جنرالات إسرائيل ممنوعون من دخول بريطانيا لارتكابهم جرائم حرب

[اسماء 86]

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


جنرالات إسرائيل ممنوعون من دخول بريطانيا لارتكابهم جرائم حرب

لندن: يسرى حسين



حذر نواب فى البرلمان وحقوقيون الحكومة البريطانية والحزب الحاكم , أنه لا يمكن تغيير القانون لإرضاء إسرائيل وإزالة الاجراءات القضائية التى تمنع جنرالات عسكريين سابقين فى الجيش الإسرائيلى من زيارة بريطانيا , إذ أن محاكمات عاجلة ستُعقد لهم لمخالفاتهم المادة الرابعة فى اتفاقية جنيف , التى تعاقب على جرائم حرب ومخالفات ضد الإنسانية. وكانت وزيرة الخارجية مارجريت بيكيت قد وعدت رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت بأن النائب العام جولد سميث , سينظر فى طلب إسرائيلى بشأن تخفيف الإجراءات التى تمنع جنرالات إسرائيليين من زيارة بريطانيا أو قبول دعوات من الجالية اليهودية , لأن هناك أوامر قضائية بالقبض عليهم لسجلهم فى صحيفة السوابق لجرائم حرب ارتكبوها خلال خدمتهم فى المناطق الفلسطينية الخاضعة للاحتلال والوصاية الإسرائيلية.
وقال نواب فى البرلمان إن وزيرة الخارجية بيكيت , لا تملك وعد أولمرت بشئ , لأن الأمر كله ليس فى يد النائب العام , وإنما فى التشريع المُطبق حالياً , حيث إن خرق المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الموقع عليها من قِبل بريطانيا , يعد جريمة كاملة الأركان , ويعطى ارتكابها السلطات القضائية الحق فى إصدار أوامر بالاعتقال لتقديم الأشخاص المتهمين إلى المحاكمة. وكان الديكتاتور التشيلى الراحل بينوشيه ,قد تعرض للاعتقال عندما زار بريطانيا قبل وفاته , وتحولت قضيته إلى موضوع يخص الرأى العام , عندما تقدم النائب العمالى المدافع عن حقوق الإنسان جيرمى كوربان بعريضة اتهام ضد السفاح بينوشيه الذى قتل الآلاف , عقب انقلابه الشهير على حكومة ديمقراطية منتخبة فى تشيلى خلال السبعينيات , وكان يقودها سلفادور الليندى.
وتم التحفظ على بينوشيه رغم ثورة رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر , ومحاولة توسلها للقضاء للإفراج عنه. وجاء القرار القانونى بأن الجنرال السفاح غير مؤهل صحياً للمحاكمة , وتم الإفراج عنه وتهريبه بسرعة خارج بريطانيا.

أمر اعتقال
وكان الجنرال العسكرى الإسرائيلى السابق دورون ألموج , على مشارف الاعتقال عندما هبطت طائرة إسرائيلية فى مطار هيثرو البريطانى وعلى متنها هذا الرجل. وكانت منظمات حقوقية فلسطينية اتصلت بمكتب محاماة فى لندن لتحريك الدعوى القضائية ضد الجنرال. ومع صحيفة الدعوى بيانات مرفقة بسجل انتهاكاته لحقوق الإنسان فى قطاع غزة , حيث كان القائد العام هناك خلال فترة مارس فيها الاحتلال البطش والقتل والتعذيب.
صدر قرار الاعتقال السريع من محكمة بو ستريت وتم تسريب المعلومات إلى السفارة الإسرائيلية , حيث هرع السفير الإسرائيلى فى لندن آنذاك إلى المطار , وأخبر قائد الطائرة بإلزام الجنرال ألموج مكانه وعدم مغادرته الطائرة على الإطلاق. واعتقد الجنرال أن السفير يريد تحيته ومرافقته إلى ساحة المطار , لكن ما حدث كان مفاجأة كاملة له , إذ أخبره السفير بوجود أمر اعتقال جاهز لدى سلطات المطار , وإنه سيتم القبض عليه لحظة مغادرته الطائرة. وطلب السفير من الجنرال البقاء فى الطائرة والعودة معها إلى تل أبيب ولا يفكر فى العودة إلى بريطانيا مرة أخرى.
وظل مجرم الحرب , لساعات محبوساً فى مقعده حتى أقلعت طائرة العال مرة أخرى إلى تل أبيب. وكانت الجالية اليهودية فى بريطانيا دعت رئيس الأركان الإسرائيلى السابق الجنرال موشى أيالون , لإلقاء محاضرة وحضور مناسبة لجمع التبرعات لإسرائيل , لكنه علم بصدور أمر اعتقاله من محكمة بريطانية فألغى الزيارة بالكامل.وقبل تولى شاؤول موفاز رئيس الأركان الإسرائيلى السابق حقيبة الدفاع , زار بريطانيا بطريقة سرية , لكن جماعات حقوقية بريطانية علمت بوجوده , وبدأت تحريك الدعوى لإصدار أمر قضائى بالقبض عليه. وعندما علم موفاز ألغى زيارته وهرع إلى مطار هيثرو قبل صدور أمر القاضى البريطانى باعتقاله ومحاكمته على جرائم حرب , ارتكبها ضد الشعب الفلسطينى عندما كان على رأس المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

محامون للدفاع عن الحرية
والمحامون فى بريطانيا يتطوعون فى قضايا متعددة لتحريك الدعوى بالمجان , طالما أن الأمر يتعلق بحقوق إنسانية تُنتهك أو بملفات حريات أو لجوء سياسى أو موضوع ضد الحكومة له مصلحة بأفراد. والجهاز الفاعل للمحاماة , ليس معنياً بتحريك دعوى ضد كاتبة أو صحفى أو الدفاع عن رئيس وزراء أو ملكة بريطانيا , التى تتعرض لإهانات بالغة هى وعائلتها على يد الصحافة وأجهزة الإعلام , التى توجه السخرية عبر برامج كوميدية , تتهكم على الملكة بشكل صارخ وولى العهد الأمير تشارلز.
وأشار نواب فى البرلمان , منهم جورج جالاواى , رئيس حزب الاحترام بأن محاكمة هؤلاء الجنرالات شرعية طبقاً للقانون على جرائم ارتكبوها ضد شعب أعزل , وإن وعد بيكيت سيطير فى الهواء , لأنها لا تستطيع تغيير القانون , وأن الأمر فى يد النواب وهم لا يملكون أخذ هذا الموقف لإرضاء حفنة جنرالات ارتكبوا الجرائم ضد الإنسانية بإصرار وتعمد.