في ذكرى الثورة الخمينية.. تاملات في حقيقة العلاقات الاراتية و الامريكية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 584 - عددالزوار : 333963 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2009, 10:23 AM
العاقبة للمتقين العاقبة للمتقين غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 57
الدولة : Algeria
Cool في ذكرى الثورة الخمينية.. تاملات في حقيقة العلاقات الاراتية و الامريكية

في ذكرى الثورة الخمينية , تأملات في حقيقة العلاقات الإيرانية الأمريكية!
حامد خلف العُمري

ما زلت أذكر قصة طريفة سمعتها في صغري , عن لئيمين دخلا أحد المطاعم و طلبا طعاماً , فلما انتهيا من تناول الطعام , تشاورا في كيفية التهرب من دفع الحساب , ثم اهتدى أحدهما إلى فكرة عجيبة ما لبث الآخر أن وافقه عليها , عندها بادر أحدهما برفع صوته بالسب و الشتم لصاحبه , فقابله الآخر بسبٍ أقذع و أشنع , و هنا تعالت الأصوات و تتابعت اللعنات , فجاء عمال المطعم يستوضحون الأمر , فوجدوا المعركة الكلامية مشتعلة , و الرجلين على وشك الاقتتال , فحاولوا عندئذ أن يحجزوا بينهما , إلا أن ذلك لم يزدهما إلا صراخا و تلاعناً , ثم أن أحدهما ضرب صاحبه وهرب خارج المطعم , فلحقه الآخر حاملاً " قارورة الشطة " و هو يدعوا عليه بالويل و الثبور , و ما لبثا أن اختفيا عن الأنظار , و عندها وجد عمال المطعم أنفسهم يتبادلون نظرات الاستغراب المتسائلة عن حقيقة و أسباب ما جرى , بيد أنهم اتفقوا أخيراً على أن الشيء الواضح و المفهوم لديهم أنهم قد خسروا قيمة ذلك الغداء بالإضافة إلى " الشطة "!
أتذكر هذه القصة دائما عندما أجدني و أجد الكثيرين غيري حائرون في تفسير طبيعة علاقة إيران بأمريكا , أو بابنتها المدللة إسرائيل !
فبينما كانت الحرب الكلامية بين البلدين في ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي , وبينما كان الخميني و أتباعه يصبون لعناتهم على ما يسمونه ب " الشيطان الأكبر " , كان الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر يعقد اتفاقاً , في باريس مع نائب الرئيس الأمريكي " بوش الأب " وبحضور مندوب الموساد " آري بن ميناشيا " , لتزويد إيران بأنواع متطورة من السلاح الأمريكي , عن طريق إسرائيل , ليستخدمها الجيش الإيراني في حربه ضد العراق و ذلك مقابل مبلغ مقداره 1,217,410 دولار أمريكي .
وبينما كان الرئيس الأمريكي "بوش الابن " يهاجم النظام الإيراني و يتوعده , كانت قواته في العراق تتولي حراسة الرئيس الإيراني منذ وصوله إلى مطار بغداد و حتى مغادرته .
وبينما تهدد السلطات الإيرانية بإغلاق مكتب "قناة العربية" في طهران , و يهاجم عبد الرحمن الرشد " مدير القناة " إيران بمقالات نارية , نجد هذه القناة لا تمل من عرض دعايات الحكومة العراقية " البغدادية الإقامة الطهرانية المولد و النشأة " !

فكيف لنا أن نفهم هذا التناقض بين ما يشاع من حجم العداء الهائل بين تلك البلدان , و بين ما يُفعل و يُمارس على أرض الواقع ؟

زد على ذلك ما يحدث بين فترة و أخرى من تسريبات و كشف عن بعض الوثائق القديمة , و التي توضح حقيقة بعض الأحداث , كما في تلك الوثائق التي أفرج عنها أرشيف الأمن القومي الأمريكي و المتعلقة بفضيحة "إيران-كونترا".
أو ما يحدث من فلتات لسانية لبعض المسئولين , كما قال نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية و البرلمانية في ختام مؤتمر " الخليج و تحديات المستقبل " و الذي عقد بإمارة أبو ظبي بتاريخ 13-1-2004 : ( إن إيران قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان و العراق , و إنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول و بغداد بهذه السهولة )
و كما يقول "شارون" في مذكراته : ( لم أر في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد , عدونا الحقيقي هو المنظمات الإرهابية الفلسطينية ) " مذكرات شارون , ترجمة أنطوان عبيد - ص 576 "
أو ما صرح به وزير الخارجية في حكومة نتنياهو "ديفيد ليفي" حيث قال: (إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام أن إيران هي العدو) " جريدة هارتس اليهودية 1/6/1997"

و الواقع أني لست هنا في معرض التتبع لمثل هذه الوثائق أو التصريحات , و أظن أن من أراد ذلك فلن يصعب عليه , فهناك عشرات الوثائق و المقالات التي تناولت هذا الجانب (1) , و ما أريد الإشارة إليه هو انه ما زال هناك الكثيرين منا يعتقد بأن إيران هي حاملة راية الجهاد و المقاومة ضد أمريكا و إسرائيل , و المصيبة أن ذلك ليس قاصراً على العوام , بل يتعداه إلى طبقات من المثقفين .
و مع تسليمي بعدم وجود عداء حقيقي بين إيران و أمريكا أو إسرائيل , إلا أني لا أستطيع نفي و جود نقاط خلاف طبيعية بينهما من قبيل خلافات المصالح و حسابات النفوذ و السيطرة , إلا أن الواضح أن تلك الدول قادرة و باحترافية سياسية عالية على تجاوز نقاط الخلاف , أو على الأقل تحييدها و تأجيلها إلى وقت لاحق , و التركيز على القضايا الإستراتيجية المشتركة .

و في ظني , و الله اعلم , أن من مصلحة أمريكا و إسرائيل أن تبدو إيران في موقع المقاومة و العداء المطلق لهما ,و أن تتزعم ما يسمى بمعسكر الممانعة , لأن ذلك يحقق هدفين مزدوجين :
الأول : و هو ما يعبر عنه البعض بالحاجة الوجودية لإسرائيل، فمن المعلوم أن إسرائيل تحب أن تبدو دائما بمظهر الضعيف المحدق به الخطر و المحاط بسياج من الدول المعادية , مما يمكنها من الحصول على مساعدات و أسلحة الدول الغربية الكبرى و بخاصة أمريكا, و قد رأينا كيف تحالف العالم بأسره معها لمنع تهريب السلاح لحماس , و لذلك فهي تستغل تصريحات المسئولين الإيرانيين الذين يتوعدون بإزالتها من على الخارطة لإقناع الرأي العام الغربي بحاجتها للدعم المستمر , و كذلك لجعله يتفهم ما تقوم به من أعمال إرهابية ضد المدنيين في فلسطين أو لبنان .
الثاني : ( و هو ما قد يغفل عن الكثيرين) تلميع المذهب الشيعي الذي تتبناه إيران وتراهن عليه مع تلك القوى في مزاحمة الإسلام السني الغير متسامح مع المشروع الغربي , و يتم ذلك عبر تقديم المذهب الشيعي كمذهب يقوم في الأساس على مبدأ المقاومة و الجهاد للمحتل دون مواربة , و قد لمسنا تأثر البعض منا ( ولا أقصد العوام فقط ) بخطابات نصر الله النارية ضد إسرائيل ! بل وصل الأمر إلى حدوث انقلاب من بعض الإسلاميين ضد مشايخهم, كل ذلك دفاعاً عن إيران (المقاومة) ! كما في أزمة الشيخ القرضاوي مع الصحافة الإيرانية , و من شأن هذا الهدف في حال تحققه إحداث نوع من التوازن المذهبي في المنطقة , و هذا يعد بلا شك هدفاً مشتركاً لكل الأطراف .
و لا تزال الوقائع تؤكد لنا أن العداء الإيراني لأمريكا و إسرائيل يبقى في أكثره مجرد تصريحات و تهديدات فارغة لا يسندها تحرك حقيقي , عدا ما يكون من تحركات تكتيكية , و اعني بالتحديد مواجهات حزب الله مع إسرائيل , و التي ثبت أنها مواجهات تكتيكية مقننة و مرتبطة بالحسابات الإيرانية فحسب , و ليس الهدف من ورائها نصر للأمة , و إلا فما تفسير تفرج حزب الله على ما حدث في غزة , بل و المسارعة في نفي تورطه في عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان؟ , ولذلك فهناك من المتابعين من يرى بأن حزب الله أريد له أن يوجد في جنوب لبنان كبديل للميلشيات النصرانية التي فشلت في الحد من نشاط الفصائل الفلسطينية في لبنان , ذاك أنه يرفض التحالف مع تلك الفصائل , بل و لا يسمح لها بالوصول إلى نقاط التماس مع العدو.

و أما ما نشاهده من احتفاء إيران بقيادات حماس و فتح أذرعتها لقادة الجهاد في فلسطين , فلا يعدو كونه مناورات و تقية سياسية , أحسب أن الإخوة في حماس أذكى من أن تنطلي عليهم , فإيران لا تعطي شيئاً لوجه الله , و من قتل الفلسطينيين و شردهم في العراق و ألجأهم إلى ترك بيوتهم و العيش في العراء, لا يمكن أن يرحمهم في فلسطين , و لو كانت إيران صادقة في دعمها لحماس لأنفذت و عدها الذي قطعته إبان فوز حماس بالانتخابات , و المتمثل في إعطاءها مبلغ خمسين مليون دولار!
و يبقى أن الذي أعطى الفرصة كاملة لإيران للمتاجرة بالقضية الفلسطينية وتزعم الساحة الإسلامية , هو الموقف العربي السلبي تجاه المقاومة و تراجع الدور الريادي لبعض الدول العربية .

و بمناسبة ذكرى الثورة الخمينية أسألك أيها القارئ الكريم :
كم عدد الحروب التي اندلعت بين إيران و أمريكا أو إسرائيل منذ انطلاقة الثورة حتى الآن؟
دع هذا السؤال و أجبني : هل حدث أن ضُربت مواقع إستراتيجية إيرانية على غرار ما حدث للمفاعل العراقي؟

الواقع يشهد أن أمريكا إنما خاضت الحروب ضد أعداء إيران التاريخيين , أفغانستان التي مازالت مشاعر الغضب الطائفي والعنصري الإيراني تتأجج ضدها , بسبب عقدة سقوط الدولة الصفوية على يد الأفغان الغلزائين (1722-1729م) بقيادة "المير محمود" , و العراق الذي تصدى للزحف الصفوي الجديد بقيادة الخميني , بينما بقيت إيران في مأمن بفضل قدرتها على الاستفادة من نقاط الالتقاء بين مشروعها التوسعي و المشروع الغربي, في ظل غياب شبه كامل لمشروع عربي إسلامي .
أما ما يربط إيران بإسرائيل تحديداً , فهناك من يرى أنه أبعد من تاريخ تأسيس الدولتين , إذ لا يزال اليهود يشعرون بالمنة التاريخية للفرس , وذلك بسبب تخليص القائد الفارسي " قورش الكبير " لليهود من السبي البابلي , و قد وُجدت منظمات شبابية يهودية تعيش في طهران تحت اسم"قورش الكبير" !
و يمكن اعتبار مرحلة حكم الشاة بأنها الفترة التي شهدت أكبر وضوح لطبيعة العلاقة بين إيران و إسرائيل , قبل انطلاق " التقية " أو الثورة الخمينية التي لم تغير في حقيقة العلاقة الشيء الكثير , و الغريب أن يكون اليهود الفرس هم الأكثـر سفكاً لدماء الفلسطينيين من غيرهم , فنائب رئيس الحكومة الإسرائيلية "شاؤول موفاز" صاحب الخطة العسكرية لمواجهة الانتفاضة و التي كانت نتيجتها مجزرة نابلس وجنين هو فارسي من مواليد طهران عام 1948، و قد هاجرت أسرته إلى فلسطين عام 1957, و "دان حالوتس" رئيس القوات الجوية الإسرائيلية السابق و الملقب ب"جنرال الاغتيالات" , و الذي كانت أبشع مجازره في يوليو 2002 حينما أعطى أوامر بقصف مبنى سكني لاغتيال أحد قادة حركة حماس واستشهد في تلك المجزرة 14 مدنيا بينهم 9 أطفال , ينتمي هو الآخر لعائلة يهودية مهاجرة من "هاجور" الإيرانية .
و ختاماً , فإن من الواجب علينا كعرب و مسلمين أن نفهم أننا مستهدفون , و أننا واقعون بين مطرقة و سندان مشروعين خطيرين لا يقل أحدهما خطورة عن الآخر, و أن علينا كذلك أن نفهم أنه لا يوجد عداء حقيقي بين أطراف تلك المشاريع, بل لا يوجد ما يبرر ذلك العداء أصلاً , و أقصى ما يمكن أن يكون هو وجود خلاف مصلحي أو تنافس على مناطق النفوذ , و هذا النوع من الخلاف يمكن أن تحله الصفقات السياسية , بعكس الخلاف ( الأيدلوجي ) الذي لا يمكن للصفقات السياسية إنهاءه , وهذا ينسحب على خلافات التيارات المنبثقة عن هذين المشروعين و الموجودة في عالمنا العربي و بخاصة في دول الخليج , و لذلك فمن السهولة عليك ملاحظة التعاون و التنسيق بين التيارات التغريبية و الطائفية في تلك البلدان ضد التيارات السنية وبخاصة السلفي , و يبقى الأمل في عودة مشروعنا العربي الإسلامي الحضاري مصدر قوتنا و سر مدافعتنا لتلك المشاريع المعادية.

----------------------------
1) انظر على سبيل المثال : " قصة التعاون الإيراني الإسرائيلي " لعز الدين بن حسين القوطالي
  #2  
قديم 05-03-2009, 07:32 PM
الصورة الرمزية بدر من المغرب
بدر من المغرب بدر من المغرب غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 1,803
الدولة : Morocco
افتراضي رد: في ذكرى الثورة الخمينية.. تاملات في حقيقة العلاقات الاراتية و الامريكية

مقال رائع بارك الله فيك
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.36 كيلو بايت... تم توفير 2.05 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]