|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي لا يهتم بوالدي أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاةٌ في منتصف العشرينيات، تقدَّم لها شابٌّ يكبرها بعشر سنين، فوافقتْ عليه، ثم عُقِد عَقْد الزواج، إلا أن مشكلته أنه لا يهتم بوالدها، وتسأل: هل أكمل معه أو أطلب الطلاق؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في منتصف العشرينيات، تقدَّم لي شابٌّ يكبرني بعشر سنين، وهو إنسانٌ جيِّد، ولديه عمل ومنزل، ومتدين، وعاقل، ويحب أمَّه ويحترمها كثيرًا، جيِّد في عَلاقاته مع الآخرين، لا يتكلَّم كثيرًا، ويستحيي أكثر. صليتُ صلاة الاستخارة عدة مرات وقَبِلته، وقرأنَا الفاتحة بنيَّة الزواج، وأمضينا عقد الزواج. مع مرور الوقت تعرَّفتُ عليه أكثر، ولم أستطعْ أن أحبه كما ينبغي، ليس فيه شيءٌ مما أريده في زوجي إلا صلاته، وصيامه، وحبه لأمه وأخته. ما يُزعجني كثيرًا هو عدم اكتراثه بأبي، رغم علمه أن هذا يهمني، وأيضًا لا أجدُ ما نتكلَّم فيه معًا. بالنسبة له نحن على ما يرام، وبالنسبة لي العكس، ولم أقلْ له شيئًا حتى الآن، وأقول في نفسي: إني سوف أحبه، ولكن العكس يحدث، ولا أدري هل يحق لي أن أقول له كل شيء الآن أو لا؟ فهو يحبني فعلًا، وكذلك عائلته! أخاف أن يُغضِب هذا ربي، وأن آثم؛ فالرسول ُ صلى الله عليه وسلم يقول: ((... مَن ترضون دينه وخُلُقه))، لا أعرف هل أكمل أو أطلب الطلاق؟ أطلب نصيحتكم، وشكرًا لكم الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تتولَّد مَشاعرُ المحبَّة بعد القَبُول المبدئي، ما لم تعترضْها عَوارِض، أو تؤثِّر عليها مؤثراتٌ خارجيةٌ، وقد تتراجعُ نسبةُ القَبُول؛ لتتحولَ إلى رفضٍ، فنفور، فكراهية، إن لم تستثمرْ، وتمضِ في مسارها الطبيعي. مِن أفضلِ ما يزيد من مشاعر المحبة بين الزوجين الصراحةُ، وتجنُّب التلميحات أو التوقُّعات التي يَفترض بها أحدُ الزوجين أن الرسالة قد وصلتْ، وأن مُراده قد اتَّضح، ومقصوده قد وصل على نحو ما يريد. لم أجدْ فيما ذكرتِ أية محاولات قُمتِ بها لتقريبِ وجهات النظر، أو سعيتِ بها للتقرب إليه، وما تتحدَّثين عنه من تجاهلِه لوالدكِ - حفظه الله - لا شكَّ أنه يُثير في نفس كلِّ فتاة شعورًا بالضيق، ويولِّد لديها إحساسًا بالإهمال مِن زوجها أو خاطبها؛ إذ يُعَد احترامُ أهلِها مِن علامات محبته لها، وأمارات تقديره إياها، وبينما تقيس الفتاة سلوكه مع أهلها، ووالدها على وجه التحديد؛ لا يشعر الخاطب بشيءٍ مِن ذلك، ولا يكاد يتنبه له إلا قليلًا، وعلى حسب طبيعة الرجل يكون تصرُّفه، كثيرًا ما تكون ردة فعله على غير ما يُظهر؛ فقد ترى في السكوت وقلة الحديث مع الوالد نوعًا جارحًا من اللامبالاة، أو احتقار الوالد، في حين يتعمَّد الخاطب فِعْل ذلك من باب الإجلال لهذا الرجل الكبير؛ فيستحيي أن يحادثه كما يحادث أقرانه مِن الشباب! ولا أُخفِي عليكِ، كم رأيتُ مِن مواقفَ واحدة يتم تفسيرُها بطرق مختلفة تمامًا على حسب مفهوم الشخص، وطريقة تفكيره، ونظره للأمور. الذي أُشِير عليكِ به ألَّا تتعجلي في قرارِ الانفصال لمجرَّد أنه لا يُظهر اهتمامًا لائقًا بالوالد، أو لأنكما لا تجدان ما تتحدَّثان فيه؛ فإن كانتْ طبيعةُ الرجل السكوت، وقدرته على فتْح حوارات ضعيفة، فالمرأةُ أقدر وأبرع منه في إيجاد مجالات تحاوُرٍ مُشتركة بينهما؛ لتوليد بيئة تساعدهما على التقرُّب إلى بعضهما بشكل أفضل. وأما عن حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - حول قَبُول الخاطب صاحبِ الخُلق والدين، فلا ينافي أحقِّية المرأة في ردِّ مَن لا تقبلُه أو ترضاه، وإلا لما شُرِعت الرُّؤيةُ الشرعيةُ، والتي تُبيح لكلٍّ منهما النظر إلى صاحبه، والحكم عليه مِن حيثُ القبولُ أو الرفضُ. ويُوضِّح ذلك حديث خَنْسَاءَ بنتِ خِذَامٍ الأنصارية، حين زوَّجها والدها وهي كارهة، فردَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - نكاحَها، فلا تُجبَر الفتاة على رجل لا ترضاه، ولا يخالف ذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنها لم ترفضْه لدينه، وإنما هي أرواحٌ تأتلف أو تختلف على غير إرادة منها، بل على حسب ما يشاء لها مصرِّفها ومدبِّر أمرها. فأَعِيدي التفكيرَ في أمرِه وأمرك، واستعرضي ميزاته: (خلقه - دينه - سلوكه - وضعه المادي - رجاحة عقله)، كل ذلك، ثم أخرجي ما يعتلجُ في صدركِ بشأن سلوكه مع الوالد، وأخبريه بكل صراحةٍ دون تلميح ترجين منه فهمه، فلا يوجد في قاموس الرجال ذلك إلا قليلًا، والوضوح في عرض الأمر عليه ييسِّر عليه وعليك الكثير، ويجنِّبكما سُوء التفاهُم الذي يؤدِّي إلى تنافُر القلوب وتغيُّر المشاعر. بإمكانكِ أن تبدئي حديثكِ بالثناء على احترامِه لأمه، ومحبته لأهله، ومن ثَمَّ تتطرقين إلى محبتكِ لأهلك، وما يريبكِ من سلوكه مع الوالد، مع إظهار أن ذلك يؤذيكِ ويحزنكِ، بكل صراحة ووضوح، فلا خير مِن إخراج ما في القلب من عتب على الأحبة، وتفهم وجهة نظرهم، وتجنُّب سوء الظن بهم، وتشجيعهم على بذْل أفضل ما لديهم لإسعادنا وأنفسهم. سَلي الله التوفيق والهداية، وأن يُعينكِ على الخطوة المثالية، والتفكير الصائب، فلا عِلم لعبدٍ بصالح أموره، ولا دراية له إلا بما يُوفقه الله إليه سبحانه. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |