بوح! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشروبات دافئة بالقرفة والتفاح لمواجهة تقلب الطقس فى الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 طرق لتعطير حمامك ومنحه رائحة منعشة.. منها استخدام صودا الخبز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          مع بداية الخريف.. وصفات طبيعية تحافظ على نضارة وجمال بشرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 خطوات بسيطة تساعد الأمهات على إدارة التوتر قبل عودة المدارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مقارنات الأطفال فى السابلايز والأدوات المدرسية.. إزاى تتعاملى معاها بحكمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 تسريحات شعر تزيد التقصف ابعدى عنها.. أولها الكحكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          4 مشروبات ديتوكس تعزز نضارة البشرة وتحافظ على ترطيبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل تارت الشوكولاتة بمكونات خفيفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أفضل تنسيقات غرفة الأطفال لخلق مساحة مبهجة.. موضة ديكور 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          5 عادات بسيطة تساعدك على فقدان الوزن بسرعة مع بداية الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-11-2020, 10:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,305
الدولة : Egypt
افتراضي بوح!

بوح!


لطيفة أسير



قد تنفرطُ حبَّاتُ عمرِك سُدًى وأنت تُؤمِّل أن تحيا حياة إنسانية تليق بها إنسانيتُك، وتشمَخ بها كرامتُك، وترتوي بها سنواتُ الجدْب التي ظمئْتَ فيها؛ حياة شيَّدتَ لَبِناتِها بكل ما أُوتيتَ من صدقٍ وإيمان ووفاء، تنشر الحبَّ والسِّلم، وتنثر عِطرَ الكلام في وجه كل الأنام.

وقد تنكسر أحلامُك وأنت تلمحها تتساقط تِباعًا، ولا تملك حيلة لإنقاذها أو الذَّود عنها، تتعالى كلَّما بالغْتَ في التودُّد إليها، تتمنَّع عنك تمنُّع ربَّات الخُدُور.

وقد تموت فيك كلُّ رغبة في الحياة، وأنت تبصِر الموتَ يغتال كلَّ القيم الجميلة في مجتمعاتنا، وتكاد تختنق من فنون العَبَثِ والخيانة والغدر.

وقد تكتشف بعد طول عناء أن جريرتَك في الدنيا أنك حاولت أن تعيش إنسانيتَك، وتتعايش مع القوم بسجيَّتِك، بعيدًا عن أي تنطُّعٍ أو تصنُّع.

فتقرر بعد كل هذا - وبكل ما أُوتيت من تعقُّل وقناعة - أن تُضيِّق دائرةَ معارفك، أن تُخطِّطَ لانسحاب رحيم يحفظ كبرياءك، أن تنطويَ على خيباتِك فلا تبوح بها لأحد؛ مخافةَ أن تُتَّخذَ من لدن القوم سِخْرِيًّا!

ليس عيبًا أن تكون طيِّبًا في زمن الخبث، ولا صادقًا في زمن الكذب، ولا أن تشقى لتُسعِدَ مَن حولك في زمنٍ الكلُّ ينادي فيه نداءَ يوم القيامة: "نفسي نفسي!"، ليس عيبًا أن تصمُدَ أمام تيار جارف يكاد يُذهِل المرضعةَ عمَّا أرضعت؛ لكن العيب أن تنسلخَ من كل جمالياتك لتساير ركب الزيف، أن تتجرَّدَ من آدميتك لتكيل القوم بصاعهم، أن تتبرَّأَ من طيبتِك فيتحجَّر أجملُ ما فيك: قلبك!

للأسف، ما زالت مجتمعاتنا تنظر للإنسان الطيب تلك النظرةَ المشفقة، التي لا تبصر فيه غيرَ الإنسان الضعيف المنكسر المغلوب على أمره، شخص لا يملك إلا أن يقول: (نعم)؛ لعجزِه عن تحمُّل تَبِعَات (لا)، شخص مسحوق ممسوخ الهُوِيَّة، إمَّعة يحتاج دومًا لمن يأخذ بيده؛ لكنهم لا يفقهون أن ذاك الطيب هو إنسان قرر أن يبقى وفيًّا لإنسانيته، أمينًا على فطرته، إنسان يملك من الجَلَد والصبر ما يجعله يَكظِم غيظَه، ويمتص بحنكته ذاك الغبارَ الذي يلوِّث فضاءَ العَلاقات الإنسانية، إنسان فَقِه قولَ حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديدُ بالصُّرَعة؛ إنما الشديد الذي يملِك نفسَه عند الغضب))؛ متفق عليه.

إنسان توَّج الوقارُ والشرف هامَتَه:

وإذا غضِبتَ فكنْ وقورًا كاظمًا
للغيظِ تُبصِرُ ما تقولُ وتسمعُ

فكفَى به شرفًا تصبُّرُ ساعةٍ
يرضَى بها عنك الإلهُ ويدفعُ

إنسان اكتنفته رحمةُ الله، فملك بها دنيا نفسه، فما عليه أن تفوتَه دنيا غيره؛ كما قال الرافعي!





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.06 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]