|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المؤمن جل وجلاله د. شريف فوزي سلطان قال تعالى: ï´؟ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [الحشر: 23]. معنى الاسم في حق الله تعالى: تدور معاني اسم الله تعالى (المؤمن) بين معنيين: (ظ،) المصدِّق. (ظ¢) المؤمِّن. فـ(المؤمن) جلَّ جلاله هو الذي أثنى على نفسه، وشهد لها، وصدَّقها بتوحيده سبحانه، حين قال جلَّ جلاله: ï´؟ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ï´¾ [آل عمران: 18] وهي شهادةٌ عظيمةٌ، وتصديقٌ عظيمٌ كريمٌ من أعظم شاهدٍ على أعظم مشهود، وهو التوحيد الذي هو أعظمُ حقوق الله على العبيد. • قال مجاهد: المؤمن: هو الذي وحَّد نفسه بقوله: ï´؟ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ï´¾ [آل عمران: 18][1]. (المؤمن) جلَّ جلاله: هو الذي صدَّق رسله وأنبياءه بالبراهين الظاهرة، والمعجزات الباهرة، والحجج القاهرة؛ حتى يحيا من حيي عن بيِّنة، ويهلك مَنْ هلك عن بيِّنة. (المؤمن) جلَّ جلاله: هو الذي يُصدِّق عباده المؤمنين بالآيات وينصرهم في الشدائد والملمَّات. (المؤمن) جلَّ جلاله: هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده، وهذا نوعٌ من التصديق والأمان الأخروي؛ كما قال تعالى عن فرح المؤمنين في الآخرة وقولهم: ï´؟ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ï´¾ [الزمر: 74]، وقال تعالى: ï´؟ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ï´¾ [الأنبياء: 9]، وقال تعالى: ï´؟ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ï´¾ [الروم: 6]. ولكن، لماذا؟ لماذا لا يُخلفُ الله وعده؟ الجواب: لأن خُلْفَ الوعد نقصٌ، والنقص محالٌ في حقِّ الله؛ ولأن الله تعالى لا شريك له يمنعه، أو ينازعه في إنفاذ ما وعد به. فالعبد قد يخلف لسبب أقوى منه؛ لكن الله أقوى من كل شيءٍ وقاهر كل شيء، والعبد قد يُخلف لتغيُّر رأيه؛ لكن ذلك محالٌ في حق الله الذي أحاط بكل شيءٍ علمًا. فالعبد لا يملك عناصر الوفاء وأسبابه؛ لكن الرب جلَّ جلاله وعده محقَّق؛ ولهذا ختم الله تعالى آية: ï´؟ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ï´¾ [الروم: 6]. أي: لا يعلمون هذه الحقيقة، وهي أن الله لا يحلف وعده؛ فيثقون بوعود البشر أكثر مما يثقون بوعود الله، وهو حال أكثر الناس! لا يقدرون الله قدره، ولا يعلمون ما ينبغي له سبحانه من صفات الكمال والجلال. (المؤمن) جلَّ جلاله: هو الذي يُصَدِّقُ ظنون عباده المؤمنين، ولا يُخيِّبُ آمالهم، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظن بي ما يشاء))[2]. وقال عزَّ من قائل في الحديث القدسي: ((من عَلِمَ أني ذو قدرةٍ على مغفرة الذنوب، غفرتُ له ولا أبالي، مالم يشرك بي شيئًا))[3]. قال الإمام بدر الدين العيني حول هذا المعنى: "إن ظن أني أعفو عنه، وأغفر له، فله ذلك، وإن ظنَّ العقوبة والمؤاخذة، فكذلك "[4]. (المؤمن) جلَّ جلاله: هو الذي أَمِنَ الناس من ظلمه؛ كما قال عز من قائل: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ï´¾ [يونس: 44]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "المؤمن: مَنْ أَمَّن خلقه من أن يظلمهم"[5]. (المؤمن) جلَّ جلاله: هو الذي أمَّن عباده الصالحين ممَّا يَضُرُّهُم؛ فنشر الأمن في ملكه العظيم، فسبحانه يُطعِم الجائع ويُكسي العاري، ويؤمِّن الخائف؛ قال عزَّ من قائل: ï´؟ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ï´¾ [قريش: 3، 4]. (المؤمن) جل جلاله: هو الذي يجير المظلوم من الظالم؛ أي: يؤمِّنه من الظلم وينصره[6]؛ كما قال عز من قائل: ï´؟ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ï´¾ [المؤمنون: 88]. (المؤمن) جل جلاله: هو الذي أمَّن عباده المؤمنين الصادقين من كل ما يُخيفهم أو يحزنهم في الدنيا، وعند الموت، وفي القبر، ويوم الفزع الأكبر. في الدنيا: قال تعالى: ï´؟ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ï´¾ [النور: 55]. فقد شرَّع لهم سبحانه من الأحكام والحدود ونحوها ما يأمنون به على دينهم وأنفسهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم. وعند الموت قال تعالى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ï´¾ [فصلت: 30 -32]. وفي القبر كما قال صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان الرجل الصالح أُجلسَ في قبره غير فَزِعٍ، ثم يقال له: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟))[7]. ويوم الفزع الأكبر: كما قال سبحانه: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ï´¾ [الأنبياء: 101، 103]، وكما قال تعالى: ï´؟ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ï´¾ [النمل: 89]. كيف نعبد الله تعالى باسمه (المؤمن)؟ ظ،- أن يعيش العبد هادئًا مطمئنًّا، موقنًا أن ربَّه لا يظلم أحدًا من خلقه؛ بل إنه تعالى يرى المظلوم ويعلم حاله، ولينصرنه ولو بعد حين، وهذا هو المعنى الذي جعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الأُوَلَ يُهاجرون إلى أرض الحبشة؛ لأن ملكها عليه رحمة الله لا يُظلَمُ عنده أحدٌ، فهم آمنون هناك، وذلك عبدٌ، فكيف بالرب (المؤمن) جلَّ جلاله؟! إن هذا المعنى العظيم يجعل المؤمن يلجأ إلى الله دائمًا، أن يجيره من ظلم الظالمين، ويثق أن وعده لعباده المؤمنين كائنٌ لا محالة. تأمَّلْ كيف أن عائشة رضي الله عنها وقد اتُّهِمَتْ في عرضها، وبات الناس يتحدثون عنها، وباتت هي واثقةً بأن الله تعالى سيُصدِّقها، موقنةً أن ربها (المؤمن) جلَّ جلاله سيُجبِرها وينصُرها. تحكي رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها: "يا عائشة، إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً، فسيُبرِّئُكِ الله، وإن كنتِ ألممتِ بذنبٍ، فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تابَ الله عليه. تقول: فلما قضى رسول الله مقالته، قَلَصَ دمعي، حتى ما أُحِسُّ منه قطرة، وقلتُ لأبي: أجب عني رسول الله، قال: والله ما أدري، ما أقول لرسول الله، فقلتُ لأمي: أجيبي عني رسول الله، قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله. فقلتُ، وأنا جاريةٌ حديثةُ السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن: إني والله لقد علمتُ أنكم سمعتم ما يتحدَّث به الناس، ووقر في أنفسكم وصدَّقتم به، ولئن قلت لكم: إني بريئة، والله يعلم إني لَبريئةٌ، لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمرٍ، والله يعلم أني بريئةٌ، لتُصدِّقُنِّي، والله ما أجد لي ولكم مثلًا إلا أبا يوسف؛ إذ قال: ï´؟ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ï´¾ [يوسف: 18]، ثم تحولتُ في فراشي وأنا أرجو أن يُبرِّئني الله، ولكن والله ما ظننتُ أن ينزل في شأني وحيٌ، ولأنا أحقرُ في نفسي من أن يُتَكلَّم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يُبرِّئني الله، فوالله ما رام مجلسه، ولا خرج أحدٌ من أهل البيت حتى أُنزِل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء [وهو أشد ما يكون من العرق والتعب] حتى إنه ليتحدَّر منه مثل الجمان في يومٍ شاتٍ، فلما سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها، أن قال لي: يا عائشة، احمدي الله، فقد برَّأكِ الله، فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله، فقلتُ: لا والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، فأنزل الله: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ï´¾ [النور: 11 - 13][8]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |