|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي لا تعجبني وأريد أن أطلقها أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب تزوج من فتاةٍ لكنه غير مرتاحٍ لها، ولا تقبلها نفسُه، ويُريد أن يُطلِّقها، لكنه يخاف على سُمعتها! ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ جامعي مِن أسرةٍ مُحْتَرَمةٍ، أتممت عقْدُ الزواج قبل أسابيع، ومن هنا بدأت المشكلةُ؛ إذ عندما رأيتُ زوجتي في الخطبة لم أكن مُعْجَبًا بها تمام الإعجاب، لكني وافقتُ نتيجة ضغط الأهل، ولأني في الثلاثين من عمري وأرغب في الزواج! أشعر أني أخطأتُ مِن البداية لأنها لم تُعجبني، ولم أتقبلْها، أشعر أني مع امرأةٍ ليس لي نحوها أي مشاعر نهائيًّا، بل أصبح الأمرُ عبارة عن نفورٍ وعدم تقبل نهائيًّا. الآن أنا في حيرةٍ من أمري؛ فلا أستطيع أن أُطَلِّقها خوفًا على سُمْعَتِها، وأفكر في أن أجعلها تطلُب الانفصال. فما رأيكم في هذا الحل؟ وهل هذا حلٌّ مناسب؟ الجواب أيها الفاضل، حياك الله. كثيرًا ما تختلط الأمنيات، وتتشابك الرؤى، ويندمج الحلم مع الواقع؛ في محاولةٍ لتقريب الصورة من الحقيقة، بالتقليل من جمال الأولى مع تلميع الأخيرة؛ فإذا هي أكثر تشويشًا، وأشد ضبابية، وأبعد عن رغباتنا، وكلما اقترب الحلمُ مِن الواقع زال عنه أثر كلِّ جميلٍ، وتخلتْ عنه زخارفه، وتجرد من زينته التي كانتْ تلمع في أعيننا يوم أن كانتْ بعيدةً! كانتِ الفتاة قبل الاقتران بها فتاة عادية، غير أنها لم تستحوذْ على مشاعرك، ولم تأسر لُبك، ولم تعتل عرشه، فكانت النتيجة الطبيعية الشعورَ بالنفور بعد الظفر بها، ولو كانتْ مشاعرك قبل عقد الزواج مشاعرَ حب ورغبة، لتحوَّلَتْ - كما يحدث كثيرًا - إلى مشاعرَ فتورٍ عادية؛ فما نتملكه ويصبح أمام أعيننا ونوقن أنه لنا، كثيرًا ما تزهد فيه مشاعرُنا، وتخمد الرغبة فيه؛ إذ لم يَعُدْ هناك حاجة للتمنِّي، والنفس تبقى تتمنى، وتتخيل أن ما ليس لها سيبقى هو الأجمل، حتى يأتي، فتتراجع الرغبة فيه لترنو إلى غيره في أمل جديد، وهكذا. قد لا يكون أصابك شيء مما سبق، وقد يختلف الوضْعُ بالنسبة إليك، لكن هذا التوضيح اليسير ليضع الرؤية متجردة أمام عينيك، فتعمل على تنقيح مشاعرك، وتصور لك الموقف من بعيدٍ. وأقترح - لمزيد من مساعدة نفسك على اتخاذ القرار - أن تأخذَ مِن فتاتك التي عقدت عليها وصار بينكما ميثاق غليظ وعهد وثيق وقتًا كافيًا لتستبين حقيقة مشاعرك، على ألا تفرض على نفسك أمرًا لم تكن لتقبله، فَهَبْ أنك لم تعقد عليها بعدُ، وتناسَ أن قرار الانفصال لن يؤثرَ عليها سلبًا، ولتحصر تفكيرك في نفسك ومصلحتك فقط، وهذه فطرة لا تُلام عليها؛ فمن الطبيعي أن يفكِّرَ المرء فيما يصُب في صالحه قبل أن يُفكِّرَ في غيره، لئلا يضر نفسه ومن حوله، ولتأخذ وقتك الذي تُريد، غير متأثر بما قد تُفكر فيه الفتاة وأنت تبتعد عنها أو تجفوها أو تهجرها؛ فقد يكون هذا السلوكُ غير المتعمد بوابة لها لتعلنَ عدم قبولها لك، والفتاة الطبيعية جُبِلَتْ على حب مَن يتقرب إليها، ويغدقها بعذب الكلمات، وطيب العبارات، وجميل الأشواق، والعكسُ صحيح؛ فمتى ما رأتْ جفاءً وغِلظةً، ومتى ما استشعرتْ بُعدًا عاطفيًّا، وأنكرتْ مِن زوجها ما ترنو إليه كلُّ فتاة تجمدتْ مشاعرها، وفترت عاطفتها كنتيجة طبيعية، ولعل جمود المشاعر وفتور العاطفة أن يجبر كسرها، ويخفف ألمها، وعليك ألا تشغلَ بالك بما قد يقول الناس عنها، فإن كان ذلك ولا بد حاصل فهو أهون على النفس من إتمام زواج مهترئ، مُتخلخل البُنيان، والشقاءُ الصادقُ أخفُّ مرارةً وأهون وطأةً على النفس مِن السعادة المكذوبة، والتي ستضطر عروسك لرسمها على وجهها لِتُواجه بها الناس في محاولةٍ يائسةٍ لترميم ما تحطَّم مِن أحلامها. لقد أخطأت بقبولك الزواج بحجة تقدم عمرك أو ضغط أهلك، ولقد كان حريًّا بك أن تمنحَ نفسك فرصةً أكبر للتفكير في قرار يترتَّب عليه الكثيرُ مِن الأحداث، ويُبنى عليه العديدُ مِن الارتباطات. وأنت الآن بين خيارين: أولاً: أن تكملَ مشوار الزواج، وأن ترسم سعادة لا تجد لها أثرًا، ولا تسمع لها في أرجاء قلبك صوتًا، فتظهر مشاعرك المكبوتة في صورة ثورات عصبية على زوجةٍ لا ذنب لها، وتغضب لكل صغيرة وكبيرة في محاولة للتنفيس عن مشاعرك التي لن تلبثَ أن تتمرد عليك وتحاربك في كل لحظة. ثانيًا: أن تتخذ قرارك الحاسم، وأن تعلن رفضك المتأخر، وهو أهونُ عليك وعليها مِن أن تتمادى في ظلم نفسك وظلمها، وحينها عليك أن تتريَّثَ فقط كنوعٍ مِن إمهال النفس كما شرحتُ لك سابقًا. فإن عزمتَ على الانفصال، ومالتْ إليه نفسُك، رغم تجنب العقبات وتنحية المؤثرات، فاتخذ الأسلوب الأمثل وانتهج الطريق الأَقْوَم: "تسريح بإحسانٍ"، والإحسانُ يا أخي يعني ألا تبخسَها حقًّا كفَلَهُ الله لها؛ وعليك أن تستفتي الفقهاء الموثوقين، وتعمل بما شرع الله لك ولها. أخيرًا: رغم الأَلَم الحاصل لا محالة، ورغم الوقت العسير الذي قد يمر عليها وعليك، إلا أنه متى تأكدتَ مِن مشاعرك، وتيقَّنْتَ مِن صدْقِها، فيبقى هناك ألمٌ أخف من ألم، وحزن أقصر من حزن، وخسائر دون الخسائر الحاصلة بعد أن يتم الزواج وترزقا بالأبناء! وفقك الله لما فيه الخير، وأرشدك لما فيه صلاح الحال، ولا تنسَ صلاة الاستخارة قبل الخطوة النهائية والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |