نظامي ممل وشعبي ملول ..!!

[شروق الاجزجي]

نظامي ممل وشعبي ملول ..!!

طلت علينا كثير من التقارير الاعلامية الواعدة عن الرجل الغامض رجل المهام الصعبة ..
وطل هو علينا بسمت هادئ ..وملامح واثقة ..ونبرة ربما تفتقر الى القبول الشعبي،الا انها تمتاز بكثير من الجدية والحزم ..
اعترف بشرعية مطالب الثورة ..وابدى احترامه في دقيقة من الحداد لمشاعر المصريين على روح شهداء الثورة ..
ونقل تعازي الرئيس الى الشعب ..واعلن لنا خبري تشكيل لجنة الحكماء والاتفاق على تعديل بعض مواد الدستور ..
ثلاثة اسابيع هي عمر الثورة وعمر سليمان فيها اسبوعان تقريبا ..
اسبوعان كفيلان بابن النظام ان يعرف عن نفسه ..
وها قد فعل ..
فما لبث رجل المهام الصعبة ان تحدث بلغة ابيه رأس النظام ..
بدأها بقوله ان الاحتجاجات لا يمكنها ان تستمر ..
وطل علينا من ايام بقوله ان النظام لم ينهار ..ولن ينهار ..
وأن مواد الدستور مفتوحة للتعديل اذا بقي الرئيس في منصبه ..

ان الرجل المفاوض العتيد الذي اربك انظمة عديدة، اعتقد انه الان مرتبك وقلق ازاء الوضع الراهن ..ففي الوقت الذي يستعد فيه للجلوس على مائدة المفاوضات يصطدم بواقع انه ليس هناك مفاوضيين !!
فالطرف الاول هو الشعب ..الممثل لذاته
والطرف الثاني هو رئيسه ..والذي تقضي اساس مهمته في تأمين خروج كريم في نهاية مدته ..
وبين هذا وذاك يجد السيد سليمان نفسه امام واقع مربك بعض الشئ ..
فقد تيقن الى صعوبة التفاوض ..لذا لجأ الى سياسة النظام ..

فتارة يشكك في انتماءات المتظاهرين ..واخرى يهدد بنزول الجيش للشارع ..
ويجد دعما وسندا قويا من وزير الخارجية والذي يبارك ويعضد فكرة التخويف ..
من هنا وهناك تتوالى علينا التصريحات ، تصريحات تكشف عن نظام يلف ويدور حول سياسته الام " تكميم الافواه" ..سواء كان بالقمع الجسدي او الفكري ..
فالنظام في ترنحه السياسي يبدو كالطفل الذي لا يحفظ الا كلمة واحده وكل مرة يبدل حروفها ليظهر لنا على انه لديه كلمة جديدة مكتسبة ، دائرة مغلقة من الفكر الذي حفظه الشعب ، الشعب الذي لا يطيق الصبر كثيرا ..فهو على صبره ثلاثون عاما الا انه ضج ..وان كان له ثلاثة اسابيع في الميدان ..فسمة شعبي انه مناضل ولكنه لا يسكت على حقه طويلا ..الامس كان ميدان التحرير ..واليوم كان مجلسي الشعب والشورى ..وغدا قصر الرئاسة ..والمستقبل حافل ..نعم ...

فنظامي ملل ..وشعبي ملول ..!!