|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() توبة ملك من ملوك البصرة و جارية و روي عن مالك بن دينار رحمه الله . أنه كان يوماً ماشياً في أزقة البصرة . فإذا هو بجارية من جواري الملوك راكبة و معها الخدم ، فلما رآها مالك ، نادى : أيتها الجارية ![]() قالت : كيف قلت يا شيخ ؟ قال : أيبعيك مولاك ؟ قالت : و لو باعني كان مثلك يشتريني ؟ قال : نعم ، و خيراً منك . فضحكت و أمرت أن يحمل إلى دارها ، فحمل ، فدخلت إلى مولاها فأخبرته فضحك و أمر أن يدخل إليه . فدخل ، فألقيت له الهيبة في قلب السيد فقال : ما حاجتك ؟ قال : يعني جاريتك قال : أو تطيق أداء ثمنها ؟ قال : فثمنها عندي نوتان مسوستان . فضحكوا ، و قالوا : كيف كان ثمنها عندك هذا ؟ قال : لكثرة عيوبها . قالوا : و ما عيوبها ؟ قال : إن لم تتعطر زفرت ، و إن لم تستك بخرت ، و إن لم تمتشط و تدهن قملت و شعثت ، و إن تعمر عن قليل هرمت ، ذات حيض و بول و أقذار جمة ، و لعلها لا تودك إلا لنفسها ، و لا تحبك إلا لشغفها بك ، لا تفي بعهدك ، و لا تصدق في ودك ، و لا يخلف عليها أحد من بعدك إلا رأته مثلك ، و أنا آخذ بدون ما سألت في جاريتك من الثمن جارية خلقت من سلالة الكافور ، لو مزج بريقها أجاج لطاب ، و لو دعي بكلامها ميت لأجاب و لو بدا معصمها للشمس لأظلمت دونه ، و لو بدا في الليل لسطع نوره و لو واجهت الآفاق بحليها و حللها لتزخرفت ، نشأت بين رياض المسك و الزعفران ، و قصرت في أكنان النعيم ، و غذيت بماء التسنيم ، فلا تحلف عهدها ، و لا يثبدل ودها ، فأيهما أحق برفعة الثمن ؟ قال : التي وصفت . قال : فإنها الموجودة الثمن القريبة المخطب . قال : فما ثمنها رحمك الله ؟ قال : اليسير المبذول ، أن تفرغ ساعة في ليلك فتصلي ركعتين تخلصهما لربك و أن يوضع طعامك فتذكر جائعك فتؤثر الله على شهوتك ، و أن ترفع عن الطريق حجراً أو قذراً ، و أن تقطع أيامك بالبلغة و ترفع همتك عن دار الغفلة ، فتعيش في الدنيا بعز القنوع و تأتي غداً إلى موقف الكرامة آمناً ، و تنزل غداً في الجنة مخلداً . فقال الرجل : يا جارية ![]() قالت : نعم . قال : أفصدق أم كذب ؟ قالت : بل صدق و بر و نصح . قال : فأنت إذاً حرة لوجه الله ، و ضيعة كذا و كذا صدقة عليك ، و أنتم أيها الخدام ، أحرار و ضيعة كذا و كذا لكم ، و هذه الدار بما فيها صدقة مع جميع مالي في سبيل الله . ثم مد يده إلى ستر خشن كان على بعض أبوابه فاجتذبه ، و خلع جميع ما كان عليه و استتر به . قالت الجارية : لا عيش لي بعدك يا مولاي ![]() فودعهما مالك و دعا لهما ، و أخذ طريقاً و أخذا غيره . فتعبدا جميعاً حتى جاء الموت فنقلهما على حال العبادة ـ رحمة الله عليهما . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |