الحب وخيانة الأهل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 559 - عددالزوار : 134672 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1031 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5526 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1336 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1724 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1429 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 19090 )           »          يوم القيامة: نفسي.. نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-01-2020, 01:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,317
الدولة : Egypt
افتراضي الحب وخيانة الأهل

الحب وخيانة الأهل


أ. شريفة السديري



السؤال

أنا فتاة جامعية، أريد المساعدة لصديقتي التي طالَما أحبَبتها أكثر من نفسي، هي فتاة اقتَرَبت من العشرين عامًا، تَدرس في الجامعة، من أسرة ملتزمة جدًّا، مرَّت بمرحلة الثانوية وتعرَّضت لسوء أصحاب السوء، فقد تعرَّفَت على شابٍّ عن طريق الهاتف، ولكنَّها لَم تستمرَّ وشَعَرت بتأنيب الضمير والخيانة لربِّها وأهلها، فقرَّرت أن تتوبَ وبالفعل، ولكنها بعد ذلك تعرَّفت إلى شابٍّ في ظروف دراسيَّة، يَكبرها هذا الشاب بخمس سنوات، وقد كان عُمرها في هذا الحين 17 عامًا.


قال لها هذا الشاب: إنه يرى فيها فتاةَ أحلامه، وإنه أحبَّها، وسيفعل المستحيل ليتزوَّجها، فتحدَّثت معه عبر الجوَّال عدة أشهر، ولكنَّها كانت ترفض مقابلته؛ حتى أقنَعها، وبالفعل قابَلته عدَّة مرَّات، ولكن في جَمْعٍ من الناس، ونَدِمت كثيرًا بعد هذا، وقرَّرت أن تُخبره بأنها لن تستمرَّ في هذا الوضع، وأنه يجب أن يأتي لخِطبتها، وأغْلَقت الجوَّال أيَّامًا، ولكنَّه لاحَقَها في الجامعة وعند المنزل، وأخبَرها بأنه على استعدادٍ لأن يأتي بمفرده لخِطبتها، ولكنها رفَضت أن يأتي دون أهله، فقال لها أن تُمْهله عامًا آخر؛ حيث إنه في كلية الطب، وتبقَّى له سنتان، وهي في السنة الثانية في الجامعة.


المشكلة أنها كلَّما قطَعت سُبل الوصول إليها، بَحَث عنها وتوصَّل إليها، وهو الآن يريد فقط أن يَطْمَئِنَّ على أحوالها عبر الرسائل القصيرة، ففَعَلت هذا تدريجيًّا؛ حتى أصبَح يعرف كلَّ تحرُّكاتها، وبدأ يشكُّ فيها، وبدأ يأمرها بعدم الخروج من المنزل، وعدم تصفُّح الإنترنت من دون إذنه، وهي منصاعة لكلِّ أوامره؛ لأنها تحبُّه، ولكنها لَم تَعُد تُحادثه في الجوَّال، ولا تَقبل مقابلته؛ لأنها تخاف من أن يغضبَ الله عليها، ويُتعسها في حياتها، ولكن الآن تحوَّلت حياتها إلى جحيم بسبب أوامره وشَكِّه فيها، فقد أصبَحت تبكي كلَّ يوم من كلامه، وحاوَلت الهروب منه، لكنها لَم تَستطع، وتشعر بأنها وحيدة لا تستطيع الإفصاح لوالدتها عمَّا حدَث، فهذه جريمة ولا تُريد أن تَسقط من نظرِ أمِّها، فأصْبَحت تكتم بُكاءَها، وانْعَزَلت عن صديقاتها بأوامره، وخَسِرت كثيرًا منهن، ولَم تَعُد تشعر بأي معنًى للسعادة، ولا تدري ماذا تفعل، وتتساءَل: هل هذا هو الزوج الصالح الذي يستحقُّ كلَّ هذه المعاناة واحتمال الغَيْرة القاتلة والشك المُميت؟


مع العلم أنها لا تستطيع تخيُّل زوجًا لها غيره، فما الحل في رأيكم؟


ملحوظة: على الرغم من محاولتي تفصيلَ المعاناة التي تعيشها صديقتي، فإنه لن يمكنَ تخيُّلها وتخيُّلَ الصراعات التي تشعر بها داخلها، ولا تستطيع الإفصاح بها لأحد سواي.



فأرجوكم المساعدة، وجزاكم الله خيرًا


الجواب

أهلا بكِ عزيزتي في الألوكة.
بارَك الله فيكِ، وجزاك خيرًا على اهتمامك وإخلاصك، وكان الله في عون صديقتك.



هذا الطريق طريق شائك، ونهايته ليستْ مضمونة دائمًا، وغالبًا ما تكون الزواجاتُ التي تمَّت بتعارف مُسبق خفيَّة عن الأهل والناس، زواجاتٍ مملوءَة بالشك والغَيْرة التي تُسَمِّم الحب الموجود بينهما وتَقتله، فنجدهما بعد مُدَّة وقد تَخاصما وتَخالَفا، وتحوَّل الحبُّ الكبير بينهما إلى قلقٍ وتوتُّر، وعصبيَّة وصُراخ مستمر، وبعدها؛ إمَّا أن يستمرَّا على هذا الوضع، وإمَّا أن يَنفصلا ويَضيع الأولاد بينهما!

هذا في حالة أنَّ الزواج ابْتُدِئ بحبٍّ وثقة وتفاهُم، فما بالُك حين تكون العلاقة من بدايتها شكًّا وغَيْرةً وتحكُّمًا؟!

إذا هو لَم يَثِق فيها الآن فمتى سيَثق؟! وإذا هي لَم تَشعر معه الآن بالسعادة الغامرة، فمتى ستَسعد؟!

حسنًا يا عزيزتي، لقد عرَفت خطأَها، وحاوَلت إصلاحه عدة مرات، لكنه كان يُلاحقها ويَعرف طريقها، وطَلَبت منه أن يَخطبَها ورَفَضت مكالمته ومقابلته، وهذا أمر رائعٌ، ولكنها أخْفَقَت في النهاية؛ فانصياعُها التام لأوامره جعَله يشعر بأنها مِلكه، ولا حقَّ لأحدٍ فيها؛ لا أهلها ولا صديقاتها، ولا أي شخص آخر!

هي فَعَلت معه ما لا تَفعله الزوجة مع زوجها؛ فالزوج لا يَحقُّ له أن يَمنعَ زوجته من مقابلة أهلها وصديقاتها وأقاربها، إلاَّ في حالة وجود الضرر على الزوجة، وفي غير ذلك فمن واجبه السماح لها، أمَّا صديقتك فقد سمَحَت له أن يتحكَّم فيها، وهو لَم يُقدِّر لها هذا الأمر، فضيَّقَ عليها الخِناق أكثرَ فأكثر، وشكَّ فيها، ولَم يَثِق رغم كلِّ هذه الطاعة منها!

عزيزتي، هل تعتقدين أن تصرُّفاته الآن تصرُّفات شخصٍ نستطيع أن نَثِقَ به كزوج للمستقبل، يُسعدها ويقوم بواجباتها، ويَضمن لها حقوقها؟ لا أعتقد!

لو كان جادًّا فعلاً، لتقدَّم لخِطبتها على الأقل، فما الذي يمنعه من ذلك؟ ألَم يكن من الممكن أن يَظَلاَّ مخطوبَيْن لسنتين أو ثلاثة؛ حتى يكوِّن نفسَه، ويُصبح قادرًا على الزواج!

لكنَّه ربما يكون غيرَ جادٍّ، وربما ما زال يُراود نفسه، هذا لا يعني أنني أُشَكِّك في حبِّه لها، فربما يكون يحبُّها فعلاً، ولكنَّه ليس واثقًا من خُلقها، فيقول في نفسه: أنتظر سنة أخرى، فرُبَّما وجَدتُ مَن هي أفضل منها! فأنتِ قلتِ: إنها من أسرة ملتزمة؛ لذا هو يَضمن تربيتها ويَضمن أهلها، ولكنَّه يشكُّ في أخلاقها؛ لأنها في يوم من الأيَّام تحدَّثت معه كرجل غريب وتعرَّفت عليه!

صحيح أنها تحبُّه بجنون، ولا تحتمل بُعْدَه، ولكن هل ستحتمل هذا الوضع طوال حياتها؟

هل حبُّها له سيكون كافيًا ليُغنيها عن كلِّ أشكال الحياة التي فَقَدتها بسببه؟ وهل سيُؤْنسها ويُسَلِّيها ويُصَبِّرها في سجنها الانفرادي الذي وضَعها فيه، والذي سيَزداد سوءًا بعد الزواج؛ لأنها اليوم محبوسة في بيت أهلها مع والِدَيها وإخوتها، ولكن بعد الزواج ستكون في بيتها وحيدة، وقد يمنعها حتى من مقابلة أهلها؟ فهل هي مستعدة لهذا الأمر؟!

عزيزتي، زواجات كثيرة انتَهَت بسبب الغَيْرة والشك والمُراقبة التي خنَقَت الحبَّ بين الزوجين، وقتَلَت أيَّ ذكرى جميلة بينهما، فما بالك بزواج كله غَيْرة وشكٌّ حتى قبل أن يبدأَ؟!

حاوِريها بالمنطق، وقولي لها: إنَّ ألَمَ نسيانه الآن ونسيان حبِّه، أسهل ألف مرة من هذه الحياة التي تعيشُها بسببه، والتي ستعيشها معه مستقبلاً، عليها أن تتَّخذ معه موقفًا حازمًا وصارمًا، فتُخبره بأنها لن تنصاعَ لأوامره بعد اليوم؛ لأنه ليس له أيُّ سلطة شرعيَّة عليها، وإن كان متمسِّكًا بها فعلاً، فعليه أن يأتي هو وأهله لخِطبتها، وإلاَّ فإنها ستُمارس حياتها بشكل طبيعي وعادي كما يَسمح لها أهلها!

وإن هدَّدها أو ضايَقَها، فلتُهَدِّده بكلِّ ثقة وقوَّة بأنها ستُخبر والدها بشأنه؛ ليقومَ باللازم معه ويؤدِّبه؛ لأنه يتعرَّض لابنته ويُؤْذيها، حتى وإن لَم تُخبر أباها فعلاً، فيكفي أن يشعرَ بأنها ليست خائفة منه، وأنَّ أهلها موجودون لحمايتها منه، فوقتها سيخاف هو من المشاكل التي قد يقع فيها!

عزيزتي: أنتِ صديقتها المُقرَّبة، وتقع على كاهلك مسؤولية توعيتها من سوء ما تفعله؛ لذا حاولي إقناعها بكلِّ الطرق والوسائل التي تُجدي معها؛ حتى تَعدِلَ عن رأْيها وتتركه، وعندها فقط سترتاح وتَسعد؛ لأنها استعادَت حريَّتها من جديد، والفضل بعد الله - سبحانه - يعود لكِ.

كان الله معكِ ويَسَّر أمرك، وألْهَمَكِ الصبر والرشاد


لا تتردَّدي في استشاراتنا مُجَدَّدًا إن احْتَجتِ، وتابِعينا بأخبارك؛ لنطمئنَّ عليكِ وعلى صديقتك


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]