أثر الإيمان والتقوى في الرخاء الاقتصادي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التواصل الاجتماعي.. ضوابطه وآدابه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          (وداعاً أيها القرآن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          نصائح على طريق النجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          تكفير الأعيان وأثره في استحلال الدماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الرفيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          هيئات الفتوى والرقابة الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية- أهميتها.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 2875 )           »          ثلاث مسائل فقهية في العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مواسم الخيرات فيما بعد رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طفلك..وأوقات فراغه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2024, 04:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,922
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الإيمان والتقوى في الرخاء الاقتصادي

أثر الإيمان والتقوى في الرخاء الاقتصادي

الدكتور محمد ولد سيدي عبدالقادر



قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].

لو قلت: إن المؤمن يؤمن بأن الله هو الرزاق، لكان ذلك عند بعض الناس مِن نافلة القول، بل ربما لم يَعُدَّهُ بعضُ القراء كلامًا؛ لأن من شرط الكلام تجدُّد فائدةٍ للسامع، وهذا الكلام لا يُضيف في حِسِّه معنًى جديدًا، بل هو إخبار بحاصلٍ معلومٍ بالضرورة، لكنِّي حين أنزل إلى واقع المخاطبين المعترضين أجد هذه القناعة، وهذه المسلمة المعلومة بالضرورة تهتزُّ كثيرًا في نفوسهم عندما يخافون على مصادر أقواتهم.

إن الله عز وجل حين يخبِر عن نفسِه بأنه الرزاق، وأنه المعطى والمانع، يكُون واجبَ المؤمنِ الإيمانُ بذلك عقيدةً مترجمةً في سلوك عمليٍّ، ويكون شُغله الشاغل هو البحث عن أسباب نَيْلِ ما عند الله مِن رزق، شأنه في ذلك شأن مَن يُريد التوصُّل إلى مطلوبه المملوك لغيره، وقد بَيَّنَ سبحانه وتعالى في هذه الآية أسبابَ نيلِ الرزقِ والرخاءِ الاقتصاديِّ فقال: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]؛ فبيَّنَ سبحانه وتعالى أن الإيمان والتقوى سببٌ لِفتحِ بركات السماء والأرض، وأنه بالإيمان والتقوى يُستجلَب الرزقُ المبارك فيه.

إننا في هذه الآية الكريمة أمام سُنَّة إلهيَّة يَغفل عنها كثيرٌ ممن آمن بالقرآن، غيرَ مُكتَرث بأسلوب الآية في تقرير هذه السُّنَّة الإلهيَّة، وهو أسلوب يؤكِّد حقيقةَ علاقةِ الإيمانِ والتقوى بالرخاء الاقتصادي حيث يبيِّن:
1- أن هذا الفتح عُلِّق بالإيمان والتقوى، فهما شرط في حصوله.
2- أن التعبير بالفتح يُفيد أن هذا الأمر كان مُغلقا لولا فتح الله.
3- أن المفتوح عبِّر عنه بأنه "بركات"، وذلك لِتحقُّقِ نفعِه؛ إذ لا فائدة في رزقٍ لم يُبارِكِ اللهُ فيه.
4- تعدُّد مصادر هذا الرزق الذي يَفتَحه اللهُ على المؤمنين المتَّقين، فهو بركاتٌ مِن السماء والأرض؛ فكلُّ مُستَخرَجٍ من الأرض على وجه الانتفاع به داخلٌ في معنى بركاتِ الأرضِ؛ نفطًا كان، أو ذهبًا، أو نحاسًا، أو حديدًا... أو زروعًا، أو ثمارًا؛ كل ذلك داخلٌ في معنى بركاتِ الأرض، وكلُّ نازلٍ من السماء من مطرٍ يروي الأراضي الزراعية، وينفع الثمار، ويملأ السدود، ويغذي المياه، وينفع الأسماك... داخلٌ في معنى البركات المفتوحة من السماء.

وهكذا يجد المؤمنون المتَّقون أثَرَ الإيمانِ والتقوى في تعدُّد مصادرِ اقتصاديَّاتهم، ومن المقرَّر في عِلم الاقتصاد: أنَّ أقوى الأمم اقتصادًا الأمم ذاتُ المصادر المتعدِّدةِ لاقتصادِها؛ لأنَّ المصدر الاقتصاديَّ الواحدَ عُرْضةٌ للهزَّاتِ الاقتصادية، وهبوط الأسواق؛ فصاحبُه في قلقٍ دائم مِن خوفِ نفادِه، أو الاستغناءِ عنه في الأسواق، أو قِلَّةِ رواجه لضعف الطلب، أو كثرتِه في الأسواق كثرةً تَضُرُّ برواجه.

وليس أثر الإيمان والتقوى مقتصرًا على هذا الفتح المتعدِّد، بل هو أساسٌ للحفاظ عليه، والارتقاء به، والسعادة به سعادة يَطِيب في ظلِّها التمتُّع به، فهو أمان له مِن الاختلاس، والتبذير، والإنفاق على آثار المحرمات، والأمراض النفسية، لما يُقرِّره الإيمانُ في نفوس أصحابه من الاطمئنان، الذي به تقلُّ الأمراضُ النفسية وآثارها السلبية، والابتعاد عن المحرَّمات ذاتِ الآثار المدمِّرة، والمخدِّرات والمسكرات، التي تُعَدُّ بحقٍّ معول هدمٍ لاقتصادياتِ دولٍ كبرى، والواقع خير شاهد.

إنَّ فهْم الناس لعَدَم دخولِ الأخذِ بأسباب التقدُّم والرخاء الاقتصادي في مُسَمَّى الإيمان والتقوى قصورٌ مَرَدُّهُ إليهم، والإسلامُ منه براء، بل الأخذ بأسباب التقدُّم والقوَّة والرخاء الاقتصادي وعمارة الأرض بكل ما هو نافعٌ مطلبٌ شرعيٌّ، يَسعَى إلى تحقيقه كلُّ مؤمنٍ تقيٍّ يَفهَم عن الله مُرادَهُ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]