|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل نعيد الخطوبة بعد فسخها؟ أ. أريج الطباع السؤال أنا فتاةٌ جامعية، وأنتمي إلى أسرةٍ غنية ولله الحمد، تقدَّم لخطبتي ابنُ عمي ووافقتُ، وتمت خطبتُنا لأربعِ سنوات؛ كنت أتواصلُ معه خلال فترات متقطعة عبر (الماسنجر) أو رسائل الهاتف، وكنا كثيرًا ما نتشاجرُ ونختلف؛ بدأت مشاكلُنا في أنه لا يريدني أن أواصلَ دراستي أو أن أعمل بعد الزواج، وهو ما ينافي طموحي؛ حيث إني أطمح إلى مواصلةِ تعليمي والعمل، مع العلمِ أنه في مجتمعي قلَّما تعمل المرأة؛ حيث إنَّ الغالبية العظمى من الرِّجال لا يسمحون لزوجاتِهم بالعمل أو مواصلة الدراسة، واختلفنا أيضًا في أمرِ لبسي النقاب؛ حيث كان يريدني أن أنتقب ولكني رفضت، وبعد سنة تقريبًا من خطوبتنا ارتديتُه بعد محاولاته. وتعرفتُ على شاب غيره، وكنت أحادثه عبر (الإنترنت) والهاتف، فجُنَّ جنونُه حين علم بذلك، فقطعتُ عَلاقتي بذلك الشاب، وأمرني بتركِ دراستي والعودة إلى بلدي؛ حيث إني كنتُ مغتربة للدراسة، ولكني رفضتُ، وسامَحَني إلا أنه استمرَّ في تذكيري بالقصةِ ولومي عليها طيلة فترة خطوبتنا، مع العلمِ أني كنت قبل خطوبتِنا أتحدَّثُ مع شباب عبر (الانترنت)، وكان يعلمُ بذلك ويخاف أن أتعرَّفَ على شاب غيره أثناء فترة خطوبتنا. وأثناء فترة خطوبتنا حصلت لي مشاكلُ مع أهله، مع العلم أنَّ والده فضله عليَّ كبير، وساعدني في دراستي، ولذلك حين أطلبُ من والدي الدفاعَ عني عندما يظلمني عمي كان يرفضُ، وقد سبَّب لي هذا الموضوعُ مشكلةً مع والدي. وقبل سنة كنَّا متشاجرين وقرَّرتُ الابتعادَ عنه وفسخ الخطوبة، وابتعدت عنه فترة فعاد وأخبرني أنه مستعدٌ لتنفيذِ كل ما أريد، وأنه لا يريدُ أن يفسخَ خطوبتنا، وأنه لا يستطيعُ العيشَ بدوني؛ فتراجعتُ عن قراري. واستمرَّت الأمور هادئة لفترةٍ، وفي يومٍ أخبرته بأني أتمشَّى مع صديقتي في الخارج وأننا ذهبنا إلى عدةِ أماكن، فغضب وتشاجرنا مرةً أخرى، فأصررت أن يفسخَ الخطوبة، حاول بعدها أن يراضيني بطرقٍ غير مباشرة، ولكني لم أرضَ، وطلب مني ألاَّ نفسخ الخطوبة ولكني رفضتُ، فشكَّ أني على عَلاقةٍ بشخصٍ معين من أقاربنا، واعتقدت أنه أخبر أهلَه بذلك، ولكني لم أكن متأكدة. وفي النهاية فُسخت الخطوبةُ، وأخبرت أمُّه أمي بأنه أخبرها أني طلبتُ منه فسخَ الخطوبة؛ لأني أحبُّ شابًّا غيره؛ وهو الشاب الذي تعرفتُ عليه خلال فترة خطوبتنا. الآن خطوبتنا مفسوخة ولكن ما زال هناك مجال لإعادتها، وإن رجعنا فسيتمُّ الزواج سريعًا؛ حيث إن تأخر خطوبتنا كان بسبب دراستنا، أمَّا الآن فقد أنهينا دراستَنا، وعلى الرَّغمِ من المشاكل إلاَّ أني ما زلت متحيرة؛ هل فسخ الخطوبة هو القرار الصائب أم لا؟ وميزاته: أنه نفس المكانة الاجتماعية، متعلم، ملتزم، شكله جميل. بالإضافة إلى أنَّه تتمناه كلُّ قريباتي، وكل من حولي أخبروني أنَّ قرارَ فسخ الخطوبة خاطئ، وأمِّي وأبي حزنا لهذا القرار، وصديقاتي وقريباتي معظمهنَّ نصحنني بعدمِ فسخها. وهناك بعضُ الصفات التي أتفوق بها عليه: أنا متفوقة دراسيًّا وهو غير متفوق، وأنا اجتماعية ولدي علاقات واسعة أكثر منه، كما أني أحبُّ المشاركةَ في الأنشطة والأعمال التطوعية وتنمية مهاراتي وقراءة الكتب، وهو لا يحبُّ كلَّ ذلك؛ فشخصيته هادئة ولا يحبُّ الاختلاطَ كثيرًا بالنَّاس. وإذا تزوجته فسأسكنُ معه في نفسِ المنطقة التي أسكن فيها الآن مع أهلي، وأنا لا أريد العيشَ بقية عمري فيها، أمَّا هو فأهله لن يقبلوا انتقالَه للعيشِ في مكانٍ آخر. وهناك بعضُ المشاكل بين والدي ووالده التي ظهرت هذه الأشهر، ولا أعلم إن كانت ستستمرُّ كثيرًا أم أنها ستهدأ، وقد تؤثر هذه المشاكل على عَلاقتي به وبأهله كثيرًا إن أنا تزوجتُه. الجواب واضح أنك لا تريدينه، ولكنَّك ندمتِ للميزات التي به، ولمواقف من حولك تجاه الأمر. المشكلة أنَّ كثيرًا من الناس لا يعرفون قيمةَ الأشياء إلا حينما يفقدونها للأسف، لكن في المقابل حينما يعودون تعودُ الدائرة نفسها. أنت أعلم وأدرى بنفسِك من كلِّ مَن حولك، فلا تجعلي خوفَك من عدم توفر البديل يجعلك تدخلين حياةً تظلمين فيها نفسَك وتظلمينه معك. كل ما مررتما به سابقًا معًا لن يُمحى بسهولة، وسيبقى يذكّرك به؛ كما حصل مع قصةِ الشاب الذي تعرفتِ عليه سابقًا، فضعي هذه النقطةَ في حسبانك أيضًا. الزواج رزق، والرِّزق رغم أننا نسعى إليه بعملنا؛ لكنَّه من الله، ورزقُ الله يُؤتى بطاعتِه ومراعاة حدوده، إضافة للأخذ بالأسباب؛ لذلك ركِّزي على إيمانياتِك وضابطك الداخلي، أنت بحاجةٍ لأنْ تقوي علاقتَك بالله وتشعري بمعيتِه؛ كيلا تقعي في مطبّات أخرى في حياتك. أمَّا عن قرارِ عودتك من عدمه، فأنت الحكم في هذه المسألة رغم كلِّ شيء، أعيدي حساباتك مجددًا، وفكِّري ليس فقط في الإيجابيات والسلبيات المجردة، لكن في قلبك وراحتك للأمر. ولو كان خيارُك العودة له، فثقي أنك يجبُ أن تغيّري طريقتَك تمامًا، وأن تضعي في بالك أنَّ الأمرَ لن يكون سهلاً بعد ما حصل بينكما، وبين عمِّك ووالدك أيضًا، فستتعرضين لصعوبات، ومدى حرصك هو الذي سيعينُك على تجاوزِها لو أردتِه! أيضًا لا تقدِمي أبدًا على العودة لو شعرتِ أنك لا تقدرينه، أو لا يعجبك طبعه، أو لا تقبلين بطلباته ولن تلبي له حاجاته، فموافقتك عليه تعني أنك تجاوزتِ هذه العقبات. لا تنسي أن تصلِّي ركعتَي استخارة، وتدعي الله أنْ يلهمَك الصَّواب، وأن تسعي بإيجابيةٍ نحو أهدافك الأخرى من الحياة. وفَّقكِ اللهُ ويسَّر لك الخيرَ حيث كان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |