وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122759 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77554 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48976 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61472 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42843 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2021, 03:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا










د. محمود بن أحمد الدوسري




الحمد لله بمحامِدِه التي حَمِدَ بها نفسَه، وحَمِدَه بها الذين اصطفى من عباده، حمداً طيِّباً مُباركاً فيه كما يُحِبُّ ربُّنا ويرضى، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وبعد:



فإنَّ نِعمَةَ الله تعالى على عباده بِعَدَدِ الأنفاس واللَّحظات، وهي نِعَمٌ ظاهرة وباطنة من جميع الأشياء والأصناف، مما يعرفه العِبادُ ومما لا يعرفونه، قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32-34]. القرآن يُذكِّرنا بأصول النِّعَم حتى نتفكَّر في بقية النِّعم فنقيس عليها، والنِّعم المذكورة في القرآن هي من قَبيل التمثيل لا الحصر، والآية الكريمة فيها حثٌّ على التفكُّر والتدبُّر في نِعَمِ اللهِ الكثيرة والمتنوعة، التي لا نَستطيع إحصاءَها، ولا نُطِيقُ عدَّ أنواعها، فضلاً عن أفرادها.







عباد الله.. كيف للإنسان أنْ يقوم بِشُكر نِعَمِ الله عليه وهو لا يعرفها؟ فمَنْ أراد أنْ يعرفَ نِعمةَ الله عليه فَلْيُغمضْ عينيه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم - وهو أتقى الخلق، وأشكرهم لربه - يقول: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه مسلم. بل إنَّ ما يدفعه الله تعالى عن عباده من البلاء والنِّقم أكثر من أنْ يُعَدَّ ويُحْصى، ولو ظهَر في جسم الإنسان أدنى خلَلٍ وأيسَر نقص، لَتَكدَّرَتْ عليه حياته، وتمنَّى أنْ يُنْفِقَ الدنيا حتى يَزول عنه ذلك الخَلَل.







قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾: (يُخبِر تعالى عن عَجْزِ العِباد عن تَعدادِ النِّعم، فضلاً عن القيام بِشُكرها؛ كما قال طَلْقُ بنُ حبيب - رحمه الله -: إنَّ حقَّ الله أثقلُ من أنْ يقوم به العِباد، وإنَّ نِعَمَ اللهِ أكثرُ من أنْ يحصيها العِباد).







وقال الشوكاني - رحمه الله -: (ومعلومٌ أنه لو رَامَ فردٌ من أفراد العِباد أنْ يُحصي ما أنعمَ اللهُ به عليه في خَلْقِ عُضوٍ من أعضائه، أو حاسَّةٍ من حواسِّه، لم يقدر على ذلك قط، ولا أمكنه أصلاً، فكيف بما عدا ذلك من النِّعم، في جميع ما خَلَقَه اللهُ في بدنه، فكيف بما عدا ذلك من النِّعمِ الواصلةِ إليه في كلِّ وقتٍ، على تَنَوُّعِها واختلافِ أجناسِها). وقال أيضاً: (إنَّ كلَّ جزءٍ من أجزاء الإنسان لو ظَهَرَ فيه أدنى خَلَلٍ، وأيسرَ نَقْصٍ لَنَغَّصَ النِّعمَ على الإنسان، وتمنَّى أنْ يُنفِقَ الدنيا لو كانت في مُلكِه حتى يزول عنه ذلك الخَلَل، فهو سبحانه يُدير بَدَنَ هذا الإنسان على الوجه الملائم له، مع أنَّ الإنسانَ لا عِلْمَ له بوجود ذلك، فكيف يُطِيقُ حَصْرَ بعضِ نِعَمِ اللهِ عليه، أو يَقْدِرُ على إحصائها، أو يتمكَّن من شُكْرِ أدناها؟).







الخطبة الثانية



الحمد لله... أيها الكرام.. خُتِمَت الآيةُ السابقة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ فهذا طبعُ الإنسان، كفورٌ غير شكور، ظلومٌ لنفسه، كفَّارٌ لنِعَمِ الخالق جلَّ وعلا، يجترئ على المعاصي، ويُقصِّر في حقوق الله تعالى، وبمقدار كثرةِ نِعَمِ الله تعالى يكثر كُفْرُ الكافرين بها، فهم يُعرِضون عن عِبادة المُنعِم، ويعبدون ما لا يملك لهم ضَرًّا ولا نَفْعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً، ولا يَشكر نِعَمَ اللهِ تعالى إلاَّ القليل؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].







إخوتي.. لا نَزال نتقلَّب في نِعَمِ الله وآلائه العظيمة، وهو سبحانه لم يتعبَّدْنا بِشُكْرِ جميع نِعَمِه؛ لِعلمه بعجزِنا وضعفِنا وتقصيرِنا، ولأنه غفور رحيم؛ يَغفر الكثيرَ، ويُجازي على اليسير، فالعبد بيننعمةٍ من الله تحتاج إلىشُكر، وذنبٍ يحتاج فيه إلى استغفار.







وكثرةُ التَّفكرِ في الآلاءِ الله تعالى ونِعَمِه تُورِثُ محبَّةَ اللهِ تعالى؛ لأنَّ القلوب جُبلَت على حُبِّ مَن أنعَم أو أحسَن إليها، وبُغْضِ مَنْ أساءَ إليها، ولا أحد أعظَم إحساناً ونِعَماً من الله تعالى؛ فإنَّ نِعَمَه وإحسانَه على عَبدِه في كلِّ نَفَسٍ ولَحظة.













اللهم إنا نحمَدُك على كلِّ نِعمةٍ أنعمتَ بها علينا، مِمَّا لا يعلمه إلاَّ أنت، ومِمِّا عَلِمناه حَمْداً لا يحيطُ به حَصْرٌ ولا يحصره عَدٌّ، وعَدَدَ ما حَمِدَكَ الحامدون بكلِّ لسانٍ، في كلِّ زمان.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]