الربا عن تراض - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حياة القلوب - قلوب الصائمين انموذجا**** يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 48 )           »          حقوق العمالة وواجباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طهر قلبك من الحسد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          البرنامج التأصيلي العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 10159 )           »          من يحمي المجتمع من عدوى الإعلانات؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مُثُــــل علـيـا في السلـوك الإداري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مساجد غزة الأثرية.. معالم حضارية تقاوم محاولات طمس هويتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1386 )           »          أصــول الفكــر القطــبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-01-2021, 07:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,605
الدولة : Egypt
افتراضي الربا عن تراض

الربا عن تراض
محمد بن جهاد بن أبو شقرة



الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، أما بعد:
لقد أخذ الله على العلماء ميثاقاً غليظاً من تبيين الشرع للناس، وألا يكتموا العلم قال الله في سورة آل عمران (187): ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾.

قال أبو جعفر الطبري: يعني بذلك تعالى ذكره: واذكر أيضاً من أمر هؤلاء اليهود وغيرهم من أهل الكتاب منهم، يا محمد، إذ أخذ الله ميثاقهم، ليبيننّ للناس أمرك الذي أخذ ميثاقهم على بيانه للناس في كتابهم الذي في أيديهم، وهو التوراة والإنجيل، وأنك لله رسول مرسل بالحق، ولا يكتمونه ﴿ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ﴾.

يقول: فتركوا أمر الله وضيعوه. ونقضوا ميثاقه الذي أخذ عليهم بذلك، فكتموا أمرك، وكذبوا بك ﴿ َاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾، يقول: وابتاعوا بكتمانهم ما أخذ عليهم الميثاق أن لا يكتموه من أمر نبوتك، عوضًا منه خسيسًا قليلاً من عرض الدنيا، ثم ذم جل ثناؤه شراءهم ما اشتروا به من ذلك فقال: ﴿ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾.

وكلُّ ما كان في اليهود والنصارى من توبيخ فنحن وهم فيه سواء، فإن الله واحد والملة واحدة وإنما تختلف الشرائع.

وكيف يستطيع العلماء أن يبيٍّنوا كل شيءٍ للناس؟ فهم مطالبون بنشر التفسير والحديث والفقه أصوله، وعلوم القرآن ونزوله، والمعاملات والآداب والأخلاق والمواعظ والقصص ورد الشبهات فكيف يتصدى لكل هذا واحدٍ؟ إن هذا ليحتاج للعلماء جهوداً عظيمة أن يتفرغوا لهداية الناس، وقد شغلت هذه الهواتف الناس عن دينها فأنستهم ذكر الله!

ومما انتشر بيننا في هذا الزمان كثرة الشبهات حتى لا يمرّ يوم دون شبهة جديدة تحدث ضجة بين المسلمين وتقسمهم قسمين أو أكثر، بين مؤيد ومعارض، ومنتصر ومكذب، وناشرٍ لها ومدافع عنها، متِّهمًا علماءنا الأفاضل - ظلماً وعدواناً - أنهم لم يعرفوا الحق ولم يهتدوا له، ثم اهتدوا له هؤلاء المنافقون الذين يتكلمون بألسنتنا وهم من جلدتنا، وساعدهم على ذلك اختلاف العلماء فيما بينهم في كثير من المسائل، وانتشار الفضائيات ووسائل التواصل حتى أصبح كل إنسان يسمع ما يريد وما لا يريد - في كثير من الأحيانِ –.

قال شيخنا عبد الله بن أحمد حفظه الله: (قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: منذ ظهر التلفازُ والعلماءُ في تعبٍ مع العامَّة، كان الناس إذا استفتوا عالمًا قال لهم هذا يجوز أو لا يجوز، الآن لا يرضون إلا بأقوال الفقهاء والمذاهب، وهذا لا يجوز - أعني - في المسألة الواحدة أن تقول هذا في المذهب الفلاني كذا وهذا عند المذهب الفلاني كذا.)

قلت: فإن هذا تلاعب في الشريعة وتضييع للمسلمين خاصة للعامة منهم، فإنهم لا يعرفون أصول الفقه ولا طريقة استنباط الدليل فأنت بذلك تحيِّرهم وتزيدهم خبالًا.

ومما يقطع القلب ويدمي العين أن الناس أكثرهم اليوم ليسوا عواما فقط، بل هم أوعية للشبهات، يسمعون لكل ناعقٍ، فلا يسمعون كلام أهل العلم والفضل من هيئة كبار علماء العلماء أو الأزهر الشريف أو موسوعة الفقه الكويتية أو القطرية أو ما شابه، بل يأخذون كلام مَن درسوا عند الغرب وأخذوا مذاهب المعتزلة أو منكري السنة الشريفة فهؤلاء لا قيمة لهم علميًا، ولكنهم يتصدرون الآراء لقوة نفوذهم على Youtube ولله في خلقه شؤون، نسأل الله أن يعافينا من الهوى والبلاء.

وقد ظهرت فرقة منذ زمن ليس ببعيد تسمِّي حالها "بالقرآنيين" ينكرون السنة النبوية الشريفة جملة وتفصيلا والسيرة النبوية، ويفسرون القرآن بلغتهم هم لا بلغة العرب، ولا يعتمدون على كلام الطبري وابن كثير وغيرهم من المفسرين الأفاضل، بل ما وافق هواهم قالوا به، وهؤلاء قال فيهم رسول الله صلى الله عليهم: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه". أخرجه أحمد وأبو داود عن المقدام بن معدي كرب وصححه الألباني وغيره من العلماء واحتجوا به على أن كلام رسول الله حجة شرعية كالقرآن، وغير ذلك من الدلائل سنذكرها بعون الله:

فقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب طاعته، واتباع ما جاء به، وتحريم معصيته، وذلك في حق من كان في عصره، وفي حق من يأتي بعده إلى يوم القيامة، ومن ذلك ما ثبت عنه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله" وفي صحيح البخاري عنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" وخرج أبو داود وابن ماجة بسند صحيح: عن ابن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"

وعن الحسن بن جابر قال: سمعت المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه يقول: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر أشياء ثم قال "يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله" أخرجه الحاكم والترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح.

وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان يوصي أصحابه في خطبته، أن يبلغ شاهدهم غائبهم، ويقول لهم: "رب مبلغ أوعى من سامع" ومن ذلك ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس في حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر قال لهم: "فليبلغ الشاهد الغائب فرب من يبلغه أوعى له معن سمعه" فلولا أن سنته حجة على من سمعها وعلى من بلغته، ولولا أنها باقية إلى يوم القيامة، لم يأمرهم بتبليغها، فعلم بذلك أن الحجة بالسنة قائمة على من سمعها من فيه عليه الصلاة والسلام وعلى من نقلت إليه بالأسانيد الصحيحة.

وقد حفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته عليه الصلاة والسلام القولية والفعلية، وبلغوها من بعدهم من التابعين، ثم بلغها التابعون من بعدهم، وهكذا نقلها العلماء الثقات جيلا بعد جيل، وقرنا بعد قرن، وجمعوها في كتبهم، وأوضحوا صحيحها من سقيمها، ووضعوا لمعرفة ذلك قوانين وضوابط معلومة بينهم، يعلم بها صحيح السنة من ضعيفها، وقد تداول أهل العلم كتب السنة من الصحيحين وغيرهما، وحفظوها حفظا تاما، كما حفظ الله كتابه العزيز من عبث العابثين، وإلحاد الملحدين، وتحريف المبطلين، تحقيقا لما دل عليه قوله سبحانه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]

ولا شك أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل، فقد حفظها الله كما حفظ كتابه، وقيض الله لها علماء نقادا، ينفون عنها تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويذبون عنها كل ما ألصقه بها الجاهلون والكذابون والملحدون؛ لأن الله سبحانه جعلها تفسيرا لكتابه الكريم، وبيانا لما أجمل فيه من الأحكام، وضمنها أحكاما أخرى، لم ينص عليها الكتاب العزيز، كتفصيل أحكام الرضاع، وبعض أحكام المواريث، وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها، إلى غير ذلك من الأحكام التي جاءت بها السنة الصحيحة ولم تذكر في كتاب الله العزيز. " انتهى بتصرفٍ

ولا شك أن الصحابة الذين نقلوا السنة هم نقلة القرآن فإن قراءتنا قراءة حفص عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود! فالقرآن له إسناد كما للحديث إسناد، فمن طعن في السنة طعن في القرآن شاء أم أبى.

وهذه القاعدة احفظها فإنها تعينك في فهم كلام الله ورسوله فإن القرآن والسنة يفسِّران بعضهما بعضا ولا يتعارضان، فإن كان هناك تعارض - ظاهر - فهو في ذهنك لا في النصوص، فاسأل عنه العلماء يجيبوك عنه، وإلا تترك الشهبة في قلبك تهلك ثم لا تجد لك من دون الله وليا ولا نصيرا.

ومن شبهات العوام التي أوردوها عليَّ وسأذكرها في كتاباتي هذه على شكل مقالات صغيرة قصيرة، أسأل الله العلي العظيم أن ينفع بها ويغفر لنا ويهدي بها الناس ويجعلها حجة لنا لا علينا، إنه خير مسؤول.

ولْيعلم الناس أن الداعي إلى الله، يجب أن يكون بالناس رؤوفا رحيما فإنما يدعوهم إلى الله والجنة والمغفرة شفقة منه عليهم لا تكبَّرا واستعظاما كأنه يخاطب أهل النار فليس هذه صفات الداعي إلى الله.

والسؤال الذي طرحه زملاؤنا: هل يجوز قرض الربا عن تراضٍ؟
هم متفقون معنا أن الربا حرام ولا يخالفون في ذلك، لكن يقولون إذا كان باتفاق بين المقترض والمقرض هل يجوز؟
والجواب بعون الله:
إن التراضي عن الحرام والمنكر لا يجوز، كتراضي الزناة على الزنا لا يجعله حلالا، وتراضي اللوطية على اللواط - أبعدنا الله وإياكم - فكذلك الربا وكل معاملة محرمة يرضى بها الناس لا يجعلها ذلك مباحة عند الله، ولو كان الأمر كذلك لما عاد هناك شرع وحدود وحرام، وننقل من فتاوي العلماء ما يشفي الصدور في هذه المسألة:
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 101.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]