أنواع النفوس عند شيخ الإسلام ابن تيمية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 609 - عددالزوار : 114263 )           »          كيف نحمي أطفالنا من الآثار الضارة للألعاب الإلكترونية (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          أغض للبصر وأحصن للفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مواعظ نبوية بشأن الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عدسة الانتقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من معالم النصرة الواجبة بين المسلمين: استثمار العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          عبادة إيناس الوحشان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل بعض الآثار الخارقة موجودة قبل آدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التطرف والغلو في ميزان الشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل محمد عليه الصلاة والسلام لا يورَث دون غيره من الأنبياء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2020, 02:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,846
الدولة : Egypt
افتراضي أنواع النفوس عند شيخ الإسلام ابن تيمية

أنواع النفوس عند شيخ الإسلام ابن تيمية
أ. د. مصطفى حلمي








أنواع النفوس عند الإمام ابن تيمية، هي ثلاثة: اللوامة، والأمارة بالسوء، والمطمئنة.

الأولى هي التي تذنب وتتوب وتلوم صاحبها على الذنوب، وتلومها يعني ترددها بين الخير والشر.

والثانية يغلب عليها اتباع الهوى بسبب الذنوب.

والثالثة صار لها حب الخيرات والحسنات مع بغض الشر والسيئات، خلقًا وعادة وملكة من دوام فعلها للقسم الأول وتركها للثاني[1].

أما تعريف النفوس عند المتفلسفة الأطباء وكونها ثلاثة: نباتية محلها الكبد، وحيوانية محلها القلب، وناطقية محلها الدماغ، فإن ابن تيمية يوافق على هذا التعريف إن كان مرادهم "أنها ثلاث قوى تتعلق بهذه الأعضاء"، ويستبعد كونها ثلاثة أعيان قائمة بانفسها لأنه خطأ" [2].

النفس إذن هي "الروح المدبرة لبدن الإنسان"[3]، ولا تختص بشيء محدد من جسد الإنسان تسكن فيه، وإنما هي تسري في الجسد كما تسري الحياة فيه كله "فإن الحياة مشروطة بالروح فإذا كانت الروح في الجسد كان فيه حياة وإذا فارقته الروح فارقته الحياة"[4].

وعن خلق الإنسان ومعاده، فإن دليل ابن تيمية في إثبات أدوار الخلق من النطفة ذات الأمشاج والأخلاط، حتى يتم خلقه وإخراجه إنسانًا سويًا سميعًا بصيرًا، هذا الدليل يستخرجه من سورة الإنسان، حيث تضمنت خلقه وهدايته "ومبدأه وتوسطه ونهايته، وتضمنت المبدأ والمعاد، والخلق والأمر: وهما القدر والشرع، وتضمنت إثبات السبب وكون العبد فاعلًا مريدًا حقيقة، وأن فاعليته ومشيئته إنما هي بمشيئة الله"[5].

ويتضح لنا من هذه العبارة إثباته للإرادة الإنسانية، فالإنسان بالطبع مريد فعال[6] وهو مسئول عن أفعاله. وهذا يفسر لنا السبب في تفضيل ابن تيمية للمعتزلة عن الجبرية، لأن الفرقة الأولى تعظم الأمر والنهي والوعد والوعيد[7].

ونعود إلى تفسيره لسورة الإنسان: إنه يستخرج منها - وبالتطابق مع غيرها من الآيات القرآنية - البرهان على أن المعاد بالأبدان "وقد صرح سبحانه بأنه خلق جديد في موضعين من كتابه. وهذا الخلق الجديد هو (المثل)"[8].

ونراه متأثرًا بالغزالي - الذي تحدث عن المهلكات في مجال الأخلاق - فيذكر حب الرئاسة معتبرًا إياها شهوة خفية[9]، ويرى أن الكبر والحسد هما الداءان اللذان "أهلكا الاولين والآخرين، وهما أعظم الذنوب التي بها عصى الله أولًا. فإن إبليس استكبر وحسد آدم[10].

كما ينبذ ما عند الفلاسفة من علوم الأخلاق والسياسة المدنية والمنزلية، فهي ليست إلا جزءا مما جاءت به الرسل[11]. إن الأخلاق عند الفلاسفة لا توجب السعادة، لأن السعادة الحقة مرتبطة بالنجاة من العذاب أي أنها تتعلق بأصلين لابد منهما وهما: الإيمان بالرسل "وليس لأرسطو وذويه كلام معروف"[12] وكذلك الإيمان باليوم الآخر "وأحسنهم حالًا من يقر بمعاد الأرواح دون الأجساد"[13].

وتتسع نظرته لتحقيق الأخلاق الفاضلة بالنسبة للفرد والجماعة عن طريق تحقيق المنهج الديني، أي بواسطة المحافظة على الصلوات "بالقلب والبدن، والإحسان إلى الناس بالنفع والمال، الذي هو الزكاة، والصبر على أذى الخلق"[14]. وإذا كان الانصراف إلى إصلاح أمور الاقتصاد في الجماعة أمر هام فإن الأهم منه هو اتباع المنهج الديني "ومتى اهتمت الولاة بإصلاح دين الناس صلح الدين للطائفتين والدنيا، وإلا اضطربت الأمور عليهم جميعًا"[15].

[1] فتاوى ج 9 ص 294.

[2] مجموع فتاوى ج 9 ص 294.

[3] نفس المصدر ص 301.

[4] نفس المصدر ص 302.

[5] جامع الرسانل ص 70.

[6] تفسير سورة النور ص 81.

[7] منهاج السنة ج 1 ص 268.

[8] جامع الرسائل ص 77.

[9] نفس المصدر ص 232.

[10] نفس المصدر ص 233.

[11] الجواب الصحيح ج 3 ص 205.

[12] نقض المنطق ص 177.

[13] نفس المصدر ص 178.

[14] جامع الرسائل ص 83.

[15] نفس المصدر ص 82.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]