|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تخفيف الصلاة وتأخير الظهر رفقا بالنفس د. حسن محمد عبه جي الرفق في مجال العبادات (2) تأخير الظهر رِفقاً بالنَّفْس من شدة الحر: أحبُّ الأعمال إلى الله تعالى أن تقام الصلاة لوقتها المستحبّ - أول الوقت - لكن إذا لحق بالمصلّين تعب أو أذى استُحِبَّ لهم تأخيرها ما دامت في الوقت، رفقاً ورحمة بهم: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أذَّن مؤذِّنُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الظهرَ فقال: (( أَبْرِدْ، أَبْرِدْ )) أو قال: (( انتظر انتظر ))، وقال: ((شِدَّةُ الحرِّ من فَيْحِ جهنَّم، فإذا اشتدَّ الحرُّ فأَبْرِدوا عن الصلاة)) قال أبو ذرّ: حتى رأينا فَيْءَ التُّلُول. رواه البخاري ومسلم [1]. قال ابن حجر في معنى (( فأبردوا )): (( أي: أخّروا إلى أن يبرد الوقت )) [2]. تخفيف الصلاة رفقاً بالمأمومين: عن أبي مسعودٍ الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأَتأَخَّرُ عن صلاة الصُّبح من أجل فلان ممَّا يُطِيلُ بنا. فما رأيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم غضِبَ في موعظةٍ قطُّ أشدَّ ممَّا غَضِبَ يومئذ، فقال: (( يا أيُّها النَّاسُ إنَّ منكم مُنَفِّرين، فأيُّكم أمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ، فإنَّ من ورائِه الكبيرَ والضَّعيفَ وذا الحاجةِ )) رواه البخاري ومسلم [3]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صلَّى أحدُكم للنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فإنَّ منهم الضَّعيفَ والسَّقيمَ والكبيرَ، وإذا صلَّى أحدُكم لنفسه فَلْيُطَوِّلْ ما شاء )) رواه البخاري ومسلم [4].وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: آخِرُ ما عَهِدَ إليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا أمَمْتَ قوماً فأخِفَّ بِهِمُ الصَّلاةَ )) رواه مسلم [5]. وفي هذه الأحاديث دليل على الرِّفق في أداء الصلاة مراعاة لأحوال المأمومين، وأن لا يطوِّل الإمام بهم تطويلاً يَشِقُّ عليهم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنِّي لأَدْخُلُ في الصَّلاةِ وأنا أُرِيدُ إطالتَها، فأسمعُ بكاءَ الصَّـبي، فَأَتجَوَّزُ في صلاتي مِمَّا أعلَمُ من شدَّةِ وَجْدِ أمِّه من بُكائِه)) رواه البخاري ومسلم [6]. قال النووي: (( فيه دليل على الرِّفق بالمأمومين وسائر الأتباع، ومراعاة مصلحتهم، وأن لا يدخل عليهم ما يَشِقُّ عليهم وإن كان يسيراً من غير ضرورة )) [7]. وقال ابن حجر: (( وفيه شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، ومراعاة أحوال الكبير منهم والصغير )) [8]. [1] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر (535)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر 1: 431 حديث 184 (616)، وروي نحوه عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأحاديثهم في الصحيحين. [2] (( فتح الباري )) 2: 21. [3] البخاري: كتاب الأحكام - باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان (7159)، ومسلم: كتاب الصلاة - باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 1: 340 حديث 182 (466). [4] البخاري: كتاب الأذان - باب إذا صلَّى لنفسه فليطوّل ما شاء (703)، ومسلم: كتاب الصلاة - باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 1: 341 حديث 183 (467). [5] مسلم: كتاب الصلاة - باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 1: 342 حديث 187 (468). [6] البخاري: كتاب الأذان - باب من أخفَّ الصلاة عند بكاء الصبي (709)، ومسلم: كتاب الصلاة - باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام 1: 343 حديث 192 (470)، وأخرج البخاري أيضاً (707) عن أبي قتادة نحوه. [7] (( شرح صحيح مسلم )) 4: 187. [8] (( فتح الباري )) 2: 237.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |