تحريم نسبة السهو أو النسيان إلى الله تبارك وتعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5031 - عددالزوار : 2179751 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4612 - عددالزوار : 1460480 )           »          معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 815 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54885 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2024, 10:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي تحريم نسبة السهو أو النسيان إلى الله تبارك وتعالى

تحريم نسبة السَّهو أو النِّسْيان إلى الله تبارك وتعالى

فواز بن علي بن عباس السليماني


قال الله تعالى: ﴿ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى [طه: 52].

وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم: 64].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئًا، ثم تلا هذه الآية: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم:64]؛ رواه البزار في «مسنده» برقم (123)، وقال: إسناده صالح؛ اهـ.

ورواه الحاكم في «المستدرك» (2/ 375)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه؛ اهـ، ووافقه الذهبي:[1].

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله فرض فرائض، فلا تضيِّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياءَ، فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها»؛ رواه الدارقطني في «سننه» برقم (4396) وغيرُه[2].

فصلٌ: في معنى قوله تعالى: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة: 67]، ونظائرها من الآيات:
قال الله تعالى: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة: 67].

قال المفسر الكبير ابن جرير الطبري في «تفسيره» (1/ 9): قال جل ثناؤه: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ تركوا طاعة الله، فتركهم الله من ثوابه؛ اهـ.

وقال الإمام البغوي في «تفسيره» (2/ 367): قوله: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ: تركوا طاعة الله فتركهم من توفيقه وهدايته في الدنيا، ومن رحمته في الآخرة، وتركهم في عذابه؛ اهـ.

وقال الإمام القرطبي في «تفسيره» (11/ 178): والنسيان الترك؛ قال الله تعالى:﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ، و﴿ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19]، سواء كان مع ذهول أو لم يكن؛ لأن الله تعالى لا ينسى، وإنما معناه تركهم؛ اهـ.

وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (4/ 152):﴿ نَسُوا اللهَ؛ أي: نسوا ذكر الله، ﴿ فَنَسِيَهُمْ؛ أي: عاملهم معاملة مَن نَسِيَهم؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا [الجاثية:34]؛ اهـ، وقال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا [الأعراف: 51].

قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (3/ 381)؛ أي: يعاملهم معاملة من نسيهم؛ لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه؛ كما قال تعالى: ﴿ فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى [طه: 52]، وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة؛ كقوله: ﴿ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة: 67].

وقال: ﴿ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه: 126].

وقال تعالى: ﴿ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا [الجاثية: 34].

وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ﴿ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا: قال: نَسِيَهم الله من الخير، ولم يَنسَهم من الشر.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا.

وقال مجاهد: نتركهم في النار.

وقال السدي: نتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا.

وفي «الصحيح[3]»: أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: (ألم أزوِّجك؟ ألم أُكرمك؟، ألم أسخِّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول الله تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني)؛ اهـ.

قلت: فعُلِمَ أن النسيان في حق الله تبارك وتعالى، يُراد به الترك اتفاقًا، لا الذهول، والله أعلم وأحكم وهو اللطيف الخبير.
==================================
[1] حسنٌ: راجع: «مجمع الزوائد» (1/ 171)، و«الصحيحة» برقم (2256).

[2] قال الإمام النووي: في «الأربعين النووية» ـ عقب ذكره له برقم (30)ـ: حديث حسن؛ اهـ،
وقال الحافظ ابن رجب: في «جامع العلوم والحكم» (2/ 150): هذا الحديث من رواية مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، وله علتان:
إحداهما: أن مكحولًا لم يصح له السماع من أبي ثعلبة، قاله: أبو مسهر الدمشقي، وأبو نعيم الحافظ، وغيرهما.
والثانية: أنه اختُلف في رفعه ووقفه على أبي ثعلبة، ورواه بعضهم عن مكحول من قوله، لكن قال الدارقطني: الأشبه بالصواب المرفوع، قال: وهو أشهر، ثم قال ابن رجب: وقد حسَّن الشيخ: ـ أي: النووي ـ هذا الحديث، وكذلك حسنه قبله الحافظ أبو بكر بن السمعاني في «أماليه»؛ اهـ.
قلت: وقد رُوِيَ الحديث عن جمعٍ من الصحابة رضي الله عنهم ذكر الحافظ ابن رجب في جامعه بعضًا منهم، وحكم على أسانيدها، كما استفادها منه: الدكتور/ سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد، في «تحقيقه لتفسير سعيد بن منصور المذكور في سننه» (2/ 328)، فذكرها وزاد عليها، مع بيان حالها، ولولا طلب الاختصار؛ لسقتها، والله المستعان، وهو أعلم.
وقال العلامة الألباني في «تحقيق الإيمان» لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص44): حديث حسن بشاهده؛ اهـ.

[3] «صحيح مسلم» برقم (2968)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2024, 01:07 PM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 26,847
الدولة : Yemen
افتراضي رد: تحريم نسبة السهو أو النسيان إلى الله تبارك وتعالى

موضوع قيم
جزاك الله خير وبارك الله فيك

دمتم بخير
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.98 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (3.67%)]