الرصاصة الأخيرة

[يحي بن أحمد بوشيخي]

الرصاصة الأخيرة...

يواصل المخزن حملته المسعورة ضد أبناء و بنات العدل و الإحسان:اعتقالات تعسفية، محاصرة و اقتحام للبيوت، و سرقة موصوفة...اعتداءات ماكرة لم تتوقف،ومسلسل التضييق و الحصار و الظلم المسلط على الجماعة لا ينساه التاريخ. و سيبقى وصمة عار في جبين المخزن الحاقد.فأي مستقبل لبلد يعد سياسة العنف لضرب العناصر الحية النشطة في الأمة؟ إنه الظلم الصارخ و النفاق الفاضح.إنه التخبط و الاضطراب.إنه التهور و الجنون.إنها العبثية الانتحارية.انه الإفلاس.انه الموت.انه الخزي المعجل.
بهذا السلوك الهمجي الغادر يكون المعربدون قد دخلوا معركة لا يعرفون نتائجها، و لم يقدروا عواقبها، محاولين إخفاء الأزمة الحقيقية و الاختناق بسبب سياستهم الفاشلة التي أوصلت البلاد إلى الباب المسدود.و التستر على مزبلة عفنة تفوح فسادا و انحلالا و إفلاسا وظلما...
لقد تضاعفت الإحصاءات الشاهدة على التدبير السيئ للظالمين المتمرغين يوما بعد يوم في حمأة الفساد الإداري.إنها الخيانة التاريخية العظمى التي سلبتنا مواردنا الخلقية و المادية، وأطلقت العنان للارتشاء الذي أصبح أسلوبا طبيعيا في حياة الإداريين الفاسدين المدمنين على كل أنواع الاختلاس و الموبقات..
إن البناء القائم على الحق وحده يدوم، أما الحصون المؤسسة على الرمال المتحركة فسرعان ما تنهار.فيا أيها الشعب المسكين :كن يقظا لأن الأخطار التي تحاصرك لا يمكن عدها،عولمة تحد مخالبها،فقر و ظلم اجتماعي،تخلف و حكم فاسد وارتشاء...و تتوالى النكبات.فلا يمكن لإصلاح دستوري جزئي هنا،أو قانون انتخابي هناك_يخونه واضعوه فور صياغته_أن يخرجنا من المأزق..لا بد من ميثاق تلتف حوله مكونات المجتمع، هذا هو اقتراح العدل و الإحسان، واضح وبسيط و قوي.نقاش عام يشارك فيه الجميع دون استثناء أو إقصاء.بدل المؤامرات السرية التي يحيكها في الدهاليز (السادة الأسياد) لا ملجأ إذن من الفساد و الفقر والتخلف و الحكم السيئ و الظلم الصارخ إلا إلى الله، و إلى شرع الله.و رغم كل العوائق نملك رأس المال:وعد الله، و نمسك بمفتاح المستقبل الإسلامي:الإيمان والعمل الصالح.
و الله عز و جل ربنا و حامينا وحده هو القهار...
و حسبنا الله و نعم الوكيل

عبد الحفيظ حاجي