من مقومات التوحيد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122318 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2021, 02:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي من مقومات التوحيد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

من مقومات التوحيد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
صالح بن محمد الطامي



الخطبة الأولى
إن الحمدَ لله، نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفُسِنا وسيئاتِ أعمالنا، من يهده اللهُ فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُه، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، فتقوى اللهِ جُنةٌ من عذابِ الله، وشعارٌ لأهلِ الجنة؛ قال اللهُ جل وعلا: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].

أمةَ الإسلام.. صَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبلَ الصفا، ونادى بأعلى صوته: (واصباحاه... إني لكم نذيرٌ بين يدي عذابٍ شديد) [رواه الترمذي (3363)، وأصل الحديث في الصحيحين عن ابن عباس].

كلماتٌ قالها النبيُّ صلى الله عليه وسلم محذرًا أُمَتَهُ مخالفةَ أوامرِ اللهِ جلَّ جلاله، وأعظمُ الأوامر: الأمرُ بتوحيدِ اللهِ عزوجل، والنهيُ عن الشرك به، فما من أمةٍ حققت التوحيدَ ظاهرًا وباطنا، إلا كان ذلك سببًا في تمكينِ اللهِ لهذه الأمةِ في الأرض، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

أمةَ الإسلام.. ومن مقوماتِ التوحيدِ التي أمرَ اللهُ بها، وأمرَ بها رسُولُه صلى الله عليه وسلم، ولا فلاحَ للأمةِ إلا بامتثالِ ذلك: الأمرَ المعروف والنهيَ عن المنكر، فأعظمُ المعروف: توحيدُ اللهِ جل وعلا وما يتفرعُ منهُ من عباداتٍ وأخلاقٍ ظاهرةٍ وباطنة، وأعظمُ المنكر: الشركُ باللهِ جل وعلا وما يتفرعُ منهُ من مخالفاتٍ ظاهرةٍ وباطنة، وما تقلدت الأمةُ الخيريةَ على الأُمم، إلا بالأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ والإيمانِ بالله، قال جل وعلا: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ... ﴾ [آل عمران: 110] وقد وعد اللهُ الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بالفلاح، قال جل وعلا: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

أمةَ الإسلام.. إنما تسعدُ الأُمةُ ويُمكّنُ لها في الأرض، بالأخلاقِ الفاضلةِ وصيانتِها عن مستنقعاتِ الفسادِ والرذيلة، ولا يتأتى ذلك إلا بالأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، وذلك صيانةً لتوحيدِ اللهِ جل وعلا، قال اللهُ تبارك تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41].

أمةَ الإسلام.. وبضدها تتبينُ الأشياءُ! إنما تحلُ العقوبةُ على الأُمة، بتركها الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر، وسكوتِها عن فسادِ أخلاقِها، وذلك من قوادحِ التوحيد، وما حَلّت اللعنةُ والنكبةُ والقوارعُ على من سبقَ من الأُمم، إلا بتركِهِمُ الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر، قال الله جل وعلا: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79].

أمةَ الإسلام.. ويزيدُ الأمرُ خطورةً وخوفا، إذا تركت الأُمةُ الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر، وقدمت اليهودَ والنصارى وأعوانَهم على أهلِ الإسلامِ والإيمان، قال جل وعلا: ﴿ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [المائدة: 80]، فلا تسل بعدها عن الإيمانِ في القلوب! قال جل وعلا: ﴿ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 81].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، أمرَ ألا تعبدوا إلا إياه، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
أمةَ الإسلام.. قال بنُ القيّمِ رحمَه الله: (وأيُّ دين؟ وأيُّ خير؟ فيمن يرى محارمَ اللهِ تُنتَهك، وحدودَه تُضاع، ودِينَه يُترك، وسنةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرغَبُ عنها، وهو باردُ القلب، ساكتُ اللسان، شيطانُ أخرس، كما أن المتكلمَ بالباطلِ شيطانٌ ناطق، وهل بليّةُ الدينِ إلا من هؤلاء، الذين إذا سَلِمَت لهم مآكِلُهم ورِياساتُهم فلا مبالاةَ بما جرى على الدين... إلخ) رحِمَه الله.

فيا أمةَ الإسلام، الفزعَ الفزع! قبلَ أن تحلَّ العقوبةُ في الأمةِ وفيها الصالحون، قالت أُمُّ المؤمنين رضي الله عنها: يا رسولَ الله: أنهلِكُ فينا الصالحون؟ قال: « نعم إذا كَثُرَ الخَبَث ». والبِدارَ البِدار، بالأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، كلٌ بحسبِ استطاعتِه، قال صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكرًا فليُغيّره بيده، فإن لم يستطع فبِلسانه، فإن لم يستطع فبِقلبِه، وذلك أضعفُ الإيمان ». قال اللهُ تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117].

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم اللهُ بالصلاةِ والسلامِ عليه، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك، على عبدك ونبيك محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وانصر عبادَك المرابطين، وانصر عبادك المستضعفين والموحدين في كل مكان،،اللهم رُدَّ كيد الكافرين، من اليهود والنصارى وأعوانِهم، اللهم لا ترفع لهم راية، واجعلهم يا قوي يا عزيز لمن خلفهم آية، اللهم فُكَ أَسرَ المسلمين في كل مكان، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، وارزقهم الفرج من حيث لا يحتسبون، اللهم إنّا نسألُك الجنةَ وما قرّبَ إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النارِ وما قرّبَ إليها من قولٍ وعمل، اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يا سميع الدعاء، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، وسائرَ بلادَ المسلمين يا رب العالمين، اللهم...إلخ.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.24 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]