إليك يدي فلا تقطعها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شكر النعم سبيل الأمن والاجتماع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نملة قرصت نبيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المسلم الإيجابي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضحك والبكاء في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من مفاسد التصوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ضيافة الصديق سعة بعد ضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طلب العلم وتعليمه فضائل وغنائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أقنعة الزيف.. حين يصبح الخداع طبعا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-06-2020, 12:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,273
الدولة : Egypt
افتراضي إليك يدي فلا تقطعها

إليك يدي فلا تقطعها


محمد فراج السعدني



"إليْك يدي فلا تقطعها"، بهذه الكلمات أدْنو منك أيها القارئ؛ لأبوح لك بهذا السِّرِّ لك وحدك، ولكن أرْجوك لا تُبِح بهذا السِّرِّ لأحد على الأقل الآن.

إليْك السرَّ: "أنا سارق".

نعم، ولكن لا تتعجَّل في الحكم عليَّ؛ فها أنا أقِف بكامِل إرادتي أَمامَك - أيُّها القارئُ - لتحكُم عليَّ كما يتراءَى لك، ولكني أستميحُك في المرافعة عن نفْسي؛ فهذا حقِّى.

نعم سيِّدي القارئ، لقد سرَقت.

نعم، تسلَّلت يدي حتَّى لا يشعُر بها أحدٌ، وأخذتْ تقترب في بطْءٍ إلى الدَّاخل، وتحسَّستْ طريقَها في هذا الظَّلام، وما أن وجدت ضالَّتَها حتَّى أسرعتْ هاربة حتَّى لا يراها أحد!

لن أكذب، نعم شعرتُ وقتَها بنشوة غريبة، اعترَت جسدي قُشَعْريرة في نفْس الوقت، بل إني لن أُبالغ حين أقول: إنَّني أردتُ وقتَها أن أصرُخ لأخبِرَ العالم أنَّني سرقتُ هذا الشيء، بل أردتُ أن يسرِقَه كلُّ العالم، نعَم فهذا الشيء لا بدَّ أن يُسرق!

أعلم سيِّدي القارئ أنَّك تتساءَل الآن عن الشَّيء الَّذي سرقتُه، وممَّن سرقتُه، وسأخبرك ما هو!

إنَّه "الأمل"، نعم الأمل، تسلَّلتْ يدي لتخطَفَه من هذا الظَّلام الذي يعمُّ العالَم، وهذا التسلُّط على الأفكار، وهذا الغرق في السياسة، وهذه الثَّقافة الهزْلية، كل هذا كان يدفعني إلى الجنون، فأنا كغيري من الشَّباب، أتيه في هذا العالَم المظلِم، أبحثُ عن العَيش، عن الزَّواج، عن الأولاد، عن ..... ..... .... ....إلخ.

ولكنِّي رأيتُ أني بهذه المطالب قد تَجاوزتُ حقِّي؛ لذا قرَّرتُ أن أُعاقِبَ نفْسي، بتدْميرها بالمخدِّرات، ربَّما في بعض الأحيان كانت تُراودني فكرة الانتحار، لكنِّي لَم أملِك القُدْرَة على فعْلِها، وفي النِّهاية: تذكَّرتُ أني لم أُوجَد في هذه الدُّنيا لأعذَّب، ولكنِّي أنا مَن تركتُ التَّمسُّك بالله حيث الأمل الذي لا ينقطع.

تنفَّست نفسًا عميقًا ومددت يدي وهي ترتجِف، إلى هذا الظَّلام الذي يَملؤني باحثًا عنْه، عن الأمل، فما أن وجدتُه حتَّى أخذتُه وفررتُ بعيدًا عن الظَّلام.

سيدي القارئ، إنَّني أعترف بهذه السَّرقة، ولكنِّي أيضًا أُقسم أني لَن أردَّها إلى هذا الظَّلام أبدًا، مهْما حكمتَ به على فلن أُبالى.

"فهاكَ يدي؛ لكن لا تقْطعها".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.81 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]