ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127197 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-09-2020, 12:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين


عبدالباقي يوسف









يقول الله عز وجل: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة: 2]:

[ذلك] بمعنى هذا؛ لكن الكلمة الثانية [الكتاب] جعلت من [ذلك] تعني المعنيين معًا، فلو جاء: هذا [الكتاب]، لكان المعنى أقرب إلى زمن نزول القرآن؛ بيد أن [ذلك] تجعل من القرآن هذا و [ذلك] بالنسبة لإنسانِ أي زمان ومكان، فالقرآن الذي كان بين أيدي أولئك وفي صدورهم، هو ذاتُه الذي يكون الآن بين أياديكم وفي صدوركم، وكذلك هو ذاته الذي سيكون بين أيدي الأجيال المتلاحقة وفي صدورهم، فـ[ذلك الكتاب] يبقى هو، هو: [لا ريب فيه]: لا شائبة، ولا أخطاء، ولا نقص [فيه] مهما أتى عليه الزمن، وتعاقبت عليه الأجيال، وهو [الكتاب] الذي يبقى [هدًى للمتقين] صالحًا كي تستمدَّ منه الأجيالُ البشرية صلاحَ أمرهم، فـ[لا ريب] يُقرِّب هذا الـ[هدى] الذي [فيه]، والذي يكون على [هدًى]، يكون على رشد وبيان في أمره.



التقوى

ها هي الدعوةُ المُفعَمة بنور التشويق لقراءة هذا الكتاب، الذي يتسم بالصفاء، وأنه لا تشوبه شائبة، ويلبث [هدًى للمتقين].

عليك أن تكون على تقوى في حياتك؛ حتى تنالَ نصيبك من الهَدِي القرآني، وحتى ينثُر القرآن هَدْيَه على تقواك، فتُورِق بنور الهدى، وذلك يعني أن التقوى تلبث ناقصة دون هدى القرآن، وتكتمل التقوى بمنارة الهدى القرآني، حينها يمكنُك أن تُفعِّلَ طاقةَ التقوى في سلوكك اليومي، فتكون تقيًّا مع نفسك، ثم مع عيالك، ثم مع أقربائك، ثم مع سواد الناس.

الطَّيِّبُ هنا يتناغم ويتفاعل ويزدهر طِيبًا في حضرة الطيب، مثل أن الخبيث يتناغم ويتفاعل ويزدهر خبثًا في حضرة الخبيث.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار: "حدثني عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقًا ذا شوك؟

قال: نعم.

قال: فما عمِلت فيه؟

قال: حذرتُ وشمَّرت.

قال كعب: ذلك التقوى".

في تعريف المتقي يقول شهر بن حوشب: "المتقي: الذي يترك ما لا بأس به، حذرًا لما به بأس".



ويرى عمر بن عبدالعزيز: "التقوى: ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فما رزق الله بعد ذلك فهو خير إلى خير"، ويعرِّفها ابن عمر بقوله: "التقوى ألَّا ترى نفسك خيرًا من أحد".

والتقوى في مفهوم الواقدي: "أن تُزيِّنَ سرَّك للحق، كما زينتَ ظاهرَك للخلق".



تبين الآيةُ حاجةَ هذه التقوى إلى قبسات من أنوار القرآن؛ كي تينَعَ وتُفصحَ عن ذاتها، إن ذلك يخبرك بأن التقوى ليس بوسعها أن تكونَ في غنًى عن الهدي القرآني.

ولعل ذلك يضعك أمام سؤال: فإن كان هذا القرآن هدًى للمتقين، أفلا يكون لغيرهم أيضًا، وقد جاء النبي رحمة للعالمين، سواء أكانوا متقين، أم غير متقين؟ ثم إن الذي لا يكون متقيًا هو أكثرُ حاجة إلى هدى القرآن من المتقي؛ كي يهتديَ به.



الهدايـة

القرآن مفتوح للناس جميعًا، ولا تنغلق صفحاتُه أمام أحدٍ كائنًا مَن كان، بالغًا ما بلغت ذنوبه، وفيه مقوماتُ هدايةِ أكثرِ الناس ذنوبًا، حتى لو كانت ذنوبُه كزَبَدِ البحر بما في ذلك الشرك بالله؛ بل حتى فرعون الذي كان يدَّعي الألوهية، أرسل الله إليه رسولَيْه: موسى وهارون، فقال لهما: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]، فكان بإمكانه أن [يتذكر أو يخشى]؛ بيد أنه هو الذي رفض أن [يتذكر أو يخشى] مستكبرًا على التذكرة والخَشْيَة.



فإذًا هو [هدًى للمتقين] الذين يبتغون تفعيلَ تقواهم، فهو رشيدُهم إلى التقوى، و[ذِكْرُهم] لعله من باب التكريم لهم؛ فقد نزل القرآنُ تكريمًا لهؤلاء الذين رأوا حاجتَهم إلى الهداية؛ أي: حاجتهم إلى كتاب تصحيحيٍّ بعد ما وقع التحريفُ للتوراة والإنجيل، فهؤلاء باتوا في شيء من التِّيه، ورأوا حاجتهم الماسَّةَ إلى كتاب يبيِّن الحق، فمَنَّ الله عليهم وعلى العالم كله بأن أنزل كتابًا لم يكتفِ ببيان التحريف فقط؛ بل أتى بمنهج جديد للحياة البشرية؛ حيث جاء فيه ما لم يَرِدْ فيما سبقه مما أنزل الله؛ بل غدا مكمِّلًا للمعتقد الديني برُمَّته، فهو [هدًى للمتقين] الذين يجدون فيه مبتغاهم، وكذلك هو مفتوح للناس جميعًا، ليصبحوا متقين من خلال تعاليمه وشرعه، ثم يصبح القرآن [هدًى] لهم أيضًا؛ كونهم أصبحوا متقين بالفعل بعد أن تدارسوا القرآن.


فالتقوى هي استعداد نفسي وتهيئة نحو التغيير، والهدى بمثابة المطر الذي يُمطِر على هذه البذور كي تينع وتُزْهر؛ ولذلك وصف الله القرآن بأنه [هدًى]، فكلُّ مَن يتهيأ لتلقِّيه، يكون القرآن قد نزل له.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]