محمد رسول الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136749 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5546 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8183 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-08-2020, 03:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي محمد رسول الله

محمد رسول الله


أحمد عماري





الوقفة الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.

حديثنا اليوم عن سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقدوة المؤمنين، عن سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ نتدارس جوانب من سيرته، نتعرف على صفاته وأخلاقه ومواقفه.

فحياته عليه الصلاة والسلام تقدم لنا نموذجا ساميا لما ينبغي أن يكون عليه المسلم الذي رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه نبيا ورسولا؛ في بيته، في حقله، في سوقه، في متجره، في معمله، في مؤسسته... مع أسرته، مع أبنائه، مع أهله وأقاربه، مع جيرانه، مع أصدقائه، مع أعدائه... لما ينبغي أن يكون عليه الزوج، والأب، والقائد، والزعيم، والرئيس، والمدير، والعامل، ورب العمل... لما ينبغي أن يكون عليه المسلم في أمور دينه، وفي أمور دنياه. فهو الأسوة والقدوة في كل الأمور، ونعم القدوة ونعم الأسوة صلى الله عليه وسلم. ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

اسمه الشريف:
أما اسمه الشريف، فمحمد صلى الله عليه وسلم، اسم على مسمّى، علم على رمز، ووصف على إمام، جمَع المحامد، وحاز المكارم، واستولى على القيم، وتفرّد بالمثل، وتميّز بالريادة، محمود عند الله لأنه رسوله المعصوم، ونبيّه الخاتم، وعبده الصالح، وصَفوته مِن خلقه، وخليله من أهل الأرض. ومحمود عند الناس لأنه قريب من القلوب، حبيب إلى النفوس، رحمة مهداة، ونعمة مُسداة، مبارك أينما كان، محفوف بالعناية أينما وُجد، محاط بالتقدير أينما حلّ وارتحل، حُمِدَت طبائعه لأنها هُذّبت بالوحي، وشَرُفت طِباعه لأنها صُقِلت بالنبوة.
وشقّ له من اسمه ليجلّه
فذو العرش محمود وهذا محمّد

واسمه أحمد، والعاقب والحاشر والماحي.

ففي الصحيحين عن مُحَمَّد بْن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ ». "على قدمي" أي على أثري. وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيُّ.

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَمِّى لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ: « أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّي وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ ». والمقفي: بمعنى العاقب الذي جاء عقب الأنبياء وفي قفاهم.

كنيته أبو القاسم، وهي كنية خاصة به، لا يشاركه فيها أحد. ففي صحيح البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: دَعَا رَجُلٌ بِالبَقِيعِ يَا أَبَا القَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ أَعْنِكَ قَالَ: «سَمُّوا بِاسْمِي، وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي».

وفي الصحيحين عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمُّوا بِاسْمِي وَلاَ تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ».

هو خاتم الرسل، وخِيرة الأنبياء، وخطيبهم إذا وفدوا، وإمامهم إذا وردوا، هو صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، أشرف من ذُكر في الفؤاد، وصفوة الحواضر والبوادي، وأجلّ مصلح وهاد. جليل القدر، مشروح الصدر، مرفوع الذكر، رشيد الأمر، القائم بالشكر، المحفوظ بالنصر، البريء من الوزر، المبارك في كل عصر، المعروف في كل مصر. بشّرت به الرسل، وأخبرت به الكتب، وحَفَلت باسمه التواريخ، وتشرّفت به النوادي، وتضوعت بذكره المجامع، وصدحت بذكراه المنائر، ولجلجت بحديثه المنابر.

عُصِم من الضلالة والغواية، وحفظ من الهوى، فكلامه شريعة، ولفظه دين، وسنته وحي؛ قال سبحانه: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 2 - 4].

سجاياه طاهرة، وطبيعته فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة ﴿ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ [النمل: 79].

فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، ما نجمٌ بدا، وطائر شدا، ونسيم غدا، ومسافر حدا.

نسبه:

وأما نسبه، فالرسول صلى الله عليه وسلم خيار من خيار، إلى نسبه يعود كل فخار، وهو من نكاح لا من سفاح، آباؤه سادات الناس، وأجداده رؤوس القبائل، جمعوا المكارم كابرا عن كابر، فهو صلى الله عليه وسلم سيد من سيد يروي المكارم أبا عن جد.

ففي صحيح مسلم عن وَاثِلَةَ بْن الأَسْقَعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ».
نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى
نورا ومن فلق الصباح عمودا


أبوه عبد الله بن عبد المطلب. وأمه آمنة بنت وهب. وجده عبد المطلب. وعمه أبو طالب. وتُعْرَف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده الثاني هاشم بن عبد مناف.

موطنه:
وأما موطنه عليه الصلاة والسلام، فقد اختار الله له من بقاع العالم ومن بين أصقاعها أحبّ البلاد إليه سبحانه، البلدُ الحرام، والتربة الطاهرة، والأرض المقدسة، والوطن المحاط بالعناية، المحروس بالرعاية. فولد صلى الله عليه وسلم في مكة حيث صلى الأنبياء، وتهجّد المرسلون، وهبط الوحي، وطلع النور، وأشرقت الرسالة، وسطعت النبوة، وانبلج فجر البعثة، وحيث البيت العتيق، والعهد الوثيق، والحُبّ العميق، فمكة مسقط رأس المعصوم، وفيها مَهْد طفولته، وملاعب صباه، ومعاهد شبابه، ومَراتع فتوّته، ورياض أنسه.

فيها رضع لبن الطهر، ورشف ماء النبل، وحسا ينبوع الفضيلة، وفيها درج، وفيها دخل وخرج، وطلع وولج، فهي وطنه الأول، بأبي هو وأمي، وهي بلدته العزيزة إلى فؤاده، الحبيبة إلى قلبه.

هناك في مكة المكرمة صنع ملحمته الكبرى، وبثّ دعوته العظمى، وأرسل للعالمين خطابه الصادق، وبعث لأهل الأرض رسالته المشرقة الساطعة، حتى إنه لما أخرج من مكة ودّعها وداع الأوفياء، وفارقها وما كاد يتحمّل هذا الفراق: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1، 2].

الرسول قبل بعثته:
طفولته:
أما طفولته، فإن الطهر قد وُلِد معه، والبِشرَ صاحبه، والتوفيق رافقه، فهو طفل لكن لا كالأطفال، براءة في نجابة، وذكاء مع زكاء، وفطنة مع عناية، فعين الرعاية تلاحظه، ويد الحفظ تعاونه، وأغصان الولاية تظلله، فهو هالة النور بين الأطفال، حَفظه الله من الرعونة ومن كل خلق رديء ووصف مقيت ومذهب سيء، لأنه مِن ثغره مُرَشَّح لإصلاح العالم، مُهيأ لإسعاد البشرية، مُعدّ بعناية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فهو الرجل لكن النبي، والإنسان لكن الرسول، والعبد لكن المعصوم، والبشر لكن الموحى إليه.

ولد صلى الله عليه وسلم في شِعْب بني هاشم بمكة المكرمة، صبيحة يوم الإثنين. وقد اشتهر عند أهل السير أن ذلك كان في الثاني عشر من ربيع الأول -وقيل غير ذلك- من عام الفيل.

وقد كان عليه الصلاة والسلام يتذكر يَوْمَه الذي وُلد فيه، فكان يصومه شكرا لله عز وجل. ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الاِثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: « فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ ».

أول مَنْ أرضَعَتْهُ أمّه آمِنة، وبَعد أسبُوع أرضعته ثُوَيبة مولاة أبي لهب، ثم بعدها أرضعته حليمة بنت أبي ذُؤيب من بني سعد بن بَكر. المعروفة بحليمة السعدية. وقد مكث عندها أربع سنوات.

وفي السنة الرابعة في بني سَعد جاءه الطهر والنقاء، طهِّرَ قلبه وغسل، لأنه مُعدّ لاستيعاب الوحي وحفظه؛
ففي صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ. ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ. وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ - فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ. فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ. قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ.

شبابه:
وأما شبابه، فهو زينة الشباب، وجمال الفِتيان، عِفةً ومروءة وعقلا وأمانة وفصاحة. لم يكن يكذب كِذْبَة واحدة، ولم تُعْلم له عثرة واحدة ولا زلة واحدة ولا مَنقَصة واحدة، فهو طاهر الإزار مأمون الدخيلة، زاكي السر والعلن، وقور المقام، محترم الجانب، أريحيّ الأخلاق، عذب السجايا، صادق المنطق، عفّ الخصال، حَسن الخلال.

لم يستطع أعداؤه حِفظَ زلة عليه مع شدة عداوتهم وعظيم مكرهم وضراوة حقدهم، بل لم يَعثروا في مِلف خُلقه الكريم على ما يَعيب، بل وجدوا - والحمد لله - كلَّ ما غاظهم من نُبْل الهمة ونظافة السّجل، وطهر في السيرة، وجدوا الصدق والعفة والأمانة، فكانوا يلقبونه الصادق الأمين. بلغ الغاية في كل خلق شريف، وفي كل مذهب عفيف، فكان في عنفوان شبابه مستودَعَ الأمانات، ومَردّ الآراء، ومَرجعَ المحاكمات، ومَضرب المثل في البرّ والسموّ والرشد والفصاحة...

لم ينشغل في شبابه بسفاسف الأمور، بل بمعاليها وأشرافها؛ تارة في رعي الغنم، وتارة في حضور مجالس الخير، وتارة في عمل التجارة...

ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». (قراريط) جمع قيراط وهو جزء من النقد.

وأخرج البيهقي عن طلحة بن عبدالله بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لقد شَهدت في دار عبدالله بن جُدعان حلفا، ما أحِبّ أن لي به حمرَ النَّعَم، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت". قال القتيْبِي فيما بلغني عنه: وكان سببُ الحِلف أن قريشا كانت تتظالم بالحرَم، فقام عبد الله بن جُدعان والزبير بن عبد المطلب فدعَوْهم إلى التحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم. فأجابهما بنو هاشم وبعض القبائل من قريش.

وفي صحيح مسلم عن جَابِر بْن عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلاَنِ حِجَارَةً فَقَالَ: الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى عَاتِقِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: « إِزَارِي إِزَارِي ». فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ. طمحت: ارتفعت.

يقول ابن اسحاق رحمه الله في سيرته: وكانت خديجة ابنة خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه، وكانت قريش قوماً تجاراً، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في ما لها تاجراً إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة، حتى قدم الشام، ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلاً إلى مكة ومعه ميسرة.

في وصف الحبيب محمد:
لقد من الله تعالى على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بجمال الصورة، واستواء البدن، وصحة الجسد، ووضاءة الوجه، وقوة الفكر والعقل، ودقة الفهم، وبلاغة المنطق، وسلامة القلب.

وهذه بعض الروايات التي وردت في وصف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
في صحيح مسلم عن جَابِر بْن سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ. قَالَ - أي شعبة - قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ عَظِيمُ الْفَمِ. قَالَ قُلْتُ مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ؟ قَالَ طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ. قَالَ قُلْتُ مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. الأشكل: الذي في بياض عينيه شيء من الحمرة.

وفي رواية: ...كَانَ - وجهه - مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَكَانَ مُسْتَدِيرًا. وَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ.

وفي صحيح البخاري عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَصِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كَانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلاَ بِالقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ، وَلاَ آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ، وَلاَ سَبْطٍ رَجِلٍ، أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ» قَالَ رَبِيعَةُ: «فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ، فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ فَقِيلَ احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ» (أزهر اللون) أبيض مشرب بحمرة. (أمهق) خالص البياض. (آدم) شديد السمرة. (بجعد) متكسر الشعر. (قطط) شديد الجعودة. (سبط) مسترسل الشعر ضد الجعد. (رَجِل) منسرح الشعر.

وفي صحيح البخاري أيضا عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ» (مربوعا) معتدل الطول. (بعيد ما بين المنكبين) عريض أعلى الظهر.

وفي صحيح البخاري أيضا عن عَبْد اللَّهِ بْن كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ " (استنار) أضاء. (نعرف ذلك منه) أي نعرف السرور منه بما يظهر على وجهه من علائمه.

وصفته أُمّ مَعْبَدٍ - لما مر بها في طريق هجرته - فقَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، لَمْ تَعِبْهُ نُحْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صُقْلَةٌ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنِهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَجْلاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ المَنْطِقِ، فَصْلٌ لَا نَزْرٌ وَلا هَذَرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ لَا يَأْسَ مِنْ طُولٍ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إنْ قَالَ: أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا لأَمْرِهِ، مَحْشُودٌ مَحْفُودٌ، لَا عَابِسٌ وَلا مُفَنَّدٌ. والحديث أخرجه الحاكم والطبراني. وصححه الذهبي.

«أَبْلَج الْوَجْه» أي مشرق الْوَجْه مضيئه.
«لم تَعبه نحلة»، أَي: دقة من نحول الْجِسْم، ويروى: «ثجلة» بالثاء الْمُثَلَّثَة وَالْجِيم، وَهُوَ عظم الْبَطن.
«وَلم تزر بِهِ صقلة» أَي: دقة. والصقلة: الخاصرة. ويروى: لم تزر بِهِ صعلة بِالْعينِ وَهِي صغر الرَّأْس.
«وسيم قسيم»، فالوسيم: الْحسن الوضيء، يقَالَ: وسيم بَين الوسامة، والقسيم: الْحسن أَيْضا، والقسامة: الْحسن.
والدعج: السوَاد فِي الْعين وَغَيرهَا.
«وَفِي أَشْفَاره وَطف» أَي: أي في شعر أجفانه طول.
«وَفِي صَوته صَهل» أَي: حِدة وصلابة. وَفِي رِوَايَة: صَحِل، أَي: بحة.
«وَفِي عُنُقه سَطَعَ» أَي: ارتفاع وطول.
«وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ» أي كثافة.
«أَزجّ أقرن» فالزج فِي الْحَاجِب: تقوس فِيهَا مَعَ طول فِي أطرافها، وسبوغ فِيهَا. والقَرَن: التقاء الحاجبين.
«إِن تكلم سما»، تُرِيدُ علا بِرَأْسِهِ، وارتفع من جُلَسَائِهِ.
«فصل»، أَي: بَيِّن.
«لَا نزر وَلَا هذر» وسط لَيْسَ بِقَلِيل وَلَا كثير.
«لَا يَأْس من طول»، مَعْنَاهُ: أَن قامته لا يُؤيَّسُ من طولهَا.
«وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر»، أَي: لَا تحتقره وَلَا تزدريه فيتجاوز مِنْهُ إِلَى غَيره.
«محشود مَحْفُودٌ»، مَعْنَاهُ: أَن أَصْحَابه يَجْتَمعُونَ عَلَيْهِ، ويخدمونهم، ويسرعون فِي طَاعَته.
«لَا عَابس»، مَعْنَاهُ: غير عَابس الْوَجْه.
«وَلَا مُفند» وَهُوَ الَّذِي لَا فَائِدَة فِي كَلَامه لخرف أَصَابَهُ.

وأما رائحته فأطيب من رائحة العطر والمسك.

ففي صحيح مسلم عَنْ ثَابِتٍ قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: مَا شَممْتُ عَنْبَرًا قَطُّ وَلاَ مِسْكًا وَلاَ شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلاَ حَرِيرًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وفي صحيح مسلم أيضا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: « يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؛ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ ؟». قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ.

الوقفة الثانية:
الرسول نعمة مهداة:
مازال حديثنا عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم متواصلا؛ وكيف لا نتحدث عليه وهو أعظم نعمة أنعم الله تعالى به على هذه الأمة الميمونة.

يقول ربنا سبحانه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

فلولا هذه النعمة العظيمة لبقي هذا الإنسان ضالا تائها لا يعرف إلى الهداية سبيلا، كما هو حال من لم يستجب لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فهو ضال تائه في دروب الحياة الشائكة وإن كان يزعم أنه متحضّر ومتقدم في شتى مجالات الحياة.

فهلْ مِن نعمة أعظم من نعمة الهداية؟ من نعمة الإيمان؟ من نعمة الإسلام؟..
رسالته عليه الصلاة والسلام نعمة لا تقدر بثمن، رسالة رحمة ومحبة وسعادة ونجاة وفلاح. رسالة لا يلفها الظلام، ولا يحجبها الغمام، رسالة عبرت البحار، واجتازت القفار، ونزلت على العالم نزول الغيث النافع، وأشرقت إشراق الشمس الساطعة المضيئة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ». أخرجه أحمد والحاكم عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ.

فمَن قبل رسالته وأخذ بها أفلح ونجح، ومن ردّها وأعرض عنها خاب وخسر.

روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ - أي أرض مستوية ملساء - لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ».
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 144.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 142.28 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.20%)]