الرجولة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السنة وحي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 142 )           »          وقفة مع النفس.. إمكانية التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          بين الخوف والرجاء.. لئلا يتكل رجل ولا ييأس رجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 152 )           »          الوفاء بالوعد وإخلاف الوعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 128 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13074 - عددالزوار : 345869 )           »          مكاسب الصحابة الكرام: نموذج في الكسب الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          رسول السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 122 )           »          أسطورة تغيير الجنس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 146 )           »          كنز من كنوز الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 145 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 4840 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2024, 03:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,116
الدولة : Egypt
افتراضي الرجولة



الرجولة (1)









كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد روى الإمام أحمد وابن حبان، بسند حسن، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مِمَّ تَضْحَكُونَ؟) قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ)؛ هذا في ساقيه -رضي الله عنه-؛ فكيف به هو -رضي الله عنه-؟!

وروى البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ: (مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ: هَذَا -وَاللهِ- حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ ‌خَطَبَ ‌أَنْ ‌لَا ‌يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا).

فهذا عبد تقي، خفي ذكره في السماء، ومثله ما قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَمْ مِنْ أَشْعَثَ، أَغْبَرَ، ذِي طِمْرَيْنِ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

وروى أحمد في فضائل الصحابة والحاكم وصححه الذهبي: "أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ يَوْمًا لِمَنْ حَوْلَهُ: تَمَنَّوْا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ مَمْلُوءَةٌ ذَهَبًا فَأَنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: تَمَنَّوْا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ لَؤْلُؤًا أَوْ زَبَرْجَدًا أَوْ جَوَهِرًا، فَأَنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَتَصَدَّقُ، ثُمَّ ‌قَالَ ‌عُمَرُ: ‌تَمَنَّوْا، فَقَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ عُمَرُ: أَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهَا مَمْلُوءَةٌ رِجَالًا مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ".

ولما طلب عمرو بن العاص -رضي الله عنه- المدد من أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- في فتح مصر؛ أرسل له أربعة آلاف رجل، مع كل ألف رجل بألف، منهم: عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-. ولما طلب المقوقس حاكم مصر وفدًا يكلمه، أرسل عمرًا -رضي الله عنه- وفدًا على رأسهم عبادة -رضي الله عنه-.

وكان عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أسود طوالًا، فلما ركبوا السفن إلى المقوقس، ودخلوا عليه، تقدم عبادة؛ فهابه المقوقس لسواده، فقال: "‌نحُّوا ‌عني ‌هذا ‌الأسود، وقدموا غيره يكلمني، فقالوا: إن هذا الأسود أفضلنا رأيًا وعلمًا، وهو سيدنا وخيرنا والمقدَّم علينا، وإنا نرجع جميعًا إلى قوله ورأيه، وقد أمره الأمير دوننا بما أمره به.

فقال المقوقس لعبادة: تقدم -يا أسود- وكلِّمني برفق؛ فإني أهاب سوادك، وإن اشتد عليَّ كلامك ازددت لك هيبة، فتقدم إليه عبادة، فقال: قد سمعت مقالتك، وإن فيمن خلَّفت من أصحابي ألف رجل أسود، كلهم أشد سوادًا مني وأفظع منظرًا، ولو رأيتهم لكنت أهيب منك لي، وأنا قد وليت، وأدبر شبابي، وإني مع ذلك -بحمد الله- ما أهاب مائة رجل من عدوي لو استقبلوني جميعًا، وكذلك أصحابي" (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة).

ولما دخل رِبْعي بن عامر -رضي الله عنه- على رستم قائد الفرس، وقد زيَّنوا مجلسَهُ بالنمارق المذهَّبة والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وجلس على سرير من ذهب؛ دخل رِبْعي بثياب صفيقة، وسيف وترس، وفرس قصيرة -ودخل بعزة الإسلام وشموخ الإيمان-، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه؛ ما تأثر بزخرف الدنيا، وما لفت انتباهه ما رآه من زينتها، وما مال قلبه لشيء منها، وما انكسر أمام زينة عدوه وسلطانه؛ فقالوا له: "ضع سلاحك. فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال ‌رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ قال: الله ابتعثنا؛ لنخرج مَن شاء مِن عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قَبِلَ ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله. قالوا: وما موعود الله؟ قال: الجنةُ لمن مات على قتال من أبى، والظفرُ لمن بقي" (انظر: البداية والنهاية).


هذه هي الرجولة وهؤلاء هم الرجال.

ونكمل حديثنا عن الرجولة في المقال القادم -بإذن الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-08-2024, 08:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,116
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجولة

الرجولة (2)






كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالرجولة وصف اتفق العقلاء على مدحه والثناء عليه، ويكفيك إن كنت مادحًا أن تصف إنسانًا بالرجولة، أو أن تنفيها عنه لتبلغ الغاية في الذمِّ.

والرجل: قد يطلق ويراد به الذَّكَر، وهو ذلك النوع المقابل للأنثى، وعند إطلاق هذا الوصف لا يراد به المدح، وإنما يراد به بيان النوع؛ كما قال -تعالى-: (‌لِلرِّجَالِ ‌نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا) (النساء: 7)، وقال -تعالى-: (وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ ‌يُورَثُ ‌كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ...) (النساء: 12).

وقد تطلق الرجولة ويُرَاد بها وصف زائد يستحق صاحبه المدح، وهو ما نريده هنا، فالرجولة بهذا المفهوم تعني القوة والمروءة والكمال، وكلما كملت صفات المرء استحق وصف الرجولة، وقد وصف الله بذلك الوصف أشرف الخلق؛ فقال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ ‌إِلَّا ‌رِجَالًا ‌نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) (يوسف: 109).

فالرجولة: صفه لهؤلاء الكبار الكرام الذين تحمَّلوا أعباء الرسالة، وقادوا الأمم إلى ربِّها، وهي صفة أهل الوفاء مع الله، الذين باعوا نفوسهم لربِّهم -عز وجل-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ ‌صَدَقُوا ‌مَا ‌عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (الأحزاب: 23)، وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذِّكر والآخرة؛ قال -تعالى-: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ ‌تِجَارَةٌ ‌وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (النور: 37)، (فِيهِ رِجَالٌ ‌يُحِبُّونَ ‌أَنْ ‌يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة: 108).

من صفات الرجولة:

(1) عبودية الله -تعالى-: قال الله -سبحانه وتعالى-: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ ‌تِجَارَةٌ ‌وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (النور: 37)، "فهؤلاء الرجال، وإن اتَّجروا، وباعوا، واشتروا، فإن ذلك، لا محذور فيه، لكنه لا تلهيهم تلك، بأن يقدِّموها ويؤثروها على: (ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)، بل جعلوا طاعة الله وعبادته غاية مرادهم، ونهاية مقصدهم، فما حال بينهم وبينها رفضوه.

ولما كان ترك الدنيا شديدًا على أكثر النفوس، وحبُّ المكاسب بأنواع التجارات محبوبًا لها، ويشق عليها تركه في الغالب، وتتكلف من تقديم حق الله على ذلك، ذكر ما يدعوها إلى ذلك -ترغيبًا وترهيبًا- فقال: (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) من شدَّة هوله وإزعاجه للقلوب والأبدان؛ فلذلك خافوا ذلك اليوم، فسهل عليهم العمل، وترك ما يشغل عنه" (تفسير السعدي).


(2) علو الهمة: كأبي بكر -رضي الله عنه- الذي وقف ليجمع شمل الأمة بعد تفرقها، وقال قولته التي تكتب بماء العين لا بماء الذهب: "إنه قد انقطع الوحيُ، وتَمَّ الدِّينُ، ‌أَيَنْقُصُ ‌وأنا ‌حي؟!" (انظر: هداية الرواة، جامع الأصول).

وعبد الرحمن الداخل الذي عبر ثلاث قارات ليقيم في الأندلس دولة للإسلام، التي استمرت فيه وفي أولاده وأحفاده قرابة المائتي عام، وكان فيها أعظم حضارات الأندلس، بل والدنيا جميعًا.

وعبد الرحمن الغافقي الذي وقف على بعد ثلاثين كيلو مترًا فقط من باريس، وكمحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية بعد أن استعصت على المسلمين ثمانية قرون، وغيرهم كثير في أمة الإسلام في كل المجالات.

أما مَن كانت همته في لقمة يأكلها أو شربة يشربها، أو دنيا يصيبها؛ فلا يطمع في هذا الوصف.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-09-2024, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,116
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجولة



الرجولة (3)

كتبه/ محمد سرحان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنستكمل في هذا المقال كلامنا عن صفات الرجولة.

من صفات الرجولة:

(3) تحمل المسؤولية: مسؤولية الدِّين والأمة ومسؤولية بيته وأسرته؛ قال -تعالى- عن أحد هؤلاء الذين جاءوا بسعي وجدٍّ واجتهاد دعوة إلى الله -تعالى-: (*وَجَاءَ *مِنْ *أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ . اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ . وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ . إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ . قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) (يس: 20-27)، فنصحهم حيًّا وميِّتًا، والأمثلة والنماذج في هذه الأمة لا يحصيها إلا الخالق -جلَّ وعلا-.

(4) الصدق، والثبات على المنهج: قال الله -تعالى-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *رِجَالٌ *صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب: 23).

وعَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ، فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ، غَنِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- سَبْيًا، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قَسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: (قَسَمْتُهُ لَكَ)، قَالَ: *مَا *عَلَى *هَذَا *اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: إِنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ، فَلَبِثُوا قَلِيلًا، ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُحْمَلُ، قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَهُوَ هُوَ؟) قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: (صَدَقَ اللهَ فَصَدَقَهُ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).

(5) الطهارة المعنوية والحسية، طهارة القلب والنفس والبدن: قال -تعالى-: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا *وَاللَّهُ *يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة: 108).

(6) الغيرة، على عرضه وأعراض المسلمين: ألم يكن سبب غزوة بني قينقاع غيرة من مسلم على عرض مسلم، وفتح عمورية لصرخة امرأة، صرخت: وامعتصماه؟! وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ قُتِلَ *دُونَ *أَهْلِهِ، *فَهُوَ *شَهِيدٌ) (رواه أحمد والترمذي والنسائي، وصححه الألباني).


(7) صون أعراض الناس: فسقى موسى -عليه السلام- لابنتي الرجل الصالح ولم ينبس ببنت شفة معهما بعد انتهاء المساعدة، ولما استدعاه الرجل، جعل ابنته تسير خلفه، وتشير إلى الجهة التي يتوجه إليها بحجر تقذفه أمامه.


أما ما يفعله البعض اليوم من مصاحبة الفتيات والنساء، وغيرها من الأفعال المشينة معهن؛ فهو خسَّة ونذالة وحقارة، وأشد ذلك أن يكون مع امرأة متزوجة، فيفسدها على زوجها وبيتها وأولادها.

(8) حسن الخلق: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا *أَحْسَنُهُمْ *خُلُقًا) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ المُؤْمِنُ *بالطَّعَّانِ *وَلا اللَّعَّانِ، ولا الفاحِشِ وَلا البَذِيء) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

وليست الرجولة بالتدخين، ولا الجلوس على المقاهي، ولا رفع الصوت وتغليظه، ولا أذية الناس، ولا اتباع الأهواء والشهوات، ولا بتقليد الكفار والفساق.

وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.84 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]