|
|||||||
| ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
خطيبي هوائي فهل أكمل معه؟! أ. مروة يوسف عاشور السؤال تقدَّم لي شخصٌ هوائيٌّ، وقال لي: إنَّ عيبَه أنه لا يحبُّ أن يَجرحَ أي بنت مُعجبة به؛ لأنهن كائنات رقيقة! أُحس أنه يتغيَّر معي مِن وقتٍ لآخر؛ فإذا رآني جميلةً في يوم وجدته مهتمًّا بي، وإذا كنتُ غير متزيِّنة أو مُرهقة، وجدتُه غير مهتمٍّ، أراه يتكلم برقَّة مع البنات؛ لذا أجدهنَّ يتعلَقْنَ به، لكنه لا يُبالي بأيٍّ منهنَّ! يُحب أهله جدًّا، فإذا لم أقابلْ أخاه وأسلِّم عليه، يغضب، ويُعاملني بإهانةٍ شديدةٍ، ويكون قاسي القلب معي. أنا الآن لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا شخصية طيِّبة جدًّا، وصريحة وحسَّاسة، فهل أصلح لهذا الشخص؟ وهل هو شخص جيد أو لا؟ الجواب حيَّاكِ الله أختي الفاضلة, الشخص الهوائي متقلِّب المزاج، متغيِّر الحال بتغيُّر الظروف، متهوِّر، له ردود أفعال سريعة وغير متوقَّعة، لا يُحسِن التفكير قبل اتِّخاذ أي خُطوة. تأمَّلي - أيتها الفاضلة - كيف يكون ألطف ما يكون مع النِّساء الأجنبيَّات؛ بحجة أنهنَّ رقيقات، ويكون غليظًا مع مَن يريدها زوجةً، لمجرد أنها لم تُحسن السلامَ على أخيه، أو لم تُصافحه كما ينبغي! في الحقيقةِ لستُ أدري معنى المصافحة التي يُريدها، أو التي من الممكن أن تُرضيه وتمنعه مِن إهانتكِ, ولستُ أدري أين ذهبتْ رقَّة قلبه حينها؟ يُعاملكِ بلُطف إن رأى منكِ ما يُعجبه مِن هندامٍ وتجمُّل، ولا يفعل إن لم يَر! وماذا سيفعل بعد مُرور الأعوام، وذَهاب الجمال، مع تقدُّم العمرِ؟ هل سيحتفظ بكِ أو سيُسارع بالاستبدال كما يفعل كلُّ ضعيف النفس مريض القلب؟ هو في الحالتين لا يجوز له مُعاملتكِ الآن بلُطفٍ أو بقسوة, لكن المشكلة لدَيْه ليست شرعية فحسْب، وإنما عقليَّة وخُلُقيَّة. يؤسفني أنه لا يصلح لكِ، ولا أنصحكِ بالزواج منه، وبالرغم مِن أنكِ تجاوَزْتِ الثلاثين، فإنَّ هذه الشخصية لن تَستقيم معها الحياة الزوجية إلا بتقديم الكثير من التنازُلات الشرعيَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة، والتي ستنعكس سلبًا على صحتكِ، ولعلها أيضًا تَستنزف سعادتكِ، وبالرغم مِن أنكِ لم توضِّحي الكثير مِن الأمور المهمة؛ كمُحافظتِه على الصلاة، وتعامُله مع أهلِه وأصدقائه، وحِرصه على مرضاة الله بوجه عام - فإن حاله لا يُبشِّر بخيرٍ، وأنصحكِ كما أنصح كل فتاةٍ تسأل مثلما سألتِ، أن تتأمَّلي مزاياه وعيوبه، وأن تُقارني هذه بتلك، ومتى رجَحت كِفَّة، فاستخيري وتوكَّلي على الله، وثقي بأنه لن يُضيِّعكِ. نقطة مُهمَّة أوَدُّ التأكيد عليها، وهي أن تتيقَّني مِن شخصيَّته، ومدى تأثُّره بمَن حوله، فإن شكا له أخوه أو والده أو والدتُه من تصرُّف لم يُرضهم عنكِ - أقام الدنيا وأقعدها، وأهانكِ دون تثبُّت أو إعمال فكْرٍ، أو النظر بنفسه في حقيقة الأمر! الحياةُ الزوجيةُ مليئةٌ بالمشاحنات، والتعاملات مع أهل الزوج ستولِّد الكثير من المواقف المشابهة, فهل أنتِ مُستعدَّة لمزيدٍ من الإهانات مع كل موقفٍ مُشابه؟ لا مانع أن يُحب أهله، ويَحزن لحزنهم، ويسعد لما يُسعدهم, لكنَّ تأثير الأهل على الشابِّ بدرجةٍ تتحكَّم في حياته وحياة أهله، لا ترضاه عاقلةٌ، ولا تقبلُه حُرةٌ, فإن لم يكنْ لديه الجرأةُ الكافية ليُواجه الموقف، ويحكم بعقلٍ ورَويَّة، فاعلمي أن ذلك سيؤثِّر على أبنائكِ وحياتكِ كلها، وسيتحكمون في كلِّ عمل تعملينَه, وقد لا يُرضيهم أن تشتري غرضًا أو تفعلي شيئًا، أو أن يلتحق أبناؤكِ بهذه المدرسة أو تلك، أو أن تذهبي لزيارة أهلك كل أسبوع, وغيرها من التحكُّمات التي لن تُرضيكِ ولن تتمكَّني من التعايش معها, وحينها ستقفين في صف المحتارات بين الاستمرار في هذا الزواج، أو الانسحاب بعد إنجاب الأبناء. وفَّقكِ الله ويسَّر أمركِ، وأرشدكِ لما فيه صلاح دينكِ ودنياكِ، وأقرَّ عينكِ بما تحبين, والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |