الربا في العصر الحاضر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311594 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2042125 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132835 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2020, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي الربا في العصر الحاضر

الربا في العصر الحاضر
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر









إذا عرفتَ أخي المسلم - ممَّا سبَق - صفةَ ربا الجاهليَّة وحقيقته وصوره، والحال التي شاعَ فيها الربا بينهم، والعوامل التي كانت من أسباب شُيوعه، وما آلَتْ إليه حالة المجتمع العربي حين فشا فيه الربا اليهوديُّ وصار وصفًا غالبًا لمعاملاته... إلى غير ذلك ممَّا سبقت الإشارة إليه - فاعلَمْ أنَّك اليومَ في زمانٍ وأرضٍ فيهما الربا فاشٍ؛ حيث تجرَّأ الكثيرون من الناس على الربا، فتبايَعُوا به وأخَذُوه وأكَلُوه، فكان كما رُوِي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "يأتي على الناس زمانٌ يستحلُّون الربا بالبيع"؛ يعني: باسمه وصُورته وتحت سِتاره، وكما هو الشائع في هذا الزمان، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، وحسبُنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العزيز الحكيم، فقد صار شأن هؤلاء شأنَ اليهود الذين يستحلُّون محارِمَ الله بأدنى الحِيَل.








ومن الناس مَن وقَع في الربا الصريح وجاهَر به، وصار يدعو إليه ويُغرِي به، ويُهيِّئ للناس فيه فُرَصه ومُناسَباته، ونشَأت للربا في هذا الزمن جهاتٌ ومؤسَّسات وشخصيَّات تتولَّى تنظيمَه وتنفيذه، وتوسيعه وتثبيته، وحمايته والدِّفاع عنه بشتَّى الوسائل وأنواع الحِيَل، وتُحاوِل أنْ تقنع الناس بالرضا به والتسليم له، باعتباره - حسب زَعْمِهم - حاجةً مُلِحَّة، وضرورةً معاصرةً؛ فلا غنى عنه، ولا محيد منه، ولا بديل له، إلى غير ذلك ممَّا يُدَندِنون به ويُورِدونه؛ من مختلف الأكاذيب، وأنواع الشُّبهات، وشتَّى الحِيَل.








ولم يعدم الطرفان مَن يُفتِيهم بحلِّ بعض صوره، وصادَف ذلك ضعف الوازع القُرآني في النُّفوس، مع ضعْف الوازع السُّلطاني في المجتمعات الإسلاميَّة.








وساعَد عليه أنَّ الأنظمة الاستعماريَّة الكافرة، والتي تُهَيمِن على جِهات القَرار في العالَم عامَّة، وفي كثيرٍ من أوطان المسلمين خاصَّة، قام اقتصاد تلك الأنظِمة على الربا، وصارت النُّظم الاقتصاديَّة العالميَّة تعتَمِد الربا في جُملة معاملاتها التجاريَّة، ومشاريعها الاستثماريَّة والإنمائيَّة في مجتمعاتها، ومساعداتها الاقتصاديَّة للدول النامية، وبذلك صارَ الربا من أُسُس نظام الاقتصاد المعاصِر، وهدفًا أساسًا من أهداف كثيرٍ من مُؤسَّساته، وبندًا لا بُدَّ منه في جملة عُقوده.








ونتيجةً لذلك عَمَّ الربا، وظهَر شرُّه، وعظُم خطَرُه، حتى صار حال غالب الناس اليوم طبق ما وصَف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يُروَى عنه أنَّه قال: "يأتي على الناس زمانٌ لا يَبقَى أحدٌ إلاَّ أكَل الربا، فمَن لم يَأكُل أصابَه من بُخارِه"[1]، قال ابن عيسى - وهو شيخ أبي داود راوي الحديث -: "أصابَه من غُبارِه".








وإذا كثُر المساس، قلَّ الإحساس؛ ففي "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يُبالي المرء بما أخَذ المال؛ أمن الحلال أم من الحرام؟"[2]، وزاد رَزِين: "فإذْ ذاك لا تُجاب لهم دَعوة".








والمعنى: لا يَسأل أحدهم عن الوجْه الذي أصابَ منه المال: هل هو حلالٌ أم حرامٌ؟ لأنَّه يَطلُب المال بأيِّ وجهٍ تيسَّر له أخذُه به، فلا يُبالِي بحُكم الله فيه، ولا بخطَر عُقوبة مخالفته عاجلاً أو آجلاً! وأنَّهم عند ذلك يَدعُون فلا يُستجاب لهم، وقد تَنزِل بهم المصائب وتَظهَر فيهم الفتن، فيسألون الله صَرفَها والعافيةَ منها، فلا يُستَجاب لهم بسبب أكْلهم الحرام؛ كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "ذكَر الرجل يُطِيل السَّفر، أشعث أغبَر، يمدُّ يدَيْه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعَمُه حرام، ومشرَبُه حرام، وملبَسُه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستَجاب لذلك؟!"[3].








فإذا عرفتَ زمانك، فخُذْ حذرك مُعتَمِدًا على الله ومُتوكِّلاً عليه، مستعينًا به في التِماس أسباب النجاة:



فَإِنْ تَنْجُ مِنْهُ تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ♦♦♦ وَإِلاَّ فَإِنِّي لاَ إِخَالُكَ نَاجِيَا







ومن تلك الأسباب:



ألاَّ تُوقِّع على عقد من عقوده؛ من قرض، أو ادِّخار، أو استقراض، أو نحوها من العُقود الربويَّة.



ألاَّ تُعِين أهلَه بكتابة أو شَهادة أو إيداع أو غير ذلك من وُجوه الإعانة.



ألاَّ تترك رصيدًا في حِسابك لديهم وأنت تستطيع الانتفاعَ به فيما أحلَّ الله من وُجوه الاستثمار والتنمية لمالك.



ألاَّ تودع لديهم إلا لحاجةٍ لا بُدَّ منها من حفْظ المال أو لتحويله أو نحو ذلك، لعلَّه يُسلِّمك من الربا بحوله وقوَّته.








فإنَّك إذا كنت صادقًا في ذلك - يعلم الله ذلك من قلبك - يسَّر الله لك أمرك، وشرَح لك صدرك، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، وقال تعالى: ﴿ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78]، فلم يحرِّم الله سبحانه شيئًا وبه نَفْعٌ للمسلمين، أو بهم ضرورة إليه، ولم يحلَّ شيئًا إلا لما فيه من الخير واليُسر وعظيم النفع، وقد: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]







[1] أخرجه أبو داود برقم (3331)، والنسائي برقم (4467)، وابن ماجه برقم (2278)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.




[2] أخرجه البخاري برقم (2083)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.




[3] أخرجه مسلم برقم (1014) - 65، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]