بين الولاء والبراء، المنافقين، العتاب، المحن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أذكار المساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حرب غزة ومشكلة الشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مالك الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العفو عند المقدرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 594 - عددالزوار : 135084 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4925 - عددالزوار : 2000046 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4497 - عددالزوار : 1283714 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1053 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5558 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2020, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة : Egypt
افتراضي بين الولاء والبراء، المنافقين، العتاب، المحن

بين الولاء والبراء، المنافقين، العتاب، المحن
فريال بنت عبد الرحمن



الولاء والبراء:
عقيدة لطالما كثر الحديث عنها في زماننا اليوم، فمن حاث على الالتزام بها والعلم بها، إلى ناقض لها بالقول والفعل، وآمر للمسلمين بالتخلي عنها فإنها لم تعد نافعة في زماننا اليوم.
إن الالتزام بعقيدة الولاء والبراء في فكر بعض المخذّلين للأمة نوع من العودة للوراء، ونوع من زرع الفرقة في المجتمع المفتوح على بعضه في زمن النت والتقارب الديني والعقدي الذي تسعى كثير من الجماعات لغرسه بقوة في عقول أبناء الأمة.
فما عقيدة الولاء؟ وما مكانة هذا الأصل في الإسلام؟
وما البراء وممن يكون؟ وهل يعني ظلم من نتبرأ منهم؟
وما حكم موالاة الكفار؟
"الولاء والبراء" أصل عظيم من أصول هذا الدين، ويتعلق بشرط مهم من شروط كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، وهو تحقيق محبتها ومحبة ما تدل عليه، ومحبة أهلها وبغض ضدها، وهو الشرك، ومعاداة أعدائها وبغضهم، ولا تنفع هذه الكلمة صاحبها إلا إذا حقق ذلك.
وفي هذا الزمان اكتنف هذا الأصل العظيم الركام، وضعف هذا المفهوم العقدي، وغاب عن واقع حياة أكثر المسلمين، إذ أن " الولاء والبراء " هما بمثابة التطبيق العملي لعقيدة "لا إله إلا الله" التي هي في حقيقتها ولاء وبراء، وبتحقيقها يتحقق الإيمان ويكون كماله، وبتضييعها ينقص الإيمان إلى مرحلة قد تصل إلى الكفر، فهي قضية إيمان وكفر قال - تعالى - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(المائدة:51). وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعادة في الله، والحب في الله، والبغض في الله)).
والأدلة على تحريم موالاة الكفار ووجوب البراءة منهم كثيرة جداً، قال أحد العلماء "ليس في كتاب الله - تعالى -حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم - أي الولاء والبراء - بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده"، وقد افتُقد "الولاء" الذي أصله إخلاص المحبة لله - تعالى -، ومن ثم محبة الصالحين والمؤمنين الذين يقيمون دين الله ونصرتهم وإتباعهم، كما افتقد مظهر" البراء" الذي يتمثل في كراهية الباطل وأهله وبغضهم والابتعاد عنهم ومخالفتهم؛ وذلك لكفرهم وصدهم عن سبيل الله ولفسوقهم وتوليهم الشيطان: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتحنة: 4).
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: "إن الإنسان لا يستقيم له إسلام، ولو وحد الله وترك الشرك، إلا بعداوة المشركين، والتصريح بعداوتهم وبغضهم".
الذي ينبغي أن نتنبه إليه أن الولاء القلبي، وكذلك العداوة القلبية، يجب أن تكون كاملة جازمة؛ فلا يميل إلى الكافرين ولا يعجب بهم، بل يبغضهم وينفر منهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما حب القلب وبغضه وإرادته وكراهيته، فينبغي أن تكون كاملة جازمة" ثم قال: "ذلك أن من الناس من يكون حبه وبغضه وإرادته وكراهته بحسب محبة نفسه وبغضها، لا بحسب محبة الله ورسوله وبغض الله ورسوله، وهذا نوع من الهوى، فإن اتبعه الإنسان فقد اتبع هواه، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله".
والولاء والبراء من أعمال القلب التي تظهر مقتضياتها على اللسان والجوارح ولها أثر على الواقع والسلوك.
ولكن مما ينبغي التنبيه إليه أن معاداة الكفار القلبية وعدم محبتهم وموافقتهم لا تعني ظلمهم والاعتداء عليهم إذا أقتضى الأمر الاجتماع بهم ومخالطتهم في الإقامة أو الاستيطان أو في العمل والسكن ونحو ذلك، أو من كان بيننا وبينهم عهود ومواثيق قال - تعالى -: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة".
بل يجب في حقهم العدل معهم، والإحسان إليهم، واحترام حقوقهم، وعدم الاعتداء على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وقد حُرِّم ذلك في شريعة الإسلام.
وفي وقتنا الحاضر ضعف الإيمان في قلوب كثير من الناس، وظهرت في حياتهم صور شتى من صور الولاء لأعداء الدين وذلة التبعية لهم، ومن ذلك:
1- تطبيق أنظمتهم؛ لأنها في نظرهم أفضل من شريعة الإسلام.
2- الوثوق بهم وائتمانهم من دون المسلمين واتخاذهم بطانة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر)(آل عمران: 118).
3- المبالغة في تعظيمهم ورفع شأنهم؛ كالتسمي بأسمائهم على وجه التحسين والتزيين لمن تسمى بها.
4- ومن صور التبعية التي فشت بين المسلمين: الاحتفال بشعائرهم كالموالد والأعياد مثل: "الكرسمس" و"عيد رأس السنة" و"عيد الحب"..وغير ذلك، أو التهنئة بذلك أو المساعدة في إقامتها أو المشاركة بالحضور، كل ذلك يحرم بالاتفاق هذا إن سلم صاحبه من الكفر، وقد فسر قوله - تعالى -: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(الفرقان: 72).أي أنهم لا يحضرون أعياد الكفار.
5- السفر إلى بلادهم ومخالطتهم دون حاجة، كسفر السياحة والاستجمام.
6- ومن ذلك تسمية بعض المسلمين النصارى ب"إخواننا المسيحيين"، فهذا أحد الكتاب يقول عن الرئيس الديني للنصارى: "وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ شنودة الرئيس الديني لإخواننا الأقباط"، ويقول أخر في إحدى المجلات عن النصارى من أبناء قومه: "إننا لا نريد عصبة عداء؛ بل وشيجة إخاء في الله".. !
7- التشبه بهم في زيهم ومظهرهم وكلامهم وعاداتهم، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (( من تشبه بقوم فهو منهم" وقال ابن تيمية: "والمشابهة مظنة المودة؛ فتكون محرمة)).
8- ميل القلب إليهم بالرضا عنهم، أو بشيء من أعمالهم، أو بإظهار الرحمة والرأفة لهم (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود: 113).
9- الاستغفار لهم أو الترحم على موتاهم (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(التوبة: 113).
وغير ذلك من مظاهر التبعية لهم، وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام الحقيقي، كان إحساسه بمفارقة الكفار باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم أشد، وبغضه لهم أكثر، ولو كان أقرب قريب.. ومن ذلك موقف عمر بن الخطاب في أسارى بدر الذي تجلى فيه البراء من أعداء الله.. حيث قال - رضي الله عنه -: "أرى يا رسول الله أن تمكني من فلان - قريب له - فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل بن أبي طالب فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أن ليس في قلوبنا هوادة للمشركين".
لله درك يا عمر من قمة شامخة في الإيمان، فكم بينه وبين هذا الغثاء الذي يعيشه اليوم كثير من أبناء الإسلام في مظاهر الولاء، والموادة والهوادة للمشركين وأعداء الملة والدين.
ومما ينبغي التنبيه إليه: أن موالاة الكفار تقع على شُعب متفاوتة وتتمثل في صور شتى؛ لذا فإن الحكم فيها ليس حكماَ واحداًَ، فإن منها ما يوجب الردة ونقض الإيمان بالكلية، ومنها ما دون ذلك ويكون معصية، وذلك كله مبني على ما يقوم بالقلب ويحمله القصد من المحبة والميل والتعظيم والركون.
فمن أكثر الناس قتالا وإستماته للقضاء على عقيدة الولاء والبراء هم المنافقين
فمن هم؟
وما حاجتهم لقتل هذه العقيدة في نفوس المسلمين؟
منافقون /
ساعات المحن التي تتعرض لها كفرد، أو كأمة تظهر لك معادن من حولك وبشكل خاص أهم مخلصون أم منافقين؟
إن المنافق على مر الزمان كان متخفياً تحت عباءة المحب، ولكنه كان يزرع أفكاره وبلابله وفكره المقلوب بين المسلمين، ولكنا اليوم نعيش في زمان كثير من الأمور تبدلت وتغيرت فالمنافق يظهر ويتحدث أن ما يحصل في غزة اليوم هو نتاج عمل حماس لأنهم يضربون بصواريخهم المواطنين الآمنين من اليهود!!
عجباً كيف أصبح اليهود مواطن لأرض مغتصبة، ويردد أفكار اليهود والأعذار الواهية لضرب المجاهدين، فقد حصل اليهود على مطبلين متبرعين لنصرة أفكارهم بالمجان.
إذا كان للشدائد أثرها في كشف حقيقة المنافقين، فقد كان في فلتات ألسنتهم ولحن أقوالهم ما يكشف خبثهم ويفصح عن مكنون صدورهم كذلك.
قال - تعالى -: (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)، سورة محمد: 30.
فعندما ازدحم بعض المهاجرين والأنصار على ماء المريسيع لم يستطع عبد الله بن أبي أن يكتم أضغانه بل قال كلمة الكفر التي سجلتها عليه آيات الكتاب.
قال - تعالى -: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)، سورة المنافقون: 8.
وعلى الناحية المقابلة موقف ابنه المؤمن عبد الله الذي وقف له على باب المدينة بسيفه ومنعه من الدخول حتى يأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال له: لتعلمن اليوم من هو الأعز ومن هو الأذل!
وهذا آخر يقول: ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونًا وأكذبنا ألسنة واجبننا عند اللقاء فرفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركب ناقته، فقال يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب قال: (أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)، سورة التوبة: 65- 66.
فأين هؤلاء الناكصون المنهزمون من الذين هاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أو من الذين أووا ونصروا وصدقوا الله ورسوله؟؟
وأين كان هؤلاء المخذولون من الأحداث العظيمة التي صنعت تاريخ الإسلام؟
لقد تواروا في الخدور وتقوقعوا في الجحور، وتقدم الصادقون أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار ليكتبوا بدمائهم تاريخ الإسلام فمنهم من اختاره الله للشهادة، ومنهم من كتب له التمكين والسيادة.
وإن كنا سنتحدث عن النفاق وأهله وفكره، فإن المقام يطول فالمنافقين اعتلوا ظهور أصحاب المناصب اليوم وصموا أذانهم، وأخرسوا ألسنتهم إلا من رحم ربي وبات ينطق بالحق حتى وإن كان محارباً من المجتمع لأنه لا يقول ما يرديه المنافق ومن أحب سماع كلام المنافق.
فإن كان لنا من كلمة للمنافقين اليوم
شكراً جزيلا لكم لأنكم خرجتم من خنادقكم، ومن أقنعتكم وبينتم لنا أفكاركم الهدامة لنكون أكثر حذراً في التعامل معكم، فمنافقي الزمن السابق كانوا أكثر حذرا بخروج أفكارهم للمسلمين
ولكن اليوم يعرض المنافق أفكاره بكل شجاعة لأنه صاحب حق مهضوم!!
مع تعجبنا لمن احترم مواثيق ومعاهدات مع خائني المواثيق والمعاهدات مع الأنبياء
أتكون أنت أفضل في حكمك من الأنبياء-حاشاهم الخطأ في هذا- أم أن الأرقام كبيره ومغرية!!
فالمنافقون اليوم يشنون خطابات وكلمات العتاب واللوم على الأمة الإسلامية وبشكل خاص المجاهدين الموحدين في أرض الرباط، فهل في كل وقت نعاتب
ولما نعاتب المجاهدين
وكيف يكون العتاب؟
عتاب/
ما أسهل كلمات العتاب على من يلقيها، ولكن متى تكون هذه الكلمات مؤثرة فاعلة لمن وجهت له
إن اختيار الوقت المناسب، والحالة المناسبة للمتلقي فيها فائدة كبيرة
فمن منا فكر قبل عتابه ولو لدقيقة واحدة
متى يكون العتاب من المسلم للمسلم؟
أفي النصر أم في المحنة؟
أفي الشدة؟
أم في الرخاء؟
في ساعات النصر والفرحة التي تكون في النفس، كيف يكون العتاب؟
لقد عاتب الله- تبارك وتعالى -المسلمين وبشكل خاص الصحابة بعد الفوز في غزوة بدر الكبرى وكان أسلوب العتاب هين لين، ولم يكن عتابا جارحا مؤذياً، فهاهي آيات سورة الأنفال التي أتى فيها العتاب للصحابة الكرام يوم أن أشاروا بقبول الفداء من الأسارى، فقال الله تعال: (مَا كَانَ لِنَبِيٍ أَن يَكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْض تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَالله يُريدُ الآخِرَةِ وَالله ُعَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَولا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، سورة الأنفال: 67 68 ٍ.
مع النصر الكبير في غزوة بدر الكبرى مع تفاوت العدد والعتاد بين المسلمين والمشركين، إلا أن الله - تعالى -عاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يفادي الأسرى المشركين؟
أتى العتاب اللين الهين من الله - تعالى -حيث قال: (تُرِيدُونَ عَرَض الدُّنْيَا)
يَقُول لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: (( تُرِيدُونَ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ عَرَض الدُّنْيَا بِأَسْرِكُمْ الْمُشْرِكِينَ، وَهُوَ مَا عَرَضَ لِلْمَرْءِ مِنْهَا مِنْ مَال وَمَتَاع، يَقُول: تُرِيدُونَ بِأَخْذِكُمْ الْفِدَاء مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَتَاع الدُّنْيَا وَطَعْمهَا. (وَاَللَّه يُرِيد الْآخِرَة) يَقُول: وَاَللَّه يُرِيد لَكُمْ زِينَة الْآخِرَة، وَمَا أَعَدَّ لِلْمُؤْمِنِينَ وَأَهْل وِلَايَته فِي جَنَّاته بِقَتْلِكُمْ إِيَّاهُمْ وَإِثْخَانكُمْ فِي الْأَرْض، يَقُول لَهُمْ: وَاطْلُبُوا مَا يُرِيد اللَّه لَكُمْ وَلَهُ اِعْمَلُوا لَا مَا تَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ أَهْوَاء أَنْفُسكُمْ مِنْ الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا)).
فعتاب الله - تعالى -أتى في ساعة النصر والتمكين للمسلمين، مع أنه أتى في ساعة الهزيمة ولكنه أيضا كان هينا لينا
ففي غزوة أحد عندما كانت الهزيمة المعنوية للمسلمين أتى العتاب من الله- تبارك وتعالى -للمسلمين لأنهم خالفوا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقبل هذا العتاب كان عتاب بعد الفوز في غزوة بدر الكبرى من الله- تبارك وتعالى -لعباده الموحدين، فالآيات التي أنزلها الله- تبارك وتعالى -في سورة آل عمران كان فيها تضميد لجراح المسلمين، وتنبيه لهم وعتاب وبيان سبب الهزيمة التي تعرضوا لها فالله- تبارك وتعالى -يقول: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَخْزَنُوا وَأنتُمْ الأعْلَونَ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ * إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَومَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الذِينَ أمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتَهُمْ أن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرينَ)، سورة آل عمران: 139-142.
قَالَ: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا يَا أَصْحَاب مُحَمَّد، يَعْنِي وَلَا تَضْعُفُوا بِاَلَّذِي نَالَكُمْ مِنْ عَدُوّكُمْ بِأُحُدٍ مِنْ الْقَتْل وَالْقُرُوح، عَنْ جِهَاد عَدُوّكُمْ وَحَرْبهمْ، (وَلَا تَحْزَنُوا) وَلَا تَأْسَوْا فَتَجْزَعُوا عَلَى مَا أَصَابَكُمْ مِنْ الْمُصِيبَة يَوْمئِذٍ، فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ، يَعْنِي الظَّاهِرُونَ عَلَيْهِمْ، وَلَكُمْ الْعُقْبَى فِي الظَّفَر وَالنُّصْرَة عَلَيْهِمْ، يَقُول: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، يَقُول: إِنْ كُنْتُمْ مُصَدِّقِي نَبِيِّي مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَعِدكُمْ، وَفِيمَا يُنَبِّئكُمْ مِنْ الْخَبَر عَمَّا يَئُول إِلَيْهِ أَمْركُمْ وَأَمْرهمْ.
فِي قَوْله: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْح فَقَدْ مَسَّ الْقَوْم قَرْح مِثْله) قَالَ: إِنْ يَقْتُلُوا مِنْكُمْ يَوْم أُحُد، فَقَدْ قَتَلْتُمْ مِنْهُمْ يَوْم بَدْر.
(وَتِلْكَ الْأَيَّام نُدَاوِلهَا بَيْن النَّاس) أَيَّام بَدْر وَأُحُد، وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: (نُدَاوِلهَا بَيْن النَّاس) نَجْعَلهَا دُوَلًا بَيْن النَّاس مُصَرَّفَة، وَيَعْنِي بِالنَّاسِ: الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ. وَذَلِكَ أَنَّ اللَّه - عز وجل - أَدَالَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ، وَأَدَالَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِأُحُدٍ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ سِوَى مَنْ جَرَحُوا مِنْهُمْ، يُقَال مِنْهُ: أَدَالَ اللَّه فُلَانًا مِنْ فُلَان فَهُوَ يُدِيلهُ مِنْهُ إِدَالَة إِذَا ظَفَرَ بِهِ فَانْتَصَرَ مِنْهُ مِمَّا كَانَ نَالَ مِنْهُ الْمُدَال مِنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل.
( وَلِيَعْلَمَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذ مِنْكُمْ شُهَدَاء) يَعْنِي بِذَلِكَ - تعالى -ذِكْره: وَلِيَعْلَمَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذ مِنْكُمْ شُهَدَاء نُدَاوِلهَا بَيْن النَّاس، (وَاَللَّه لَا يُحِبّ الظَّالِمِينَ): أَيْ الْمُنَافِقِينَ الَّذِي يُظْهِرُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ الطَّاعَة، وَقُلُوبهمْ مُصِرَّة عَلَى الْمَعْصِيَة.
( وَلِيُمَحِّص اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا) وَلِيَخْتَبِر اللَّه الَّذِينَ صَدَقُوا اللَّه وَرَسُوله فَيَبْتَلِيهِمْ بِإِدَالَةِ الْمُشْرِكِينَ مِنْهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّن الْمُؤْمِن مِنْهُمْ الْمُخْلِص الصَّحِيح الْإِيمَان مِنْ الْمُنَافِق، (وَيَمْحَق الْكَافِرِينَ) أَيْ يُبْطِل مِنْ الْمُنَافِقِينَ قَوْلهمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهمْ، حَتَّى يَظْهَر مِنْهُمْ كُفْرهمْ الَّذِي يَسْتَتِرُونَ بِهِ مِنْكُمْ.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ) يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَمْ حَسِبْتُمْ يَا مَعْشَر أَصْحَاب مُحَمَّد، وَظَنَنْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة، وَتَنَالُوا كَرَامَة رَبّكُمْ، وَشَرَف الْمَنَازِل عِنْده ; (وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ) يَقُول: وَلَمَّا يَتَبَيَّن لِعِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ، الْمُجَاهِد مِنْكُمْ فِي سَبِيل اللَّه، عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ. وَقَدْ بَيَّنْت مَعْنَى قَوْله: (وَلَمَّا يَعْلَم اللَّه) وَلِيَعْلَم اللَّه، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ بِأَدِلَّتِهِ فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته وَقَوْله: (وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ) يَعْنِي: الصَّابِرِينَ عِنْد الْبَأْس عَلَى مَا يَنَالهُمْ فِي ذَات اللَّه مِنْ جَرْح وَأَلَم وَمَكْرُوه.
ثم يقول بعد آيات: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إذْ تَحُسُّوَنُهمْ (تقتلونهم "بِإِذْنِهِ "
(حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الأمْرِِِِ وَعَصَيتُمْ مِن بَعْدِ مَا أرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنكُم مَن يُرِيدُ الدُّنيَا وَمِِنكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَة ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤمِنينَ)، إذْ تُصْعِدُونَ (أي تهربون إلى الجبل صاعدين (وَلا تَلْوونَ عَلَى أحَدٍ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمًّ ٍ: (أي فجازاكم غما على غم (لِكَيلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَاَبُكْم وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). سورة آل عمران: 152 13.
فهذا هو أسلوب العتاب كيف يكون في حالات النصر وفي حالات الهزيمة، ولم يكن العتاب من الله- تبارك وتعالى -للمسلمين في وسط المعركة، وفي وسط الألم والكرب الذي هم فيه.
فهلا تعلمنا متى نعاتب إخواننا المسلمين!!!
المحنة/
الحياة لاتصفوا لأي إنسان عاش فيها، فإنها لم تصفوا لخير البشر وهم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليه، فكم كان مصابهم وكربهم في الحياة.
فمن تكذيب القوم وخاصة الأقربين
إلى الإيذاء والإذلال والطرد من الأرض
إلى موت الأبناء والأهل

إلى التسلط على المسلمين المستضعفين.
لقد كان للمحن المتتابعة التي تعرضت لها الدعوة في المدينة أبلغ الأثر في كشف حقيقة المنافقين، بحيث لم يعودوا كمًا مجهولًا في غمار الأمة بل قلة مرذولة قد عجل الله لها الخزي في الدنيا وهتك أستارها على الملأ ففي غزوة الأحزاب تباينت مواقف المؤمنين والمنافقين.
فقال المؤمنون ما حكاه الله عنهم: (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب: 22).
أما المنافقون فقد كان من شأنهم من حكاه الله عنهم بقوله: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا)(الأحزاب: 12 - 13).
فكشفت الشدة عن حقيقتهم وأظهرت نفاقهم على الملأ. وفي غزوة تبوك تخلف أهل النفاق وقالوا لا تنفروا في الحر، وتقدم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عسر من الزاد والماء، وعلى ما كان من شدة القيظ والحر يومئذ إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده.
فعلى المسلم في ساعة المحن:
1-الصبر والاسترجاع واحتساب لحظة وقوع المحنة، وفي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها " قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسوله".
2-أن يحمد الله - تعالى -أن مصيبته وقعت عند هذا الحد، ولهذا قال بعض الحكماء: إن لله عبادا يستقبلون المصائب بالبشر: أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم.
3- أن يوطن المصاب نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله - تعالى -، وأنها بقضائه وقدره وأنه - سبحانه وتعالى -- قال - تعالى -: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، سورة الحديد: 23.
يقول العلماء: " إن الله - تعالى - عدل لا يجور، وعالم لا يضل ولا يجهل، وحكيم أفعاله كلها حكم ومصالح، ما يفعل شيئا إلا لحكمة، فإنه - سبحانه - له ما أعطى، وله ما أخذ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو الفعال لما يريد، والقادر على ما يشاء، له الخلق والأمر، وعلى المصاب أن يتكلم بكلام يرضي به ربه، ويكثر به أجره، ويرفع الله به قدره ".
4- ألا يدعو المصاب على نفسه أو يحزن ويبكى إلا على تفريطه في حق الله - تعالى - أو ما لا يقترن بمحرم.
يقول العلماء: " ليحذر العبد أن يدعو على نفسه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما مات أبو سلمة: ((لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)).
5- أن الدنيا ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بالكدر وأن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة في الآخرة وحلاوة الدنيا هي بعينها مرارة في الآخرة، وعلى المصاب أن يعلم أن انتقاله من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خير له من عكس ذلك فإن خفي عليه ذلك فلينظر إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات ".
6- أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصابه من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا.
يقول العلماء: "من رحمة الله - تعالى - على عباده أنه يتفقد عبده في بعض الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء وحفظا لصحة عبوديته واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة فسبحان من يرحم ببلائه و يبتلي بعض القوم بالنعم، فلولا أنه - سبحانه وتعالى - يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا وتجبروا في الأرض وعاثوا فيها بالفساد فإن من شيم النفوس إذا حصل لها أمر ونهي وصحة وفراغ وكلمة نافذة من غير زاجر شرعي يزجرها تمردت وسعت في الأرض فسادا مع علمهم بما فعل بمن قبلهم. و لكن الله - سبحانه وتعالى - إذا أراد بعبده خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ويستفرغ منه الأدواء المهلكة حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله لأشرف مراتب الدنيا وهي عبوديته ورقاه أرفع ثواب الآخرة وهي رؤيته.
7- أن يطفئ المصاب نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب
على المصاب أن يعلم أنه في كل قرية وفي كل مدينة، بل وفي كل بيت من أصيب فمنهم من أصيب مرة ومنهم من أصيب مرارا و ليس ذلك بمنقطع حتى يأتي على جميع أهل البيت حتى نفس المصاب فيصاب أسوة بأمثاله ممن تقدمه فإنه إن نظر يمنة فلا يرى إلا محنة وإن نظر يسرة فلا يرى إلا حسرة.
8- على المصاب ألا ينشغل بالجزع والشكوى عما يجب أن يلتفت إليه، أن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها وهو في الحقيقة يزيد في مصيبته ويشمت عدوه ويسوء صديقه ويغضب ربه ويسر شيطانه ويحبط أجره ويضعف نفسه، وإذا صبر واحتسب أخزى شيطانه وأرضى ربه وسر صديقه وساء عدوه وحمل عن إخوانه وعزاهم هو قبل أن يعزوه فهذا هو الثبات في الأمر الديني قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر)).
9- للمصاب في نفسه أو بولده أو بغيرهما أن يجعل مكان الأنين والتأوه ذكر الله - تعالى - والاستغفار والتعبد خاصة في مصيبة مرض الموت.
كان الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - في مرض موته يئن منه أنيناً، فقيل له: يا إمام! إن طاووسا يقول: إن الأنين يكتب، يعني لقول الله-- تبارك وتعالى -- في كتابه الكريم: ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق18]، فما عادها الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - حتى مات.
10- أن يعلم المصاب أن من أعظم مصائب الدنيا والآخرة: المصيبة في الدين، وأيا كانت المصيبة التي أصيب بها طالما أنها ليست في دينه فهي تهون؛ لأن المصيبة في الدين هي الخسارة التي لا ربح معها.
ومن أعظم المصائب في الدين موت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم؛ لأن بموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة، وانقطعت النبوات، وكان موته أول ظهور الشر والفساد بارتداد العرب عن الدين.
وفي الختام/
فمن المحاولات المستميتة للقضاء على عقيدة الولاء والبراء في نفوس أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان، وظهور بعض من يوالي اليهود في كل أفعالهم تحت مسمى الحرية والتطور والمسامحة والعدل وغيرها من الأسماء التي يعلم حاملها أنها كذب وافتراء.
إلى المنافقين وهم أكثر الناس هدم لهذه العقيدة الصافية السليمة، وهم السهم المسموم في خاصرة أمة الإسلام ومن خذلوا الأمة وموقفها السليم من المجاهد المسلم في أرض المعركة بإلقاء العتاب واللوم عليه وهو في حاجة إلى الدعم والمساندة من إخوانه المسلمين وليس عتابهم، ومحاولة شق وحدة الصف التي هم فيها اليوم وتحويل الانتصار إلى هزيمة معنوية وقلب الأحداث وإظهار الكذب المقنع أما المجاهد المسلم، ولم يعلم المنافق أو من تابع المنافق في قوله وفعله أن المجاهد في وقت محنة.
وليت المنافق والمعتدي علم
أن المنحة تولد من رحم المحنة.
وجزى الله الجنان من كان له فضل -بعد فضل الله - تعالى -عليّ في كتابة هذا المقال
إضافات /
نحن الآن في محنة، فبدلا من أن نتقاذف اللوم من السبب فيما يحصل لغزة الحكام، العلماء، المعاهدات، علينا أن نكون صفا واحدا ونعلم أننا أصحاب ذنوب بل ذنوب كثيرة
تهاونا فيها وتغافلنا عنها، فكم من ذنب كان سبب بلاء.. فهلا تناصحنا بيننا بالمعروف الأن فالوقت ليس في صالحنا.
من قلب المحنة، وهي الآن تصور لنا لنرى درجة العذاب الذي يعيشه أخوتنا في فلسطين، لنتخيل أننا نعيش بوماً كما يعيشون، ولنترك أكثر الأمور الاستهلاكية التي اعتبرناها ضرورات حياة لا تقوم إلا بها، فما ينفع واقي الشمس لأخيتي في فلسطين التي تعيش من غير بيت يسترها عن اليهود والمنافقين الحاقدين.
من وسط المعانات، ربما عشنا لأعوام نتذكر حبيباً لنا فارقناه بسبب الموت، ونتألم على فراقه ونسكب الدموع سكباً عليه، إخوتنا وأخواتنا في غزة في كل لحظة يفقدون حبيبا غاليا عليهم، بل إنهم فقدوا حبيبا غاليا على الأمة كلها، فيكوه، ولكن هل بكيناه، الشيخ المجاهد القائد /نزار ريان - رحمه الله تعالى -رحمة واسعه وتقبله في الشهداء.
من نصرة غزة بالفعل، ما يفعل المجاهدون في غزة والمحاصرون برسائل الجوال التي نتناقلها بين الحين والآخر، وشريط الرسائل على القنوات التي تفاوت بين خير وشر ونفاق ودجل، ما نفع المجاهد بها، هل يقول /عفوا أيها اليهودي توقف لأقرأ الرسالة التالية بظهر لي أنها مهمة جداً لي!!!.
من الاتصال بغزة، هذه أرقام فتح الخط لغزة، لرفح، للمنطقة الوسطى، ولجميع مناطق غزة، هلا وقفنا قليلا قبل أن نرسل وتذكرنا، أن أحد المجاهدين في الصومال قبل أعوام حدد موقعه بسبب اتصاله بالهاتف المحمول، كيف بنا نتغافل عن هذا الأمر ونتصل لنفضح أماكن إخوتنا أهل غزة لليهود، عجباً لهذه النصرة التي لم يفكر فيها.
من الدروس المشاهدة، القنوات تنقل لنا ألم أحبتنا وجهادهم، فهذه دروس لنعلمها لأجيال الأمة، انظروا إلى أعدائكم كيف يقتلون الموحدين المجاهدين في غزة، كيف يدمرون البيوت على أهلها ويحاصروهم ويحرمونهم من أبسط الحقوق وهي الماء والطعام، أتعلمون لما كل هذا: فقط لإنهم موحدين لله - تعالى -، لا يركعون لغير الله - تعالى -.
من كشف المنافقين، في ساعات المحنة تظهر معادن الناس، فهناك الذهب الذي تغطى بالغبار ولكن الرياح أبعدت ما علق بالذهب فأصبح لامعا براقا
وهناك الحديد الذي اعتلاه الصدأ، فلا ريح لتحمل التراب، ولا ماء ليرفع الصدأ، بل إنه يتكسر كلما اشتدت عليه ريح وشمس وقوة حق
وهناك البلاستيك!!
نعم ربا من النفوس من أصبحت أشبه بالبلاستيك فهي مطاطة مع الحر و البرد
لا تعلم لأي الفريقين تكون،، فكان الله في عونهم على مصابهم، ورزقهم فهم الحق و الصواب.
ومن لكل منا نصرة عليه القيام بها، كل مسلم عليه نصرة إخوانه في غزة، كل حسب موقعه، فالعالم يقف في الصفوف مع الشعوب ليبين لهم كيف يكون موقفهم بدلا التنقل والسفر للقاء الحكام وصرف الأموال، وطالب العلم، يحث إخوته على وحدة الصف التي نعاني منها الكثير، إلى المعلم، وإلى الأب، وإلى الأم، والجميع له نصرة
فقط حدد موقعك، لتعلم كيف تكون نصرتك
ويبقى سؤال لم أجد له جواب/
كيف أبقي على عهد، مع من لا يحفظ العهود؟
=-=-==-=-==-=-==-=-==-=-==-=-=
المراجع:
1- عقيدة الولاء والبراء، للدكتورة/أسماء الرويشد.
2- المحن وأثرها في كشف حقيقة المنافقين، للدكتور/صلاح الصاوي.
3- تفسير الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -.
4- الوصايا العشر في مواجهة المحن والمصائب والأزمات الشخصية. أحمد بن إبراهيم خضر.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]