لماذا يقدمون على الاعتفار؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أذكار المساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حرب غزة ومشكلة الشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مالك الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العفو عند المقدرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135448 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4925 - عددالزوار : 2001386 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4497 - عددالزوار : 1284449 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1066 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5569 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2022, 03:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا يقدمون على الاعتفار؟!

لماذا يقدمون على الاعتفار؟!



مرَّت قريش بمراحل من الجوع والفقر الشديد، حتى وصل الأمر ببعضهم (عائلة من بني مخزوم) أن أخذ أهل بيته لمكان يسمى بالخباء يبقون فيه حتى يموتوا كلُّهم من الجوع، وهذه العادة في الجاهلية كان اسمها "الاعتفار".

وحين استفحلت تلك العادة، وفاحتْ روائح الموت، وتعالى أنينُ الجياع، أنقذ الله تلك الأنفس بأحد كبار التجار، وهو هاشم بن عبد مناف، حين جمع فقيرهم وغنيَّهم، فقال لهم: (أنتم أحدثتم عادة تُذَلُّون بها بين العرب وأنتم أهل بيت الله والناس لكم تبعٌ..)، تلك الكلمات وقعت في قلوب قريش، فاستشعرتْ مكانتها بين العرب، وخافت أن يُنتقَصَ منها شيءٌ، فاستجابت لنداء الأخوَّة والنَّسب.

فكان الحل من هاشم بن عبد مناف أولًا بتدخُّل الأغنياء لحل المشكلة مؤقتًا؛ حيث دعاهم لتقسيم أموالهم مع فقرائهم حتى تساوى فقيرهم مع غنيهم، وبعد ذلك علَّمهم أصول التجارة وأرشدهم لرحلة الشتاء والصيف إلى اليمن والشام، وبذلك يكون قد أعطاهم السمكة والسنارة معًا، فالمثل الصيني يقول: (لا تعطني سمكة، ولكن علِّمني كيف اصطاد)، وهو مثل غير دقيق، فهناك حالات لا بد لها من حل مؤقت وآخر بعيد المدى.

ولكن لماذا تُقدم تلك العوائل على المقابر الجماعية بعيدًا وعلى انفراد، إنه تصرُّف يدعو للفضول، وحقيقة جعلني الأمر أحاول فَهم تلك الظاهرة المنقرضة، فوجدت عدة احتمالات للأمر، أولها أنه نوع من الاستسلام والرغبة في الخلاص، وثانيها أن ذَهابهم لساحات الموت هو إعلان عن وصولهم لمرحلة الانهيار للفتِ الموسرين أنهم على شفا جُرف هارٍ، وأن عليهم إدراكهم وإنقاذهم بعد أن يئسوا وهم بالقرب منهم يتضوَّرون جوعًا، كما أن فيه انفصالًا لتلك الفئات عن مجتمعهم، كنوع من خيبة الأمل وشعورهم بالخِذلان، فأرادوا الابتعاد عنهم؛ لأنهم لم يلمسوا منهم حسن الجيرة أو قُرب النَّسب، أو قد يكون بسبب عزة نفوسهم، ولذلك اختاروا ألا يرووا في حالة الشدة، وخاصة أنهم شارفوا على الموت.

والسبب الأقوى هو وضْع قبيلتهم في موقف مُحرج مع القبائل الأخرى؛ حيث تركتهم للجوع والموت، وهو ما يفسِّره قول هشام: ((أنتم أحدثتم عادة تُذَلُّون بها بين العرب).

هذه حادثة غابرة قد نجد في عصرنا الحديث مشابهًا لها، ممن اعتفروا وابتعدوا عن الحياة بسبب ظروفهم القاسية، هؤلاء ماتت أحلامهم، وتلاشت طموحاتهم، وانهدَّت عزائمهم تحت خيم الاعتفار، لماذا نتركهم يموتون بصمت، ولماذا نتركهم للموت يمتصهم يومًا بعد يوم، فموتهم البطيء أشد إيلامًا من موتهم السريع.

ابحثوا فيمن حولكم وتحسَّسوا، فهناك أناس قد اعتفروا، فعزة أنفسهم وإظهار تماسكهم يخفي أوجاعهم، أدركوهم قبل أن يتمكَّن اليأس منهم، ويجهز عليهم، وقتها سيخرجون من خيمهم حفاة بثياب مهترئة؛ ليناموا تحت الجسور، ويَهيموا على وجوههم في الطرقات، وقتها لن تستطيعوا إنقاذهم؛ لأنهم أصبحوا جسدًا بلا رُوحٍ!

__________________________________________________ __
الكاتب: أمين محمد عبدالرحمن










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.88 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]