|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() همس الخواطر (1) محمد أحمد عبدالله بن علي جابر (المقدمة) الإنسان بعمق مشاعره التي هي أعمق من عمق البحار، ومقدرته على تحمُّل ما قد لا تطيقه الجبال الرواسي. هذا الإنسان - الكنز - المليء بالأسرار والعواطف ومختلف ألوان المشاعر لهو جديرٌ بـ - الكلمة - التي هي بمثابة السفينة التي تشق عباب مشاعره على أن تكون الآمال شراعها، والصدق والإخلاص قاعدتها. عند ذلك تصبح - الكلمة - سفيراً للمشاعر.. وسفيري إليكم - الكلمة - عبر هذه الخواطر.. (سألت عنك) لا يهمُّ كيف أَسأل؟ فقد سألتُ الشمس ساطعةً وسألتُ البدرَ ساهراً سألتُ سوادَ اللَّيل وَضَوءَ النهار سألتُ اللآلئَ في أصدافِها والنسائمَ في عَليائها سألتُ عنك زهرَ الرَّبيع وأوراقَ الخريف سألتُ السُّحبَ المُمطرات والبراري الخاليات وسألتُ ما دنا منِّي وسألت ما بعدَ عنِّي حتى سألتُ عنك من لا يجيب..!! وما ليس ينطق لي لأني بالسؤال أَجِدُك واليوم.. مثل الأمسِ أسألُ عنك وغداً لا بدَّ أني سائلٌ عنك؟! (الغد المشرق) وغداً ستُمطِرُ السَّماء غداً تصبح الأرضُ مخضرَّةً نسافرُ مع الحالِمينَ في رحلةِ الآمالِ المشرقة غداً نودِّع أمساً ولَّى ونتركُ كلَّ دمعةٍ في الورَى غداً نطبع حبًّا فوقَ الثرى نغرس فيه كلَّ المُنى غداً يأتي بضحكةٍ تداعبُ الجبين يلُوحُ برّاقاً يسدل بظلالهِ علينا يسبلنا أملاً وإشراقاً ينبت فينا بذرةَ أملٍ يُحْيي فينا ضحكةَ طفلٍ غداً بصحبته نعبرُ رمالَ اليأس.. غداً يزفُّ إلينا ونلتقي في حبٍّ ووئام! (تحت المجهر) هناك! حيثُ تكون فوق سفحِ الجبل أو في أعماقِ البِحار مهما وارَتْكَ الأيَّام وجرفتكَ أمواجُ الظُّروف ومَهما نأيتَ عن أرضنا ورضيت بالأرض البعيدة أنت هنا.. تحتَ المجهر.. تحت العيونِ الساهرة في القلبِ الذي تسكُنه هناك! حيثُ كنت حيث أضعت الماضي وضيعتَ ما بيننا وأضعتنا في لججِ الهيام نغرقُ في بحر الانتظار ولم يبقَ لنا.. سِوى قارب الانتظار.. هناك! حيث كنت وإنْ قبلتَ بالنسيان ثمناً.. دفعته علينا ورميت بالمودة من فوق سُوْرِ الجفوة فأنت لا زلتَ هنا تحتَ المجهر (في أعماق أعماقنا!) دعُوني لحزني ((لا تسأَلُوا حالي إذا امتدَّت بي خُيوطُ اللَّيل وأراق المساءُ أدمعي إذا خلَت أوراق الصباح من أحرفِ النور، وحلَّ الظلام لا تسألوا عن حالي غداةَ غطَّت سمائي غيومُ همٍّ مِن حملها كأنما الراسياتُ علَتني عشيَّةَ بات البكاءُ مستحيلاً واختفى بين الألم والأنَّات صوتي لا ليل ينقضي فأودِّعه ولا صبح الأملِ يُقْبلُ فأحتضنه أرضي مزهرةٌ بزهر الشَّوك ما من خطوة أخطوها إلاَّ وأدمتني البحرُ أمامي بلا سفينةٍ أمتطيها والبدر يعلُو، كلما عانقَهُ البَصَرُ.. اعتَلَى دعُوني لحزني أعيشُه ملأ أيامي باقيها كماضيها عقد لساعات حزن منظمة بين ثناياها يتعاقبُ النُّورُ والظُّلَم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |