التوفيق بين الأمزجة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 873 - عددالزوار : 119469 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8862 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21978 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2022, 10:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,280
الدولة : Egypt
افتراضي التوفيق بين الأمزجة

التوفيق بين الأمزجة


محمد بن إبراهيم الحمد



يتفاوت الناس في مقدار صبرهم على بعض، واستيعاب بعضهم لبعض، وقبول بعضهم لبعض؛ فمنهم من يغرق بشبر ماء؛ فلا يكاد يحتمل الناس إلا بمقدار ما تقتضيه الضرورة؛ ولا تسمح له طبيعته إلا بمصافاة واحد أو اثنين من الناس، ومنهم من تبلغ به سعة النفس ألا يضيق بأحد مهما بلغ من الثقل والكزازة؛ فهو كما قيل:

.......................................... *** لكا البحر مهما يُلْقَ في البحر يغرقِ

ومنهم من هو بين ذلك.


وإن من أمارات التوفيق للإنسان، ومن علامات سعة نفسه، وحسن رياضته لها - أن يعطى القدرة على التوفيق بين الأمزجة المختلفة، والطبائع المتباينة؛ فقد تقضي عليه الأحوال أن يكون ذا علاقات واسعة، أو أن يكون ذا مجلس مفتوح ينتابه الناس على اختلاف طبقاتهم، وقد يكون ممن يلبي دعوات الناس، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم؛ فلا بد له -إذاً- من مقابلة أناس مختلفين ذوقا، وفضلاً، وعلماً، وثقافةً وما جرى مجرى ذلك؛ فإذا اجتمع أولئك المختلفون في مكان واحد صار اجتماعهم مَظِنَّةَ الانقباضِ ؛ فيثقل بعضهم على بعض، وقد يتناولون موضوعاً فيحتدم النقاش بينهم؛ فيتكدر المجلس، ويسوده الضيق.

فإذا كان فيهم ذو نفس واسعة، ومعرفة بطبائع النفوس، وقدرة على التوفيق بين الأمزجة المتنافرة - انقلب ذلك المجلس إلى توافق، واقترب الحاضرون من بعض، وصار لديهم الاستعداد لقبول بعض؛ فما يلبثون فترة إلا وقد تعارفوا بعد تناكر، وتآلفوا بعد انقباض.
وما ذاك إلا بسبب ذلك الحليم الواسع النفس الذي متى ما أَوْرَدَ الأمرَ أَصْدَره.

وتلك الخصلة يحتاجها من يكون رأساً في قومه، أو أسرته، أو بلده، أو عمله؛ ليحفظ على الناس تماسكهم، واجتماعَ كلمتهم.

ومن اتصف بتلك الخصلة صار مرموقاً بعين التَّجلَّة، موصوفا بسعة النفس، وكِبَر القلب.
ولا ريب أن من كان كذلك سيواجه كثيراً من المتاعب، إذ هو في مروءة عالية، والمروءة تؤذي صاحبها، وتتعبه.
ولكنه الأذى والتعب الذي يفضي إلى راحة، وسكينة، وهدوء بال، وحسن مآل.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.43 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]