|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المرأة المدمِّرة د. إبراهيم إبراهيم هلال هذه المرأة المدمِّرة احذروها، وكونوا من شرورها وسمومها على يقظةٍ وتنبُّه، إنها رئيسة تحرير مجلة حواء، ونقدم من سمومها تلك النفثة التي نفثتها تحت عنوان: (عندما تفكر المرأة بعقلية التبعيَّة) فبعد أن أدارت حوارًا بينها وبين موظَّفة معها، جاءت تعرِض عليها استقالتها لأنها كَلَّت من العمل، ولا تُحس منه إلا بالإرهاق، وما يأتي منه يضيع في شكلياتها واحتياجات بيتها مع زوجها، تلك الاحتياجات التي تتزايد بسبب عملها، هجمت على الرابطة الزوجية تقطّع أوصالها. وسنقدِّم هذه النفثة السامة، جرعة جرعة، ونقفّي عليها ببيان ما تحتويه من ذرَّات سامة وجراثيمَ قاتلة. ونبدأ من هذه الجرعات القاتلة بقولها لها: هل تشعرين بأن زوجَك يستغلك؟ تبدأ بهذا السؤال إثارة الشكوك في نفس الزوجة نحو زوجها، وتأليبها عليه، وتوجيه نظرها إلى التحفُّز لزلاته وسقطاته، وتصيُّد تلك الزلات والاتجاه نحوه بالمؤاخذة عليها، أو بالتكدر النفسي من جهته. ولكن الزوجة تبادرها بتضييع هذا الغرض عليها فتقول: أنا لم أقُلْ لك ذلك، ولكنه يقبل اشتراكي معه في الإنفاق. وهكذا أسئلة من جانب هذه المدمِّرة، تحتوي كلُّها على غرس السموم في العلاقة الزوجية بين هذه الزوجة وزوجها، وغيرها من الزوجات، ورغم أن هذه المدمرة لا تملِك نفسها من الحديث عن الأضرار التي تعود على البيت من عمل المرأة؛ كقولها: (فعمل المرأة يحرِمُ البيت جانبًا مذكورًا من العناية، ويُضيِّع على الزوج والأولاد فرصةَ الانصراف إلى توفير راحتهم، وأقل ما يقال في هذا الموضوع أن الزَّوجَ يلتقي بزوجته وهي في آخر اليوم متعَبة مرهَقة). رغم اعتراف هذه المرأة بهذا العناء الذي تعانيه الأم أو الزوجة العاملة، وأنها بهذا العناء خرجت عن أن تكون زوجةً أو أمًّا، وضيَّعت على أبنائها شعورَ النعمة بالأمومة من جانبها، وضيعت على الزوج شعورَ الإنسان الذي خلَقه الله وفيه غريزةُ التنعُّم بالسَّكن إلى زوجة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، رغم اعترافها بهذا التضييع للبيت وللأولاد أطفالاً ومراهقين وللزوج، إذا بها تأتي بما يعمل على تدمير البيت تدميرًا كاملاً، وفك الرابطة الأسرية التي جعلها الله نعمة لنا، وجعلها من آياته، ودلائلِ وجوده، ورحمته بخَلْقه. تقول الكاتبة: (إن خروج المرأة إلى العمل يعتبر في شريعة الحضارة أهمَّ في أثره من اختراع الكهرباء، نظرًا إلى دوره العظيم في إقامة حضارة القرن العشرين). وإلى جانب هذا التناقض في القول ومعارضة بعضه بعضًا في موضوع واحد، فإن فيه مغالطةً أو جهلاً بالحقائق؛ إذ إن حضارةَ القرن العشرين لم تُسهِمْ فيها المرأةُ بأي نصيب، لا في الغرب ولا في الشرق، وكل دولة من دول الغرب أو الشرق إنما خرجت فيها المرأة إلى العمل، بعد أن استوت حضارتُها على ساقها، وقد تكلَّمنا من قبل في هذه النقطة، وبيَّنَّا أن حضارة الغرب إنما قامت على نزف هذه الدول الغربية الاستعمارية خيرات البلاد الشرقية والعربية التي استعمرتها، وجاءت المرأة بعد ذلك تعمل كمظهر ترف لهذه الحضارة، أو مظهر من مظاهر تحلُّل هذه الحضارة حين استوت ونضِجت، ولم تؤيد بالدِّين والأخلاق. يأتي بعد ذلك اتجاهها المباشر إلى تقويض العلاقة بين الزوجين، وفَصْم عُرى الرابطة التي تربطهما، والتي أقامها الله بينهما، بما جعله من واجب الرعاية على الزوج لزوجته، ومن واجب الطاعة من الزوجة لزوجها فتقول: (ولولاه - الراتب الوظيفي - ما أصبحت هذه المرأة المتحررة التي تعيش رافعة الرأس موفورة الكرامة؛ فالتحرر الحقيقي يأتي من التحرر الاقتصادي، فكأن المرأةَ العاملة هي المواطن الكامل ذو الأهلية والاعتبار؛ إذ إنها بحُكم عملها تؤدي نصيبها من الخدمة الوطنية، وهي بحكم دخلها الذي تتقاضاه من العمل تعُول نفسها، فلا تحتاج إلى أن تمد يدها تطلب صدقةً لطعامها وكسائها، واحتياجاتها المختلفة). ونظرة هذه المرأة إلى العلاقة الزوجية وحياة البيت والأمومة يظهر أنها تحولت - بفعل العمل وممارسته واقتضاء الراتب الوظيفي - من النظرة الفطرية الطبيعية إلى تلك النظرة الشيوعية اللادِينية التي تنظر إلى الفرد - أيًّا كان - على أنه وحدة الأمة؛ لأن الأسرة - كما هي في نظرة المجتمعات المتحضرة المتمدينة - هي وحدة الأمة! فأيُّ كرامة لتلك المرأة التي تكسب قوتها بعرق جبينها، وأي تحرر لها في ذلك؟! ألا تنظرين أيتها المرأة إلى أن المرأة العاملة على طريقتك، قد استعبدها راتبها، فأصبحت بعد أن كانت حرَّة طليقة في بيتها، أو في مملكتها، أصبحت مستعبدةً للعمل، ولمواعيد العمل، وأصبح البيت والزوج والأولاد ضحية هذا العمل كما تقدم من قولك؟ أليست بعد أن كانت طاعتها مفروضة لرجل واحد فقط، هو زوجها أو أبوها أو أخوها بحُكم رابطة الزوجية والقرابة، أصبحت طاعتها بحُكم الوظيفة والوضع الوظيفي مفروضةً أيضًا لرجل آخر لا تعرفه، ولا تربطه بها صلة لها وزن، وهو رئيس عملها المباشر، وأصبحت في سبيل هذا الراتب ترضخ لأمره، وتعمل حساب أوامره أكثرَ من حسابها لأوامر زوجها أو أبيها مثلاً، وقد يتعدَّى الأمر حدَّ الالتزام بقانون العمل إلى الزَّيغ عن الأخلاق، وتتحوَّل الرابطة من رابطة عمل إلى رابطة أخرى لا يقرُّها عرف، ولا قانون، ولا دِين! وقد تُجبَر المرأة على ذلك، وهي كثيرًا ما تجبر، فأين الحرية في هذا؟! وأين الكرامة في هذا؟! أليس هذا هو أشرَّ أنواع الاستعباد؟! ثم يتجلى الانسلاخُ عن الطبع الفطري في جعلها نفقةَ المرأة ورعايتها تصدُّقًا وإحسانًا، أليست بحُكم الزوجية قد صارت من الرجل، وصار الرجل منها؛ كما قال تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وكما قال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ [الروم: 21]، فقد ارتفعت العلاقةُ بين الزوجين إلى أن جعلت الرجل نفس المرأة، والمرأة نفس الرجل، أو هكذا وضع الله هذه العلاقة وجعَلها من الفطرة. هذا هو المعنى الإنسانيُّ والطبيعيُّ في الزواج، ومن ينظر إليه بغير هذه النظرية، فإنما هو متحلل من الفطرة، ومن العُرف، ومن الدِّين. هذا فيما بين الزوجين مجردًا عن الأولاد، فإذا ما جاء الأبناء زاد الاندماج أكثرَ وأكثر، وتحققت الوَحدة بينهما، وبين أولادهما في ذلك الوجود الجديد، وصار الأب والأمُّ يريان نفسيهما في أولادهما، وأصبح هناك ما يسمى أسرة بمعنى أسرة؛ أي: أشخاص مهما تعددوا، فهم شخصٌ واحد، وشعور واحد، وآمال واحدة، وآلام واحدة، يصل فيها الزوجُ إلى أن يقدِّم حاجات زوجتِه على نفسه، وتصل فيها الزوجة إلى أن تُؤثِر زوجَها على نفسها، كذلك الأولاد، فأين الإحسان أو التصدُّق المزعوم في ذلك؟! إن هذه نظرة لا ينظرها إلا مَن تجرَّد مِن كل شعور الإنسان، وأصبح لا يحس بشعور الزوجية، ولا بشعور الأمومة، ولا بشعور الأبوة، وينظر إلى الأسرة على أنهم أفراد غرباء، لا يجمع بينهم إلا عاملُ المنفعة الشخصية المحضة، دون أن يكنَّ الأبناء لآبائهم شعور البنوة، ولا يكن الآباء والأمهات لأبنائهم شعور الأبوة أو الأمومة، وأصبح الزوجُ والزوجة لا تربطهما إلا رابطةُ العلاقة الجنسية الذاتية المجردة من كل رابطة أسرية أو زوجية. فمرمى هذه المرأة في دعوتها وقليلاتٌ مثلُها - ولكنهن يتصدرن أجهزة الإعلام الرسمية - هو إثارةُ الزوجات على الأزواج، وأن يوقِعْنَ الشَّقاء بينهم، فلقد تعدت هذه المرأة - كما قلت - عاطفة الفطرة وشعور الأنوثة، وحقيقة الدِّين وتربيته، حين رأت في جلوس المرأة في بيتها تبعية - مَقِيتة أو ظالمة - لزوجها، وأنها انحطت بهذه التبعية إلى نفسيَّة الإماء، وانحط عقلُها إلى تفكير التابع، فلقد نظرت إلى الزوج والزوجية نظرتها إلى متنافسين في حلبة السِّباق، يريد كل منهما أن يفرض سيطرته على الآخر، وهي تحاول جهدها أن تُذْكِيَ هذه المنافسة؛ لأنها لا ترى في الحياة الزوجية غير ذلك، فهي دعوة إلى الإلحاد والتمزق بين أفراد الأمة، وإلى التحرُّر الحيواني الذي لا يعنيه وطن ولا زوج ولا أبناء، وليس في ذلك إلا التدميرُ لنفسية الفرد وحياة الأسرة وكِيان الأمَّة. ألا فاحذروا هذه المدمرة وأمثالها. المصدر مجلة التوحيد، عدد شعبان 1399 هـ، صفحة 24
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |