|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عن الحساب عبدالملك سعود الرفيق الحمد لله وليِّ مَن اتقاه، مَن اعتمد عليه كفاه، ومن لاذَ به وقاه، أحمَده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾ [لقمان: 33]، ذلك يوم الدين، الواقعة، الحاقة، الطامة، يوم الحساب والجزاء، يوم يأخذ الناس حقوقهم، ويُحاسبون على أعمالهم، فويلٌ لمن حوسِب الحسابَ العسير، وهنيئًا لمن كان حسابه يسير؛ جاء في البخاري عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: (مَن حُوسِبَ عُذِّبَ، قالتْ عائشةُ: فقُلْتُ: أوليس يقولُ اللهُ تعالى: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8]، قالتْ: فقال: إنما ذلك العَرضُ، ولكن مَن نُوقِشَ الحِسابَ يَهْلِكْ. وعن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه، قال: "ما منكم من أحدٍ إلا وسيُكلمه ربُّه يوم القيامة ليس بينه وبين الله تُرجمان يُترجم له، ولا حجاب يَحجبه، فيقول له: ألم أُعطك مالًا وولدًا، وأفضل عليك؟ فيقول: بلى، فيقول له: ألم أُرسل إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا؟ فيقول: بلى، فيقول: أين ما قدَّمت لنفسك؟ فينظر قدَّامه، وبعده، وعن يمينه، وعن شماله، فلا يجد شيئًا يقي به وجهَه حرَّ جهنَّمَ إلا ما قدَّم مِن عمله، ثم ينظُر تلقاءَ وجهه، فتَستقبله النار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتَّقوا النارَ، ثم أشاح بوجهه، ثم قال: اتقوا النارَ، ثم أشاح بوجهه، ثم قال: اتقوا النار، ثم أشاح بوجهه، حتى ظننَّا أنه ينظُر إليها، ثم قال: تصدَّق رجلٌ من ديناره، مِن درهمه، مِن ثوبه، مِن صاع بُرِّه، مِن صاع تمره، حتى قال: مَن استطاع منكم أن يَستتر من النار ولو بشقِّ تمرة فليَفعل، فإن لم يجد شقَّ تمرة، فبكلمة طيبة"؛ أخرجه مسلم. أخي الحبيب، ما حالك مع الصلاة، كيف أنت مع الصلاة التي يحضرها المؤمنون المخلصون وهي ثقيلة على المنافقين صلاة الفجر اسمع أخي الحبيب. عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أوَّل ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسِر"، وفي رواية: فإن صلَحت صلَح له سائرُ عمله، وإن فسدت فسَد سائرُ عمله، فإن أكملها كُتبت له نافلة، وإن كان انتقص من فريضته شيءٌ، قال الرب عز وجل: انظروا هل تجدون لعبدي مِن تطوُّع يُكمل له ما انتقص من فريضته؟ فإن كان له تطوع، قال: أتِمُّوا لعبدي فريضته من تطوُّعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك"؛ أخرجه الترمذي بسند حسن. أخي المسلم، الشباب والعلم والمال والعمر والجسم، نعم عظيمة سائلنا الله عنها، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدَمَا عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيمَ أفناه وعن شبابه فيم أبلاه، وعن جسمه فيم أبلاه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وماذا عمِل فيما علِم، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه"؛ رواه الدارمي بسند صحيح. يا كل من استرعاه رعية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبدًا رعيةً، قلَّت أو كثُرت، إلا سأله الله عنها يوم القيامة، أقام فيهم أمرَ الله أم أضاعه، حتى يُسأل الرجلُ عن أهل بيته خاصة"؛ رواه الطبراني. اللهم يسِّر حسابنا ويَمِّن كتابنا، وثبِّت على الصراط أقدامنا. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفَعنا بما فيها من الذكر والحكمة، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، أما بعد: إن أرجى شيء يتمناه المسلم في مقام الحساب السترُ والصفح، فيا سعدَ مَن ستَره الله وأقالَ عَثرته، ويا شقاءَ مَن قصَمه الله وفضَح زلَّته، عن صفوان بن محرز المازني قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذٌ بيده، إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفَه ويَستره، فيقول: عمِلت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، حتى إذا قرَّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يُعطى كتابَ حسناته، وأما الكفار والمنافقون، فيقول الأشهاد على رؤوس الخلائق: ﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا بن آدم، مرضتُ فلم تَعدني؟ قال يا رب: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علِمت أن عبدي فلانًا مرِض فلم تعُده؟ أما علِمت أنك لو عدتَه لوجدتني عنده؟ يا بن آدم، استطعَمتك فلم تُطعمني؟ قال يا رب: وكيف أُطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تُطعمه؟ أما علمت أنك لو أَطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن آدم، استسقيتك فلم تَسقني؟ قال يا رب: كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تَسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي". هذا وصلوا وسلموا على نبيكم، كما أمركم مولاكم، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر عبادك الموحِّدين. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح ولاة أمورنا، اللهم ارزُقهم البطانةَ الصالحة الناصحة، وأبعدْ عنهم بطانةَ السوء.. اللهمَّ احفظ إخواننا المرابطين على الحدود، وثبِّت أقدامهم. رَبَّنَا آتِنَافِيالدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله، إنَّ الله يأمُر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغْي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون. فاذكُروا الله العظيم يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |