|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كأن أبي لا يعرفنا ! أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم،، لا أدري ماذا أقول أو ماذا أفعل؟ تغيَّر كل شيء؛ أبي تزوَّج، وأصبحَ يغيب عنَّا لأسابيع طويلة، وإنْ أتى يتَشاجر مع أمي دون سبب، ثم يخرج ويتأخَّر في العودة! هناك نقطة لَم أَذْكرها: أبي لا يُنفق على أمِّي ولا علينا، أنا حقًّا لا أعلم ما عمَلُه، أعلم أنه يعمل في إحدى الجهات الحكوميَّة، لكن لا أعلم ما طبيعة عمَلِه بالضَّبط، أو كم راتِبُه الشهري؟ لا أَذْكُر يومًا أنه دخل ومعه أغراضٌ للبيت، إلاَّ إذا كان أحد معارفه قادمًا لزيارته، إضافة إلى أنَّه يُراكِم على نفسه ديونًا، وأمي هي التي تسدِّد نصف هذه الدُّيون، لكنْ لا أعلم أين يذهب بها، حتَّى لَم يُكلِّف نفسه عناء بِناء البيت، البيت الذي نسكن فيه أمي هي التي بنَتْه. آخر مرَّة رأيته فيها قبل شهر تقريبًا، عندما قال لأمي أمامها وأمام أحفادها في بيتها: إنَّه يَكْرهها، وكأنه يُنكِر كلَّ ما تفضَّلَت أمي عليه به، وقبل يومين طلَّق أمي! بالأمس أتى لكنَّني لم أره، أتى ليقول: إنه يريد أن يرجع أمي، لكن أمي قالت: لن أرجع إلا بشروط، فغَضِب وخرجَ من البيت، وقال: إنه سيُسافر عند زوجته التي لا أعرف حتَّى ما اسمُها؟! لا أخفي عليك أنني أكرهه، أصبح يتسلل ليلاً إلى البيت، لا أعلم لماذا، لكنه لا يريد أن يراه أحد، أرجو تقديم النَّصيحة حقًّا. أصبحتُ أذهب لاختباري المدرسي وأنا لَم أفتح كتابي، ولا أدري ما هي المادة أصلاً؟! شاكرةً لكم تعاوُنَكم. الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبرَكاته. مِن أشَدِّ المشكلات صعوبةً: تلك الَّتي لَم تُشاركي فيها، ولَم يكن لك دورٌ في البدايات، لكنَّك رغم ذلك تشاركين في النتيجة التي تترتَّب عليها! لكن كوننا بشرًا، ونعيش في الدُّنيا، فذلك أمرٌ طبيعي جدًّا، ويحصل كثيرًا. عليك أن تُفكِّري بطريقةٍ مختلفة: • دومًا هناك بداياتٌ لا يُشترَط أنَّك ستتمكَّنين من إدراكها على حقيقتها! • دَوْرُك ليس دورَ القاضي، لكنَّه دورُ الابنة المُحِبَّة، والفتاة التي يجب أن تَقِف على قدَمَيْها رغم رياح المشكلات حولَها! • دومًا للأمور الظَّاهرة تتِمَّة، قد لا تتمكَّنين من رؤيتها دومًا، ولذلك علاقة بالأمور والتقلُّبات التي ستَعْجزين عن فَهْمِها أحيانًا، فلا تتوقَّعي أنَّك تَمْتلكين الحقيقة كاملةً! • لن يَبْتليَكِ الله بأمرٍ يَفوق تَحمُّلَك، دومًا هناك حِكْمة من كلِّ ما يمرُّ به الإنسان في حياته، فقط عليه تلَمُّس مواضع التربية به، والاستفادة من دروس الحياة. • الإنسان في داخله كالمَعادن، كلَّما كان معدِنُه أفضل وأجود، تحمَّلَ الضُّغوط وازداد بريقًا رغم كلِّ ما يمرُّ به، فكوني كالألماس لا تَزِيدك المِحَنُ إلاَّ بريقًا. • اجعلي لك مُفكِّرة تضعين فيها خُططَكِ للغد، وكيف ستَسْتفيدين من أحداث اليوم على حياتك اليوم وغدًا؟ • لا تَدْخلي دائرة الهم، بل ابحثي دومًا عمَّا يُمكنك فِعلُه مع هذه الظُّروف، وكيف يمكنك التَّعامل معها؟ • قفي مع أُمِّك وبِرِّيها، وحاولي التخفيف عنها ودَعْمَها قدر استطاعتك، واجعليها تشعر أنَّ الله قد عوَّضها بكم عن مُعاناتها مع والدِك، وفي نَفْس الوقت حاوِلِي التقرُّب من والدك وبِرِّه، ودفعه لأنْ يكون أفضل معكم لو استَطعْت. • أهم من كلِّ ما سبَق: أن تَذْكري علاقتك بالله، وأن تُكثري من الدُّعاء بأن يُبَرِّد الله تعالى قلبَك، ويُغنِيَك بقربه، وأن يكون حِرصُك على رضاه وتَقْواه، ولو لَم تلمَسي الأثرَ في الدُّنيا، لكن ثِقي أنَّه حتى الشَّوكة يُشاكها المؤمن له بِها أجر، فاحتَسِبِي الأجر حتَّى في تعَبِك، وتَعاملي مع مَن حولك بِما يرضي الله، ولو لَم تلمسي نتيجتَه في الدُّنيا، أو في الوقت الحاضر. أسعَدَك الله وأصلحَ لك والِدَيْك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |