾ المراد به محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ وإنما لم يذكره باسمه تعظيمًا له وتكريمًا؛ لأنَّ أعظم وأشرف أوصاف الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصفه بالعبودية، وهذا هو السرُّ في ذكره في سورة الإسراء بهذا الوصف الجليل: ﴿ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ ﴾ وإضافة العبد إليه تعالى تشعر بكمال العناية والتكريم؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 602].

الإصلاح بين الزوجين:
س 403: قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما ﴾ [النساء: 35]، لماذا قال: ﴿ حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ ﴾ و ﴿ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها ﴾؟

ج 403: قال الزمخشري: وإنما كان الحكمان من أهلهما؛ لأن الأقارب أعرف ببواطن الأحوال، وأطلب للصلاح، وإليهم تسكن نفوس الزوجين، ويبرز إليهم ما في ضمائرهما من الحب والبغض، وإرادة الصحبة والفرقة، وموجبات ذلك ومقتضياته، وما يزويانه عن الأجانب، ولا يحبان أن يطلعوا عليه؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 468].

الإناث والذكور:
س 404: قال تعالى: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ﴾[الشورى: 49] لماذا قدم سبحانه الإناث على الذكور في الآية؟

ج 404: يقول ابن القيم- رحمه الله- في كتابه أحكام المولود: بدأ سبحانه بذكر الإناث جبرًا لهنَّ لأجل استثقال الوالدين لمكانهنّ، وقيل- وهو أحسن-: إنما قد قدمهنَّ؛ لأنَّ سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان، فإنَّ الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبًا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان.

وعندي وجه آخر- والكلام لابن القيم- وهو أنه سبحانه قدَّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهنَّ؛ أي: هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر، وتأمل كيف نكَّر الله الإناث، وعرَّف الذكور، فجبر نقص الأنوثة بالتقديم، وجبر نقص التأخير بالتعريف، فإنَّ التعريف تنويه؛ [أحكام المولود لابن القيم].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-06-2025, 12:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قبسات من الإعجاز البياني للقرآن

قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (2)

قاسم عاشور

التناسب في المعنى:
س 405: قال تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه: 118، 119]، كيف قابل الجوع بالعري، والظمأ بالضحى؟

ج 405: يقول ابن القيم في فوائده: الداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى الفصاحة والجلالة؛ لأن الجوع ألم الباطن، والعري ألم الظاهر، فهما متناسبان في المعنى، وكذلك الظمأ مع الضحى؛ لأن الظمأ موجب لحرارة الباطن، والضحى موجب لحرارة الظاهر؛ فاقتضت الآية نفي جميع الآفات ظاهرًا وباطنًا؛ [الفوائد لابن القيم].

أفلا تبصرون:
س 406: قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَدًا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]، لماذا قال: ﴿ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ ولم يقل: أفلا تسمعون؟

ج 406: لأنه لما أضاف جعل النهار سرمدًا إليه صار النهار كأنه سرمد، وهو ظرف مضيء تنوّر فيه الأبصار، وأضاف الإتيان بالليل إلى غيره، وغيره ليس بفاعل على الحقيقة، فصار الليل كأنه معدوم؛ إذ نسب وجوده إلى غير موجد، والنهار كأنه موجود سواه؛ إذ جعل وجوده سرمدًا منسوبًا إليه، فاقتضت البلاغة أن يقول: ﴿ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾؛ إذ الظرف مضيء صالح للإبصار، وهذا من دقيق المناسبة المعنوية؛ [البرهان للزركشي 1/ 82].

أفلا تسمعون:
س 407: قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]، لماذا قال: ﴿ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ ولم يقل: ﴿ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾؟

ج 407: اقتضت البلاغة أن يقول: ﴿ أَفَلا تَسْمَعُونَ ﴾ لمناسبة ما بين السماع والظرف الليلي الذي يصلح للاستماع، ولا يصلح للإبصار؛ [البرهان للزركشي 1/ 82].

عن صلاتهم ساهون:
س 408: قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]، لماذا قال: ﴿ عَنْ صَلاتِهِمْ ﴾ ولم يقل: في صلاتهم؟

ج 408: قال بعض السلف: الحمد لله الذي قال: ﴿ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ﴾ ولم يقل: في صلاتهم؛ لأنه لو قال: في صلاتهم، لكانت في المؤمنين، والمؤمن قد يسهو في صلاته، ولكنه أراد بهم المنافقين؛ لأنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها، وهذا هو السرُّ في التعبير بـ "عَنْ"؛ [مختصر تفسير الطبري].

أعرابي سجد لفصاحة كلام الله تعالى:
س 409: جاء في الإتقان للسيوطي أنَّ أعرابيًّا لما سمع هذه الآية... وذكرها، سجد وقال: سجدت لفصاحة هذا الكلام. فما هي الآية الكريمة التي هزَّت الأعرابي، فسجد لفصاحتها؟

ج 409: قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94]؛ [الإتقان للسيوطي].

تكرار [أو]:
س 410: في آيتين كريمتين من آيات القرآن الكريم تكرر حرف العطف أو إحدى عشرة مرة في كل من الآيتين الكريمتين، ولم تكن غرابة ولا تنافر ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة، وما الآيتان اللتان ورد فيهما التكرار؟

ج 410: سورة النور، والآيتان هما: الآية رقم 31، والآية رقم 61؛ إذ تكرر حرف العطف أو في كل من الآيتين إحدى عشرة مرة.

لولا:
س 411: في إحدى سور القرآن الكريم تكررت كلمة لولا سبع مرات في سبع آيات، ولم تكن غرابة، ولا تنافر، ولا تكرار للمعاني، وهذا من إعجاز القرآن البياني، فما هي السورة، وما هي الآيات؟

ج 411: سورة النور، والآيات هي: 10، 12، 13، 14، 16، 20، 21.

جميع عيوب الخمر:
س 412: في آية موجزة بليغة وصف الله تعالى خمر أهل الجنة وصفًا جمع فيه جميع عيوب الخمر في الدنيا من الصداع وذهاب العقل ونفاد المال، وأنَّ أهل الجنة لا يصيبهم ذلك أبدًا، فما هي هذه الآية الكريمة؟

ج 412: قوله تعالى: ﴿ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ﴾ [الواقعة: 19].

حصونهم ثم بيوتهم:
س 413: قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ﴾ [الحشر: 2]، لماذا عدل القرآن عن كلمة حصون إلى كلمة بيوت؟ وما الذي تغير في هذه الحصون حتى صارت بيوتًا؟

ج 413: إنها هي لم يتغير شيء في حجارتها ولا بنيانها، ولكن التي تغيرت هي إرادة وعزيمة وثبات الذين بداخلها، إنَّ نظرة اليهود لحصونهم هي التي تغيرت، نتيجة الرعب الذي ملأ قلوبهم، لقد سيطر الجبن عليهم وتمكَّن من قلوبهم، فما عادوا يعتمدون على حصونهم، ولا يركنون إليها، إنها الآن نتيجة للجبن والرعب ليست إلا بيوتًا عادية.

كلما:
س 414: قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ* أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 99 - 101]، والسؤال: ما سرُّ اختيار كلمة "كلما" في سياق الآيات؟

ج 414: كلمة "كلما" تدل على أنَّ نقض العهد عملية متكررة عند اليهود، فكل عهد يعقدونه يقومون بنقضه، مهما كان الطرف الآخر الذي عقدوا معه؛ لأن "كلما" حرف يفيد التكرار والاستمرار، ويدل على تحقيق وتوفر وجود جوابها عند وجود شرطها- كلما حرف شرط، وفعلها في الآية ﴿ عاهَدُوا عَهْدًا ﴾- فيتكرر وجود الجواب بتكرار وجود الفعل.

والعجيب في الآية: أنها تدلنا على خبث ومكر اليهود في نقض العهود، فعندما يعقدون عهدًا لا يقومون جميعًا بنقضه؛ وإنما ينقضه فريق منهم، والآخرون قد يتبرءون من هذا الفريق الناقض، وقد يعلنون معارضتهم لفعله، مع أنهم هم الذين رتبوا الأدوار، وأوحوا للناقض بذلك. إنه مكر يهودي حاقد واضح في تاريخ اليهود.

فاجتنبوه:
س 415: قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]، لماذا عبَّر بقوله: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ ولم يقل تعبيرًا غيره؟

ج 415: التعبير بقوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ أبلغ في النهي والتحريم من لفظ حرَّم؛ لأن معناه البُعْد بالكلية فهو مثل قوله تعالى: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى ﴾، فقوله: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾ معناه: كونوا في جانب آخر منه، وكلما كانت الحرمة شديدة جاء التعبير بلفظ الاجتناب كما قال تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ﴾ ومعلوم أنه ليس هناك ذنب أعظم من الإشراك بالله؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 561].

بم فضَّل الله بعضهم على بعض:
س 416: قال تعالى: ﴿ الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34]، لماذا ورد النظم الكريم ﴿ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ﴾ ولم يرد "بما فضلهم عليهن"؟

ج 416: ورد التعبير بهذه الصيغة لحكمة جليلة، وهي إفادة أنَّ المرأة من الرجل، والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من جسم الإنسان، فالرجل بمنزلة الرأس، والمرأة بمنزلة البدن، ولا ينبغي أن يتكبَّر عضو على عضو؛ لأن كل واحد يؤدي وظيفته في الحياة، فالأذن لا تغني عن العين، واليد لا تغني عن القدم، فالكل يؤدي دوره بانتظام، ولا غنى لواحد عن الآخر، ثم للتعبير حكمة أخرى وهي الإشارة إلى أنَّ هذا التفضيل إنما هو للجنس، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم، والدين، والعمل، وكما يقول الشاعر:
ولو كان النساء كمن ذكرنا
لفُضِّلَتِ النساءُ على الرجال




وبهذين المعنيين اللذين ذكرناهما ظهر أن الآية في نهاية الإيجاز والإعجاز؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 467].

فتحت أبوابها... وفتحت أبوابها:
س 417: قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 71]، وقال سبحانه: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ [الزمر: 73]، لماذا قال في الأولى: ﴿ فُتِحَتْ ﴾ وفي الثانية: ﴿ وَفُتِحَتْ ﴾؟

ج 417: قال المفسرون: إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير: حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة. وحذف الواو في قصة أهل النار؛ لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالًا وترويعًا لهم؛ [تفسير القرطبي].

ثيبات وأبكارًا:
س 418: قال تعالى: ﴿ عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكارًا ﴾ [التحريم: 5]، لماذا لم ترد الواو بين الصفات الست الأولى، ووردت فقط بين ثيبات وأبكارًا؟

ج 418: لأنهما صفتان متنافيتان، فالواو هنا للعطف وتفيد أيضًا التنويع وإفادة المغايرة؛ [تفسير أبي السعود].

غافر الذنب وقابل التوب:
س 419: قال تعالى: ﴿ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ﴾ [غافر: 3]، لماذا جاءت الواو بين الوصفين الأوَّلين ولم تأتِ بعدهما؟

ج 419: توسيط الواو بين الأوَّلين لإفادة الجمع بين محو الذنوب وقبول التوبة أو تغاير الوصفين؛ إذ ربما يتوهم الاتحاد أو تغاير موقع الفعلين؛ لأن الغفر هو الستر مع بقاء الذنب، وذلك لمن لم يتب فإنَّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ [تفسير أبي السعود 7/ 265].

أصحاب الأيكة، مدين:
س 420: قال تعالى: ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾ [الشعراء: 176، 177]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾ [الأعراف: 85]، لماذا لم يذكر الأخوة بعد الآية الأولى، وذكرها في الثانية؟

ج 420: يقول الإمام المفسر ابن كثير: لأنه وصفهم بعبارة الأيكة، فلا يناسب ذكر الأخوة هاهنا. ولما نسبهم إلى القبيلة ساغ ذكر شعيب بأنه أخوهم. وهذا الفرق من النفائس اللطيفة العزيزة الشريفة؛ [قصص الأنبياء لابن كثير].

يخلق ما يشاء... يفعل ما يشاء:
س 421: قال تعالى في خلق عيسى ابن مريم: ﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 47]، وقال سبحانه في قصة زكريا: ﴿ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40].

والسؤال لماذا قال تعالى في شأن عيسى: ﴿ يَخْلُقُ ﴾ وفي شأن زكريا: ﴿ يَفْعَلُ ﴾ وهو الشيخ الكبير وامرأته عاقر؟

ج 421: لأن أمر عيسى عليه السلام أعجب وأغرب؛ حيث يأتي الولد من غير زوج، فناسبه ذكر الخلق، وفي شأن زكريا حيث هو أب كبير والأم عقيم فناسبه ذكر الفعل، والقدرة وهذا من أسرار القرآن؛ [مختصر تفسير الطبري 1/ 105].

من ترك الحج وهو قادر:
س 422: قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، والسؤال: لماذا قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ ﴾ بدل "ومن لم يحج"؟

ج 422: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ ﴾ بدل "ومن لم يحج" للتنبيه على أن من ترك الحج وهو قادر مستطيع له، فقد سلك طريق الكافرين؛ [مختصر تفسير الطبري].

قدَّم الجبال على الطير:
س 423: قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ﴾[الأنبياء: 79]، لماذا قدَّم الجبال على الطير؟

ج 423: قال الزمخشري: قدم الجبال على الطير؛ لأنَّ تسخيرها له وتسبيحها أعجب وأدلُّ على القدرة، وأدخل في الإعجاز، والطير حيوان ناطق. قال النحاس: وليس مراد الزمخشري: ناطق ما يراد به في حد الإنسان؛ [البرهان للزركشي 3/ 273].

لعب ولهو:
س 424: قال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [الأنعام: 32]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [محمد: 36]، والسؤال: لماذا قدَّم اللعب على اللهو في الآيات؟

ج 424: لأن اللعب زمان الصبا، واللهو زمان الشباب، وزمان الصبا متقدِّم على زمان اللهو؛ [البرهان للزركشي 1/ 121].

على ظهورهم:
س 425: قال تعالى: ﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ ﴾ [الأنعام: 31]، لماذا جعل الفاصلة الخاتمة... يَزِرُونَ؟ ولماذا قال: ﴿ عَلى ظُهُورِهِمْ ﴾ ولم يقل: على رءوسهم؟

ج 425: جعل الفاصلة ﴿ يَزِرُونَ ﴾ لجناس ﴿ أَوْزارَهُمْ ﴾، وقال: ﴿ عَلى ظُهُورِهِمْ ﴾ ولم يقل: على رءوسهم؛ لأنَّ الظهر أقوى للحمل؛ فأشار إلى ثقل الأوزار؛ [البرهان للزركشي 1/ 94].

آية أفردت بالتأليف لبلاغتها:
س 426: قيل عن الآية: أمر فيها ونهى وأخبر ونادى ونعت وسمَّى وأهلك وأبقى وأسعد وأشقى وقصَّ من الأنباء ما لو شرح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والإيجاز والبيان لجفَّت الأقلام، وقد أفردت بلاغة هذه الآية بالتأليف.

وفي العجائب للكرماني: أجمع المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية بعد أن فتشوا جميع كلام العرب والعجم فلم يجدوا مثلها في فخامة ألفاظها وحسن نظمها وجودة معانيها في تصوير الحال مع الإيجاز من غير إخلال. فما هذه الآية الكريمة؟

ج 426: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44]؛ [الإتقان للسيوطي 2/ 71].

جميع ما أخرجه من الأرض في آية:
س 427: آية كريمة من آيات القرآن الكريم مكونة من أربع كلمات دلَّت على جميع ما أخرجه سبحانه وتعالى من الأرض قوتًا ومتاعًا للأنام، من العشب، والشجر، والحب، والثمر، والعصف، والحطب، واللباس، والنار، والملح؛ لأن النار من العيدان، والملح من الماء، فما هي الآية؟

ج 427: قوله تعالى: ﴿ أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ﴾ [النازعات: 31].

قدرة الله:
س 428: آية كريمة من آيات القرآن الكريم دلّت على قدرة الله ولطفه ووحدانيته؛ لأنه لو كان ظهور الثمرة بالماء والتربة، لوجب في القياس ألا تختلف الطعوم والروائح، ولا يقع التفاضل في الجنس الواحد إذا نبت في مغرس واحد، ولكنه صنع اللطيف الخبير. فما هي هذه الآية الكريمة؟

ج 428: قوله تعالى: ﴿ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ﴾ [الرعد: 4].

يتربَّصْن بأنفسهن:
س 429: قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ﴾ [البقرة: 226]، وقال سبحانه: ﴿ وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228] قيَّد الله التربُّص في هذه الآية بذكر الأنفس بقوله: ﴿ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ﴾ ولم يذكره في الآية الأولى ﴿ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ﴾، فما هي الحكمة؟

ج 429: إنَّ في ذكر الأنفس تهييجًا لهن على التربُّص وزيادة بعث لهن على قمع نفوسهن عن هواها، وحملها على الانتظار؛ لأن أنفس النساء طوامح إلى الرجال، فأراد الله تعالى أن يقمعن أنفسهن، ويغالبن الهوى بامتثال أمر الله لهن بالتربُّص، والمخاطب في الآية الأولى الرجال، فلم يوجد ذلك الداعي إلى التقييد، فتدبر ذلك السر الدقيق؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 325].

المولود له:
س 430: قال تعالى: ﴿ وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، والسؤال: لم قيل: ﴿ الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾ دون الوالد؟

ج 430: قال الزمخشري في كشافه: فإن قلت: لم قيل ﴿ الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾ دون الوالد؟ قلت: ليعلم أن الوالدات إنما ولدن لهم؛ لأن الأولاد للآباء؛ ولذلك ينسبون إليهم لا إلى الأمهات؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 351].

بولدها... بولده:
س 431: قال تعالى: ﴿ لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ﴾ [البقرة: 233]، لم أضاف الولد في الآية إلى كل من الأبوين بِوَلَدِها، وبِوَلَدِهِ؟

ج 431: أضاف الولد في الآية إلى كل من الأبوين ﴿ والِدَةٌ بِوَلَدِها ومَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ﴾ وذلك لطلب الاستعطاف والإشفاق، فالولد ليس أجنبيًّا عن الوالدين، هذه أمه، وذاك أبوه، فمن حقهما أن يشفقا عليه، ولا تكون العداوة بينهما سببًا للإضرار بالولد؛ [آيات الأحكام للصابوني 1/ 351].

الخَبَر والخُبْر:
س 432: قال تعالى: ﴿ إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نارًا سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ ﴾ [النمل: 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴾ [الكهف: 68]، والسؤال: ما الفرق بين الخَبر بالفتح والخُبر بالضم؟

ج 432: الخَبَر: هو العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر؛ يعني أنه إذا كان يتعلق العلم بالأخبار الظاهرة، والأشياء الظاهرة، والأمور الظاهرة، فهو الخبر.

أما الخُبْر: فهو المعرفة ببواطن الأمر؛ يعني إذا كان يتعلق العلم بالأمور الباطنة، وخفايا الأشياء وأسرارها ولطائفها وألغازها، فهو الخُبر.

اسطاعوا واستطاعوا:
س 433: قال تعالى: ﴿ فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 97]، ما هي الحكمة من حذف التاء من الفعل في الجملة الأولى مع أنها أثبتت في الفعل نفسه في الجملة الثانية؟

ج 433: إن حذف التاء في الجملة الأولى للتخفيف؛ ولذلك يمكن أن نسميها تاء الخفَّة، ووجه الخفة أنَّ الجملة أخبرت عن عجزهم عن تسلُّق السّد، وهذا التسلق يحتاج إلى سرعة المتسلق ومهارته ورشاقته أولًا؛ ولذلك غالبًا ما يعجز البدين عن التسلق؛ لأنه يحتاج إلى خفة، ليتسلق بسرعة؛ ولذلك حذفت التاء من الفعل تسهيلًا وتخفيفًا.

أما الفعل الثاني: ﴿ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ فإنَّ التاء بقيت فيه؛ لأنَّ هذا هو الأنسب للسياق، والمتفق مع الجو العام، وذلك أنَّ نقب السّد وهدمه يحتاج إلى جهد ومشقة وثقل ووقت، يحتاج إلى أدوات للحفر والنقض، بقيت التاء للثقل، لتساعد في رسم جو الثقل والجهد في نقض السد.

واو الثمانية:
س 434: قال تعالى: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [الكهف: 22] في هذه الآية وردت الواو في قوله: ﴿ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ ولم ترد في الموضعين قبلها، فلماذا؟

ج 434: يقول المفسرون: وهذه الواو التي آذنت بأنَّ الذين قالوا: "سبعة وثامنهم كلبهم" هم على الصواب، والدليل عليه أن الله سبحانه أتبع القولين الأولين قوله: ﴿ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ﴾، وأتبع الثالث قوله: ﴿ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾، وقال ابن عباس: حين وقعت الواو انقطعت العدة؛ أي: لم يبق بعدها عدة عاد يلتفت إليها. وثبت أنهم سبعة وثامنهم كلبهم على القطع والثبات.

وقال ابن جرير عن ابن عباس: ﴿ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ قال: أنا من القليل كانوا سبعة من هذه النصوص نستدل على أنَّ الواو جاءت لبيان القول الحق وللتفريق بينه وبين الباطل الذي هو رجم بالغيب؛ [تفسير الكشاف وتفسير أبي السعود].

واستوى:
س 435: قال الله تعالى في سورة القصص عن سيدنا موسى عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾. وقال في سورة يوسف عن يوسف عليه السلام: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ بدون كلمة ﴿ وَاسْتَوى ﴾، فلماذا ذكرها عند ذكر موسى ولم يذكرها عند ذكر يوسف؟

ج 435: السبب كما جاء في كتب التفاسير أنه سبحانه لم يذكر كلمة ﴿ وَاسْتَوى ﴾ عند ذكر يوسف عليه السلام؛ لأنه أوحي إليه في صباه بخلاف سيدنا موسى عليه السلام، فكان إثباتها في الآية الأولى وحذفها من الآية الثانية الخاصة بسيدنا يوسف لسبب وهذا في غاية الدقة؛ [مجلة الجندي المسلم 38/ 85].

الأسلوب الحكيم في الدعوة:
س 436: قال تعالى بلسان مؤمن آل فرعون: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ﴾، والسؤال: لمَ نكَّر رَجُلًا؟

ج 436: ليوهمهم أنه لا يعرفه، فقد استدرجهم الرجل المؤمن بطريق النصح والملاطفة، فلم يقل لهم: أتقتلون نبيّ الله؟ أو أتقتلون رجلًا مؤمنًا؟ [مختصر تفسير الطبري].

تقديم الكذب لحكمة:
س 437: قال تعالى بلسان مؤمن آل فرعون: ﴿ وَإِنْ يَكُ كاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾، والسؤال: لم قدَّم الكذب في خطابه، وجاء بصيغة تدلُّ على الشك؟

ج 437: وذلك مراعاة لشعورهم، لئلا يعتقدوا أنه متعصب له؛ [مختصر تفسير الطبري].

التقية:
س 438: قال تعالى بلسان مؤمن آل فرعون: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾، لماذا ختم حديثه بذلك وقد كان يتحدث قبلها عن موسى؟

ج 438: ختم حديثه بما يفهم منه أنه ليس بمصدق له، وفيه تعريض بفرعون دقيق، بكذبه وطغيانه، وهذا من أسرار إعجاز القرآن؛ [مختصر تفسير الطبري].

إيجاز وإعجاز:
س 439: قال النحاس عن بعض آية: هذا من معجز ما جاء في القرآن، مما لا يوجد في الكلام مثله على اختصاره وكثرة معانيه، والمعنى: إن خفت من قوم بينك وبينهم عهد خيانة، فانبذ إليهم العهد؛ أي قل لهم: قد نبذت إليكم عهدكم وأنا مقاتلكم، ليعلموا ذلك فيكونوا معك في العلم سواء، ولا تقاتلهم وبينك وبينهم عهد فيكون ذلك خيانة وغدرًا، فما هي الآية الكريمة؟

ج 439: قوله تعالى: ﴿ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ﴾ [الأنفال: 58]؛ [مختصر تفسير الطبري].

المباشرة الزوجية في القرآن:
س 440: كنَّى الله تعالى عن الجماع بكنايات لطيفة، ليُعلِّم الأمة الأدب الرفيع، وليتخلقوا بأخلاق القرآن، والكناية إنما تكون فيما لا يحسن التصريح به. فما هذه الكنايات؟

ج 440:
1- الحرث: ﴿ نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223].
2- السر: ﴿ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا ﴾ [البقرة: 235].
3- اللباس: ﴿ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].
4- الملامسة: ﴿ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ ﴾ [النساء: 43].
5 - المماسة: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ] [البقرة: 237].
6- الرفث: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187].
7- الغشيان: ﴿ فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا ﴾ [الأعراف: 189].
8- المباشرة: ﴿ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ ﴾ [البقرة: 187].
9- الإفضاء: ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 21].
10- الاقتراب: ﴿ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ﴾ [البقرة: 222].
11- الدخول: ﴿ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 23].
12- الإتيان: ﴿ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 222].
13- المراودة: ﴿ وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ ﴾ [يوسف: 23].
14- الطمث: ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56].
15- الهجر: ﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ ﴾ [النساء: 34].

وجزاء سيئة سيئة مثلها:
س 441: قال تعالى: ﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ﴾ [الشورى: 40]، ورد لفظ سيئة مرتين في الآية بلفظ واحد ومعنيين مختلفين، فما هما؟

ج 441: سيئة الأولى معصية، والثانية عدل؛ لأنها جزاء على المعصية، ويسمى هذا عند علماء البلاغة بالمشاكلة، وهي الاتفاق باللفظ دون المعنى؛ [مختصر تفسير الطبري 1/ 14].

الظلمات والنور:
س 442: قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ﴾ [الأنعام: 1]، لماذا أفرد النور وجمع الظلمات؟

ج 442: يقول ابن القيم- رحمه الله-: إنَّ طريق الحق واحد؛ إذ مرده إلى الله الملك الحق، وطرق الباطل متشعِّبة متعددة؛ فإنها لا ترجع إلى شيء موجود، ولا غاية لها يوصل إليها؛ بل هي بمنزلة بنيات الطريق، وطريق الحق بمنزلة الطريق الموصل إلى المقصود، فهي وإن تنوَّعت فأصلها طريق واحد. ولما كانت الظلمة بمنزلة طريق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق، أفرد النور وجمع الظلمات، وهذا من إعجاز القرآن؛ [بدائع الفوائد].





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.36 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]