|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عن كف الأذى عن الناس سماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي الحمد لله الذي جعل الإحسان أكـبر الأسباب لنيل الكـرامات، وأذية الخلق والإضرار بهم موجبًا للعقوبات، وأشهد أن لا إله إلا الله كامل الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف المخلوقات، اللهم صلِّ وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والكرامات، أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من توفيق العبد وسعادته كف أذيته عن المسلمين، ومن شقاوته عدم مبالاته في إيصال الضرر للعالمين. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، ومن عزل حجرًا أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس، فقد سعى لنفسه بالأمان. وقال صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق؛ إذ وجد غصن شوكة فأزاله، فشكر الله له، فغفر له وأدخله الجنة)[1]. فرحم الله عبدًا كف أذيته عن الناس، فلم يؤذهم بالتخلي في طرقهم ومساجدهم ومجالسهم، وما أحسن توفيق من رفع الأذى عنهم في جميع أحوالهم وتصرفهم، وازجروا من رأيتموه يتخلى في مغاسل المساجد، فإنه موجب للعنة اللاعنين، وقد باء فاعل ذلك بالإثم وأذية المؤمنين. قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل)[2]. وإياكم وكشف العورات بمرأى أحدٍ أوقاتَ التخلي والاغتسال، كـما يفعل ذلك من لا يخشى الله من المتهاونين الأرذال، فقد لعن الناظر والمنظور وحق عليهم الوبال، أفلا يستحيي أحدكم أن يكون أسوأ حالة من البهائم، فيبدي عورته والناس ينظرون، وهذا من أعظم الجرائم، فإن الله يمقت أشد المقت على كشف العورات، فمن فعل ذلك فقد باء بغضب من الله وحقَّت عليه العقوبات. عافـاني الله وإياكم من جميع البليات، وستر منا العيوب والعورات، وأمننا من المخاوف والروعات، وسلك بنا مسلك أهل الأدب والحياء والصيانات: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]. ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. [1] البخاري الأذان (624)، مسلم الإمارة (1914)، أبو داود الأدب (5245)، أحمد (2 /533)، مالك النداء للصلاة (295). [2] أبو داود الطهارة (26)، ابن ماجه الطهارة وسننها (328).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |