الحجاب سيما الثابتات في زمن المتغيرات.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127163 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-12-2020, 02:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي الحجاب سيما الثابتات في زمن المتغيرات..


الحجاب سيما الثابتات في زمن المتغيرات..
د. أميرة بنت علي الصاعدي
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.
وروى ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها: لما نزلت (وليضربن بخمرهن) انقلب رجال من الأنصار إلى نسائهم يتلونها عليهن، فقامت كل امرأة منهن إلى مرطها فصدعت منه صدعة فاختمرت بها، فأصبحن من الصبح وكأن على رؤوسهن الغربان .
هذه النصوص تبين لنا حال المؤمنات الصادقات مع أحكام الله حيث بادرن بالامتثال، واستجبن لأمر الله بدون تردد ولا تسويف، وهذا مصداق قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا). قال القرطبي: (فهذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك أنه إذا حكم اللّه ورسوله بشيء، فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد ههنا ولا رأي ولا قول).
فليس لأحد مخالفة أمر الله فضلا عن الاستهزاء به، أو الاستخفاف بمن التزم به، أو رده والإعراض عنه والعياذ بالله.
قال النابلسي: ("في قوله تعالى" (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) أن يعرفن بالعفة والتصون فلا يتعرض لهن الفساق ولا الفجار، وهذه قاعدة: وهي أن المرأة إذا بالغت في التحجب والتصون قطعت كل طمع فيها، إذ تعلن للناس أنها عفيفة، أنها حصان، أنها معرضة عن كل رغبة فيها).
والمتأمل في حجاب النساء اليوم – إلا من رحم الله – يجد تفننا في التزين، وتنافسا في التبرج، وتغيرا كبيرا في سيما المتحجبات، فإلى وقت قريب كان الحجاب أقرب إلى العفة والصون، وأبعد عن الفتنة والشهرة، وكانت المتعلمات والمثقفات والأكاديميات وممن يحسبن على أهل الخير من أسبغ النساء حشمة، وأمثلهن التزاما واحتشاما، ولكن اليوم وللأسف عمّ الخطب واتسع الخرق، فضاقت العباءة وتخصرت، وسقطت من الأعلى وتعثرت، وضاع الغطاء وتاه في زحمة التغيرات، واندثر النقاب واختفى في طور التحسينات، وبقي اللثام لبعض المتحجبات على حياء، يسدلنه حينا ويرفعنه أحيانا، ويتخففن كالقواعد من النساء، ورحم الله حفصة بنت سيرين فعن عاصم الأحول قال: دخلت عليها وقد ألقت عليها ثيابها فقلت أليس يقول الله (و القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن). قالت: اقرأ ما بعده (و أن يستعففن خير لهن).
وفي المقابل لا تزال هناك ثلة مباركة، على الحق ثابتة، ورغم المتغيرات صامدة، لا يضرها المخذلون ولا المتلونون، تبتغى الأجور بنفس راضية مطواعة، وبإيمان راسخ كالجبال، لا تهزها الأعاصير، ولا تغرها الموضات وتطور الأزياء.
ومن العجب أن نجد بعض الكاتبات المتبرجات بل والسافرات، المعرضات عن أمر الله والمتبعات للهوى ونزغات الشيطان، نجدهن يحاربن المحجبات العفيفات، ويتهمن الآمرات بالمعروف والناهيات عن المنكر، ويسلطن أقلامهن للنيل من أهل الخير، فعجبا ممن تحارب شرع الله وتعارض حكمه ثم تهاجم الثابتات في زمن المتغيرات، وهي لا تنتصر لدينها ولا تمتثل لحكم ربها، تلوي النصوص لتوافق هواها، وتمجد حرية الغرب ونساء الحرية.
فشتان بين من سارت في ركب أولياء الرحمن، تدعو إلى الله على بصيرة، وبين من كانت في حزب الشيطان وتدعو إلى التفلت والتحرر.
وسؤالي لمن تبدل حجابها وتغير جلبابها :
هل كنت على خطأ فصححت حجابك؟
أم كنت على صواب فغيرت مسارك؟
وأهمس في أذنيك: بقدر ثباتك تكون نجاتك.
وأوصيك: قد يكون لنا عذر في تغيير لباسنا وتزيينه، وتبدل أثاثنا وتجديده، وتنوع طعامنا وتحسينه، لكن لا عذر لنا أمام الله في التنازل عن ثوابتنا، والتخلي عن هويتنا، والاستغناء عن كمال العفة وجمال الحشمة.
في زمن المتغيرات تتخلخل الثوابت، وتندثر المبادئ، وتتبدل القيم، ويعود الإسلام غريبا كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء). وفي رواية قيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس "وفي لفظ " هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]