الشتاء ورقة قلب المؤمن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5114 - عددالزوار : 2387985 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4702 - عددالزوار : 1692046 )           »          عقوبة من أساء بين الشريعة والافتراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          الفرع التاسع: لبس المعصفر والمزعفر من [الشرط السابع من شروط الصلاة: ستر العورة] (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الاكتفاء بغلبة الظن في أمور الدنيا والدين عند تعذر اليقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          كتب الزهد والرقائق في منهج المحدثين: بين رواية الأثر وتربية القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          المقصود من مصادر التفسير الأولية إجمالا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          من مائدة العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 3610 )           »          صفة العفو والقدرة والمغفرة والرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2019, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,247
الدولة : Egypt
افتراضي الشتاء ورقة قلب المؤمن

الشتاء ورقة قلب المؤمن




عادل بن عبدالعزيز المحلاوي

الحمد لله الرحيم الرحمن ، والصلاة والسلام على أرحم الخلق بالخلق سيد ولد عندنا ، وبعد..

فمن رحمة الله بعبده أن يجعل قلبه رقيقاً رحيماً بالعباد ، يُؤلمه ما يُؤلمهم ، ويشعر بضعفهم وحاجتهم للمعونة ، وصاحب القلب الرحيم من أهل الجنّة ، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام :
" « أهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ - وذكر منهم - وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ» .." رواه مسلم .

يأتي الشتاءُ ببرده وزمهريره ليتذكر الموسِر حاجة الفقير لغطاء وكساء ودفء ومؤنة .
فلئن كان فئام من النّاس يعيشون رغد العيش من أكسية تكسو أجسادهم ، وأغطية تدفيء صقيع أبدانهم ، ففي النّاس من يئن تحت برده ، وصقيع منزله الذي لا يواري عنه برودة الجو والمكان .
لقد ذكر الله عباده المؤمنين بأنّهم :
( {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} )
فتأمّل - إنفاقهم المال على حبه - فهم مع حاجتهم لهذا الطعام يؤثرون غيرهم عليهم ، فكيف بمن عنده من أغطية البرد ، ومؤنة الشتاء ماتكفي العشرات من عباد الله !


إخوتي...
إنّما يحمل المتصدقون والباذلون لإخوانهم في الشتاء - الرحمةُ التي سكنت قلوبهم - فأصبحوا لا يقرّ لهم قرارٌ إلا بكفاية إخوانهم ، فهم رحماء ويرغبون في نيل الرحمة من الرحيم الرحمن .
وفي الحديث :
" «إنّما يرحم اللهُ من عباده الرحماء » "
و" «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْض يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ » " .

وفي فصل الشتاء أيضاً - تشتد حاجة بعض الأسر التي قد ضعف عائلها عن التكسب ، وقلة حيلته في تأمين قوت أهله ، فيأتي أصحاب القلوب الرقيقة لسد حاجة المعوزين والمحتاجين يحملهم على ذلك إرادة الأجر والثواب ، ففي نصوص الكتاب والسنة مايدعو النفوس لتسارع في هذا الباب .

المتصدقون والمحسنون هم أصحاب الميمنة ، الفائزون بالجنّة والدرجات العلى ، فقد رقت قلوبُهم في أيام المسغبة والشدة والحاجة ، قال تعالى :
{ {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؛ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ؛ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ؛ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ؛ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} }
فهم يريدون هذه الجنّة التي وعدهم الله دخولها بسلام .
فمن ( أطعم الطعام ، دخل جنّة ربه بسلام ) كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ويحملهم الخوف من النار ، ويوقنون أنّ في الإطعام حجاب منها ومن لظاها ، ففي الحديث :
" «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» " [رواه البخارى ومسلم] .
ونفوسهم تتوق لئن يصيروا من خير النّاس ، ففي الحديث :
يقول صلى الله عليه وسلم :
" «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ » " [رواه أحمد] .
ويخاف أحدُهم أن يكون ببخله قد بلغ مبلغاً عظيماً من الذم فهرب من هذا ، ففي الحديث :
يقول صلى الله عليه وسلم :
" مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِه " رواه الطبراني .
لقد أحب هؤلاء المتصدقون المنفقون الأجرَ من الله ، وانتظروا العوِض منه ، فسارعوا لكل عمل يرضى به اللهُ عنهم ، ولم يتأخروا عن سد حاجة إخوانهم المعوزين ( تجارةً مع ربهم )

فاللهم أخلف عليهم خيراً ، وبارك لهم في أموالهم وصحتهم وذرياتهم .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]